السعودية تتلمس أبرز فرص المحتوى المحلي الواعدة

5 قطاعات استراتيجية مرشحة للفرص الاستثمارية وتنمية المشتريات الوطنية لريادة الأعمال

جانب من منتدى المحتوى المحلي الذي عقد في الرياض أمس (الشرق الأوسط)
جانب من منتدى المحتوى المحلي الذي عقد في الرياض أمس (الشرق الأوسط)
TT

السعودية تتلمس أبرز فرص المحتوى المحلي الواعدة

جانب من منتدى المحتوى المحلي الذي عقد في الرياض أمس (الشرق الأوسط)
جانب من منتدى المحتوى المحلي الذي عقد في الرياض أمس (الشرق الأوسط)

تدفع السعودية نحو تفعيل المحتوى المحلي بالصناعة الوطنية، وتحديدا في مجالات القطاعات الواعدة، حيث التقى وزير الصناعة والثروة المعدنية رئيس مجلس إدارة هيئة المحتوى المحلي والمشتريات الحكومية بندر الخريّف، أمس الثلاثاء، بـ20 من كبرى الشركات المحلية والعالمية، لمناقشة فرص المحتوى المحلي الواعدة، وأوجه التعاون المقترحة بين الهيئة والشركات، ودور القطاع الخاص في توجيه إنفاقه نحو المحتوى المحلي، وجهود الشركات في تطوير وتنمية المحتوى في عدد من القطاعات الرئيسية وفي مقدمتها قطاع الصحة والأدوية، وقطاع التشييد والبناء، وقطاع التجزئة وقطاع الإلكترونيات.

- أدوات المشتريات
وأكد الخريّف على هامش منتدى المحتوى المحلي، المنعقد في الرياض أمس، أن المحتوى المحلي له عدد من الأدوات في المشتريات الحكومية تدفع الطلب نحو المصنعين والموردين المحليين، وتساعد القطاع الخاص على اقتناص فرص استثمارية واعدة، منوهاً بالدور الذي يؤديه أسلوب توطين الصناعة ونقل المعرفة في فتح المجال أمام المستثمرين لتوطين منتجات جديدة مقابل ضمان شراء الحكومة لمدة الاتفاقية.
وقال: «المملكة لديها فرص واعدة لتعظيم الفائدة من خلال الاستفادة من القوة الشرائية للشركات المملوكة للدولة، أو التي تملك أكثر من 50 في المائة من رأس مالها، بعد صدور قرار مجلس الوزراء بإلزام هذه الشركات بضوابط تفضيل المحتوى المحلي، حيث سيكون لهذا القرار الأثر الأكبر في توفير فرص كثيرة للقطاع الخاص».

- أفضلية المحتوى
ودعا الخريّف خلال اللقاء القطاع الخاص إلى أن يكون على نفس القدر من المسؤولية بإعطاء الأفضلية للمحتوى المحلي والمنتجات المحلية في مشترياته ومشاريعه، وتحديد فرص التوطين في سلاسل الإمداد الخاصة به وعرضها للمنشآت الصغيرة والمتوسطة.
وعُقد اللقاء بحضور القيادات العليا في عدة شركات في مقدمتها شركة نوبكو، وشركة شمول القابضة، وشركة سدير للأدوية، وشركة سبيماكو الدوائية، وشركة الفنار، وشركة إل جي السعودية المحدودة، ومجموعة شاكر، ومجموعة بن داود القابضة، واستراتيجيك جيرز، وكفاءة للاستشارات الإدارية، وتصنيع.

- قطاعات واعدة
ناقش منتدى المحتوى المحلي، في جلسة حوارية بعنوان «القطاعات والفرص الواعدة» دور رواد الأعمال في تنمية المحتوى المحلي، والمنتجات والخدمات ذات الأولوية للمحتوى المحلي، وأهمية البحث والابتكار في تمكين فرص المحتوى المحلي.
وشارك في الجلسة نائب الرئيس التنفيذي لقطاع العمليات في هيئة المحتوى المحلي والمشتريات الحكومية المهندس محمد القحطاني، ونائب الرئيس التنفيذي للدراسات في صندوق التنمية الصناعي المهندس أحمد البقعاوي، ونائب المحافظ لريادة الأعمال في الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة سعود السبهان، والمشرف على وكالة التوطين والمحتوى المحلي وإدارة المخاطر في وزارة الطاقة المهندس فؤاد موسى.
وأكد المشاركون أن المحتوى المحلي يشغل دوراً واضحاً في إبراز القطاعات والفرص الواعدة لرواد الأعمال، وذلك لتنمية المحتوى المحلي، وإتاحة الفرص الاستثمارية ونقل المعرفة بأهمية المشاركة الوطنية من قبل الجهات في الفرص الواعدة التي تسهم في نمو المحتوى المحلي.
وأوضح المهندس القحطاني أن الهيئة تعمل على عدة قطاعات استراتيجية وحيوية مليئة بالفرص الواعدة لتنمية المحتوى المحلي، مفيداً بأن من هذه القطعات التشييد والبناء، والصناعة، والطاقة، والاتصالات وتقنية المعلومات، وقطاع النقل والخدمات اللوجيستية.

- القوة الشرائية
وبين أن الهيئة تستهدف فرص تنمية المحتوى المحلي في هذه القطاعات، وتوجيه القوة الشرائية الحكومية نحو عناصر المحتوى المحلي، مبيناً أن الهيئة طورت العديد من الآليات والتشريعات التي من شأنها أن تقتنص الفرص وتحولها إلى عناصر المحتوى المحلي، مؤكداً أن الآلية تعطي أفضلية بصيغة معينة للشراء الحكومي، وذلك عن طريق إلزام المقاولين مع الجهات الحكومية لتوفير هذه المنتجات الوطنية ومن مصانع محلية.
وأفاد بأن هيئة المحتوى المحلي والمشتريات الحكومية أطلقت منذ تفعيل الآلية عدة قوائم ضمت أكثر من 8 قطاعات مختلفة وأكثر من 400 منتج مختلف من المصانع الوطنية، مؤكداً أن الهيئة مستمرة في تطوير وتحديث القائمة.

- الصغيرة والمتوسطة
بدوره، أوضح السبهان أن المنشآت الصغيرة والمتوسطة تشكل 99.3 في المائة من نشاط الصناعات التحويلية الذي يسهم في توطين التقنية، مفيداً بأن تضمين المحتوى المحلي كعنصر أساسي في نظام المنافسات والمشتريات الحكومية أسهم بشكل مباشر في دعم وتمكين المنشآت الصغيرة والمتوسطة.
وبين أن المشتريات الحكومية في السعودية ارتفعت بنسبة 26.6 في المائة حتى نهاية الربع الثالث من العام 2021 مقارنة بـ24.9 في المائة في العام 2019 وبنمو قدره 6.6 في المائة.
وأوضح أن الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة أطلقت خدمة جدير لتأهيل المنشآت الصغيرة والمتوسطة، وكان لها دور في زيادة المحتوى المحلي، حيث بلغ عدد المنشآت في هذه الخدمة أكثر من 3000 منشأة، فيما وصل عدد المنشآت المؤهلة إلى أكثر من 1500 منشأة.
وأكد أن منشآت تسعى إلى تعزيز مساهمة المنشآت الصغيرة والمتوسطة في المحتوى المحلي من خلال زيادة فرص مشاركتها في الامتياز التجاري بهدف التوسع بأنشطتهم التجارية.

- رواد الأعمال
من جانبه، أفاد نائب الرئيس التنفيذي للدراسات لصندوق التنمية الصناعي السعودي المهندس البقعاوي أن دور الصندوق هو دعم العميل والقطاع الخاص للنهوض بالمملكة وفق «رؤية 2030»، كدولة رائدة في الصناعة، وكذلك محطة لوجيستية عالمية.
وبين المهندس البقعاوي أن دور صندوق التنمية إعطاء المشورة المسؤولة وتقييم المسؤول، ويعمل في الصندوق شباب وفتيات كخبراء يقدمون المشورة المناسبة للمستثمر، مشيراً إلى أن الصندوق داعم للمشاريع وملتقى لجميع رواد الأعمال في شتى المجالات.

- إدارة مخاطر
من ناحية أخرى، أوضح المشرف على التوطين والمحتوى في إدارة المخاطر في وزارة الطاقة أن تأثير قطاع الطاقة كبير جدا على الاقتصاد في المملكة، حيث يمثل 45 في المائة من الإنفاق الرأسمالي والإنفاق التشغيلي، مما يتيح الفرص الكبيرة في المنتجات المستخدمة بقطاع الطاقة والبترول والغاز والبتروكيماويات، وقطاع إنتاج الكهرباء القائمة على الإنتاج التقليدي.
وبين أن السعودية متوجهة لتصبح أكبر المنتجين للهيدروجين للدول الكبرى والذي سيصبح وقود المستقبل، مفيداً بأن وزارة الطاقة وضعت مستهدفات جديدة لتوطين المنتجات الرئيسية المستخدمة بشكل مباشر في الإنفاق الرأسمالي والتشغيلي، وستقوم الوزارة باستغلال الموارد المتوفرة في المملكة التي ستخدم قطاع الطاقة وتوسيع تأثير القطاع؛ لتصبح الصناعة متوازية مع الصناعات الأخرى.


مقالات ذات صلة

إنشاء 18 منطقة لوجيستية في السعودية باستثمارات تتجاوز 2.6 مليار دولار

الاقتصاد وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)

إنشاء 18 منطقة لوجيستية في السعودية باستثمارات تتجاوز 2.6 مليار دولار

كشف وزير النقل والخدمات اللوجيستية، المهندس صالح الجاسر، عن تسجيل الموانئ السعودية 231.7 نقطة إضافية على مؤشر اتصال شبكة الملاحة البحرية.

زينب علي (الرياض)
الاقتصاد رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للمعارض والمؤتمرات فهد الرشيد مع مسؤول في إحدى الشركات التي قررت افتتاح مكتبها في السعودية (الشرق الأوسط)

3 شركات عالمية لتنظيم المعارض تفتح مكاتبها في السعودية

قررت 3 من أكبر 10 شركات عالمية متخصصة في تنظيم المعارض، افتتاح مكاتبها في المملكة، إلى جانب توقيع 19 اتفاقية ومذكرة تفاهم لدعم صناعة الفعاليات.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)

التضخم في السعودية يسجل 2 % خلال نوفمبر الماضي على أساس سنوي

ما زال التضخم في السعودية الأقل ضمن مجموعة العشرين، وذلك بعد تسجيل معدل 2 في المائة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، على أساس سنوي.

بندر مسلم (الرياض)
الاقتصاد وزير السياحة متحدثاً للحضور مع انطلاق النسخة الأولى من القمة الدولية للمعارض والمؤتمرات بالرياض (الشرق الأوسط)

وزير السياحة السعودي: الرياض تتجه لتصبح مركزاً عالمياً للمعارض والمؤتمرات

أكد وزير السياحة أحمد الخطيب، أنَّ الرياض تتجه لتصبح مركزاً عالمياً لقطاع المعارض والمؤتمرات، مع مشروعات تشمل مطارات جديدة، ومنتجعات، وبنية تحتية متطورة

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد وزير الصناعة والثروة المعدنية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)

الخريف: قطاع إعادة التصدير السعودي ينمو ويسجل 16.2 مليار دولار عام 2024

كشف وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي، بندر الخريف، عن تسجيل بلاده صادرات بلغت 61 مليار ريال (16.2 مليار دولار) من قطاع إعادة التصدير خلال العام الحالي.

زينب علي (الرياض)

الذهب يرتفع مع توقعات بخفض الفائدة من جانب «الفيدرالي»

سبائك من الذهب الخالص في مصنع كراستسفيتم للمعادن الثمينة بمدينة كراسنويارسك السيبيرية (رويترز)
سبائك من الذهب الخالص في مصنع كراستسفيتم للمعادن الثمينة بمدينة كراسنويارسك السيبيرية (رويترز)
TT

الذهب يرتفع مع توقعات بخفض الفائدة من جانب «الفيدرالي»

سبائك من الذهب الخالص في مصنع كراستسفيتم للمعادن الثمينة بمدينة كراسنويارسك السيبيرية (رويترز)
سبائك من الذهب الخالص في مصنع كراستسفيتم للمعادن الثمينة بمدينة كراسنويارسك السيبيرية (رويترز)

ارتفعت أسعار الذهب، يوم الاثنين، مع توقع المستثمرين تخفيضاً محتملاً في أسعار الفائدة من قِبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي، هذا الأسبوع، حيث تركزت الأنظار على إشارات البنك المركزي بشأن خفض أسعار الفائدة في العام المقبل.

وسجل الذهب الفوري زيادة طفيفة بنسبة 0.1 في المائة، ليصل إلى 2650.86 دولار للأوقية (الأونصة)، بحلول الساعة 05:32 (بتوقيت غرينتش). وفي الوقت نفسه، انخفضت العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة بنسبة 0.2 في المائة إلى 2669.00 دولار، وفقاً لوكالة «رويترز».

وقال ييب جون رونغ، استراتيجي السوق في «آي جي»: «جرى تسعير خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، هذا الأسبوع، بشكل كامل من قِبل الأسواق، لذا فإن التركيز سيظل منصبّاً على ما إذا كان هذا الخفض سيكون متشدداً، حيث قد يسعى صُناع السياسات في الولايات المتحدة إلى تمديد أسعار الفائدة المرتفعة حتى يناير (كانون الثاني) المقبل، في ظل استمرار التضخم فوق المستهدف، وبعض المرونة الاقتصادية، وعدم اليقين بشأن السياسات المستقبلية للرئيس ترمب».

ويعتقد المستثمرون أنه مِن شِبه المؤكد أن يقوم بنك الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة، في اجتماعه المزمع يوميْ 17 و18 ديسمبر (كانون الأول) الحالي. ومع ذلك تشير الأسواق إلى أن احتمالية حدوث خفض آخر في يناير لا تتجاوز 18 في المائة، وفقاً لأداة «فيد ووتش».

وفي مذكرة لها، أفادت «سيتي غروب» بأن الطلب على الذهب والفضة من المتوقع أن يظل قوياً حتى يبدأ النمو الاقتصادي الأميركي والعالمي التباطؤ، مما سيدفع المستثمرين إلى شراء المعادن الثمينة من باب التحوط ضد تراجع أسواق الأسهم. وأشارت إلى أنه من المحتمل أن يصل الذهب والفضة إلى ذروتهما في الربع الأخير من عام 2025، أو الربع الأول من عام 2026.

وتميل المعادن الثمينة إلى الاستفادة في بيئة أسعار الفائدة المنخفضة، وأثناء فترات عدم اليقين الاقتصادي أو الجيوسياسي. وأضاف ييب: «على مدار الشهر الماضي، تراجعت أسعار الذهب عن مستوى 2720 دولاراً، في مناسبتين على الأقل، مما يجعل هذا المستوى نقطة مقاومة رئيسية يجب على المشترين تجاوزها لتمهيد الطريق لمزيد من الارتفاع في المستقبل».

وفي أسواق المعادن الأخرى، انخفضت الفضة الفورية بنسبة 0.2 في المائة إلى 30.50 دولار للأوقية، بينما تراجع البلاتين بنسبة 0.6 في المائة إلى 918.90 دولار، في حين استقر البلاديوم عند 953.10 دولار.