أعلنت قوى الأمن الداخلي ووحدات خاصة من الذراع النسائية في «قوات سوريا الديمقراطية (قسد)» عثورها على خيمة مخصصة للتعذيب والاحتجاز داخل مخيم الهول شرق محافظة الحسكة. ونجحت قوات الأمن في «تحرير» 4 نساء كنّ مقيدات بسلاسل حديدية مربوطة بجدار إسمنتي.
جاء ذلك في إطار استكمال المرحلة الثانية من عملية «الأمن والإنسانية» التي أطلقتها قوى الأمن الكردية في المخيم المكتظ جرّاء ازدياد جرائم القتل وحالات العنف في أرجائه.
ونشر «المركز الإعلامي» لـ«قسد» مقطع فيديو يظهر لحظة مداهمة خيمة بإحدى قطاعات المخيم واكتشاف 4 سيدات مكبلات بسلاسل حديدية. وقالت اثنتان منهم إنهما يتحدران من العراق، وبدت على أيديهما آثار تعذيب وجروح متشققة. وقال فرهاد شامي، مدير «المركز الإعلامي» لـ«قسد»، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، إنهم، وبالتنسيق مع قوى الأمن الداخلي في المخيم وقوات التحالف الدولي، بدأوا «تحقيقاً لمعرفة المتورطين في تعذيب النساء، والأشخاص المسؤولين عن ربطهنّ بالسَّلاسل والقيود الحديدية».
وكشف المسؤول العسكري الكردي عن حصيلة عمليات التفتيش والتمشيط لليوم الـ12 من انطلاقة حملة «الأمن والإنسانية»، مشيراً إلى إلقاء القبض على 23 مشتبهاً فيهم (بينهم 6 نساء) يعملون في خلايا تابعة لتنظيم «داعش». كما عُثِرَ على 7 خنادق سرية تحت الخيام، في حين أزالت قوات الأمن 8 مواقع في المخيم كانت تستعملها مجموعات وخلايا «داعشية» لـ«التدريب والتعذيب»، كما ضبطت كميات من القنابل اليدوية، ومخازن أسلحة كلاشنيكوف، وحقائب عسكرية، وخطوط اتصال وبطاقات ذاكرة وكومبيوترات مدفونة تحت الأرض.
ويعدّ هذا المخيم؛ الذي يقع على بُعد نحو 45 كيلومتراً شرق مدينة الحسكة، من بين أكبر المخيمات على الإطلاق في سوريا ويضم 56 ألف شخص معظمهم من النساء والأطفال، وغالبيتهم من اللاجئين العراقيين. كما يؤوي قسماً خاصاً بالعائلات المهاجرة لعناصر «داعش»، وهم 10 آلاف شخص يتحدرون من 54 جنسية غربية وعربية.
وبحسب حصيلة قوات الأمن الداخلي المنشورة على موقعها الرسمي، وصل عدد الأشخاص الذين قبض عليهم منذ تاريخ بدء العملية الأمنية في 25 أغسطس (آب) الماضي، إلى أكثر من 100 مشتبه فيه، فيما أزيل نحو 110 خيام كانت تستخدمها خلايا «داعش» لتنظيم «دورات شرعية» ولإصدار أحكام بالقتل والاغتيال.
وعلّقت «عملية العزم الصلب» التابعة للتحالف الدولي المناهض لتنظيم «داعش» على شريط الفيديو الذي أظهر نساءً مكبلات بالحديد داخل خيمة، بالقول إنّ «شريط الفيديو (عن) كيفية أسر النساء الذي نشرته قوات (قسد)، يُظهر نظرة واقعية فظائع التنظيم المستمرة، و(هو) دليل إضافي على المعاملة اللاإنسانية للتنظيم ضد النساء والفتيات». وأشادت في منشور على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر» بالجهود التي تبذلها قوات الأمن والإدارة الذاتية للحفاظ على أمن وسلامة المخيمات شمال شرقي سوريا.
ويقول مسؤولون عسكريون في قوى الأمن وإدارة مخيم الهول إن الخلايا الموالية لـ«داعش» نشطت مؤخراً بشكل ملحوظ واستخدمت «طرقاً وحشية» في القتل، إلى جانب ممارستها الإرهاب عبر الإعدامات الميدانية واستخدام مسدسات مزودة بكواتم للصوت وبنادق حربية. وأشار هؤلاء المسؤولون إلى أن «خلايا داعش» عمدت إلى تعذيب الضحايا ثم رمي جثثهم في أقنية الصرف الصحي في محاولة لإخفاء جرائمها.
الكشف عن «خيام للتعذيب والاحتجاز السري» في مخيم الهول
قوى الأمن تواصل ملاحقة خلايا «داعش» وتحرر نساء مقيدات بالسلاسل
الكشف عن «خيام للتعذيب والاحتجاز السري» في مخيم الهول
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة