أصدر «قصر الإليزيه» عصر اليوم بياناً عقب الاتصال الذي أجراه الرئيس إيمانويل ماكرون مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين وذلك بعد يوم واحد من اتصال مشابه مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
وجاء في البيان أن ماكرون ندد بتواصل العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا، ودعا إلى وضع حد لها «في أسرع وقت» بحيث تنطلق عقبها «مفاوضات تفضي إلى استعادة أوكرانيا سيادتها والسلامة الكاملة لأراضيه».
وأشار البيان إلى أن ماكرون شدد، في ما خص ملف محطة زابوريجيا النووية، على ضرورة ضمان أمنها، مؤكداً أن الاحتلال الروسي للمحطة هو «سبب المخاطر التي تحدق بأمن المحطة». وفي السياق عينه، طلب، كما في المرات السابقة، أن تخلي القوات الروسية المحطة من الأسلحة الخفيفة الثقيلة، وأن يتم العمل بالتوجيهات التي طلبتها «الوكالة الدولية للطاقة الذرية» من أجل ضمان أمن الموقع.
وفي سياق آخر، تباحث ماكرون وبوتين في ملف الأمن الغذائي العالمي، مذكراً بأن العقوبات الغربية لا تنطبق على المنتجات الزراعية الروسية ولا على المواد الضرورية لها، في إشارة إلى الأسمدة. وتشكو موسكو من العقوبات الغربية التي تؤكد أنها تمنعها من تصدير محاصيلها ومن بيع الأسمدة التي تنتجها.
ودعا ماكرون نظيره الروسي إلى أهمية الحرص على أن يمكن الاتفاق المبرم بين روسيا وأوكرانيا وتركيا، برعاية الأمم المتحدة، من إيصال الحبوب المصدرة إلى البلدان الأكثر حاجة إليها. وسبق لبوتين أن اتهم الغرب بالاستحواذ على الحبوب، وأن البلدان المحتاجة لا تتحصل إلا على القليل.
وأفاد البيان بأن الرئيس ماكرون سيبقى على اتصال مع الرئيسي زيلينسكي، ومع المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، وسيتشاور مجدداً مع الرئيس بوتين، في الأيام المقبلة من أجل التوصل إلى اتفاق يكون من شأنه ضمان أمن محطة زابوريجيا النووية التي زارها مؤخراً وفد من الوكالة.
ورغم الانتقادات التي تعرض لها سابقاً، فإن ماكرون ما زال مصراً على التواصل مع بوتين. وبمناسبة خطابه أمام المؤتمر السنوي لسفراء فرنسا عبر العالم، أكد ماكرون أنه سيواظب على التواصل مع بوتين، وأنه لا يريد أن يترك الرئيس التركي رجب طيب إردوغان وحده المحاور الوحيد للرئيس الروسي.
يذكر أن ماكرون هو من حصل على موافقة بوتين على السماح لبعثة الوكالة بزيارة زابوريجيا من أجل تجنب كارثة نووية. ويدعو ماكرون وغيره من القادة الغربيين إلى انسحاب القوات الروسية من المحطة ومن محيطها؛ وهو بذلك يتماهى مع مطلب زيلينسكي والرئيس الأميركي جو بايدن.
ويأتي الاتصال بالرئيس الروسي عقب التطورات العسكرية الميدانية التي شهدها شمال شرقي أوكرانيا وانسحاب القوات الروسية من مساحات واسعة كانت تسيطر عليها، بفعل الهجمات التي تشنها القوات الأوكرانية.
ويذكر أن وزير الخارجية الروسي أعلن اليوم أن موسكو لا تعارض العودة إلى المفاوضات مع الجانب الأوكراني، فيما يربط الرئيس زيلينسكي المفاوضات بانسحاب القوات الروسية من الأراضي الأوكرانية. وتتهم موسكو الغرب؛ وتحديداً الولايات المتحدة الأميركية، بإطالة الحرب وتقديم الأسلحة للقوات الأوكرانية وباستغلالها من أجل استنزاف روسيا. ولا يستبعد أن يسعى الرئيس ماكرون في لعب دور ما في موضوع إعادة الطرفين إلى طاولة المفاوضات.
ماكرون يدعو بوتين إلى سحب الأسلحة من محطة زابوريجيا
ماكرون يدعو بوتين إلى سحب الأسلحة من محطة زابوريجيا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة