السيسي خلال لقائه سلام: القوة العربية ستحقق التوازن في المنطقة

أكد أهمية الحل السياسي والحفاظ على مؤسسات الدولة السورية من الانهيار

السيسي خلال لقائه سلام: القوة العربية ستحقق التوازن في المنطقة
TT

السيسي خلال لقائه سلام: القوة العربية ستحقق التوازن في المنطقة

السيسي خلال لقائه سلام: القوة العربية ستحقق التوازن في المنطقة

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي «أهمية الحفاظ على وحدة الشعب اللبناني ودعم نسيجه الوطني ودعم مؤسسات الدولة اللبنانية»، وقال خلال لقائه تمام سلام، رئيس وزراء لبنان، أمس، إن المرحلة الراهنة وما تشهده من تحديات تفرض على الدول العربية أن تتكاتف معا، ليس فقط من أجل حماية الأمن القومي العربي، ولكن أيضا لاستعادة الدول التي سقطت في براثن الإرهاب، منوها بالدور الذي يمكن أن تقوم به القوة العربية المشتركة في هذا الشأن.
في غضون ذلك، التقى نبيل العربي، الأمين العام لجامعة الدول العربية، تمام سلام، وأعرب عن أمله في أن يتمكن اللبنانيون من تخطي العقبات التي تحول دون إنجاز الاستحقاق الدستوري بانتخاب رئيس جديد للدولة اللبنانية، نظرًا لأهمية هذا الأمر في دعم مسيرة الأمن والاستقرار في لبنان.
وأكد العربي «ضرورة تجنيب لبنان الانعكاسات السلبية الناجمة عن الأزمات الإقليمية الدائرة من حوله، ودعم جامعة الدول العربية للخطوات التي تتخذها الحكومة اللبنانية من أجل الحفاظ على الوحدة الوطنية، وصيانة الأمن والاستقرار في لبنان»، مشددا على أهمية توفير مزيد من الدعم للجيش اللبناني، وتعزيز قدراته في مواجهة أنشطة المنظمات الإرهابية المتطرفة التي تحاول زعزعة الاستقرار والمسّ بالسلم الأهلي في البلاد.
من جانبه، قال علاء يوسف، السفير المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، إن الرئيس السيسي أكد أن القرار المصري سيظل مستقلاً وتحكمه اعتبارات المصلحة الوطنية المصرية، مشيرًا إلى أن القوة العربية المشتركة ستدافع ولا تعتدي، وستحقق التوازن المطلوب في المنطقة بما يحفظ مقدرات الدول العربية ويصون أمن شعوبها.
وبخصوص الشأن السوري قال السفير يوسف إن الرئيس أكد أهمية الحل السياسي والحفاظ على مؤسسات الدولة السورية من الانهيار، بما يساهم في الحفاظ على السلامة الإقليمية للدولة السورية، ويحقق وحدة أراضيها وشعبها.
وذكر يوسف أن السيسي أكد أن مصر تولي اهتماما خاصا لتعزيز التعاون الثنائي مع لبنان في كل المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية، منوها بأن أيادي مصر ستظل ممدودة للبنان بكل الخير والإرادة الصادقة، وأنه بلاده على استعداد لتقاسم ما لديه مع الشعب اللبناني الشقيق، وذلك في إطار العلاقات الأخوية بين الدولتين.
في ذات السياق، أشار رئيس الوزراء اللبناني إلى ما يمثله تردي الأوضاع الأمنية في سوريا من مخاطر على لبنان، وكل دول الجوار، لا سيما في ظل تنامي أعداد اللاجئين السوريين ومحدودية المساعدات الدولية المقدمة لهم، منوها بأن تكاتف الجهود الدولية وتحقيق التقارب في وجهات النظر إزاء النهج الذي يتعين اتباعه لتسوية الأزمة السورية من شأنه المساهمة في إيجاد حل لها.



مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
TT

مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)

أفرجت السلطات الأمنية المصرية عن الناشط السوري الشاب ليث الزعبي، بعد أيام من القبض عليه وقررت ترحيله عن مصر، و«هو ما توافق مع رغبته»، بحسب ما كشف عنه لـ«الشرق الأوسط» صديقه معتصم الرفاعي.

وكانت تقارير إخبارية أشارت إلى توقيف الزعبي في مدينة الغردقة جنوب شرقي مصر، بعد أسبوع واحد من انتشار مقطع فيديو له على مواقع التواصل الاجتماعي تضمن مقابلة أجراها الزعبي مع القنصل السوري في القاهرة طالبه خلالها برفع علم الثورة السورية على مبنى القنصلية؛ ما تسبب في جدل كبير، حيث ربط البعض بين القبض على الزعبي ومطالبته برفع علم الثورة السورية.

لكن الرفاعي - وهو ناشط حقوقي مقيم في ألمانيا ومكلف من عائلة الزعبي الحديث عن قضية القبض عليه - أوضح أن «ضبط الزعبي تم من جانب جهاز الأمن الوطني المصري في مدينة الغردقة حيث كان يقيم؛ بسبب تشابه في الأسماء، بحسب ما أوضحت أجهزة الأمن لمحاميه».

وبعد إجراء التحريات والفحص اللازمين «تبين أن الزعبي ليس مطلوباً على ذمة قضايا ولا يمثل أي تهديد للأمن القومي المصري فتم الإفراج عنه الاثنين، وترحيله بحرياً إلى الأردن ومنها مباشرة إلى دمشق، حيث غير مسموح له المكوث في الأردن أيضاً»، وفق ما أكد الرفاعي الذي لم يقدّم ما يفيد بسلامة موقف إقامة الزعبي في مصر من عدمه.

الرفاعي أوضح أن «أتباع (الإخوان) حاولوا تضخيم قضية الزعبي والتحريض ضده بعد القبض عليه ومحاولة تصويره خطراً على أمن مصر، وربطوا بين ضبطه ومطالبته برفع علم الثورة السورية في محاولة منهم لإعطاء القضية أبعاداً أخرى، لكن الأمن المصري لم يجد أي شيء يدين الزعبي».

وشدد على أن «الزعبي طوال حياته يهاجم (الإخوان) وتيار الإسلام السياسي؛ وهذا ما جعلهم يحاولون إثارة ضجة حول قضيته لدفع السلطات المصرية لعدم الإفراج عنه»، بحسب تعبيره.

وتواصلت «الشرق الأوسط» مع القنصلية السورية في مصر، لكن المسؤولين فيها لم يستجيبوا لطلب التعليق، وأيضاً لم تتجاوب السلطات الأمنية المصرية لطلبات توضيح حول الأمر.

تجدر الإشارة إلى أن الزعبي درس في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، وبحسب تقارير إعلامية كان مقيماً في مصر بصفته من طالبي اللجوء وكان يحمل البطاقة الصفراء لطلبات اللجوء المؤقتة، وسبق له أن عمل في المجال الإعلامي والصحافي بعدد من وسائل الإعلام المصرية، حيث كان يكتب عن الشأن السوري.

وبزغ نجم الزعبي بعد انتشار فيديو له يفيد بأنه طالب القنصل السوري بمصر بإنزال عَلم نظام بشار الأسد عن مبنى القنصلية في القاهرة ورفع عَلم الثورة السورية بدلاً منه، لكن القنصل أكد أن الأمر مرتبط ببروتوكولات الدبلوماسية، وأنه لا بد من رفع عَلم الثورة السورية أولاً في مقر جامعة الدول العربية.

ومنذ سقوط بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ولم يحدث بين السلطات في مصر والإدارة الجديدة بسوريا سوى اتصال هاتفي وحيد بين وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ووزير خارجية الحكومة المؤقتة السورية أسعد الشيباني، فضلاً عن إرسال مصر طائرة مساعدات إغاثية لدمشق.