دراسة: التلوث بالزئبق يزيد خطر إصابة البط بإنفلونزا الطيور

دراسة: التلوث بالزئبق يزيد خطر إصابة البط بإنفلونزا الطيور
TT

دراسة: التلوث بالزئبق يزيد خطر إصابة البط بإنفلونزا الطيور

دراسة: التلوث بالزئبق يزيد خطر إصابة البط بإنفلونزا الطيور

وجدت دراسة أن البط الملوث بالزئبق أكثر عرضة للإصابة بإنفلونزا الطيور، مشيرة إلى طريقة أخرى تزيد فيها التغيرات التي يحركها الإنسان في العالم الطبيعي من خطر انتشار الفيروسات.
ونادرًا ما تصيب أنفلونزا الطيور البشر، لكن استمرار تفشي المرض في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة من بين دول أخرى أدى إلى إعدام ملايين الطيور الداجنة حتى الآن هذا العام.
ويُعتقد أن الطيور المائية البرية مثل البط تنشر الفيروس بشكل كبير لأنها تسافر بعيدًا أثناء هجرتها، ما قد يصيب الطيور الأخرى على طول الطريق.
وفي الدراسة الجديدة، أسقط العلماء ما يقرب من 750 بطة برية من 11 نوعًا مختلفًا في خليج سان فرانسيسكو بكاليفورنيا، الذي يقع في مسار هجرة يمتد من ألاسكا إلى باتاغونيا. ثم قاموا باختبار البط بحثًا عن التلوث بالزئبق وما إذا كانت مصابة بإنفلونزا الطيور أو لديها أجسام مضادة للفيروس في نظامها.
وقد أظهرت النتائج، التي نُشرت بمجلة Proceedings of the Royal Society B ، أن البط الملوث بالزئبق كان أكثر عرضة للإصابة بإنفلونزا الطيور بمعدل 3.5 مرة خلال العام الماضي أو نحو ذلك، وذلك وفق ما ذكر موقع «phys.org» العلمي المتخصص.
وفي توضيح أكثر لهذا الأمر، قالت الدكتورة كلير تيتلبوم عالمة البيئة الكمية بمركز العلوم البيئية الشرقية التابع لهيئة المسح الجيولوجي الأميركية المؤلفة الرئيسية للدراسة «إن التلوث بالزئبق يمكن أن يثبط جهاز المناعة، وقد يجعل العدوى بأي شيء بما في ذلك الإنفلونزا أكثر احتمالًا».
وأضافت تيتلبوم لوكالة الصحافة الفرنسية «إن خليج سان فرانسيسكو نقطة ساخنة مهمة للتلوث بالزئبق في أميركا الشمالية ... وإلى حد كبير من مناجم الذهب التاريخية، حيث كان الزئبق جزءًا من هذه العملية».
ومع ذلك، جاءت نتائج اختبار البط سلبية بالنسبة لسلالة إنفلونزا الطيور H5N1 شديدة الإمراض التي تم اكتشافها في أجزاء كثيرة من العالم.
وترجح تيتلبوم أن تفشي إنفلونزا الطيور في الولايات المتحدة قد تباطأ خلال الصيف «لأن العديد من الطيور البرية تعيش في مناطق تكاثرها» في أقصى الشمال. محذرة من أنه «مع بدئها في التراجع، من المحتمل أن نشهد المزيد من النشاط».
ويأتي هذا الانتشار في الوقت الذي يدق فيه الباحثون ناقوس الخطر بشكل متزايد من أن تغير المناخ وإزالة الغابات وتربية الماشية والعوامل الأخرى التي يسببها الإنسان تزيد من احتمال انتقال الفيروسات من الحيوانات إلى البشر.
وتؤكد تيتلبوم أن «هناك الكثير من الطرق التي غير البشر من خلالها البيئة الطبيعية ويستمرون في تغييرها». موضحة «أن تأثير التلوث على مخاطر انتشار الأمراض هو مجرد رابط آخر نحتاج إلى إضافته لنظرتنا الأكثر شمولية لما يحدث في العالم».
من جانبه، أشاد عالم الأحياء بجامعة أوكلاهوما الذي لم يشارك في الدراسة الدكتور دانيال بيكر، بالدراسة التي وصفها بأنها «مثيرة للإعجاب». قائلا «من المدهش أن هناك القليل من العمل الذي يبحث في تركيزات الملوثات في الحياة البرية وعلاقتها بالأمراض المعدية، خاصة بالنسبة للفيروسات التي يمكن أن تنتقل إلى البشر مثل إنفلونزا الطيور».


مقالات ذات صلة

حلُّ لغز العمر الحقيقي لأكبر تمساح في العالم

يوميات الشرق علاقة آلمها الفراق (إ.ب.أ)

حلُّ لغز العمر الحقيقي لأكبر تمساح في العالم

لعقود، تولّى حارس الحدائق جورج كريغ، رعاية تمساح طوله 5.5 متر، يُدعى «كاسيوس». وبعد تقاعده، توقّف التمساح عن الأكل، ودخل في حالة «تدهور سريع».

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق الحب ليس بشرياً فقط (ناشيونال جيوغرافيك)

صداقة غير متوقَّعة بين قندس ورجل تُهوِّن يُتمهما

تغيَّرت حياة بيلي وسوزان ميل إلى الأبد بظهور شبل قندس صغيرة تتضوَّر جوعاً عند عتبة منزلهما في شيتلاند.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق الباحثة أجرت تعداداً لقردة الشمبانزي بمنتزه جبال ماهالي الوطني (جامعة أمستردام)

كيف يحمي الذكاء الاصطناعي الشمبانزي من الانقراض؟

توصّلت باحثة من «جامعة أمستردام» في هولندا، إلى طريقة جديدة قد تُسهم في حماية قردة الشمبانزي من تأثيرات التغيرّات المناخية، باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق شكَّل رمزاً للأمل (مواقع التواصل)

القطّ الأكثر بدانة في العالم... وداعاً

«هذه خسارة كبيرة»... هكذا نعى القائم على رعاية القطّ «كرامبس»، المصنّف الأكثر بدانة في العالم، الذي جاء نفوقه بعد أسابيع من مشاركته في معسكر لإنقاص الوزن للقطط.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق «ميكي» يشاء أن يطمئنّ (مواقع التواصل)

جهود لإنقاذ ببغاء «يعيش على الخبز» منذ شهر داخل متجر أسترالي

طمأنت وزيرة البيئة في نيو ساوث ويلز، الجمهور، على «إطلاق سراح» ببغاء، بعد انتشار شائعات تتعلق بصدور «أوامر بقتله».

«الشرق الأوسط» (سيدني)

«مسرح مصر» لإعادة الوهج إلى شارع عماد الدين بالقاهرة

«مسرح مصر» أحدث دور العرض في شارع عماد الدين وسط القاهرة (البيت الفني للمسرح)
«مسرح مصر» أحدث دور العرض في شارع عماد الدين وسط القاهرة (البيت الفني للمسرح)
TT

«مسرح مصر» لإعادة الوهج إلى شارع عماد الدين بالقاهرة

«مسرح مصر» أحدث دور العرض في شارع عماد الدين وسط القاهرة (البيت الفني للمسرح)
«مسرح مصر» أحدث دور العرض في شارع عماد الدين وسط القاهرة (البيت الفني للمسرح)

يستعد البيت الفني للمسرح في مصر لضم دار عرض جديدة هي «مسرح مصر»، في خطوة من شأنها المساهمة في إعادة الوهج الفني إلى شارع عماد الدين (وسط القاهرة)، وفق مراقبين، وهو الشارع الذي كان مشهوراً في الماضي بكثير من الأنشطة الفنية ودور العرض السينمائية والمسارح أو «التياترو».

وتفقَّد رئيس البيت الفني للمسرح، المخرج هشام عطوة، الثلاثاء، مسرح مصر الذي يعدّ أحدث دور العرض، ومن المقرر افتتاحها فور الانتهاء من كامل أعمال المشروع، بغرض متابعة المشروع للعمل علي سرعة تشغيله.

ووجه رئيس البيت الفني للمسرح بسرعة الانتهاء من المشروع كاملاً، للتمكن من افتتاحه واستقبال العروض المسرحية الجديدة، وفقاً لخطة عمل ذات طبيعة خاصة تتناسب والمسرح المجهَّز بأحدث التقنيات الفنية، لافتاً إلي تميز موقعه الجغرافي»، وفق بيان للبيت الفني للمسرح.

وأكد عطوة الذي تولى رئاسة البيت الفني للمسرح قبل أيام، أهمية العمل في المستقبل علي دخول مزيد من دور العرض المسرحي الجديدة للخدمة، تنفيذاً لسياسات وزارة الثقافة الهادفة إلي انتشار الخدمة الثقافية.

شارع عماد الدين قديماً (صفحة الجهاز القومي للتنسيق الحضاري)

ويرى أستاذ النقد والدراما بأكاديمية الفنون المصرية، الرئيس الأسبق للمركز القومي للمسرح، الدكتور أسامة أبو طالب، أن «العمل على افتتاح مسرح مصر بشارع عماد الدين أمر في غاية الأهمية للحركة المسرحية المصرية والعربية»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «أتمنى كل التوفيق للفنان هشام عطوة بعد توليه رئاسة البيت الفني للمسرح، وأثق بأنه سيبذل قصارى جهده لتحريك المياه الراكدة، لأن الحالة الحالية للمسرح المصري ليست حالة نهضة وإنما أشبه بالشعلات والومضات المسرحية التي تتوهج وما تلبث أن تنطفئ».

وتضم مصر 41 مسرحاً، وفق تقرير للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، تضمن وصول متوسط عدد المشاهدين إلى 512 ألف مشاهد، كما بلغ متوسط الإيرادات الإجمالية للمسارح العامة 44 مليون جنيه خلال عام 2022.

وأشار التقرير إلى وصول عدد الفرق المسرحية في مصر إلى 75 فرقة، وبلغ عدد العروض التي قدمتها الفرق 2442 عرضاً، وبلغ عدد مشاهدي الفرق المسرحية 375 ألف مشاهد في العام المشار إليه.

ولفت أستاذ النقد والدراما إلى أن «الثقافة المسرحية التي يغلب عليها طابع المهرجانات تظل موسمية وليست مستدامة»، ودعا إلى إعادة فتح قنوات بين الجمهور والمسرح، موضحاً أن «مسرح مصر هو إضافة، وبالتأكيد هو معدٌّ إعداداً جيداً، ولكن تجب دراسة برنامجه، ومعرفة ما الذي سوف يُقدم في إطار حركة مسرحية شاملة، قوامها جودة ما يقدَّم واختلافه عن المسارح الأخرى، مسارح التسلية».

وشدد على أنه «يجب تقديم مسرح جاد ناهض ممتع وجاذب لكل فئات المجتمع، وانتقاء ما يقدَّم، والاهتمام بالشباب الذين برزوا في أعمال كثيرة».

شارع عماد الدين في وسط القاهرة المعروف قديماً بشارع الفن (إكس)

ويعدّ شارع عماد الدين من الشوارع الرئيسية في وسط القاهرة، وشهد فترة ازدهار فني كبيرة، وكان يُعرف بشارع الفن في بدايات القرن العشرين، وبه كثير من البنايات العتيقة ذات الطراز المعماري المميز، وكان يضم أكثر من 15 مسرحاً و11 دار عرض سينمائية، ومن أشهر مسارحه القديمة «الماجستك» و«نجيب الريحاني»، ومن أشهر دور العرض السينمائي به «كوزموس» و«بيجال»، وأطلق البعض عليه «برودواي مصر»، وعدَّه بعض المؤرخين خصوصاً في المجال الفني يقابل حي «ويست إند» في لندن أو «بوليفار» في باريس، في الثلاثينات والأربعينات من القرن الماضي، حتى إن الشوارع المتفرعة منه تحمل أسماء فنانين مثل: علي الكسار، ونجيب الريحاني، وزكريا أحمد.

وأكد أبو طالب أن «شارع عماد الدين بداخله كنز اسمه تاريخ السينما والمسرح المصري، فكان بحق شارع الفن، وأتمنى أن يعود إلى سابق دوره، فقد كان هذا الشارع علامة في وسط البلد بدءاً من المقهى الكبير حتى (مقهى بعرة) الذي كان يجتمع عليه السينمائيون، وأتمنى أن يستعيد هذا الشارع رونقه، وتتوهج أضواء المسرح في القاهرة، كما كانت متوهجة خلال سنين طويلة مضت».