أنتوني... بداية واعدة أم نهاية قاتمة؟

هولندا منقسمة حول قدرات اللاعب ومتفقة على أن ضمه بـ100 مليون يورو مثير للسخرية

أنتوني المنضم حديثاً لمانشستر يونايتد كان له معجبون ومنتقدون في أياكس (غيتي)
أنتوني المنضم حديثاً لمانشستر يونايتد كان له معجبون ومنتقدون في أياكس (غيتي)
TT

أنتوني... بداية واعدة أم نهاية قاتمة؟

أنتوني المنضم حديثاً لمانشستر يونايتد كان له معجبون ومنتقدون في أياكس (غيتي)
أنتوني المنضم حديثاً لمانشستر يونايتد كان له معجبون ومنتقدون في أياكس (غيتي)

في البداية دعونا نطرح السؤال التالي: من هو أنتوني؟ هل هو شرير، أم اشتراكي، أم لاعب ساحر، أم طفل لا يتوقف عن البكاء؟ في هولندا، ما زال الناس لا يعرفون إجابة عن هذا السؤال بعد عامين من مشاهدة اللاعب البرازيلي وهو يلعب مع أياكس! لكن بعد انتقاله إلى مانشستر يونايتد مقابل 100 مليون يورو (85.6 مليون جنيه إسترليني) مؤخراً، فإن الشيء الوحيد الذي اتفقوا عليه جميعاً هو أن قيمة هذه الصفقة مثيرة للسخرية.
صحيح أنه لاعب كرة قدم محترف يمتلك قدرات جيدة، وربما يختلف عن الكثير من اللاعبين الذين رأيناهم من قبل، لكن رفضه خوض مباراتين مع أياكس والإدلاء بتصريحات قوية وغاضبة خلال مقابلة صحافية لإجبار النادي الهولندي على بيعه، تسببا في حالة من الغضب الشديد هنا. لقد اعتدنا من اللاعبين البرازيليين الذين نشأوا في الأحياء الفقيرة أن يكرموا أصدقاءهم القدامى، فتجد بعضهم يقومون بإشارات أو إيماءات معينة يقولون من خلالها: «أنا لم أنساك، وأعرف من أين أتيت». لكن عندما رسم أنتوني حرف «إل» باللغة الإنجليزية بأصابعه بعد أحد الأهداف التي أحرزها، فإنه لم يكن يشير بذلك إلى أصدقائه في أوساسكو، إحدى ضواحي ساو باولو التي تُسمى أيضا إنفيرنينيو أو «الجحيم الصغير»، ولم يكن أيضاً يشير بذلك إلى ابنه، لورينزو.
لكن حرف الـ«إل» الذي رسمه كان يشير إلى «لاريسا»، وهي فتاة برازيلية تبلغ من العمر سبع سنوات تتعافى من السرطان كان أنتوني قد قابلها في عام 2019 عندما بدأ اللاعب يتألق بشكل لافت للأنظار مع نادي ساو باولو. لقد حلق اللاعب البرازيلي شعر رأسه بعد فوزه بكأس ساو باولو مع ناديه، دعماً للفتاة التي كان بصرها قد بدأ يتدهور، وكان يزورها بانتظام. ولا يزال اللاعب يتواصل مع هذه الفتاة حتى الآن. وقال أنتوني لصحيفة «تراو» الهولندية: «ستبقى لاريسا في قلبي دائماً. إنها مصدر إلهام كبير بالنسبة لي».


بداية رائعة لأنتوني مع مانشستر يونايتد (إ.ب.أ)

لكن هذا القلق تجاه الصعوبات والمحن التي يواجهها الآخرون يتناقض بشكل صارخ مع موقفه تجاه نادي أياكس خلال أسابيعه الأخيرة في النادي الذي جلبه إلى أوروبا قبل عامين مقابل 15.75 مليون يورو وباعه إلى مانشستر يونايتد في صفقة قياسية في تاريخ كرة القدم الهولندية. وعندما وصل أنتوني إلى أمستردام، جعله نادي أياكس يشعر بأنه في منزله. بل وكانت هناك أغنية مخصصة له بعنوان «أهلا أنتوني»، غناها له زميلاه البرازيليان الجديدان ديفيد نيريس ودانيلو، بالإضافة إلى المغنية ساريتا لورينا. وقال أنتوني في فبراير (شباط) الماضي إنه يشعر بالراحة والأمان في هولندا، وأضاف: «يمكنني عادة التسوق هنا في الشارع بسلام. الناس هنا مبتهجون والمشجعون لطيفون».
لكنه أشار بالفعل لفابريزيو رومانو، صحافي إيطالي متخصص في انتقالات كرة القدم، إلى رغبته في الرحيل. من الواضح أن لديه أحلاماً أكبر، فبالنسبة لمعظم اللاعبين البرازيليين يُعد اللعب في الدوري الهولندي الممتاز خطوة أولى نحو الانتقال إلى أندية أوروبية أخرى بمقابل مادي أفضل. ومن المؤكد أن أنتوني لن ينسى أبداً من أين أتى، والدليل على ذلك أن هناك وشماً على جسده يقول: «كل من يأتي من الأحياء الفقيرة يعرف ما حدث هناك». وفي ضاحية «ليتل هيل» أو «الجحيم الصغير»، كانت عائلته بأكملها تنام في غرفة واحدة، ولم تكن هناك دائماً نقود لشراء الطعام، ناهيك عن أحذية كرة القدم، ولم يشعروا قط بالأمان بسبب عنف مهربي المخدرات. وبالتالي، كان دافعه الأكبر يتمثل في الخروج هو وعائلته من هذا المكان.
لمع نجم أنتوني كثيراً منذ وصوله إلى أمستردام. وبعدما قدم مستويات جيدة في موسمه الأول مع النادي الهولندي، حصل على ذهبية دورة الألعاب الأولمبية مع منتخب البرازيل في طوكيو في صيف عام 2021، وأصبح لاعباً أساسياً في صفوف منتخب «السيليساو». وفي الموسم الماضي، قدم أياكس أداءً جيداً في دوري أبطال أوروبا؛ حيث فاز في جميع مبارياته بدور المجموعات، وكان أنتوني في أوج تألقه.
وأبهرنا أنتوني بمهاراته الكبيرة، وكانت حركته المميزة هي استقبال الكرة بخلف ساقه وهو يقفز في الهواء مثل راقصة الباليه. وتألق اللاعب البرازيلي بشكل لافت للأنظار وكان يمكنه المرور من لاعبي الفرق المنافسة بسهولة، كما يمكنه الانطلاق بسرعة فائقة على الأطراف ثم الدخول إلى عمق الملعب والتسديد في الزاوية البعيدة بقدمه اليسرى. كما كان يهدي سيباستيان هالر تمريرات سحرية (خاصة في مواجهة سبورتنغ) سواء بداخل أو بخارج القدم. ولعب إريك تن هاغ، مديره الفني الآن في مانشستر يونايتد، دوراً كبيراً في تطويره أثناء توليه القيادة الفنية لنادي أياكس؛ حيث طالب أنتوني بتقديم أداء من الطراز العالمي في كل مباراة، وليس فقط في المباريات الكبيرة. وقال تن هاغ عن اللاعب البرازيلي: «أتمنى أن يتمتع المزيد من اللاعبين بنفس حالته المزاجية، وأن تكون لديهم نفس الرغبة في تحقيق الفوز». وعندما فاز أياكس بلقب الدوري الهولندي الممتاز، رقص تن هاغ وأنتوني معاً.
وأثنى تن هاغ على أنتوني بسبب قدرته على تشكيل خطورة مستمرة على مرمى المنافسين، فضلاً عن تكيفه السريع مع كرة القدم الأوروبية، وسرعته الفائقة وطموحه الكبير، وعقليته الجريئة. من المعروف أن تن هاغ من نوعية المديرين الفنيين الذين يمكنهم بناء فريق جديد، لكنه يعرف جيداً أنه يحتاج إلى لاعبين لديهم القدرة على اختراق الدفاعات الحصينة. وعندما غاب أنتوني للإصابة، تراجع أداء أياكس في الأشهر الأخيرة من الموسم الماضي. وأشار تن هاغ نفسه إلى أن تراجع مستوى الفريق يعود في الأساس إلى غياب اللاعب البرازيلي، لا سيما أن الفرق المنافسة أصبحت قادرة على التنبؤ بتحركات مهاجمي الفريق في ظل غياب أنتوني.
لكنّ لديه منتقديه أيضاً في هولندا، مثل ماركو فان باستن الذي قال عنه: «إنه يلعب بطريقة طفولية للغاية». وعلاوة على ذلك، فإن أنتوني يفقد الكرة كثيراً، وفي بعض الأوقات يكون هناك سوء تفاهم مع زملائه في الفريق، كما لم يسجل سوى 24 هدفاً فقط ويصنع سوى 22 هدفاً في 82 مباراة مع أياكس. وقال فان باستن: «أنا لا أحب طريقة تسديده أيضاً. في كرة القدم الدولية يتعلق كل شيء بالأرقام والإحصائيات والأهداف وصناعة الأهداف، وأنا لست معجبا بإحصائياته في هذه الأشياء».
وفي نفس البرنامج التلفزيوني، الذي يحمل اسم «روندو»، تساءل رود خوليت، زميل فان باستن السابق، عما إذا كان أنتوني قادراً على اللعب في الدوري الإنجليزي الممتاز. وقال المدير الفني السابق لتشيلسي ونيوكاسل: «إنه دوري صعب للغاية. ويتعين عليك أن تمتلك خبرات أكبر وأن تفعل الكثير من الأشياء، خاصة أن هذا الدوري أقوى كثيراً من الناحية البدنية». ومع ذلك، يشعر معظم مشجعي أياكس بالحزن على رحيل أنتوني، حتى إن البعض يطالب النادي بعمل خصم على قيمة تذاكرهم الموسمية لحضور المباريات بعد رحيل اللاعب البرازيلي. ومن ثقافة النادي الهولندي أن المتعة لا تقل أهمية عن الفوز، وهو الأمر الذي كان يجيده أنتوني تماماً بفضل مهاراته وإمكاناته الكبيرة.
لكن الشعور السائد هو الدهشة بشأن المبلغ المذهل الذي دفعه مانشستر يونايتد للتعاقد مع هذا اللاعب البالغ من العمر 22 عاماً. ووصل الأمر لدرجة أن البعض أشار على وسائل التواصل الاجتماعي إلى أن مدير كرة القدم بالنادي وحارس مرمى مانشستر يونايتد السابق إدوين فان دير سار، سيضع إعلاناً على صحيفة «مانشستر إيفينينغ نيوز» - تماماً كما حدث وقت انتقال دوني فان دي بيك إلى أولد ترافورد.
وهذه المرة لن يكون هذا الإعلان عبارة عن صورة للاعب البرازيلي، لكنه بدلاً من ذلك سيكون صورة لفان دير سار وأعضاء آخرين في مجلس إدارة أياكس وهم يضحكون ويدخنون السيجار ويشربون العصائر في حمام مليء بالأوراق النقدية!


مقالات ذات صلة

الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

الرياضة الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

أصدرت محكمة في نابولي حكماً بالسجن، في حق مُدافع فريق «مونتسا» الدولي أرماندو إيتزو، لمدة 5 أعوام؛ بسبب مشاركته في التلاعب بنتيجة مباراة في كرة القدم. وقال محاموه إن إيتزو، الذي خاض 3 مباريات دولية، سيستأنف الحكم. واتُّهِم إيتزو، مع لاعبين آخرين، بالمساعدة على التلاعب في نتيجة مباراة «دوري الدرجة الثانية» بين ناديه وقتها «أفيلينو»، و«مودينا»، خلال موسم 2013 - 2014، وفقاً لوكالات الأنباء الإيطالية. ووجدت محكمة في نابولي أن اللاعب، البالغ من العمر 31 عاماً، مذنب بالتواطؤ مع «كامورا»، منظمة المافيا في المدينة، ولكن أيضاً بتهمة الاحتيال الرياضي، لموافقته على التأثير على نتيجة المباراة مقابل المال.

«الشرق الأوسط» (ميلانو)
الرياضة الدوري «الإسباني» يتعافى «مالياً» ويرفع إيراداته 23 %

الدوري «الإسباني» يتعافى «مالياً» ويرفع إيراداته 23 %

أعلنت رابطة الدوري الإسباني لكرة القدم، اليوم (الخميس)، أن الأندية قلصت حجم الخسائر في موسم 2021 - 2022 لأكثر من ستة أضعاف ليصل إلى 140 مليون يورو (155 مليون دولار)، بينما ارتفعت الإيرادات بنسبة 23 في المائة لتتعافى بشكل كبير من آثار وباء «كوفيد - 19». وأضافت الرابطة أن صافي العجز هو الأصغر في مسابقات الدوري الخمس الكبرى في أوروبا، والتي خسرت إجمالي 3.1 مليار يورو، وفقاً للبيانات المتاحة وحساباتها الخاصة، إذ يحتل الدوري الألماني المركز الثاني بخسائر بقيمة 205 ملايين يورو. وتتوقع رابطة الدوري الإسباني تحقيق صافي ربح يقل عن 30 مليون يورو في الموسم الحالي، ورأت أنه «لا يزال بعيداً عن المستويات قب

«الشرق الأوسط» (مدريد)
الرياضة التعاون يوقف قطار الاتحاد... ويمنح النصر «خدمة العمر»

التعاون يوقف قطار الاتحاد... ويمنح النصر «خدمة العمر»

منح فريق التعاون ما تبقى من منافسات دوري المحترفين السعودي بُعداً جديداً من الإثارة، وذلك بعدما أسقط ضيفه الاتحاد بنتيجة 2-1 ليلحق به الخسارة الثانية هذا الموسم، الأمر الذي حرم الاتحاد من فرصة الانفراد بالصدارة ليستمر فارق النقاط الثلاث بينه وبين الوصيف النصر. وخطف فهد الرشيدي، لاعب التعاون، نجومية المباراة بعدما سجل لفريقه «ثنائية» في شباك البرازيلي غروهي الذي لم تستقبل شباكه هذا الموسم سوى 9 أهداف قبل مواجهة التعاون. وأنعشت هذه الخسارة حظوظ فريق النصر الذي سيكون بحاجة لتعثر الاتحاد وخسارته لأربع نقاط في المباريات المقبلة مقابل انتصاره فيما تبقى من منافسات كي يصعد لصدارة الترتيب. وكان راغد ال

الرياضة هل يكرر الهلال إنجاز شقيقه الاتحاد «آسيوياً»؟

هل يكرر الهلال إنجاز شقيقه الاتحاد «آسيوياً»؟

يسعى فريق الهلال لتكرار إنجاز مواطنه فريق الاتحاد، بتتويجه بلقب دوري أبطال آسيا بنظامها الجديد لمدة عامين متتاليين، وذلك عندما يحل ضيفاً على منافسه أوراوا ريد دياموندز الياباني، السبت، على ملعب سايتاما 2022 بالعاصمة طوكيو، بعد تعادل الفريقين ذهاباً في الرياض 1 - 1. وبحسب الإحصاءات الرسمية للاتحاد الآسيوي لكرة القدم، فإن فريق سوون سامسونغ بلو وينغز الكوري الجنوبي تمكّن من تحقيق النسختين الأخيرتين من بطولة الأندية الآسيوية أبطال الدوري بالنظام القديم، بعد الفوز بالكأس مرتين متتاليتين موسمي 2000 - 2001 و2001 - 2002. وتؤكد الأرقام الرسمية أنه منذ اعتماد الاسم الجديد للبطولة «دوري أبطال آسيا» في عا

فارس الفزي (الرياض)
الرياضة رغد النعيمي: لن أنسى لحظة ترديد الجماهير اسمي على حلبة الدرعية

رغد النعيمي: لن أنسى لحظة ترديد الجماهير اسمي على حلبة الدرعية

تعد الملاكمة رغد النعيمي، أول سعودية تشارك في البطولات الرسمية، وقد دوّنت اسمها بأحرف من ذهب في سجلات الرياضة بالمملكة، عندما دشنت مسيرتها الدولية بفوز تاريخي على الأوغندية بربتشوال أوكيدا في النزال الذي احتضنته حلبة الدرعية خلال فبراير (شباط) الماضي. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط»، قالت النعيمي «كنت واثقة من فوزي في تلك المواجهة، لقد تدربت جيداً على المستوى البدني والنفسي، وعادة ما أقوم بالاستعداد ذهنياً لمثل هذه المواجهات، كانت المرة الأولى التي أنازل خلالها على حلبة دولية، وكنت مستعدة لجميع السيناريوهات وأنا سعيدة بكوني رفعت علم بلدي السعودية، وكانت هناك لحظة تخللني فيها شعور جميل حينما سمعت الج


ذهبية الجندي تخفف الضغط على البعثة الأولمبية المصرية

الجندي (أ.ب)
الجندي (أ.ب)
TT

ذهبية الجندي تخفف الضغط على البعثة الأولمبية المصرية

الجندي (أ.ب)
الجندي (أ.ب)

خفف تتويج المصري أحمد الجندي بالميدالية الذهبية لمسابقة "الخماسي الحديث" للرجال، بجانب فضية اللاعبة سارة سمير في "رفع الأثقال" الضغط على البعثة الأولمبية المصرية في أولمبياد باريس بعد سلسلة من الاخفاقات المتتالية والتي عرضت البعثة إلى حالة من الهجوم العنيف من قبل الجمهور والنقاد المصريين.

حالة من "الارتياح النسبي" لدى البعثة المصرية الأولمبية وسط حالة من الهجوم وعدم الرضا عن النتائج التي حققتها، لاسيما أنها

احتفاء واسع في مصر بأحمد الجندي بعد فوزه بالميدالية الذهبية (أ.ب)

وفاز اللاعب المصري أحمد الجندي بالميدالية الذهبية الوحيدة لمصر في "أولمبياد باريس" بمسابقة الخماسي الحديث للرجال، محطماً الرقم القياسي العالمي في المسابقة بعدما وصل إلى 1555 نقطة، فيما كان الرقم القديم 1482، فيما حققت المصرية سارة سمير الميدالية الفضية لبلادها في وزن 81 كيلوغراما في رفع الأثقال للسيدات.

وتداول مستخدمو مواقع "التواصل" صور البطلين، وسط موجة من الاحتفاء، والتأثر لاسيما بمقطع الفيديو الذي راج للاعبة المصرية سارة سمير وهي تبكي لعدم حصولها على الميدالية الذهبية، وسط دعم من البعثة المصرية وتهنئتها بـ"الفضية" بعد منافسة شرسة.

ووجه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الأحد، رسالة تهنئة، للثلاثي أحمد الجندي وسارة سمير ومحمد السيد، بعد تحقيقهم لثلاث ميداليات في دورة الألعاب الأوليمبية.

وأعلنت وزارة الشباب والرياضة، الأحد، إطلاق اسم سارة سمير صاحبة الميدالية الفضية على مركز "شباب الهوانيا" في محافظة الإسماعيلية (شرق القاهرة)، كما أعرب وزير الشباب والرياضة المصري أشرف صبحي عن سعادته بتحقيق أحمد الجندي للميدالية الذهبية في الخماسي الحديث، وقال صبحي في تصريحات إعلامية لقناة (بي إن سبورتس): " كنا ننتظر في باريس من ست إلى ثماني ميداليات، كان لدينا تقييم جيد لكل الألعاب ولم نضع كرة القدم أو كرة اليد في الحسابات ولكنها ظهرت بشكل جيد، وقمنا في الدورة السابقة بطوكيو بتحقيق ست ميداليات لوجود رياضة الكاراتيه التي نحن الأول على العالم في هذه الرياضة".

سارة سمير الفائزة بالميدالية الفضية (أ.ف.ب)

وواجهت البعثة المصرية الأكبر عربياً وأفريقياً بأولمبياد باريس انتقادات حادة لاسيما بعد خسارة منتخب كرة اليد المصري مباراته في ربع النهائي أمام إسبانيا بصورة مفاجئة، وهي الهزيمة التي تبعت خسائر جماعية أخرى في ألعاب مثل: الرماية والملاكمة والسلاح وتنس الطاولة والمصارعة والوثب العالي ورمي الرمح والسباحة التوقيعية والغطس، علاوة على عدم تحقيق لاعبين مصنفين دولياً في مراكز متقدمة أي ميدالية مثل زياد السيسي في لعبة سلاح الشيش، رغم التعويل عليه لتحقيق ميدالية لمصر إلا أنه أضاع فرصة الحصول على الميدالية البرونزية بعد تحقيقه المركز الرابع بعد خسارته أمام بطل إيطاليا، وكذلك لم ينجح كل من عزمي محيلبة في الرماية، وعبد اللطيف منيع في المصارعة الرومانية من إحراز ميداليات.

كما صدمت هزيمة منتخب مصر لكرة القدم أمام منتخب المغرب بنتيجة 6 أهداف مقابل لا شيء في المنافسة على الميدالية البرونزية الجمهور المصري.

منتخب مصر تعرض لهزيمة ثقيلة من المغرب (وزارة الشباب والرياضة المصرية)

وحسب البرلماني المصري عمرو السنباطي، عضو لجنة الشباب والرياضة بمجلس النواب، فإن تقدير أداء البعثة الأولمبية المصرية يجب أن يستند إلى الخطة أو التوقعات التي كانت تستهدفها بالأساس، ويتساءل في حديثه مع "الشرق الأوسط": "هل كان طموحنا الوصول إلى ثلاث ميداليات في الأولمبياد رغم أنها تعتبر أكبر بعثة مصرية؟ الأمر يحتاج إعادة النظر في الاستراتيجيات على المدى القصير والطويل، والتركيز على الرياضيات الأولمبية، فالكاراتيه ليس لعبة أولمبية بالأساس، وتم إدراجها في طوكيو بشكل استثنائي".

ويضيف: "أحمد الجندي وسارة سمير حققا فوزا أولمبياً مُقدرا، لكنهما قد لا يشاركان في الدورة الأولمبية المقبلة، ما يطرح سؤالاً عن تجهيز الصف الثاني والثالت في الألعاب الأولمبية، وتأهيل أجيال منافسة، وهذا كلام نكرره منذ دورة طوكيو الماضية، رغم مضاعفة الإنفاقات على هذا القطاع".

الجندي بطل الخماسي الحديث (أ.ف.ب)

ويعتبر الناقد الرياضي أيمن أبو عايد، أن النتائج التي حققها كل من أحمد الجندي وسارة سمير "حفظاً لماء وجه البعثة الأولمبية"، ويضيف لـ"الشرق الأوسط": "النتائج التي وصلنا إليها تأتي وسط شكاوى من اللاعبين من التقصير في الإعداد والتأهيل والتدريب الخاص وسط ظروف رياضية ضاغطة، وقد مهدت لنا تصريحات البعثة أننا بصدد تحقيق من ست إلى تسع ميداليات، ويبدو أن تلك كانت مبالغة وإسراف في القول، حتى لو لم يحالفنا الحظ في بعض المرات كما حدث مع لاعب المبارزة زياد السيسي بعد إخفاقه في الحصول على البرونزية".

سارة سمير (رويترز)

يضيف أبو عايد: "نتائج البعثة لا تتخطى ما وصلنا إليه من قبل، رغم الوعود مع كل دورة أولمبية بنتائج أفضل، وصار هذا خطاب نسمعه كل أربعة أعوام، حيث تظل تقارير لجان التحقيق في نتائج البعثة الأوليمبية حبيسة الأدراج، فمن غير المنطقي أن تحصل دولة عدد سكانها أكثر من 100 مليون نسمة على 3 ميداليات فقط".

الجندي خفف الضغط على البعثة الأولمبية المصرية (رويترز)

وأعلن المهندس ياسر إدريس، رئيس اللجنة الأولمبية المصرية بالتنسيق مع الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة، الأحد، رفع قيمة مكافآت الفوز بالميداليات خلال أولمبياد باريس 2024 إلى 5 ملايين جنيه (الدولار يساوي 49.2 جنيه) للميدالية الذهبية، و4 ملايين جنيه للميدالية الفضية، و3 ملايين للبرونزية، بخلاف صرف مكافأة فورية لكل فائز ألف يورو وساعة يد قيمة.

وشاركت مصر بأكبر بعثة في تاريخها بأولمبياد باريس بـ149 لاعباً ولاعبة و16 لاعباً احتياطياً؛ 79 من الرجال و52 من السيدات، في 24 لعبة أوليمبية، منها 4 ألعاب جماعية، وهي كرة القدم، وكرة اليد، والكرة الطائرة، والكرة الطائرة الشاطئية سيدات.