ترمب دعا مراراً لمعاقبة «من يسيء التعامل» مع المعلومات السرية

الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب (إ.ب.أ)
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب (إ.ب.أ)
TT

ترمب دعا مراراً لمعاقبة «من يسيء التعامل» مع المعلومات السرية

الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب (إ.ب.أ)
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب (إ.ب.أ)

وسط انتقاده للتحقيق الذي يجرى بشأن تعامله مع السجلات السرية وإخفائه لها في منزله بمنتجع مارالاغو بفلوريدا، رصد تقرير جديد عدة مواقف سابقة دعا فيها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب إلى فرض عقوبات على معارضيه الذين ادعى أنهم أساءوا التعامل مع معلومات ومواد سرية.
واستعرض التقرير الذي نشرته شبكة «سي إن إن» الأميركية تعليقات الرئيس السابق، التي أطلقها خلال حملته الرئاسية الأولى في عام 2016، خلال مجموعة من الخطب والمقابلات والمنشورات التي شاركها على وسائل التواصل الاجتماعي.
وفي حديث له خلال تجمع انتخابي في سينسيناتي بولاية أوهايو في يوليو (تموز) 2016، انتقد ترمب قرار وزارة العدل الأميركية آنذاك بإنهاء التحقيق في قضية استخدام المرشحة الديمقراطية السابقة هيلاري كلينتون بريداً إلكترونياً خاصاً في مراسلاتها المهنية عندما كانت وزيرة للخارجية، ووعد بأن إدارته ستنفذ بصرامة جميع القواعد الخاصة بمنع الأشخاص من الاحتفاظ بأي معلومات أو مواد سرية.
وقال ترمب: «أي موظف حكومي يتورط في هذا النوع من السلوك سيمنع من التعامل مع المعلومات السرية. هذا الأمر وحده يجعل كلينتون غير مؤهلة لتولي الرئاسة».
وفي أغسطس (آب) 2016، قال ترمب في مدينة شارلوت بولاية نورث كارولينا: «في إدارتي، سأطبق جميع القوانين المتعلقة بحماية المعلومات السرية. لن يكون أحد فوق القانون».
https://www.youtube.com/watch?v=DyWpbq4jCtQ
كما كرر ترمب تأكيده على ضرورة محاسبة الأشخاص الذين يسيئون استخدام المواد السرية في خطاب ألقاه بفيلادلفيا في سبتمبر (أيلول) 2016 قائلاً: «من أول الأشياء التي يجب علينا القيام بها هو تطبيق جميع القواعد والقوانين المتعلقة بالتعامل مع المعلومات السرية».
وفي عام 2017، عندما تم تسريب مكالمات بين ترمب وحكومات أجنبية، إلى جانب اتصالات بين مستشار الأمن القومي مايكل فلين وهذه الحكومات أيضاً، أكد الرئيس السابق ضرورة سجن المسؤولين عن هذه التسريبات.
وقال ترمب وقتها: «أي شخص يطلق تسريبات مصنفة على أنها سرية يجب أن يذهب إلى السجن».
كما دعا الرئيس السابق عدة مرات في تغريدات عبر «تويتر» إلى «محاكمة» مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي السابق جيمس كومي، متهماً إياه بـ«الكشف عن معلومات سرية» في مذكراته.
ولم يجد تقرير المفتش العام في وزارة العدل أي دليل على أن كومي نشر أياً من المعلومات السرية التي أشار إليها ترمب.
بالإضافة إلى ذلك، دعا الرئيس السابق مراراً وبقوة إلى محاكمة مستشاره السابق للأمن القومي جون بولتون.
وبعد نشر مذكرات بولتون عن الفترة التي قضاها في البيت الأبيض بعهد ترمب، والتي حملت عنوان «الغرفة التي شهدت الأحداث»، قال الرئيس السابق إن بولتون كشف عن معلومات سرية لم يكن ينبغي أن يتم نشرها.
وعلى الرغم من قول قاضٍ فيدرالي في ذلك الوقت إن بعض أجزاء مذكرات بولتون قد تعرض الأمن القومي للخطر، فإن القاضي رفض أيضاً محاولة إدارة ترمب منع نشر الكتاب.
https://www.youtube.com/watch?v=3ghSPPLdFYE
وفي عام 2020، قال ترمب لشبكة «فوكس نيوز» الأميركية، إن بولتون يجب أن يُسجن «لسنوات عديدة» لنشره المذكرات، «لأنها تحتوي على معلومات سرية».
https://www.youtube.com/watch?v=Xq9B45KDNJc
وجادل محامو ترمب بأن احتفاظه بملفات سرية حساسة في منزله بمنتجع مارالاغو بفلوريدا هو «أمر متوقع»، و«ما كان ينبغي أن يكون مدعاة للقلق».
وقال فريق ترمب القانوني في ملف تم تقديمه للمحكمة الجزئية الأميركية بجنوب فلوريدا يوم الأربعاء الماضي، إن التفتيش الذي قام به مكتب التحقيقات الفيدرالي هذا الشهر لمنزل الرئيس السابق كان «غير مسبوق وغير ضروري وغير مدعوم من الناحية القانونية».
ورغم أن الفريق أقر بأنه تم العثور على ملفات سرية في مقر إقامة ترمب، فإنه قلل من أهمية الأمر، قائلاً إنه «كان ينبغي للأرشيف الوطني أن يتوقع أن تكون هذه الملفات من بين الأشياء المكتشفة في الصناديق الـ15 التي احتفظ بها ترمب»، لأن هذه الملفات كانت «سجلات رئاسية».
وأشار الفريق إلى أن السعي لتجريم حيازة رئيس سابق لسجلات شخصية ورئاسية في مكان آمن «غير مبرر»، وأن «فكرة احتواء السجلات الرئاسية على معلومات حساسة لم يكن ينبغي أن تكون مدعاة للقلق».
ومع ذلك، أكدت وزارة العدل، في وثيقة قدمتها للمحكمة، أن «تلك السجلات التي تم العثور عليها بمنزل ترمب لا تخصه، بل تخص الحكومة».


مقالات ذات صلة

وزير أميركي: المسيّرات في سماء الولايات المتحدة ليست تهديداً أجنبياً

صورة من فيديو متداول تُظهر مسيّرات في سماء نيوجيرسي (أ.ب)

وزير أميركي: المسيّرات في سماء الولايات المتحدة ليست تهديداً أجنبياً

قال مسؤول أمني إن المسيّرات والأجسام الطائرة، التي شُوهدت في سماء شمال شرقي الولايات المتحدة، ليست نتيجة تهديد أجنبي.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الولايات المتحدة​ ديفين نونيز (يسار) برفقة ترمب خلال المؤتمر الوطني الجمهوري في ميلووكي بويسكونسن في 17 يوليو (أ.ف.ب)

ترمب يستكمل تعييناته قبل أسابيع من تنصيبه رئيساً

أعلن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب ترشيحَين جديدَين ضمن إدارته الجديدة، قبل أسابيع من تنصيبه رئيساً للولايات المتحدة في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ أجسام طائرة تظهر في سماء نيوجيرسي (أ.ب)

المسيرات المجهولة بسماء أميركا تظهر ثغرات في أمنها الجوي

قال مستشار الأمن القومي في الإدارة الأميركية المنتخبة بقيادة دونالد ترمب إن رصد طائرات مسيرة في ولاية نيوجيرسي سلط الضوء على ثغرات في أمن المجال الجوي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شؤون إقليمية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ب)

نتنياهو: إسرائيل ليس لديها مصلحة بالدخول في صراع مع سوريا

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأحد، إنه تحدث مع الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، بشأن التطورات في سوريا وأحدث مساعي إطلاق سراح الرهائن.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية دونالد ترمب يلتقي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض في مارس 2019 (رويترز)

تقرير: نتنياهو وترمب يبحثان الوضع في سوريا و«حرب غزة» واتفاق الرهائن

بحث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في اتصال هاتفي مع الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، الليلة الماضية، الوضع في سوريا، و«حرب غزة»، واتفاق الرهائن.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
TT

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)

رجحت سلطات أرخبيل مايوت في المحيط الهندي، الأحد، مقتل «مئات» أو حتى «بضعة آلاف» من السكان جراء الإعصار شيدو الذي دمر في اليوم السابق قسماً كبيراً من المقاطعة الفرنسية الأفقر التي بدأت في تلقي المساعدات. وصرّح حاكم الأرخبيل، فرانسوا كزافييه بيوفيل، لقناة «مايوت لا بريميير» التلفزيونية: «أعتقد أنه سيكون هناك مئات بالتأكيد، وربما نقترب من ألف أو حتى بضعة آلاف» من القتلى، بعد أن دمر الإعصار إلى حد كبير الأحياء الفقيرة التي يعيش فيها نحو ثلث السكان، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف أنه سيكون «من الصعب للغاية الوصول إلى حصيلة نهائية»، نظراً لأن «معظم السكان مسلمون ويدفنون موتاهم في غضون يوم من وفاتهم».

صور التقطتها الأقمار الاصطناعية للمعهد التعاوني لأبحاث الغلاف الجوي (CIRA) في جامعة ولاية كولورادو ترصد الإعصار «شيدو» فوق مايوت غرب مدغشقر وشرق موزمبيق (أ.ف.ب)

وصباح الأحد، أفاد مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية بأن الإعصار الاستوائي الاستثنائي خلّف 14 قتيلاً في حصيلة أولية. كما قال عبد الواحد سومايلا، رئيس بلدية مامودزو، كبرى مدن الأرخبيل، إن «الأضرار طالت المستشفى والمدارس. ودمّرت منازل بالكامل. ولم يسلم شيء». وضربت رياح عاتية جداً الأرخبيل، مما أدى إلى اقتلاع أعمدة كهرباء وأشجار وأسقف منازل.

الأضرار التي سببها الإعصار «شيدو» في إقليم مايوت الفرنسي (رويترز)

كانت سلطات مايوت، التي يبلغ عدد سكانها 320 ألف نسمة، قد فرضت حظر تجول، يوم السبت، مع اقتراب الإعصار «شيدو» من الجزر التي تبعد نحو 500 كيلومتر شرق موزمبيق، مصحوباً برياح تبلغ سرعتها 226 كيلومتراً في الساعة على الأقل. و«شيدو» هو الإعصار الأعنف الذي يضرب مايوت منذ أكثر من 90 عاماً، حسب مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية (فرانس-ميتيو). ويُرتقَب أن يزور وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو، مايوت، يوم الاثنين. وما زالت المعلومات الواردة من الميدان جدّ شحيحة، إذ إن السّكان معزولون في منازلهم تحت الصدمة ومحرومون من المياه والكهرباء، حسبما أفاد مصدر مطلع على التطوّرات للوكالة الفرنسية.

آثار الدمار التي خلَّفها الإعصار (أ.ف.ب)

في الأثناء، أعلن إقليم لاريونيون الواقع أيضاً في المحيط الهندي ويبعد نحو 1400 كيلومتر على الجانب الآخر من مدغشقر، أنه جرى نقل طواقم بشرية ومعدات الطبية اعتباراً من الأحد عن طريق الجو والبحر. وأعرب البابا فرنسيس خلال زيارته كورسيكا، الأحد، تضامنه «الروحي» مع ضحايا «هذه المأساة».

وخفّض مستوى الإنذار في الأرخبيل لتيسير حركة عناصر الإسعاف، لكنَّ السلطات طلبت من السكان ملازمة المنازل وإبداء «تضامن» في «هذه المحنة». واتّجه الإعصار «شيدو»، صباح الأحد، إلى شمال موزمبيق، ولم تسجَّل سوى أضرار بسيطة في جزر القمر المجاورة من دون سقوط أيّ ضحايا.