القضاء يسحب ترخيص آخر الصحف المستقلة في روسيا

ديمتري موراتوف رئيس تحرير صحيفة «نوفايا غازيتا» عند مدخل مقر الصحيفة في موسكو (أ.ف.ب)
ديمتري موراتوف رئيس تحرير صحيفة «نوفايا غازيتا» عند مدخل مقر الصحيفة في موسكو (أ.ف.ب)
TT

القضاء يسحب ترخيص آخر الصحف المستقلة في روسيا

ديمتري موراتوف رئيس تحرير صحيفة «نوفايا غازيتا» عند مدخل مقر الصحيفة في موسكو (أ.ف.ب)
ديمتري موراتوف رئيس تحرير صحيفة «نوفايا غازيتا» عند مدخل مقر الصحيفة في موسكو (أ.ف.ب)

حسمت محكمة روسية اليوم (الاثنين)، الوضع حول مصير صحيفة «نوفايا غازيتا» التي تعد آخر الصحف المستقلة في روسيا، بعدما كانت وسائل إعلام مستقلة واجهت مصيراً مماثلاً خلال الشهور الماضية.
وأمرت محكمة «باسمان» في وسط موسكو بإلغاء ترخيص مؤسسة «نوفايا غازيتا» (الجريدة الجديدة) بناءً على طلب من الدائرة الفيدرالية للرقابة على الاتصالات وتقنية المعلومات والإعلام «روسكومنادزور».
وقد حرمت المحكمة «نوفايا غازيتا» من شهادة التسجيل لوسائل الإعلام الخاصة، وعليه فلم يعد بمقدورها مواصلة الصدور حتى بالنسخة الرقمية، أو النسخ الموجهة لوسائل التواصل الاجتماعي، ابتداءً من تاريخ اتخاذ القرار. وتلت القاضية، أولغا ليبكينا، الحكم بـ«بطلان شهادة تسجيل نوفايا غازيتا». وأكدت المحكمة أن الجريدة لم تقدم ميثاق التحرير للمحكمة في المواعيد التي حددها قانون الإعلام. في حين أفادت مصادر الدفاع عن «نوفايا غازيتا» بأنها سوف تستأنف الحكم.
وكانت السلطات القضائية الروسية قد لاحقت الجريدة خلال الشهور الماضية وأصدرت محكمة «سيمونوفسكي» قراراً قبل أسابيع، بفرض غرامة قدرها 350 ألف روبل (5760 دولاراً) على المؤسسة بموجب المادة الإدارية الخاصة بـ«نشر معلومات كاذبة».
وتم إيقاف النسخة الورقية من «نوفايا غازيتا» في نهاية مارس (آذار) الماضي، بعد تلقيها التحذير الثاني من «روسكومنادزور» بشأن «عدم جواز انتهاك القانون»، في إطار التقييدات التي فرضت على وسائل الإعلام بعد اندلاع الحرب في أوكرانيا في 24 فبراير (شباط) الماضي.

وكانت الدائرة قد حذرت الجريدة من نشر موادها من دون إضافة إشارة واضحة على النسخة الورقية والنسخ الإلكترونية إلى كونها مدرجة على لوائح وزارة العدل كـ«عميل أجنبي»، ومنذ ذلك الحين، نشر الموقع معلومات تتعلق بمكاتب التحرير ورئيس التحرير، دميتري موراتوف، الحائز جائزة نوبل للسلام، من دون وضع الإشارة المطلوبة.
وبذلك تكون «نوفايا غازيتا» قد لاقت مصير إذاعة «صدى موسكو» التي جرى سحب ترخيصها وإغلاقها بشكل نهائي في مارس (آذار) الماضي، قبل أن تقوم السلطات بتصفية أصولها وتحويلها إلى القنوات الموالية للكرملين. وحالياً، تبث إذاعة «سبوتنيك» الحكومية المدرجة على قوائم الغرب كواحدة من قنوات الدعاية الأساسية للكرملين على الموجات التي كانت تستخدمها «صدى موسكو» قبل إغلاقها.


مقالات ذات صلة

«بي بي سي» تعتزم تسريح 500 موظف

أوروبا صورة لشعار «بي بي سي» (فليكر)

«بي بي سي» تعتزم تسريح 500 موظف

تعتزم هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» تسريح 500 موظف بحلول نهاية مارس 2026 بعدما خفّضت عدد موظفيها بنسبة 10 % خلال السنوات الخمس الماضية

«الشرق الأوسط» (لندن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي جو بايدن يتحدث في المؤتمر الوطني رقم 115 لـ NAACP في لاس فيغاس بنيفادا (رويترز)

بايدن: أميركا تعمل بلا كلل للإفراج عن غيرشكوفيتش

أكد الرئيس الأميركي جو بايدن أن الولايات المتحدة تعمل «بلا كلل» لضمان الإفراج عن الصحافي الأميركي إيفان غيرشكوفيتش.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ مراسل صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية إيفان غيرشكوفيتش في صورة غير مؤرخة (رويترز)

الحكم على الصحافي الأميركي غيرشكوفيتش بالسجن 16 عاماً في روسيا

أدانت محكمة يكاترينبورغ الروسية في الأورال الصحافي الأميركي إيفان غيرشكوفيتش، اليوم (الجمعة)، بتهمة «التجسس» وحكمت عليه بالسجن 16 عاماً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
إعلام التوجه الاستراتيجي يجسّد إرادة جماعية واضحة لحماية المصالح الرقمية العربية (واس)

اجتماع عربي في الرياض يبحث التعامل مع الإعلام العالمي

ناقش فريق التفاوض العربي الخطة التنفيذية للتفاوض مع شركات الإعلام الدولية وفق إطار زمني، وصياغة التوجه الاستراتيجي للتعامل معها.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
أوروبا عناصر من الشرطة البريطانية أمام بوابة في «دوانينغ ستريت» (إ.ب.أ)

السجن مدى الحياة لرجل خطط لخطف مذيعة بريطانية لاغتصابها

قضت محكمة بريطانية بالسجن مدى الحياة على رجل أدين بمحاولة اختطاف مذيعة تلفزيونية بريطانية شهيرة واغتصابها وقتلها.

«الشرق الأوسط» (لندن)

بلينكن يصل إلى لاوس لحضور اجتماعات «آسيان» ولقاء نظيره الصيني

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال مشاركته في اجتماع وزراء خارجية رابطة دول جنوب شرق آسيا (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال مشاركته في اجتماع وزراء خارجية رابطة دول جنوب شرق آسيا (أ.ف.ب)
TT

بلينكن يصل إلى لاوس لحضور اجتماعات «آسيان» ولقاء نظيره الصيني

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال مشاركته في اجتماع وزراء خارجية رابطة دول جنوب شرق آسيا (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال مشاركته في اجتماع وزراء خارجية رابطة دول جنوب شرق آسيا (أ.ف.ب)

وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، فجر السبت، إلى لاوس حيث سيحضر اجتماعات رابطة دول «آسيان» ويجري محادثات مع نظيره الصيني، وذلك في مستهل جولة آسيوية تشمل دولاً عدة وتهدف إلى تعزيز علاقات واشنطن مع حلفائها الإقليميين في مواجهة بكين.

ومن المقرر أن يلتقي بلينكن وزير الخارجية الصيني وانغ يي على هامش محادثات وزراء خارجية رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) التي تعقد في فينتيان، عاصمة لاوس.

منافسة حادة

ويسعى بلينكن لتحقيق تطلّع بجعل منطقة المحيطين الهندي والهادئ «منطقة حرة ومفتوحة ومزدهرة»، وهو شعار يحمل في طيّاته انتقاداً للصين وطموحاتها الاقتصادية والإقليمية والاستراتيجية في المنطقة.

وقالت وزارة الخارجية في بيان صدر قبل وقت قصير من وصول بلينكن إلى فينتيان، إنّ «محادثات الوزير ستواصل البناء والتوسع غير المسبوق للعلاقات بين الولايات المتحدة وآسيان»، وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.

وهذه هي الزيارة الـ18 التي يقوم بها بلينكن إلى آسيا منذ توليه منصبه قبل أكثر من ثلاث سنوات، ما يعكس المنافسة الحادة بين واشنطن وبكين في المنطقة.

ووصل بلينكن بعد يومين على اجتماع عقده وزيرا خارجية الصين وروسيا مع وزراء خارجية تكتل «آسيان» الذي يضم عشر دول، وقد عقدا أيضاً اجتماعاً ثنائياً على الهامش.

وناقش وانغ وسيرغي لافروف «هيكلية أمنية جديدة» في أوراسيا، وفق وزارة الخارجية الروسية.

وقالت الوزارة إن وانغ ولافروف اتفقا على «التصدي المشترك لأي محاولات من جانب قوى من خارج المنطقة للتدخل في شؤون جنوب شرق آسيا».

وتقيم الصين شراكة سياسية واقتصادية قوية مع روسيا. ويعتبر أعضاء حلف شمال الأطلسي بكين مسانداً رئيسياً لموسكو في حربها على أوكرانيا.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ، الجمعة، إن وانغ وبلينكن «سيتبادلان وجهات النظر حول مسائل ذات اهتمام مشترك».

ووفق وزارة الخارجية الأميركية سيناقش بلينكن «أهمية التقيّد بالقانون الدولي في بحر الصين الجنوبي» خلال محادثات «آسيان».

توترات متصاعدة

وتأتي المحادثات في خضم توترات متصاعدة بين الصين والفلبين في بحر الصين الجنوبي، حيث سجّلت مواجهات في الأشهر الأخيرة بين سفن فلبينية وصينية حول جزر مرجانية متنازع عليها.

وتتمسك بكين بالسيادة شبه الكاملة على الممر المائي الذي تعبره سنوياً بضائع بتريليونات الدولارات، على الرغم من حكم أصدرته محكمة دولية قضى بأن لا أساس قانونياً لموقفها هذا.

وفقد بحار فلبيني إبهامه في مواجهة وقعت في 17 يونيو (حزيران) حين أحبط أفراد من جهاز خفر السواحل الصيني محاولة للبحرية الفلبينية لإمداد قواتها في موقع ناء.

وانتقدت الصين في وقت سابق من العام الحالي تصريحات لبلينكن أبدى فيها استعداد واشنطن للدفاع عن الفلبين إذا تعرضت قواتها أو سفنها أو طائراتها لهجوم في بحر الصين الجنوبي.

وتصر بكين على أنه «لا يحق» للولايات المتحدة التدخل في بحر الصين الجنوبي.

والبلدان على طرفي نقيض في ملفات التجارة وحقوق الإنسان ووضع جزيرة تايوان المتمتعة بالحكم الذاتي.

وتشمل جولة بلينكن ستّ دول هي لاوس وفيتنام واليابان والفلبين وسنغافورة ومنغوليا.

ومن المقرر أن يصدر وزراء خارجية الدول المنضوية في «آسيان» بياناً مشتركاً في ختام الاجتماعات التي ستُعقد على مدى ثلاثة أيام.