يستهل ريال مدريد الإسباني حملة الدفاع عن لقبه في دوري الأبطال بمواجهة سلتيك الاسكتلندي اليوم، فيما ستكون الأنظار موجهة نحو قمة باريس سان جيرمان الفرنسي ويوفنتوس الإيطالي، كما يخوض مانشستر سيتي وتشيلسي الإنجليزيان اختبارين صعبين أمام كل من إشبيلية الإسباني ودينامو زغرب الكرواتي ضمن المرحلة الأولى لدور المجموعات.
في المجموعة السادسة يبدأ ريال مدريد حملة الدفاع عن لقبه القياسي الرابع عشر من الأراضي الاسكتلندية بمواجهة سلتيك، فيما يلتقي لايبزيغ الألماني مع شاختار دونتيسك الأوكراني.
ويدخل ريال مدريد اللقاء منتعشاً بتصدره الدوري الإسباني بالعلامة الكاملة بأربع انتصارات آخرها السبت 2 – 1 على ريال بيتيس، لكن مدربه الإيطالي كارلو أنشيلوتي الذي بات في مايو (أيار) الماضي أول مدرب يحرز الكأس أربع مرات في مسيرته، حذر من المواجهة الافتتاحية وذكر لاعبيه بالهزيمة التي تلقاها الفريق الموسم الماضي على أرضه أمام شيريف تيراسبول المولدافي الذي كان يظن الجميع أنه الحلقة الأضعف بالمسابقة. ويضع الريال آماله على هدّافه الفرنسي كريم بنزيمة الأفضل بالمسابقة الموسم الماضي، مع الجناح البرازيلي المتألق فينيسيوس جونيور، وفي الخلف الحارس البلجيكي العملاق تيبو كورتوا.
وضمن المجموعة ذاتها يأمل لايبزيغ في أن ينحي بدايته المتواضعة بالدوري الألماني جانباً، عندما يستهل مشواره الأوروبي بلقاء شاختار.
وحقق لايبزيغ، حامل لقب كأس ألمانيا، انتصاراً واحداً خلال خمس مباريات خاضها حتى الآن في البوندسليغا، وقد تلقى هزيمة ثقيلة أمام إنتراخت فرانكفورت صفر - 4 السبت. وقال دومينيكو تيديسكو المدير الفني للايبزيغ على هامش اللقاء الأوروبي: «كل ما قلته عقب مباراة فرانكفورت أقوله مجدداً. لقد افتقدنا أساسيات اللعب، وأيد اللاعبون ذلك. كان من المهم أن نعترف جميعاً بذلك». وقال حارس المرمى وقائد الفريق بيتر غولاتشي: «لم نكن جيدين بالشكل الكافي. علينا أن نتحلى بالحماس كفريق أمام شاختار، وأن نستعرض قدراتنا».
وفي المجموعة الثامنة ستكون مواجهة سان جيرمان مع يوفنتوس هي الأبرز خلال هذه الجولة، فيما يحل بنفيكا البرتغالي على مكابي حيفا الإسرائيلي.
وأكد كريستوف غالتييه مدرب سان جيرمان الجديد على أن الفريق يحتاج إلى جميع موارده إذا أراد التألق على كل الجبهات هذا الموسم، ومشيراً إلى أنه مستعد بالتضحية بإجلاس واحد من ثلاثي الهجوم الناري (الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرازيلي نيمار وكيليان مبابي) في بعض الأحيان، سواء رغبوا في ذلك أم لا.
وبينما كان من النادر أن يستبدل المدرب الأرجنتيني السابق ماوريسيو بوكيتينو أي لاعب من الثلاثي، لم يتردد غالتييه في وضع نيمار على مقاعد البدلاء يوم السبت، قبل أن يدفع بعد مرور نحو ساعة مكان مبابي خلال الفوز 3 - صفر على نانت.
وأكد غالتييه، الذي تولى المسؤولية هذا الموسم، أن مصلحة الفريق تأتي في المقام الأول. وكان وفياً لكلمته حيث سجل باريس سان جيرمان 24 هدفاً في أول ست مباريات له بالدوري وهو رقم قياسي، وقال: «تحدثت عن الأمر مرتين - مرة مع كل لاعب ومرة مع الفريق بأكمله. أبلغتهم بأن هذه هي طريقتي وعلينا أن نتحلى بالإيجابية وأن نتقبل هذا الوضع».
ومع جدول المباريات المزدحم نظراً لاقتراب نهائيات كأس العالم، أشار غالتييه إلى أنه لم يكن أمامه خيارات كثيرة، وأوضح: «الأمر ملزم للجميع نظراً لجدول المباريات المزدحم. نخوض مباريات كثيرة كل ثلاثة أيام ثم كل أربعة أيام ثم هناك كأس العالم. على الجميع أن يفهم أنه لن يكون بوسعهم خوض كل المباريات».
ويملك سان جيرمان جودة في جميع المراكز من الأساسيين والبدلاء ما يرشحه لتجاوز يوفنتوس الذي ما زال يعاني من عدم ثبات المستوى منذ الموسم الماضي. عاد يوفنتوس إلى دوامة التعادلات بعد أن اكتفى بنقطة واحدة من مباراته مع مضيفه فيورنتينا 1 - 1 في الجولة الخامسة السبت ليكون التعادل هو الثالث للفريق هذا الموسم مقابل انتصارين فقط.
لكن خارج المستطيل الأخضر سيكون هناك صراع آخر بين رئيسي ناديي سان جيرمان القطري ناصر الخليفي، ويوفنتوس أندريا أنييلي على إثر معارضة الأول لمشروع الدوري السوبر الأوروبي الذي أطلقه الثاني مع 11 فريقاً من أكبر الأندية في القارة العجوز أبرزها ريال مدريد وبرشلونة الإسبانيان.
وفي أبريل (نيسان) 2021 خلال الإعلان عن انطلاق مسابقة الدوري السوبر التي أجهضت بسرعة، تحولت الصداقة التي كانت تربط بين الرجلين إلى منافسة شرسة دفعت أنييلي الذي كان وصف الخليفي في عام 2019 بـ«المحترف المتميز»، إلى الاستقالة من رئاسة رابطة الأندية الأوروبية ليستلم الخليفي المنصب بدلاً منه.
لكن أياً منهما لم ينجح في الظفر بالهدف الرئيسي مع فريقه وهو لقب مسابقة دوري أبطال أوروبا. خسر يوفنتوس المباراة النهائية مرتين في 2015 و2017، فيما خسر الفريق الباريسي النهائي مرة واحدة عام 2020.
وكلا الفريقين يعاني من بعض المشاكل مع قواعد اللعب المالي النظيف الخاصة بالاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا). وبسبب ذلك، غُرمَ باريس سان جيرمان 10 ملايين يورو يوم الجمعة الماضي، فيما تم تغريم يوفنتوس 3.5 مليون يورو.
وفي الوقت الذي يلتزم فيه الرجلان باللعب النظيف في صراعهما بخصوص مشروع الدوري السوبر، فإن كلاهما فقد أعصابه عقب الإقصاء المرير من المسابقة القارية العريقة.
ويبدو أن مسارات الخليفي وأنييلي بدأت تختلف في العامين الأخيرين. نجح ناصر في الاحتفاظ بجوهرة فريقه الدولي كيليان مبابي الذي كان قريباً من الانتقال إلى ريال مدريد، كما استعاد ناديه لقب بطل الدوري الذي تخلى عنه عام 2021 لصالح ليل. في المقابل، فشل فريق «السيدة العجوز» في الظفر بلقب الدوري في العامين الأخيرين بعدما بسط سيطرته عليه لمدة تسعة مواسم متتالية، كما أنه يواجه صعوبة بسبب النتائج المخيبة بعدما خرج من ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا في النسخ الثلاث الأخيرة، واكتفى بالمركز الرابع فقط في الموسمين الأخيرين في الدوري الإيطالي.
وتأثر فريق «السيدة العجوز» العريق بنوبة غير عادية إلى حد ما من خلال تغيير المدرب ثلاث مرات في ثلاث سنوات: ماوريتسيو ساري في عام 2019، أندريا بيرلو في عام 2020، ثم ماسيميليانو أليغري العائد في عام 2021، ولم يكن حال الخليفي أفضل من أنييلي، حيث تناوب على الإدارة الفنية للنادي الباريسي ثلاثة مدربين في العامين الأخيرين: الألماني توماس توخيل (ديسمبر (كانون الأول) 2020، والأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو (صيف 2022) وكريستوف غالتييه.
وفي المجموعة الخامسة يحل تشيلسي بطل 2020 ضيفاً على دينامو زغرب في اختبار صعب لفريق المدرب الألماني توماس توخيل الذي ما زال يبحث عن هويته بعد بداية مرتبكة في الدوري الإنجليزي وضعته في المركز السادس بعد 6 مراحل.
وضمن نفس المجموعة يستضيف سالزبورغ النمساوي فريق ميلان الإيطالي في لقاء يبدو فيه الأخير المرشح الأبرز خصوصاً بعد أن نجح في حسم مباراة الديربي أمام جاره الإنتر 2 - 1 السبت.
وفي المجموعة السابعة يلتقي مانشستر سيتي بطل إنجلترا مع إشبيلية على أرض الأخير، في مباراة يتطلع فيها الأول المدجج بالنجوم وبقيادة نجمه الجديد النرويجي إرلينغ هالاند إلى العودة بالنقاط الثلاث، فيما يلعب بوروسيا دورتموند الألماني الذي فقد العديد من عناصره الأساسية مع إف سي كوبنهاغن الدنماركي.