إيران تبحث عن حلول لظاهرة سرقات صناديق الصدقات

أصفهان على رأس القائمة بـ12 ألف هدف سهل للصوص

إيران تبحث عن حلول لظاهرة سرقات صناديق الصدقات
TT

إيران تبحث عن حلول لظاهرة سرقات صناديق الصدقات

إيران تبحث عن حلول لظاهرة سرقات صناديق الصدقات

لم تسلم أموال الزكاة والصدقات في إيران من التعرض للسرقة، ولم يشفع لها عند السارقين ما تتضمنه تلك الأموال من جوانب روحانية ودينية أو إنسانية. حيث ذكر نائب رئيس لجنة المساعدات الشعبية في «مؤسسة الخميني للإغاثة في أصفهان»، بهرام سواد كوهي، أن معدل سرقة صناديق الزكاة والصدقات في إيران عامةً، وأصفهان خاصة، كبير للغاية، موضحا أن 90 في المائة من هذه السرقات يقوم بها رجال.
وأوضح كوهي، في تصريح لوكالة مهر الإيرانية للأنباء، أن عملية سرقة صناديق الزكاة والصدقات في إيران تتم إما بأن يستخرج السارق الأموال الموجودة بداخل الصندوق بطريقة ما، وإما أن يلجأ السارقون لتكسير الصندوق وتدميره. وأضاف أن «إعداد وتجهيز صناديق خاصة مزودة بكاميرات مراقبة دقيقة هو أمر مستحيل، وذلك لكثرة التكاليف ووجود ما يزيد على 12 ألف صندوق كبير مخصص للصدقات في محافظة أصفهان وحدها».
ويؤكد كوهي أن مؤسسة الخميني للإغاثة قد وضعت في اعتبارها مجموعة من الحلول التي ستقلص، أو قد تمنع نهائيًا مشكلة سرقة أموال الزكاة والصدقات في إيران، ومن بين هذه الحلول تنصيب صناديق الصدقة في الطرق والشوارع المضيئة والمزدحمة. كما أعلن أنه يتم القبض على ما لا يقل عن شخصين شهريًا في إيران بتهمة سرقة أموال الصدقات.
وأوضح كوهي أن معظم السرقات تكون في الأماكن العشوائية جنوب مدينة أصفهان، بالإضافة إلى المناطق الإيرانية التي تعانى من الاضطرابات والمشكلات والأزمات الاجتماعية، ويُرْجِع كوهي السبب الرئيس لسرقة هذه الصناديق إلى حالة الفقر الشديد التي يعانى منها السارقون. مضيفا: «نواجه تنظيما آخر من السارقين، والذي يتخذ من السرقة حرفة وعملاً له، حيث ينتحل أعضاء هذا التنظيم أسماء أشخاص يعملون في مؤسسة الخميني للإغاثة، ويقدمون على السرقة بحجة تجديد الصناديق».
ومن جانبه، أكد نائب رئيس لجنة المساعدات الشعبية في مؤسسة الخميني للإغاثة في طهران، حسين خجسته فاضل، أنه «في الوقت الذي يجب أن يتم فيه صيانة ورعاية صناديق الزكاة والصدقات في الشوارع الإيرانية، يجب أن تخضع هذه الشوارع إلى عمليات الرصف والصيانة والمراقبة». وأوضح، في إشارة إلى أمر السرقات، أنه علاوة على ضرورة إحكام غلق هذه الصناديق يجب على أفراد الأمن التابعين للمؤسسة أن يراقبوا هذه الصناديق بطرق مبتكرة غير مرئية.
وحول تزايد عملية سرقة هذه الصناديق الخاصة بالصدقات في الآونة الأخيرة، أكد فاضل على أنه يتوجب على الدولة تخصيص دوريات أمنية تابعة لقوات الشرطة، تكون مهمتها هي الحفاظ على هذه الصناديق من الاعتداء والسرقة ومراقبة السارقين واعتقالهم، ومن ثم محاكمتهم.
وتتعدد السرقات الفردية لصناديق الصدقات حول العالم، ولكنها يبدو أنها تحولت إلى ظاهرة في إيران. وتشهد دول عدة حوادث مشابهة على مدار العام، سواء في مؤسسات دينية مثل المساجد أو الكنائس أو المعابد اليهودية، أو حتى أماكن التعبد البوذية في جنوب شرقي آسيا، إضافة إلى مؤسسات العمل الخيري المنتشرة في دول أوروبا وأميركا.
وكان من بين هذه الوقائع مؤخرا حادثة لا تزال غامضة حتى اليوم، حيث قام اللصوص بسرقة 3 مساجد في ليلة واحدة قبل نحو ثلاثة أشهر في شبه جزيرة القرم، وكانت السرقات كلها بطريقة واحدة لكن في أماكن مختلفة، حيث تم كسر الأبواب واقتحام المساجد وكسر صناديق الصدقات، والاستيلاء على جميع النقود التي بداخلها.
وقال أحد أئمة المساجد المسروقة إن «صندوق المسجد كان به أكثر من 5 آلاف روبل (أقل من 100 دولار)»، مؤكدا أن المساجد في أوكرانيا لا يوجد بها مراقبات ولا أمن يحرسها.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.