روسيا ليست قلقة من إعلان كوريا الشمالية نفسها قوة نووية

بوتين هنأ كيم بعيد الاستقلال... والخارجية دافعت عن «مصالح مشروعة» لبيونغ يانغ

اعلان كوريا الشمالية عن وضع البلاد كقوة نووية لم يفاجئ موسكو (أ.ف.ب)
اعلان كوريا الشمالية عن وضع البلاد كقوة نووية لم يفاجئ موسكو (أ.ف.ب)
TT

روسيا ليست قلقة من إعلان كوريا الشمالية نفسها قوة نووية

اعلان كوريا الشمالية عن وضع البلاد كقوة نووية لم يفاجئ موسكو (أ.ف.ب)
اعلان كوريا الشمالية عن وضع البلاد كقوة نووية لم يفاجئ موسكو (أ.ف.ب)

أظهرت ردود الفعل الروسية على إعلان كوريا الشمالية الرسمي حول وضع البلاد كـ«قوة نووية» أن الخطوة لم تكن مفاجئة لموسكو، وأنها لا تشكل مصدر قلق بالنسبة إلى الكرملين. ومع الإعلان عن توجيه الرئيس فلاديمير بوتين رسالة تهنئة إلى الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون بمناسبة عيد استقلال البلاد، فقد حملت تعليقات سياسيين وبرلمانيين في روسيا إشارات تدعم مواقف بيونغ يانغ وتؤكد على احترام «المصالح المشروعة» لهذا البلد.
ونقلت وسائل إعلام حكومية روسية عن وكالة الأنباء الكورية الشمالية، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعث الجمعة ببرقية تهنئة إلى الزعيم الكوري بمناسبة حلول الذكرى الـ74 لتأسيس الجمهورية.
وأعرب بوتين عن ثقته بأن «التعاون بين البلدين من شأنه أن يخدم انتشار الخير والاستقرار في منطقة شمال شرقي آسيا». وأشار إلى أن «الدولتين تحافظان بشكل تقليدي على علاقات حسن الجوار الودية وأنه تراكمت في هذه العلاقات خبرة كبيرة في التعاون المثمر في مختلف المجالات».
وتمنى بوتين للزعيم الكوري الشمالي، «الصحة والنجاح» والسلام والازدهار لمواطني كوريا الديمقراطية.
وجاء الموقف الروسي إزاء التطور «النووي» الكوري الشمالي بعد يوم من مطالبة سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا الولايات المتحدة وبريطانيا بتقديم أدلة لدعم مزاعمهما بأن موسكو تسعى للحصول على طائرات مسيرة من إيران وصواريخ وقذائف مدفعية من كوريا الشمالية لاستخدامها في أوكرانيا. وقال نيبينزيا أمام مجلس الأمن المؤلف من 15 عضوا «أود أن أطلب منهم الآن إما تزويدنا بالأدلة أو الاعتراف بأنهم ينشرون معلومات غير موثوقة».
في غضون ذلك، أعلن غيورغي زينوفييف مدير قسم آسيا في الخارجية الروسية، أن روسيا «تتابع باهتمام أي نشاط عسكري في شبه الجزيرة الكورية المتاخمة للحدود الروسية». وقال، في أول تعليق رسمي على الخطوة الكورية الشمالية، إن موسكو «تلاحظ مواصلة كوريا الشمالية الالتزام بالوقف الفعلي للتجارب النووية الذي أعلنته في يناير (كانون الثاني) 2018 كما تلاحظ في الأشهر الأخيرة ضبط النفس الذي أبدته كوريا الشمالية في مجال الصواريخ».
وقال الدبلوماسي الروسي إنه «على العكس من ذلك، وقف خصوم بيونغ يانغ، على مسار تصعيد التوتر».
وزاد أن روسيا تدعو الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، إلى التأكيد عملياً على استعدادهما لإجراء حوار مع كوريا الشمالية لتهدئة «مخاوفها المشروعة». وأضاف: «إذا كانت الولايات المتحدة وجمهورية كوريا تريدان حقاً السلام الدائم في المنطقة، فعليهما إعادة تأكيد استعدادهما للحوار مع كوريا الشمالية حول تهدئة مخاوفها المشروعة من خلال تشكيل نظام أمني متعدد الأطراف».
وزاد زينوفييف أنه «تم تحديد أسس هذا العمل في المبادرات الروسية - الصينية المعروفة: خارطة الطريق وخطة العمل من أجل تسوية شاملة لمشاكل شبه الجزيرة الكورية».
وكان برلمان كوريا الشمالية قد أعلن فجر الجمعة البلاد قوة نووية، وأكد الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون أن امتلاك بيونغ يانغ السلاح النووي، «حق لا رجعة عنه». وشدد البرلمان على أن كيم جونغ أون يمتلك السلطة الكاملة على القرارات حول استخدام السلاح النووي.
وقال كيم خلال الإعلان عن توقيع قانون يجعل بلاده دولة نووية: «لن نقبل نزع سلاحنا النووي أبداً»، مضيفاً أن «السلاح النووي هو الخيار الأخير لو تعرضنا لغزو أو لتهديد وشيك».
ولفت الزعيم الكوري الشمالي خلال خطابه في اجتماع مجلس الشعب الأعلى، إلى أنه «لن تكون هناك أي مفاوضات من أجل نزع السلاح النووي في بلادنا».
واتهم كيم الولايات المتحدة بمحاولة إسقاط النظام الكوري الشمالي من خلال جعل بلاده تتخلى عن قوتها النووية وحقوق الدفاع عن النفس، موضحا أن الولايات المتحدة تأمل في الضغط على كوريا الشمالية للتخلي عن أسلحتها النووية بعقوبات صارمة، مشدداً على أن بلاده «لن تستسلم أبداً حتى بعد مائة عام» من العقوبات المفروضة على بلاده.
ورأت سفيتلانا زوروفا، النائب الأول لرئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الدوما (النواب) أن «إعلان كوريا الديمقراطية قوة نووية موجه إلى الولايات المتحدة وتمليه الرغبة في حماية نفسها».
وزادت أن الخطوة «أملتها الرغبة في ألا يتعدى أحد على سيادة البلاد أو أن يضع شروطاً. وهذا يستهدف الولايات المتحدة في المقام الأول».
بدوره رأى السيناتور فلاديمير جباروف، النائب الأول لرئيس اللجنة الدولية في مجلس الاتحاد (الشيوخ) في تصريح لوكالة «نوفوستي» الجمعة، أن «المرسوم الذي أصدرته جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية، والذي بموجبه تحتفظ البلاد بحق الرد بضربة نووية على تهديد خارجي حتمي، لن يغير ميزان القوى النووية في العالم». وزاد: «نعلم أن هناك قوى أخرى تمتلك أسلحة نووية من دون أن تعلن عن ذلك رسميا».


مقالات ذات صلة

إسقاط مسيّرة قرب قاعدة جوية روسية في القرم

العالم إسقاط مسيّرة قرب قاعدة جوية روسية في القرم

إسقاط مسيّرة قرب قاعدة جوية روسية في القرم

أعلنت السلطات المعينة من روسيا في القرم إسقاط طائرة مسيرة قرب قاعدة جوية في شبه الجزيرة التي ضمتها روسيا، في حادثة جديدة من الحوادث المماثلة في الأيام القليلة الماضية. وقال حاكم سيفاستوبول ميخائيل رازفوجاييف على منصة «تلغرام»: «هجوم آخر على سيفاستوبول. قرابة الساعة 7,00 مساء (16,00 ت غ) دمرت دفاعاتنا الجوية طائرة من دون طيار في منطقة قاعدة بيلبيك».

«الشرق الأوسط» (موسكو)
العالم الاتحاد الأوروبي يحذّر موسكو من استغلال الهجوم المفترض على الكرملين

الاتحاد الأوروبي يحذّر موسكو من استغلال الهجوم المفترض على الكرملين

حذّر مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل روسيا، اليوم الخميس، من استغلال الهجوم المفترض على الكرملين الذي اتهمت موسكو كييف بشنّه، لتكثيف هجماتها في أوكرانيا. وقال بوريل خلال اجتماع لوزراء من دول الاتحاد مكلفين شؤون التنمي«ندعو روسيا الى عدم استخدام هذا الهجوم المفترض ذريعة لمواصلة التصعيد» في الحرب التي بدأتها مطلع العام 2022. وأشار الى أن «هذا الأمر يثير قلقنا... لأنه يمكن استخدامه لتبرير تعبئة مزيد من الجنود و(شنّ) مزيد من الهجمات ضد أوكرانيا». وأضاف «رأيت صورا واستمعت الى الرئيس (الأوكراني فولوديمير) زيلينسكي.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
العالم هجوم بطائرة مسيرة يستهدف مصفاة «إلسكاي» جنوب روسيا

هجوم بطائرة مسيرة يستهدف مصفاة «إلسكاي» جنوب روسيا

ذكرت وكالة «تاس» الروسية للأنباء، صباح اليوم (الخميس)، نقلاً عن خدمات الطوارئ المحلية، أن حريقاً شب في جزء من مصفاة نفط في جنوب روسيا بعد هجوم بطائرة مسيرة. وقالت «تاس»، إن الحادث وقع في مصفاة «إلسكاي» قرب ميناء نوفوروسيسك المطل على البحر الأسود. وأعلنت موسكو، الأربعاء، عن إحباط هجوم تفجيري استهدف الكرملين بطائرات مسيرة، وتوعدت برد حازم ومباشر متجاهلة إعلان القيادة الأوكرانية عدم صلتها بالهجوم. وحمل بيان أصدره الكرملين، اتهامات مباشرة للقيادة الأوكرانية بالوقوف وراء الهجوم، وأفاد بأن «النظام الأوكراني حاول استهداف الكرملين بطائرتين مسيرتين».

«الشرق الأوسط» (موسكو)
العالم روسيا تتعرض لهجمات وأعمال «تخريبية» قبل احتفالات 9 مايو

روسيا تتعرض لهجمات وأعمال «تخريبية» قبل احتفالات 9 مايو

تثير الهجمات وأعمال «التخريب» التي تكثّفت في روسيا في الأيام الأخيرة، مخاوف من إفساد الاحتفالات العسكرية في 9 مايو (أيار) التي تعتبر ضرورية للكرملين في خضم حربه في أوكرانيا. في الأيام الأخيرة، ذكّرت سلسلة من الحوادث روسيا بأنها معرّضة لضربات العدو، حتى على بعد مئات الكيلومترات من الجبهة الأوكرانية، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية. تسببت «عبوات ناسفة»، الاثنين والثلاثاء، في إخراج قطارَي شحن عن مساريهما في منطقة محاذية لأوكرانيا، وهي حوادث لم يكن يبلغ عن وقوعها في روسيا قبل بدء الهجوم على كييف في 24 فبراير (شباط) 2022. وعلى مسافة بعيدة من الحدود مع أوكرانيا، تضرر خط لإمداد الكهرباء قرب بلدة في جنو

«الشرق الأوسط» (موسكو)
العالم موسكو: «الأطلسي» يكثّف تحركات قواته قرب حدود روسيا

موسكو: «الأطلسي» يكثّف تحركات قواته قرب حدود روسيا

أكد سكرتير مجلس الأمن القومي الروسي نيكولاي باتروشيف أن حلف شمال الأطلسي (ناتو) نشر وحدات عسكرية إضافية في أوروبا الشرقية، وقام بتدريبات وتحديثات للبنية التحتية العسكرية قرب حدود روسيا، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الروسية «سبوتنيك»، اليوم الأربعاء. وأكد باتروشيف في مقابلة مع صحيفة «إزفستيا» الروسية، أن الغرب يشدد باستمرار الضغط السياسي والعسكري والاقتصادي على بلاده، وأن الناتو نشر حوالى 60 ألف جندي أميركي في المنطقة، وزاد حجم التدريب العملياتي والقتالي للقوات وكثافته.


«أكسيوس»: بايدن ناقش خططاً لضرب المواقع النووية الإيرانية

الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
TT

«أكسيوس»: بايدن ناقش خططاً لضرب المواقع النووية الإيرانية

الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)

قدّم مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان للرئيس جو بايدن خيارات لـ«هجوم أميركي محتمل» على المنشآت النووية الإيرانية، إذا «تحرك الإيرانيون نحو امتلاك سلاح نووي» قبل موعد تنصيب دونالد ترمب في 20 يناير (كانون الثاني).

وقالت ثلاثة مصادر مطّلعة لموقع «أكسيوس» إن سوليفان عرض تفاصيل الهجوم على بايدن في اجتماع - قبل عدة أسابيع - ظلت تفاصيله سرية حتى الآن.

وقالت المصادر إن بايدن لم يمنح «الضوء الأخضر» لتوجيه الضربة خلال الاجتماع، و«لم يفعل ذلك منذ ذلك الحين». وناقش بايدن وفريقه للأمن القومي مختلف الخيارات والسيناريوهات خلال الاجتماع الذي جرى قبل شهر تقريباً، لكن الرئيس لم يتخذ أي قرار نهائي، بحسب المصادر.

وقال مسؤول أميركي مطّلع على الأمر إن اجتماع البيت الأبيض «لم يكن مدفوعاً بمعلومات مخابراتية جديدة ولم يكن المقصود منه أن ينتهي بقرار بنعم أو لا من جانب بايدن».

وكشف المسؤول عن أن ذلك كان جزءاً من مناقشة حول «تخطيط السيناريو الحكيم» لكيفية رد الولايات المتحدة إذا اتخذت إيران خطوات مثل تخصيب اليورانيوم بنسبة نقاء 90 في المائة قبل 20 يناير (كانون الثاني).

وقال مصدر آخر إنه لا توجد حالياً مناقشات نشطة داخل البيت الأبيض بشأن العمل العسكري المحتمل ضد المنشآت النووية الإيرانية.

وأشار سوليفان مؤخراً إلى أن إدارة بايدن تشعر بالقلق من أن تسعى إيران، التي اعتراها الضعف، إلى امتلاك سلاح نووي، مضيفاً أنه يُطلع فريق ترمب على هذا الخطر.

وتعرض نفوذ إيران في الشرق الأوسط لانتكاسات بعد الهجمات الإسرائيلية على حليفتيها حركة «حماس» الفلسطينية وجماعة «حزب الله» اللبنانية، وما أعقب ذلك من سقوط نظام الرئيس بشار الأسد في سوريا.

وقال سوليفان لشبكة «سي إن إن» الأميركية: «القدرات التقليدية» لطهران تراجعت؛ في إشارة إلى ضربات إسرائيلية في الآونة الأخيرة لمنشآت إيرانية، منها مصانع لإنتاج الصواريخ ودفاعات جوية. وأضاف: «ليس من المستغرب أن تكون هناك أصوات (في إيران) تقول: (ربما يتعين علينا أن نسعى الآن لامتلاك سلاح نووي... ربما يتعين علينا إعادة النظر في عقيدتنا النووية)».

وقالت مصادر لـ«أكسيوس»، اليوم، إن بعض مساعدي بايدن، بمن في ذلك سوليفان، يعتقدون أن ضعف الدفاعات الجوية والقدرات الصاروخية الإيرانية، إلى جانب تقليص قدرات وكلاء طهران الإقليميين، من شأنه أن يدعم احتمالات توجيه ضربة ناجحة، ويقلل من خطر الانتقام الإيراني.

وقال مسؤول أميركي إن سوليفان لم يقدّم أي توصية لبايدن بشأن هذا الموضوع، لكنه ناقش فقط تخطيط السيناريو. ورفض البيت الأبيض التعليق.