تقارير أممية تكذب مزاعم الحوثيين عن نقص إمدادات الوقود

جانب من ميناء الحديدة غرب اليمن (إ.ب.أ)
جانب من ميناء الحديدة غرب اليمن (إ.ب.أ)
TT

تقارير أممية تكذب مزاعم الحوثيين عن نقص إمدادات الوقود

جانب من ميناء الحديدة غرب اليمن (إ.ب.أ)
جانب من ميناء الحديدة غرب اليمن (إ.ب.أ)

افتعلت الميليشيات الحوثية في اليمن أزمة وقود جديدة في مناطق سيطرتها؛ تمهيداً لرفع الأسعار وإنعاش السوق السوداء التي كانت انتهت مع بدء سريان الهدنة التي ترعاها الأمم المتحدة منذ مطلع أبريل (نيسان)، في حين كذبت تقارير أممية مزاعم الميليشيات بخصوص نقص الإمدادات وقالت إن نسبة الواردات زادت إلى 160 في المائة، بحسب بيانات برنامج الغذاء العالمي.
وفيما زعمت الميليشيات الحوثية أن السبب يعود لتأخر وصول بعض سفن الوقود إلى الحديدة، اتهم السكان الميليشيات بأنها تريد من افتعال الأزمة رفع أسعار الوقود، وإعادة إحياء السوق السوداء لبيع الوقود التي اختفت مع بدء سريان الهدنة، في ظل التزام الجانب الحكومي بتعهداته في اتفاق الهدنة والسماح لأكثر من 34 سفينة وقود بالوصول إلى الموانئ الخاضعة لسيطرة الميليشيات.
بيانات برنامج الغذاء العالمي كذبت ادعاءات الميليشيات، وأكدت أن واردات الوقود إلى المناطق الخاضعة لسيطرة الميليشيات الحوثية ارتفعت خلال أربعة أشهر من الهدنة بنسبة 160‎ في المائة مقارنة بالعام الذي سبقه، ومعها ارتفعت واردات المواد الغذائية إلى تلك الموانئ بنسبة 10‎ في المائة، ومع ذلك ارتفع عدد الأسر اليمنية التي تفتقد للغذاء الكافي إلى أكثر من 50‎ في المائة في مناطق سيطرة هذه الميليشيات.
وذكر البرنامج أن هذا الارتفاع مرده إلى الهدنة التي ترعاها الأمم المتحدة، حيث تغيرت أحجام الواردات النسبية لميناء الحديدة وميناء الصليف مقابل الموانئ الواقعة تحت سيطرة الحكومة، إلى الضعف تقريباً منذ أبريل. ولكنه أكد أن الأسعار المحلية للبنزين والديزل في جميع أنحاء البلاد ارتفعت خلال يوليو (تموز) بشكل ملحوظ في مناطق سيطرة ميليشيات الحوثي إلى الضعف على أساس سنوي.
ووفق ما أورده برنامج الغذاء العالمي فقد ارتفع إجمالي الواردات الغذائية عبر ميناء الحديدة وميناء الصليف الخاضعين لسيطرة ميليشيات الحوثي خلال الفترة من يناير (كانون الثاني) إلى يوليو 2022 بنسبة 10 في المائة مقارنة بعام 2021، ولكنه شدد على أن هذه الزيادة لا يمكن أن تعوض انخفاض واردات المواد الغذائية إلى ميناء عدن بنسبة 52 في المائة، حيث ظلت أسعار الغذاء العالمية مرتفعة بنسبة 13 في المائة عما كانت عليه في منتصف العام الماضي.
ومع هذا الانخفاض وزيادة الأسعار العالمية ذكر البرنامج أن مؤشر «الفاو» لأسعار الغذاء في يوليو انخفض بنسبة 9 في المائة على أساس شهري.
وقدم برنامج الغذاء العالمي تبريرا لقيامه بخفض الحصص الغذائية خلال الدورة الرابعة من التوزيع للعام الحالي، معيدا ذلك إلى استمرار النقص في التمويل والمخزونات الغذائية، حيث لا يزال الوصول الاقتصادي إلى الغذاء لليمنيين مقيداً بشدة.
وقال إن تكلفة الحد الأدنى لسلة الغذاء زادت بنسبة 74 في المائة في مناطق الحكومة وبنسبة 38 في المائة في المناطق الخاضعة لسلطات ميليشيات الحوثي على مدى الأشهر الـ12 الماضية.
وبحسب بيانات البرنامج ارتفعت نسبة الأسر التي تفتقر إلى الغذاء الكافي خلال الشهر الماضي، إلى 55 في المائة في المناطق الواقعة تحت سيطرة الحكومة، وإلى 50 في المائة في المناطق الخاضعة لسلطات ميليشيات الحوثي. وبلغ انعدام الأمن الغذائي مستويات عالية للغاية في 20 محافظة من أصل 22 محافظة.
وفي سياق منفصل ذكرت مفوضية الأمم المتحدة للاجئين أنها وشركاءها يواصلون تلبية احتياجات العائلات النازحة المتضررة من الأمطار الغزيرة والعواصف الرملية.
وقالت المفوضية إنها قيمت أوضاع أكثر من 9 آلاف أسرة نازحة في عدة مواقع للنازحين داخلياً في صنعاء، وإب، والحديدة، وصعدة، ومأرب. وأنها تعمل على إعادة تأهيل آبار المياه وتوزيع مبالغ نقدية للحالات الطارئة، كما بدأت مشروع حفر الطرق في مخيم السويداء للنازحين بمحافظة مأرب (ثالث أكبر موقع للنازحين داخلياً في المحافظة).


مقالات ذات صلة

انعدام الأمن الغذائي يتفاقم في 7 محافظات يمنية

المشرق العربي الأمم المتحدة تخطط للوصول إلى 12 مليون يمني بحاجة إلى المساعدة هذا العام (إ.ب.أ)

انعدام الأمن الغذائي يتفاقم في 7 محافظات يمنية

كشفت بيانات أممية عن تفاقم انعدام الأمن الغذائي في 7 من المحافظات اليمنية، أغلبها تحت سيطرة الجماعة الحوثية، وسط مخاوف من تبعات توقف المساعدات الأميركية.

محمد ناصر (تعز)
المشرق العربي الشراكات غير العادلة في أعمال الإغاثة تسبب استدامة الأزمة الإنسانية في اليمن (أ.ف.ب)

انتقادات يمنية لأداء المنظمات الإغاثية الأجنبية واتهامات بهدر الأموال

تهيمن المنظمات الدولية على صنع القرار وأعمال الإغاثة، وتحرم الشركاء المحليين من الاستقلالية والتطور، بينما تمارس منظمات أجنبية غير حكومية الاحتيال في المساعدات.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي لقاء نسوي حوثي في صنعاء حول مهام الزينبيات في شهر رمضان (إعلام حوثي)

رمضان... موسم حوثي لتكثيف أعمال التعبئة والتطييف

تستعد الجماعة الحوثية لموسم تعبئة وتطييف في شهر رمضان بفعاليات وأنشطة تلزم فيها الموظفين العموميين بالمشاركة وتستغل المساعدات الغذائية بمساهمة من سفارة إيران.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي مضامين طائفية تغلب على رسائل الشهادات العليا في جامعة صنعاء تحت سيطرة الحوثيين (إكس)

انقلابيو اليمن يعبثون بالشهادات الجامعية ويتاجرون بها

أثار حصول القيادي الحوثي مهدي المشاط على الماجستير سخرية وغضب اليمنيين بسبب العبث بالتعليم العالي، بينما تكشف مصادر عن تحول تزوير الشهادات الجامعية لنهج حوثي.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي القوات اليمنية نجحت بشكل محدود في وقف تدفق المهاجرين الأفارقة (إعلام حكومي)

15 ألف مهاجر أفريقي وصلوا إلى اليمن خلال شهر

رغم الإجراءات التي اتخذتها الحكومة اليمنية للحد من الهجرة من «القرن الأفريقي»، فإن البلاد استقبلت أكثر من 15 ألف مهاجر خلال شهر يناير الماضي.

محمد ناصر (تعز)

الخارجية الإسرائيلية: بيان القمة العربية الطارئة لم يعالج حقائق الوضع بعد 7 أكتوبر

صورة أرشيفية: مدير جهاز الأمن العام الإسرائيلي (شين بيت) رونين بار، في المقبرة العسكرية بجبل هرتزل في القدس، 27 أكتوبر 2024. (رويترز)
صورة أرشيفية: مدير جهاز الأمن العام الإسرائيلي (شين بيت) رونين بار، في المقبرة العسكرية بجبل هرتزل في القدس، 27 أكتوبر 2024. (رويترز)
TT

الخارجية الإسرائيلية: بيان القمة العربية الطارئة لم يعالج حقائق الوضع بعد 7 أكتوبر

صورة أرشيفية: مدير جهاز الأمن العام الإسرائيلي (شين بيت) رونين بار، في المقبرة العسكرية بجبل هرتزل في القدس، 27 أكتوبر 2024. (رويترز)
صورة أرشيفية: مدير جهاز الأمن العام الإسرائيلي (شين بيت) رونين بار، في المقبرة العسكرية بجبل هرتزل في القدس، 27 أكتوبر 2024. (رويترز)

رفضت إسرائيل بيان القمة العربية الطارئة بشأن قطاع غزة، اليوم الثلاثاء، وقالت إنه لم يعالج حقائق الوضع بعد السابع من أكتوبر «وظل متجذراً في وجهات نظر عفا عليها الزمن».

وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية إن «بيان القمة العربية الطارئة يعتمد على السلطة الفلسطينية والأونروا (وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين)، وكلاهما أظهر مراراً دعم الإرهاب والفشل في حل القضية».

وأضافت في بيان: «لا يمكن أن تظل (حماس) في السلطة، وذلك من أجل تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة».

وفي إشارة إلى مقترح قدمه الرئيس الأميركي دونالد ترمب بإبعاد سكان غزة من القطاع، قالت الخارجية الإسرائيلية: «الآن، مع فكرة الرئيس ترمب، هناك فرصة لسكان غزة للاختيار بناء على إرادتهم الحرة. هذا أمر يجب تشجيعه، لكن الدول العربية رفضت هذه الفرصة دون منحها فرصة عادلة، واستمرت في توجيه اتهامات لا أساس لها ضد إسرائيل».

واعتمدت القمة العربية الطارئة في القاهرة خطةً لإعادة إعمار غزة تستغرق بشكل كامل خمس سنوات. وتستغرق المرحلة الأولى عامين، وتتكلف 20 مليار دولار، بينما تتكلف المرحلة الثانية 30 مليار دولار.

وأكد البيان الختامي للقمة دعم استمرار عمل الأونروا، كما أكد أن السلطة الفلسطينية هي الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني.

كما اقترح البيان نشر قوة حفظ سلام دولية في غزة والضفة الغربية، ودعا إلى تعزيز التعاون مع القوى العالمية، بما في ذلك الولايات المتحدة وأوروبا لإحياء مفاوضات السلام.

ورحب رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا بالخطة التي قدمتها مصر وشركاء عرب آخرون بشأن غزة، وأكد أن الاتحاد الأوروبي ملتزم تماماً بالمساهمة في إحلال السلام في الشرق الأوسط ومستعد لتقديم الدعم الملموس للخطة.