الجامعة العربية تحسم الجدل حول «قمة الجزائر»

أبو الغيط أكد انعقادها في موعدها

الأمين العام لجامعة الدول العربية خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب (جامعة الدول العربية)
الأمين العام لجامعة الدول العربية خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب (جامعة الدول العربية)
TT

الجامعة العربية تحسم الجدل حول «قمة الجزائر»

الأمين العام لجامعة الدول العربية خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب (جامعة الدول العربية)
الأمين العام لجامعة الدول العربية خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب (جامعة الدول العربية)

حسم الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، الجدل الدائر بشأن انعقاد الدورة الـ32 لمجلس الجامعة العربية، على مستوى القمة، في موعدها، مؤكداً أنه «تم الاتفاق بشكل نهائي، خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب، على عقد القمة بالجزائر، في الأول والثاني من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل»، مشدداً على أنه «لا صحة للحديث عن احتمالات تأجيلها أو نقلها». لافتاً إلى «أهمية انعقاد القمة، خصوصاً أنها تأتي بعد غياب 3 سنوات».
وقال أبو الغيط، في مؤتمر صحافي، أمس (الثلاثاء)، عقب اجتماع وزراء الخارجية العرب، إن «هناك موضوعاً كان يحلق في الأفق طوال الوقت، وهو مسألة عودة سوريا لشغل مقعدها، ولكن الجانب السوري نقلاً عن الإعلام الجزائري، قال إن دمشق تستبعد نفسها من شغل المقعد في هذه الدورة». مشدداً على «ضرورة نجاح القمة، لا سيما في ضوء وجود الكثير من المشكلات العربية. فسوريا ليست فيها ملامح حل. والعراق أجرى انتخابات ولم تؤدِّ إلى تشكيل حكومة. وهناك مشكلة ليبيا. حيث كان هناك اقتتال داخل طرابلس».
تأتي تصريحات الأمين العام لجامعة الدول العربية، في أعقاب جدل على مدار الأسابيع الماضية، بشأن وجود «عقبات» تعترض طريق القمة، وعلى رأسها سوريا، والتي تمت «تنحيتها» مؤخراً، في أعقاب تصريحات لوزير الخارجية الجزائري رمضان لعمامرة، قال فيها إن «دمشق لا تفضل إدراج مسألة عودتها إلى الجامعة، ضمن النقاشات التي تسبق عقد القمة المقبلة».
وفي ضوء الإشارات «الإيجابية»، سلم لعمامرة، أمس، للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، رسالة خطية من نظيره الجزائري عبد المجيد تبون، «تضمنت دعوته للمشاركة بالقمة العربية المقبلة»، حسب بيان لرئاسة الجمهورية.
وكان أبو الغيط قد أكد، في كلمته أمام مجلس وزراء الخارجية العرب، «ضرورة احتواء أي خلاف وكل مشكلة من أجل الاحتفاظ بوحدة الصف، تطلعاً للقمة المقبلة المقررة بالجزائر».
وشدد أبو الغيط على أن «الحل السياسي هو الخيار الوحيد الممكن، في جميع الأزمات العربية المشتعلة لتحقيق الاستقرار، وإنهاء المعاناة الهائلة للشعوب ووقف نزيف الدم والخسائر الذي تكبدتها الدول عبر السنوات الماضية». وحذر أبو الغيط من تجميد المسار السياسي لحل القضية الفلسطينية، بوصفه «جريمة في حق المستقبل»، وقال إن «الحل العادل والدائم للقضية الفلسطينية، بإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو (حزيران) 67، يظل المفتاح الأهم لاستقرار هذه المنطقة على المدى الطويل».
وقال أبو الغيط إن «الجامعة تنظر إلى التطورات العالمية من زاوية رئيسية ألا وهي المصالح العربية، وكيفية صيانتها وتعزيزها والدفاع عنها». لافتاً إلى أن «الجامعة تتبنى دراسة شاملة حول موضوع الأمن الغذائي، الذي سيكون أولوية عربية بوصفه جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومي العربي بمفهومه الشامل». وأضاف أن «العالم يعيش حالة خطيرة من تلاحق الأزمات وتداخلها وتسارع وتيرتها. وكل دولة تجد نفسها في خضم هذه الأزمات مضطرة للتعامل مع تبعاتها والتجاوب مع مجرياتها... والعالم العربي ليس بمنأى عنها». مشيراً إلى «تأثيرات الحرب في أوكرانيا وجائحة كوفيد – 19، وما خلفته من تباطؤ اقتصادي واضطراب في الأسواق، وسلاسل التوريد».
وبدأت أعمال الدورة 158 لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري بكلمة وزير الخارجية والمغتربين اللبناني عبد الله بوحبيب، بصفته رئيساً للدورة السابقة، قال فيها إن «التطورات الدولية فرضت تحديات كبرى لا تتعلق فقط بأزمة الطاقة والغذاء بل بعملية الاستقطاب الجارية في سياق إعادة رسم المشهد الجيوسياسي في العالم، ما يتطلب منّا رفع مستوى التنسيق لأقصى درجة بما يحفظ مصالح دولنا وشعوبنا».
وقبيل الاجتماع العام، التقت اللجان الوزارية المعنية بالتدخلات التركية والإيرانية في الشؤون الداخلية العربية، لبحث سبل التصدي لها.


مقالات ذات صلة

تصريحات أبو الغيط في لبنان تثير انتقادات «سوشيالية»

العالم العربي الأمين العام لجامعة الدول العرببة أحمد أبو الغيط خلال لقائه رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان نجيب ميقاتي مؤخراً (الجامعة العربية)

تصريحات أبو الغيط في لبنان تثير انتقادات «سوشيالية»

أثارت تصريحات الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، خلال زيارته الأخيرة إلى لبنان، انتقادات واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي.

فتحية الدخاخني (القاهرة)
العالم العربي اجتماع المندوبين الدائمين لبحث الوضع في غزة (الشرق الأوسط)

«الجامعة العربية» تطالب بوقف «الإبادة الجماعية» في غزة

جددت جامعة الدول العربية، الثلاثاء، مطالبتها بوقف «الإبادة الجماعية»، في قطاع غزة، مشددة على «ضرورة تمكين المنظمات الإغاثية الدولية من القيام بواجباتها».

فتحية الدخاخني (القاهرة)
الخليج أحمد أبو الغيط خلال لقائه غروندبرغ في القاهرة (جامعة الدول العربية)

الجامعة العربية تدعم جهود السعودية لاستعادة استقرار اليمن

أكدت جامعة الدول العربية دعمها جهود المملكة العربية السعودية لاستعادة الاستقرار في اليمن.

فتحية الدخاخني (القاهرة)
المشرق العربي أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط (رويترز)

أبو الغيط يدعو لوقف فوري لإطلاق النار في لبنان

قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، اليوم (الاثنين)، إن أولوية الجامعة هي الوقف الفوري لإطلاق النار في لبنان.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي وزير الخارجية اللبناني عبد الله بوحبيب (الشرق الأوسط)

​وزير خارجية لبنان في جولة أوروبية لوقف إطلاق النار

يسعى لبنان إلى حشد أوسع تأييد دبلوماسي لوقف إطلاق النار والشروع بتطبيق القرار 1701 وذلك من خلال جولة أوروبية بدأها وزير الخارجية عبد الله بوحبيب الأحد

«الشرق الأوسط» (بيروت)

إرغام محال الإنترنت بصنعاء على المشاركة في التعبئة الحوثية

اليمنيون يشتكون من بطء الإنترنت رغم مزاعم تدشين خدمة الجيل الرابع (إكس)
اليمنيون يشتكون من بطء الإنترنت رغم مزاعم تدشين خدمة الجيل الرابع (إكس)
TT

إرغام محال الإنترنت بصنعاء على المشاركة في التعبئة الحوثية

اليمنيون يشتكون من بطء الإنترنت رغم مزاعم تدشين خدمة الجيل الرابع (إكس)
اليمنيون يشتكون من بطء الإنترنت رغم مزاعم تدشين خدمة الجيل الرابع (إكس)

شنَّت الجماعة الحوثية أخيراً حملات ضد مُلاك مَحال وشبكات الإنترنت في العاصمة المختطفة صنعاء، بغية ابتزازهم مالياً، وإجبارهم على الترويج لأفكار الجماعة، والمساهمة في التعبئة العسكرية.

وأكدت مصادر محلية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن الحملة التي تنفِّذها عناصر تابعة لما تُسمَّى دائرة «التعبئة والتحشيد» الحوثية، ومكتب الاتصالات الخاضع للجماعة، أغلقت محال الإنترنت في مديريتي الوحدة ومعين، بذريعة مخالفة التعليمات ونشر محتوى برامج وتطبيقات علمية ورياضية وترفيهية، مخالفة لما تسميه الجماعة «الهوية الإيمانية».

مقر شركة «تيليمن» المزودة الرئيسية لخدمة الاتصالات الخاضع للحوثيين في اليمن (إكس)

واشترطت الجماعة الحوثية لإعادة فتح المحال، أن يقوم مُلاكها بدفع غرامات تأديبية، وتقديم محتوى يركز على نشر «الملازم الخمينية» وخطب زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي.

واشتكى مُلاك محال إنترنت في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، من حملات ابتزاز تستهدفهم ومصادر عيشهم على أيدي مشرفين ومسلحين، يجبرونهم على نشر محتوى أُحادي يُحرِّض الشبان والمراهقين من مرتادي محال الإنترنت على الانضمام للجبهات.

ووفقاً لبعض السكان، فإن مسلحي الجماعة لم يتركوا المجال لأي مالك محل وشبكة إنترنت دون أن يستهدفوه، إما بالابتزاز والإغلاق، وإما بالإرغام على المشاركة في الترويج لأفكار الجماعة ذات المنحى الطائفي، وبث الأهازيج الحماسية بغية حشد المقاتلين.

وتتحكم الجماعة الانقلابية في اليمن بخدمة الإنترنت من خلال سيطرتها على شركة «تيليمن» المزودة الوحيدة للخدمة، وتحصل جميع شركات الهاتف الجوال -خصوصاً بمناطق سيطرتها- على الخدمة من الشركة.

استغلال عسكري

ويأتي التعسف الحوثي ضد محال الإنترنت متوازياً مع تقرير حديث صادر عن فريق خبراء الأمم المتحدة، اتهم الجماعة باستغلال إيرادات قطاع الاتصالات في الجانب العسكري، وشراء معدات الاتصال ذات الاستخدام المزدوج.

وأوضح التقرير أن جماعة الحوثي استغلت وسائل التواصل في حربها ضد اليمنيين، واستخدموا وجنَّدوا كثيراً من المشاهير في الشبكات الاجتماعية، للحديث باسم الجماعة، وتمرير أي رسائل وأجندة.

الجماعة الحوثية تستغل الاتصالات للتجسس على السكان (إعلام حوثي)

ويتزامن ذلك مع تصاعد شكاوى سكان في صنعاء ومدن أخرى تحت سيطرة الحوثيين، من استمرار تردي خدمة الإنترنت بصورة غير مسبوقة، لافتين إلى أن ذلك البطء تصاعد أكثر خلال الأيام القليلة الماضية.

ولفت السكان إلى وجود مساعٍ حوثية لعزلهم عن العالم، عبر التدابير المتعاقبة التي تقوم بها الجماعة، والمتصلة بخدمة الإنترنت، سواءً من حيث إضعاف الخدمة إلى درجة كبيرة، أو رفع أسعارها بصورة متكررة.

ولا يُعد هذا الاستهداف الأول لملاك محال وشبكات الإنترنت، فقد سبق للجماعة أن استهدفت أكثر من 50 ألف شبكة إنترنت محلية في مناطق سيطرتها.