أنتوني... بداية واعدة أم نهاية قاتمة؟

هولندا منقسمة حول قدرات اللاعب ومتفقة على أن ضمه بـ100 مليون يورو مثير للسخرية

أنتوني المنضم حديثاً لمانشستر يونايتد كان له معجبون ومنتقدون في أياكس (غيتي)
أنتوني المنضم حديثاً لمانشستر يونايتد كان له معجبون ومنتقدون في أياكس (غيتي)
TT

أنتوني... بداية واعدة أم نهاية قاتمة؟

أنتوني المنضم حديثاً لمانشستر يونايتد كان له معجبون ومنتقدون في أياكس (غيتي)
أنتوني المنضم حديثاً لمانشستر يونايتد كان له معجبون ومنتقدون في أياكس (غيتي)

في البداية دعونا نطرح السؤال التالي: من هو أنتوني؟ هل هو شرير، أم اشتراكي، أم لاعب ساحر، أم طفل لا يتوقف عن البكاء؟ في هولندا، ما زال الناس لا يعرفون إجابة عن هذا السؤال بعد عامين من مشاهدة اللاعب البرازيلي وهو يلعب مع أياكس! لكن بعد انتقاله إلى مانشستر يونايتد مقابل 100 مليون يورو (85.6 مليون جنيه إسترليني) مؤخراً، فإن الشيء الوحيد الذي اتفقوا عليه جميعاً هو أن قيمة هذه الصفقة مثيرة للسخرية.
صحيح أنه لاعب كرة قدم محترف يمتلك قدرات جيدة، وربما يختلف عن الكثير من اللاعبين الذين رأيناهم من قبل، لكن رفضه خوض مباراتين مع أياكس والإدلاء بتصريحات قوية وغاضبة خلال مقابلة صحافية لإجبار النادي الهولندي على بيعه، تسببا في حالة من الغضب الشديد هنا. لقد اعتدنا من اللاعبين البرازيليين الذين نشأوا في الأحياء الفقيرة أن يكرموا أصدقاءهم القدامى، فتجد بعضهم يقومون بإشارات أو إيماءات معينة يقولون من خلالها: «أنا لم أنساك، وأعرف من أين أتيت». لكن عندما رسم أنتوني حرف «إل» باللغة الإنجليزية بأصابعه بعد أحد الأهداف التي أحرزها، فإنه لم يكن يشير بذلك إلى أصدقائه في أوساسكو، إحدى ضواحي ساو باولو التي تُسمى أيضا إنفيرنينيو أو «الجحيم الصغير»، ولم يكن أيضاً يشير بذلك إلى ابنه، لورينزو.
لكن حرف الـ«إل» الذي رسمه كان يشير إلى «لاريسا»، وهي فتاة برازيلية تبلغ من العمر سبع سنوات تتعافى من السرطان كان أنتوني قد قابلها في عام 2019 عندما بدأ اللاعب يتألق بشكل لافت للأنظار مع نادي ساو باولو. لقد حلق اللاعب البرازيلي شعر رأسه بعد فوزه بكأس ساو باولو مع ناديه، دعماً للفتاة التي كان بصرها قد بدأ يتدهور، وكان يزورها بانتظام. ولا يزال اللاعب يتواصل مع هذه الفتاة حتى الآن. وقال أنتوني لصحيفة «تراو» الهولندية: «ستبقى لاريسا في قلبي دائماً. إنها مصدر إلهام كبير بالنسبة لي».


بداية رائعة لأنتوني مع مانشستر يونايتد (إ.ب.أ)

لكن هذا القلق تجاه الصعوبات والمحن التي يواجهها الآخرون يتناقض بشكل صارخ مع موقفه تجاه نادي أياكس خلال أسابيعه الأخيرة في النادي الذي جلبه إلى أوروبا قبل عامين مقابل 15.75 مليون يورو وباعه إلى مانشستر يونايتد في صفقة قياسية في تاريخ كرة القدم الهولندية. وعندما وصل أنتوني إلى أمستردام، جعله نادي أياكس يشعر بأنه في منزله. بل وكانت هناك أغنية مخصصة له بعنوان «أهلا أنتوني»، غناها له زميلاه البرازيليان الجديدان ديفيد نيريس ودانيلو، بالإضافة إلى المغنية ساريتا لورينا. وقال أنتوني في فبراير (شباط) الماضي إنه يشعر بالراحة والأمان في هولندا، وأضاف: «يمكنني عادة التسوق هنا في الشارع بسلام. الناس هنا مبتهجون والمشجعون لطيفون».
لكنه أشار بالفعل لفابريزيو رومانو، صحافي إيطالي متخصص في انتقالات كرة القدم، إلى رغبته في الرحيل. من الواضح أن لديه أحلاماً أكبر، فبالنسبة لمعظم اللاعبين البرازيليين يُعد اللعب في الدوري الهولندي الممتاز خطوة أولى نحو الانتقال إلى أندية أوروبية أخرى بمقابل مادي أفضل. ومن المؤكد أن أنتوني لن ينسى أبداً من أين أتى، والدليل على ذلك أن هناك وشماً على جسده يقول: «كل من يأتي من الأحياء الفقيرة يعرف ما حدث هناك». وفي ضاحية «ليتل هيل» أو «الجحيم الصغير»، كانت عائلته بأكملها تنام في غرفة واحدة، ولم تكن هناك دائماً نقود لشراء الطعام، ناهيك عن أحذية كرة القدم، ولم يشعروا قط بالأمان بسبب عنف مهربي المخدرات. وبالتالي، كان دافعه الأكبر يتمثل في الخروج هو وعائلته من هذا المكان.
لمع نجم أنتوني كثيراً منذ وصوله إلى أمستردام. وبعدما قدم مستويات جيدة في موسمه الأول مع النادي الهولندي، حصل على ذهبية دورة الألعاب الأولمبية مع منتخب البرازيل في طوكيو في صيف عام 2021، وأصبح لاعباً أساسياً في صفوف منتخب «السيليساو». وفي الموسم الماضي، قدم أياكس أداءً جيداً في دوري أبطال أوروبا؛ حيث فاز في جميع مبارياته بدور المجموعات، وكان أنتوني في أوج تألقه.
وأبهرنا أنتوني بمهاراته الكبيرة، وكانت حركته المميزة هي استقبال الكرة بخلف ساقه وهو يقفز في الهواء مثل راقصة الباليه. وتألق اللاعب البرازيلي بشكل لافت للأنظار وكان يمكنه المرور من لاعبي الفرق المنافسة بسهولة، كما يمكنه الانطلاق بسرعة فائقة على الأطراف ثم الدخول إلى عمق الملعب والتسديد في الزاوية البعيدة بقدمه اليسرى. كما كان يهدي سيباستيان هالر تمريرات سحرية (خاصة في مواجهة سبورتنغ) سواء بداخل أو بخارج القدم. ولعب إريك تن هاغ، مديره الفني الآن في مانشستر يونايتد، دوراً كبيراً في تطويره أثناء توليه القيادة الفنية لنادي أياكس؛ حيث طالب أنتوني بتقديم أداء من الطراز العالمي في كل مباراة، وليس فقط في المباريات الكبيرة. وقال تن هاغ عن اللاعب البرازيلي: «أتمنى أن يتمتع المزيد من اللاعبين بنفس حالته المزاجية، وأن تكون لديهم نفس الرغبة في تحقيق الفوز». وعندما فاز أياكس بلقب الدوري الهولندي الممتاز، رقص تن هاغ وأنتوني معاً.
وأثنى تن هاغ على أنتوني بسبب قدرته على تشكيل خطورة مستمرة على مرمى المنافسين، فضلاً عن تكيفه السريع مع كرة القدم الأوروبية، وسرعته الفائقة وطموحه الكبير، وعقليته الجريئة. من المعروف أن تن هاغ من نوعية المديرين الفنيين الذين يمكنهم بناء فريق جديد، لكنه يعرف جيداً أنه يحتاج إلى لاعبين لديهم القدرة على اختراق الدفاعات الحصينة. وعندما غاب أنتوني للإصابة، تراجع أداء أياكس في الأشهر الأخيرة من الموسم الماضي. وأشار تن هاغ نفسه إلى أن تراجع مستوى الفريق يعود في الأساس إلى غياب اللاعب البرازيلي، لا سيما أن الفرق المنافسة أصبحت قادرة على التنبؤ بتحركات مهاجمي الفريق في ظل غياب أنتوني.
لكنّ لديه منتقديه أيضاً في هولندا، مثل ماركو فان باستن الذي قال عنه: «إنه يلعب بطريقة طفولية للغاية». وعلاوة على ذلك، فإن أنتوني يفقد الكرة كثيراً، وفي بعض الأوقات يكون هناك سوء تفاهم مع زملائه في الفريق، كما لم يسجل سوى 24 هدفاً فقط ويصنع سوى 22 هدفاً في 82 مباراة مع أياكس. وقال فان باستن: «أنا لا أحب طريقة تسديده أيضاً. في كرة القدم الدولية يتعلق كل شيء بالأرقام والإحصائيات والأهداف وصناعة الأهداف، وأنا لست معجبا بإحصائياته في هذه الأشياء».
وفي نفس البرنامج التلفزيوني، الذي يحمل اسم «روندو»، تساءل رود خوليت، زميل فان باستن السابق، عما إذا كان أنتوني قادراً على اللعب في الدوري الإنجليزي الممتاز. وقال المدير الفني السابق لتشيلسي ونيوكاسل: «إنه دوري صعب للغاية. ويتعين عليك أن تمتلك خبرات أكبر وأن تفعل الكثير من الأشياء، خاصة أن هذا الدوري أقوى كثيراً من الناحية البدنية». ومع ذلك، يشعر معظم مشجعي أياكس بالحزن على رحيل أنتوني، حتى إن البعض يطالب النادي بعمل خصم على قيمة تذاكرهم الموسمية لحضور المباريات بعد رحيل اللاعب البرازيلي. ومن ثقافة النادي الهولندي أن المتعة لا تقل أهمية عن الفوز، وهو الأمر الذي كان يجيده أنتوني تماماً بفضل مهاراته وإمكاناته الكبيرة.
لكن الشعور السائد هو الدهشة بشأن المبلغ المذهل الذي دفعه مانشستر يونايتد للتعاقد مع هذا اللاعب البالغ من العمر 22 عاماً. ووصل الأمر لدرجة أن البعض أشار على وسائل التواصل الاجتماعي إلى أن مدير كرة القدم بالنادي وحارس مرمى مانشستر يونايتد السابق إدوين فان دير سار، سيضع إعلاناً على صحيفة «مانشستر إيفينينغ نيوز» - تماماً كما حدث وقت انتقال دوني فان دي بيك إلى أولد ترافورد.
وهذه المرة لن يكون هذا الإعلان عبارة عن صورة للاعب البرازيلي، لكنه بدلاً من ذلك سيكون صورة لفان دير سار وأعضاء آخرين في مجلس إدارة أياكس وهم يضحكون ويدخنون السيجار ويشربون العصائر في حمام مليء بالأوراق النقدية!


مقالات ذات صلة

الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

الرياضة الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

أصدرت محكمة في نابولي حكماً بالسجن، في حق مُدافع فريق «مونتسا» الدولي أرماندو إيتزو، لمدة 5 أعوام؛ بسبب مشاركته في التلاعب بنتيجة مباراة في كرة القدم. وقال محاموه إن إيتزو، الذي خاض 3 مباريات دولية، سيستأنف الحكم. واتُّهِم إيتزو، مع لاعبين آخرين، بالمساعدة على التلاعب في نتيجة مباراة «دوري الدرجة الثانية» بين ناديه وقتها «أفيلينو»، و«مودينا»، خلال موسم 2013 - 2014، وفقاً لوكالات الأنباء الإيطالية. ووجدت محكمة في نابولي أن اللاعب، البالغ من العمر 31 عاماً، مذنب بالتواطؤ مع «كامورا»، منظمة المافيا في المدينة، ولكن أيضاً بتهمة الاحتيال الرياضي، لموافقته على التأثير على نتيجة المباراة مقابل المال.

«الشرق الأوسط» (ميلانو)
الرياضة الدوري «الإسباني» يتعافى «مالياً» ويرفع إيراداته 23 %

الدوري «الإسباني» يتعافى «مالياً» ويرفع إيراداته 23 %

أعلنت رابطة الدوري الإسباني لكرة القدم، اليوم (الخميس)، أن الأندية قلصت حجم الخسائر في موسم 2021 - 2022 لأكثر من ستة أضعاف ليصل إلى 140 مليون يورو (155 مليون دولار)، بينما ارتفعت الإيرادات بنسبة 23 في المائة لتتعافى بشكل كبير من آثار وباء «كوفيد - 19». وأضافت الرابطة أن صافي العجز هو الأصغر في مسابقات الدوري الخمس الكبرى في أوروبا، والتي خسرت إجمالي 3.1 مليار يورو، وفقاً للبيانات المتاحة وحساباتها الخاصة، إذ يحتل الدوري الألماني المركز الثاني بخسائر بقيمة 205 ملايين يورو. وتتوقع رابطة الدوري الإسباني تحقيق صافي ربح يقل عن 30 مليون يورو في الموسم الحالي، ورأت أنه «لا يزال بعيداً عن المستويات قب

«الشرق الأوسط» (مدريد)
الرياضة التعاون يوقف قطار الاتحاد... ويمنح النصر «خدمة العمر»

التعاون يوقف قطار الاتحاد... ويمنح النصر «خدمة العمر»

منح فريق التعاون ما تبقى من منافسات دوري المحترفين السعودي بُعداً جديداً من الإثارة، وذلك بعدما أسقط ضيفه الاتحاد بنتيجة 2-1 ليلحق به الخسارة الثانية هذا الموسم، الأمر الذي حرم الاتحاد من فرصة الانفراد بالصدارة ليستمر فارق النقاط الثلاث بينه وبين الوصيف النصر. وخطف فهد الرشيدي، لاعب التعاون، نجومية المباراة بعدما سجل لفريقه «ثنائية» في شباك البرازيلي غروهي الذي لم تستقبل شباكه هذا الموسم سوى 9 أهداف قبل مواجهة التعاون. وأنعشت هذه الخسارة حظوظ فريق النصر الذي سيكون بحاجة لتعثر الاتحاد وخسارته لأربع نقاط في المباريات المقبلة مقابل انتصاره فيما تبقى من منافسات كي يصعد لصدارة الترتيب. وكان راغد ال

الرياضة هل يكرر الهلال إنجاز شقيقه الاتحاد «آسيوياً»؟

هل يكرر الهلال إنجاز شقيقه الاتحاد «آسيوياً»؟

يسعى فريق الهلال لتكرار إنجاز مواطنه فريق الاتحاد، بتتويجه بلقب دوري أبطال آسيا بنظامها الجديد لمدة عامين متتاليين، وذلك عندما يحل ضيفاً على منافسه أوراوا ريد دياموندز الياباني، السبت، على ملعب سايتاما 2022 بالعاصمة طوكيو، بعد تعادل الفريقين ذهاباً في الرياض 1 - 1. وبحسب الإحصاءات الرسمية للاتحاد الآسيوي لكرة القدم، فإن فريق سوون سامسونغ بلو وينغز الكوري الجنوبي تمكّن من تحقيق النسختين الأخيرتين من بطولة الأندية الآسيوية أبطال الدوري بالنظام القديم، بعد الفوز بالكأس مرتين متتاليتين موسمي 2000 - 2001 و2001 - 2002. وتؤكد الأرقام الرسمية أنه منذ اعتماد الاسم الجديد للبطولة «دوري أبطال آسيا» في عا

فارس الفزي (الرياض)
الرياضة رغد النعيمي: لن أنسى لحظة ترديد الجماهير اسمي على حلبة الدرعية

رغد النعيمي: لن أنسى لحظة ترديد الجماهير اسمي على حلبة الدرعية

تعد الملاكمة رغد النعيمي، أول سعودية تشارك في البطولات الرسمية، وقد دوّنت اسمها بأحرف من ذهب في سجلات الرياضة بالمملكة، عندما دشنت مسيرتها الدولية بفوز تاريخي على الأوغندية بربتشوال أوكيدا في النزال الذي احتضنته حلبة الدرعية خلال فبراير (شباط) الماضي. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط»، قالت النعيمي «كنت واثقة من فوزي في تلك المواجهة، لقد تدربت جيداً على المستوى البدني والنفسي، وعادة ما أقوم بالاستعداد ذهنياً لمثل هذه المواجهات، كانت المرة الأولى التي أنازل خلالها على حلبة دولية، وكنت مستعدة لجميع السيناريوهات وأنا سعيدة بكوني رفعت علم بلدي السعودية، وكانت هناك لحظة تخللني فيها شعور جميل حينما سمعت الج


«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
TT

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، عن فتح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ملفاً طارئاً لمتابعة الوضع الحالي المتعلق بالمباريات التي ستقام في إيران في الفترة المقبلة، وذلك بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

ويتابع الاتحاد الآسيوي، الأمر من كثب لتحديد مصير المباريات الآسيوية سواء المتعلقة بالمنتخب الإيراني أو الأندية المحلية في بطولات آسيا المختلفة.

ومن المتوقع أن يصدر الاتحاد الآسيوي بياناً رسمياً خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن هذا الموضوع، لتوضيح الوضع الراهن والموقف النهائي من إقامة المباريات في إيران.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالاتحاد الآسيوي للرد على السيناريوهات المتوقعة لكنه لم يرد.

وفي هذا السياق، يترقب نادي النصر السعودي موقف الاتحاد الآسيوي بشأن مصير مباراته مع فريق استقلال طهران الإيراني، التي من المقرر إقامتها في إيران ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا النخبة.

ومن المقرر أن تقام مباراة النصر الثالثة أمام نادي الاستقلال في معقله بالعاصمة الإيرانية طهران في الثاني والعشرين من الشهر الحالي فيما سيستضيف باختاكور الأوزبكي في 25 من الشهر المقبل.

ومن حسن حظ ناديي الهلال والأهلي أن مباراتيهما أمام الاستقلال الإيراني ستكونان في الرياض وجدة يومي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين كما سيواجه الغرافة القطري مأزقاً أيضاً حينما يواجه بيرسبوليس الإيراني في طهران يوم 4 نوفمبر المقبل كما سيستضيف النصر السعودي يوم 17 فبراير (شباط) من العام المقبل في طهران.

وتبدو مباراة إيران وقطر ضمن تصفيات الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 المقررة في طهران مهددة بالنقل في حال قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم باعتباره المسؤول عن التصفيات نقلها لمخاوف أمنية بسبب هجمات الصواريخ المضادة بين إسرائيل وإيران وسيلتقي المنتخبان الإيراني والقطري في منتصف الشهر الحالي.

ويدور الجدل حول إمكانية إقامة المباراة في إيران أو نقلها إلى أرض محايدة، وذلك بناءً على المستجدات الأمنية والرياضية التي تتابعها لجنة الطوارئ في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

في الوقت ذاته، علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن الطاقم التحكيمي المكلف بإدارة مباراة تركتور سازي تبريز الإيراني ونظيره موهون بوغان الهندي، التي كان من المفترض أن تقام أمس (الأربعاء)، ضمن مباريات دوري آسيا 2 لا يزال عالقاً في إيران بسبب توقف حركة الطيران في البلاد.

الاتحاد الآسيوي يراقب الأوضاع في المنطقة (الاتحاد الآسيوي)

الاتحاد الآسيوي يعمل بجهد لإخراج الطاقم التحكيمي من الأراضي الإيرانية بعد تعثر محاولات السفر بسبب الوضع الأمني.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد ذكر، الثلاثاء، أن فريق موهون باجان سوبر جاينت الهندي لن يسافر إلى إيران لخوض مباراته أمام تراكتور في دوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم، بسبب مخاوف أمنية في المنطقة.

وكان من المقرر أن يلتقي الفريق الهندي مع تراكتور الإيراني في استاد ياديجار إمام في تبريز ضمن المجموعة الأولى أمس (الأربعاء).

وقال الاتحاد الآسيوي عبر موقعه الرسمي: «ستتم إحالة الأمر إلى اللجان المختصة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؛ حيث سيتم الإعلان عن تحديثات إضافية حول هذا الأمر في الوقت المناسب».

وذكرت وسائل إعلام هندية أن الفريق قد يواجه غرامة مالية وربما المنع من المشاركة في دوري أبطال آسيا 2. وذكرت تقارير أن اللاعبين والمدربين أبدوا مخاوفهم بشأن الجوانب الأمنية.

وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، الثلاثاء، ثأراً من حملة إسرائيل على جماعة «حزب الله» المتحالفة مع طهران، وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي خلال الأيام المقبلة.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قد أعلن في سبتمبر (أيلول) 2023 الماضي، أن جميع المباريات بين المنتخبات الوطنية والأندية التابعة للاتحادين السعودي والإيراني لكرة القدم، ستقام على أساس نظام الذهاب والإياب بدلاً من نظام الملاعب المحايدة الذي بدأ عام 2016 واستمر حتى النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا.