بعد قرابة ثلاثة أشهر من منافسته على رباعية تاريخية، يجد ليفربول نفسه في موقف حرج للغاية بعدما ازدادت محنه بتلقيه هزيمة مذلة على أرض نابولي الإيطالي 1 - 4 في مستهل مشواره في مسابقة دوري أبطال أوروبا التي وصل إلى مباراتها النهائية الموسم الماضي.
وكشفت الهزيمة التي مني بها فريق المدرب الألماني يورغن كلوب على ملعب «دييغو أرماندو مارادونا» في الجولة الأولى من منافسات المجموعة الأولى، حجم المشكلة التي يواجهها الفريق في مستهل هذا الموسم، وحجم الضغط الذي بات على مديره الفني.
والمسألة لا تتعلق فقط بالخروج خاسراً للمرة الثالثة توالياً من معقل نابولي وحسب، بل إن الفريق قابع في المركز السابع في الدوري الممتاز بعد 6 مراحل.
ولم يشأ كلوب التعمق في تحليل الأزمة التي يمر بها الفريق، قائلاً: «أحتاج إلى الوقت لكي أقول الأمور الصحيحة، لكن الوضع ليس واضحاً الآن 100 في المائة، أدرك أن مالكي النادي يتوقعون مني حل الأمور». ولدى سؤاله عما إذا كان يخشى مواجهة مصير مواطنه توماس توخيل الذي أقيل من تدريب تشيلسي قال كلوب الذي يتولى تدريب ليفربول منذ عام 2015: «حقا لا، ولكن من يعرف؟ الفارق (بين ليفربول وتشيلسي) هو أننا لدينا نوع مختلف من الملاك. مسؤولو نادينا يتسمون بالهدوء ويتوقعون مني أن أحل الأمور».
ويحظى كلوب برصيد كبير نظرا للنجاح الكبير الذي قاد ليفربول لتحقيقه، حيث صعد بالفريق إلى نهائي دوري أبطال أوروبا ثلاث مرات وتوج باللقب عام 2019، كما قاد الفريق للتتويج بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز عام 2020 لأول مرة بعد غياب 30 عاما، والتتويج بلقبي كأس إنجلترا وكأس رابطة المحترفين الإنجليزية هذا العام.
كلوب مطالب بإيجاد حل سريع لمشكلات ليفربول (رويترز)
وكان توخيل قد أقيل الأربعاء من تدريب تشيلسي، حيث قرر الأميركي توم بوهلي المالك الجديد للنادي إنهاء الارتباط معه بعد هزيمة الفريق أمام دينامو زغرب الكرواتي صفر - 1 الثلاثاء في أولى مبارياته بالموسم الجديد من دوري أبطال أوروبا.
وكانت هذه هي المباراة رقم 100 لتوخيل في منصب المدير الفني لتشيلسي خلال 18 شهرا قاد فيها الفريق للتتويج بلقب دوري أبطال أوروبا وكأس السوبر الأوروبي وكذلك كأس العالم للأندية، إلى جانب التأهل لثلاث مباريات نهائية محلية.
وكانت الهزيمة أمام نابولي الأكبر لليفربول قارياً منذ الخسارة في الدور الثاني لكأس الأندية الأوروبية البطلة أمام منافسه الحالي في المجموعة أياكس أمستردام الهولندي 1 - 5 عام 1966.
وكانت هناك إمكانية أن يعود ليفربول من الجنوب الإيطالي بهزيمة أثقل لو لم ينقذ الحارس البرازيلي أليسون بيكر ركلة جزاء للنيجيري فيكتور أوسيمهن في الشوط الأول الذي أنهاه صاحب الأرض متقدماً 3 - صفر قبل أن يضيف رابعاً في مستهل الثاني.
ولم يفز فريق كلوب سوى بمباراتين من أصل سبع خاضها هذا الموسم محلياً وقارياً في سلسلة تضمنت الخسارة أمام غريمه مانشستر يونايتد 1 - 2 وباستثناء المباراة التي فاز فيها على بورنموث 9 - صفر، لم يظهر بمستواه المعهود.
وقال كلوب: «يبدو أنه يتعين علينا إعادة إحياء مسيرتنا مجددا، هناك افتقاد للكثير من الأشياء. الجزء الممتع (ساخراً) هو أننا بحاجة إلى القيام بذلك في منتصف موسم الدوري الإنجليزي الممتاز وبطولة دوري أبطال أوروبا».
وتابع: «سنلعب السبت ضد وولفز (ولفرهامبتون في الدوري الممتاز)، ومن المؤكد أنهم لا يستطيعون التوقف عن الضحك بعدما شاهدوا مباراة نابولي، ويعتقدون أنها اللحظة المثالية (لإسقاط فريقه). لو كنت مكانهم، لفعلت الأمر ذاته وقلت إنها اللحظة المثالية، لكن علينا أن نحاول إيجاد توليفة كي نكون أفضل في كل شيء».
لا يوجد الكثير من الوقت أمام كلوب لإيجاد حلول في ظل ما ينتظره الأسبوع المقبل أمام أياكس في «أنفيلد» وبعدها على ملعب تشيلسي في الدوري المحلي، قبل أن يتنفس بعض الصعداء مع التوقف بسبب نافذة المباريات الدولية.
ورفض الألماني إلقاء اللوم على أحد في الفريق، بالقول: «إنها مسؤوليتي. أحتاج إلى وقت للتفكير في الأمر. وظيفتي تقضي بإيجاد الحلول وعلينا إعادة ضبط أنفسنا والبدء من جديد».
وتعرض كلوب لسلسلة من الإصابات التي طالت عناصر مؤثرة في الفريق، وسيشعر ببعض الارتياح لمشاركة الكاميروني جويل ماتيب والإسباني تياغو ألكانتارا والبرتغالي ديوغو جوتا في الشوط الثاني. وسيكون ليفربول مطالبا بالرد عندما يستقبل أياكس أمستردام الهولندي الفائز على رينجرز الاسكوتلندي 4 - صفر، خلال الجولة الثانية الأسبوع المقبل.
وبعيدا عن ليفربول حققت فرق بايرن ميونيخ الألماني وبرشلونة الإسباني وتوتنهام الإنجليزي بدايات قوية، بالجولة الأولى لدوري الأبطال.
في المجموعة الثالثة حافظ بايرن ميونيخ على تقليده في المباريات الافتتاحية وخرج من مواجهة القمة أمام إنتر الإيطالي بالفوز 2 - صفر سجلهما لوروا ساني ودانيلو دامبروزيو (خطأ بمرمى فريقه) في عقر دار الأخير، ليواصل بذلك تألقه افتتاحاً بتحقيقه فوزه الـ19 متتالياً في مستهل مشواره في المسابقة القارية الأم في إنجاز لم يحققه أي فريق.
ومن المؤكد أن الفوز سيمنح فريق يوليان ناغلسمان الأفضلية في الصراع على بطاقتي المجموعة لا سيما في حال خرج فائزاً أيضاً من مواجهة الثلاثاء المقبل التي يخوضها على أرضه ضد برشلونة الفائز على فيكتوريا بلزن التشيكي 5 - 1 سجل منها البولندي روبرت ليفاندوفسكي مهاجم البايرن السابق ثلاثية.
وتجنباً لتكرار سيناريو الموسم الماضي حين انتهى مشواره في دور المجموعات لأول مرة منذ موسم 2000 - 2001 بعد الخسارة بثلاثية نظيفة في الجولة الأخيرة على أرض بايرن، كان برشلونة مدركاً لحاجة حسم النقاط الثلاث في المباراة ضد فيكتوريا بلزن.
وحسم برشلونة النقاط الثلاث في الشوط الأول حين تقدم بهدفي الوافد الجديد العاجي فرنك كيسيه في الدقيقة 13 قبل أن يضيف ليفاندوفسكي الهدف الثاني (34)، ثم وبعدما قلص الضيوف الفارق بهدف يان سيكورا (44)، عاد ليفاندوفسكي وأضاف هدفه الشخصي الثاني في اللقاء برأسية في الدقيقة 45، ثم أكمل ثلاثيته في الدقيقة 67 بعد تمريرة من البديل فيران توريس الذي أضاف بنفسه الهدف الخامس في الدقيقة 71، وسطر البولندي إنجازاً تاريخياً بعدما بات أول لاعب في المسابقة يسجل ثلاثية لصالح ثلاثة فرق مختلفة، بعدما حقق ذلك سابقاً مع بوروسيا دورتموند الألماني ثم غريمه بايرن.
وفي المجموعة الرابعة استفاد توتنهام من تفوقه العددي على ضيفه مرسيليا الفرنسي ليفوز عليه بنتيجة 2 - صفر سجلهما الوافد الجديد البرازيلي ريتشارليسون في الربع ساعة الأخير من اللقاء.
ولم يقدم القائد هاري كين الكثير لتوتنهام، فيما استمر صيام زميله الكوري الجنوبي سون هيونغ - مين عن التسجيل، لكن ريتشارليسون المنضم في صفقة تكلفت 60 مليون جنيه إسترليني (69 مليون دولار) من إيفرتون أظهر أنه يمتلك الحل بتفوقه على زملائه الأكثر شهرة في الفريق.
وأشاد الإيطالي أنطونيو كونتي بتأثير ريتشارليسون لكنه لم يكن سعيدا تماما بأداء فريقه إذ كان مرسيليا الطرف الأفضل إلى أن طُرد لاعبه مبيمبا في الدقيقة الأخيرة للشوط الأول. وقال كونتي: «في الشوط الأول خسرنا الكثير من المواجهات الفردية. عندما تلعب ضد هذا النوع من الفرق التي تلعب بشراسة، فمن المهم أن تتمكن من الاحتفاظ بالكرة. لقد فعلنا هذا في الشوط الثاني».
وضمن نفس المجموعة انتزع سبورتينغ البرتغالي فوزا عريضا على مضيفه آينتراخت فرنكفورت 3 - صفر.
وفي المجموعة الثانية سجل المهاجم البديل الفرنسي أنطوان غريزمان هدف الفوز لفريقه أتليتيكو مدريد الإسباني على ضيفه بورتو البرتغالي المنقوص عددياً بنتيجة 2 - 1، في مباراة جنونية شهدت تسجيل الأهداف الثلاثة في الدقائق العشر الأخيرة من الوقت بدل الضائع.
وشكل طرد مهاجم بورتو الإيراني مهدي طارمي إثر نيله البطاقة الصفراء الثانية بعدما ادعى سقوطه داخل منطقة الجزاء في الدقيقة (81)، منعطف اللقاء.
وكعادته كان غريزمان المعار من برشلونة للموسم الثاني توالياً، والذي يعاني مدربه دييغو سيميوني لإشراكه على خلفية عدم دفع جزاء تفعيل بند انتقاله الفوري (دخل في الدقيقة 60 بدلاً من ساؤول نيغيز)، في الموعد فسجل هدف الفوز بضربة رأسية خدعت الحارس ديوغو كوستا في الدقيقة 90 بلس 11.
وأعرب غريزمان عن سعادته بتسجيل هدف الفوز ولم يبد امتعاضا من عدم وضعه بالتشكيلة الأساسية في أي مباراة هذا الموسم، وقال عقب اللقاء: «هذا هو الوضع... الأمر ليس بيدي، بالطبع أود أن ألعب أكثر، لكني سأبذل قصارى جهدي في الدقائق التي أشارك فيها. أنا لاعب في النادي وأريد أن أعطي كل شيء للفريق والمدرب والجماهير».
من جهته أشاد الأرجنتيني دييغو سيميوني مدرب أتليتيكو بغريزمان، لكنه دافع عن عدم إشراكه في التشكيلة الأساسية، زاعما أنه لاعبه أكثر فاعلية كبديل. وقال سيميوني: «كل ما يمكننا رؤيته هو الواقع، وهو أنه عندما يلعب لمدة 30 دقيقة، فإنه يلعب بشكل جيد للغاية. ماذا سيفعل في أكثر من 60 دقيقة لا نعرف، ولا يمكنني التحدث إلا عن الواقع».