أسطورة «غراند سلام» سيرينا تودع مملكتها

أنهت آخر مبارياتها في «فلاشينغ ميدوز» بالهزيمة... نجوم الرياضة يستذكرون مسيرتها الذهبية

سيرينا ويليامز ودعت الجماهير أمس السبت والدموع تنهمر من عينيها (أ.ف.ب)
سيرينا ويليامز ودعت الجماهير أمس السبت والدموع تنهمر من عينيها (أ.ف.ب)
TT

أسطورة «غراند سلام» سيرينا تودع مملكتها

سيرينا ويليامز ودعت الجماهير أمس السبت والدموع تنهمر من عينيها (أ.ف.ب)
سيرينا ويليامز ودعت الجماهير أمس السبت والدموع تنهمر من عينيها (أ.ف.ب)

ودعت النجمة الأميركية سيرينا ويليامز منافسات بطولة أميركا المفتوحة (فلاشينغ ميدوز)، وملاعب التنس بشكل عام، إثر هزيمتها أمام الأسترالية أيلا تومليانوفيتش صباح أمس السبت ضمن منافسات الدور الثالث للبطولة.
وتألقت ويليامز أمام دانكا كوفينيتش، من مونتنيغرو، والإستونية أنيت كونتافيت، في الدورين الأول والثاني بالبطولة وعززت طموح مشجعيها بشكل كبير في الوصول بعيداً في البطولة الحالية، ليكون أفضل وداع ونهاية لمسيرتها الحافلة، حسب ما أشارت إليه وكالة الأنباء البريطانية «بي إيه ميديا».
لكن ويليامز لم تنجح في مواصلة المشوار نحو اللقب رقم 24 لها في بطولات «غراند سلام» الأربع الكبرى، حيث تغلبت عليها تومليانوفيتش 7 - 5 و6 - 7 و6 - 1.
وبعد النقطة الأخيرة في المباراة، سارت سيرينا ويليامز (40 عاماً)، التي خاضت أول مباراة في مسيرتها الاحترافية في عام 1995. إلى الشبكة ولوحت بيدها للجماهير وسط تفاعل كبير وإشادة بمسيرتها الحافلة.
وفي كلمتها أمام الجماهير، قالت سيرينا والدموع تنهمر من عينيها: «أشكركم كثيراً، أنتم مذهلون. لقد حاولت. أشكرك أبي، وأعرف أنك تشاهدني. أشكرك أمي».
وأضافت: «أشكر كل الموجودين هنا، كنتم إلى جانبي على مدار أعوام، بل عقود، لكن الأمر بدأ بدعم والداي وهما يستحقان كل شيء، لذلك أنا ممتنة لهما وما كنت لأصبح سيرينا إن لم تكن هناك فينوس، لذلك أشكر فينوس».
وفي مقال طويل بمجلة «فوج» العالمية في عددها لشهر أغسطس (آب) الماضي، كانت نجمة التنس الأميركية سيرينا ويليامز كتبت عن خططها «للتحرك في اتجاه مختلف» بعد «أسابيع قليلة»، وألمحت إلى أن بطولة أميركا المفتوحة (فلاشينغ ميدوز) ربما تكون الأخيرة في مسيرتها.
وفي ظل النجاح والتفوق الذي استعرضته سيرينا على ملاعب التنس خلال مسيرتها، أصبح اسم النجمة الأميركية مرادفاً للعبة التنس واعتبرها الكثيرون أفضل لاعبة تشهدها اللعبة البيضاء على الإطلاق.


شتيفي غراف هي الأكثر بقاءً في صدارة التصنيف العالمي للسيدات بـ377 أسبوعاً

واستمرت سيرينا، البالغة من العمر 40 عاماً، على ملاعب التنس لفترة أطول بكثير مما هو معتاد للاعبات الأخريات، وهو ما يعد مؤشراً آخر على كفاءتها وحماسها الدائم للنجاح.
ورغم أن سيرينا أثارت حالة من الغموض حول نهاية مسيرتها عندما قالت، مازحة، إنها «دائماً ما كانت تحب بطولة أستراليا»، فإن المرجح أن مباراة الدور الثالث في «فلاشينغ ميدوز» هي الأخيرة لها، حيث وجهت كلمات وداع إلى الجماهير عقب مباراتها أمام تومليانوفيتش.
ويشكل «إرث» النجمة الأميركية بالطبع الإنجاز الأبرز في مسيرة سيرينا ويليامز هو عدد الألقاب التي أحرزتها في بطولات «غراند سلام» الأربع الكبرى، فقد أحرزت سيرينا 23 لقباً في بطولات «غراند سلام»، متفوقة الجميع في حقبة البطولات المفتوحة.
لكن ما لم تتمكن سيرينا من تحقيقه هو معادلة رقم مارغريت كورت، النجمة الأسترالية السابقة التي أحرزت 24 لقباً في بطولات «غراند سلام»، منها تسعة ألقاب قبل بداية حقبة البطولات المفتوحة عام 1968.
لكن لا يزال رقم مارغريت كورت يشكل رقماً قياسياً وقد كان آخر ألقابها في «غراند سلام» في عام 1975 عندما توجت بلقب أميركا المفتوحة.
وبالطبع كان استمرار سيرينا ويليامز في البطولة الحالية واعتلاء منصة التتويج، سيبدو بمثابة الختام المثالي لمسيرتها، لكن مشوارها انتهى عند الدور الثالث.
ولم يتضح بشكل ما إذا كان هذا قد يحفز النجمة الأميركية للعودة والمشاركة في بطولة أستراليا المفتوحة، أولى بطولات «غراند سلام» في الموسم المقبل.
وعلى صعيد المباريات النهائية في «غراند سلام» كانت سيرينا ويليامز قريبة من معادلة رقم قياسي بارز آخر، لكنها لم تنجح.
وقبل خوض بطولة أميركا المفتوحة، وصلت سيرينا إلى النهائي 33 مرة في بطولات «غراند سلام»، متفوقة بذلك على مارتينا نافراتيلوفا بفارق مباراة نهائية واحدة.
لكن الأميركية كريس إيفرت تحتل المركز الأول بوصولها إلى 34 مباراة نهائية في بطولات «غراند سلام»، ويبدو أنها ستحتفظ بهذا الرقم لأعوام عديدة.
ورغم غياب سيرينا ويليامز عن صدارة التصنيف العالمي للاعبات التنس المحترفات، لفترة طويلة، فإن احتلالها تلك الصدارة كان ضمن أبرز الإنجازات في مسيرتها. وقضت النجمة الأميركية 319 أسبوعاً على قمة التصنيف العالمي ولا يتفوق عليها في ذلك سوى شتيفي غراف (377 أسبوعاً) ونافراتيلوفا (332 أسبوعاً).
وتوقع كثيرون بقاء سيرينا على قمة التصنيف لفترة أطول، لكنها عانت لفترات من الإصابات كما غابت لفترة بسبب الحمل والإنجاب، حيث تراجعت فترة وجودها بالملاعب بعد 2014. وفي عام 2014. شاركت سيرينا في 16 بطولة، لكن العدد تراجع إلى النصف في 2016 حيث شاركت في ثماني بطولات، ولم تشهد الأعوام التالية أي زيادة في مشاركاتها مجدداً.
وتربعت سيرينا على صدارة التصنيف في نهاية الموسم خمس مرات، ولا يتفوق عليها في ذلك أيضاً سوى شتيفي غراف (ثماني مرات) ونافراتيلوفا (سبع مرات).
من بين الأمور التي ألقت الضوء على قدرات سيرينا وكفاءتها كان تألقها على مختلف أنواع الملاعب، وقد توجت بثلاثة ألقاب على الأقل في بطولات «غراند سلام» الأربع الكبرى التي تقام على ملاعب مختلفة.
لكن لا شك في أن الأداء الأفضل لها كان على الملاعب الصلبة أكثر من غيرها.
وأحرزت سيرينا 48 لقباً في بطولات المحترفات على الملاعب الصلبة منفردة في ذلك بالصدارة في حقبة البطولات المفتوحة.
وأحرزت سيرينا إجمالي 73 لقباً، لتحتل المركز الخامس في قائمة اللاعبات الأكثر تتويجاً، خلف نافراتيلوفا (167 لقباً) وغيفرت (157 لقباً) وغراف (107 ألقاب) وكورت (92 لقباً).
وتفوقت سيرينا ويليامز بشكل كبير على الملاعب الصلبة، مقارنة بجميع منافساتها، حيث حققت 541 انتصاراً على تلك الملاعب لتكون واحدة من لاعبتين اثنتين فقط تجاوزتا الـ500 انتصار على نوع واحد من الملاعب.
وحققت نافراتيلوفا 60 انتصاراً على ملاعب سجاد العشب الصناعي، بينما حققت فينوس ويليامز شقيقة سيرينا 498 انتصاراً على الملاعب الصلبة وهي أقرب المنافسات لسيرينا في هذا الإنجاز.
من ناحيتهم، أشاد كثيرون وعلى رأسهم السيدة الأميركية الأولى السابقة ميشيل أوباما ونجمة التنس المعتزلة بيلي جين كينج بالأميركية المخضرمة سيرينا ويليامز بعد هزيمتها في الدور الثالث من بطولة أميركا المفتوحة للتنس أمام الأسترالية آيلا تومليانوفيتش في مباراة ربما تكون الأخيرة لها في ملاعب وبطولات اللعبة.
واستقبلت سيرينا في وسائل التواصل الاجتماعي سيلاً جارفاً من الرسائل التي أشاد من خلالها رياضيون سابقون وحاليون وآخرون ينتمون إلى مجالات أخرى عديدة بإنجازات اللاعبة الأميركية في الرياضة طوال آخر 25 عاماً.
وكتبت ميشيل أوباما عبر «تويتر» «تهانينا لسيرينا ويليامز على المسيرة الرائعة. لقد حالفنا الحظ كثيراً بمشاهدة فتاة شابة... خلال فترات ترعرعها قبل أن تصبح واحدة من أعظم الرياضيين على مر التاريخ».
وأضافت السيدة الأميركية الأولى السابقة: «أنا فخورة بك يا صديقتي وأتوق لرؤية تأثيراتك على حياة الآخرين من خلال مواهبك».
أما المصنفة الأولى عالمياً سابقاً كينغ التي شاهدت مباراة الأمس فقالت عبر «تويتر» بعد ذلك إن سيرينا ستظل في بؤرة الأضواء.
وعن سيرينا أضافت كينغ: «مسيرتها الاحترافية الهائلة كان لها بصمة في تاريخ التنس رغم أن دورها الأعظم ربما لم يأت بعد. شكراً سيرينا ويليامز. رحلتك تستمر».
من ناحيته، أشاد نجم السباحة الأميركي المعتزل مايكل فيلبس بسيرينا بسبب دورها في تهيئة الجيل الجديد إلى جانب التغيير الذي أحدثته في عالم التنس.
وأضاف البطل الأولمبي: «إنجازاتها على مستوى التنس تتحدث عن نفسها. لكن أحد الأمور التي أشعر بسببها بالإعجاب بها هي أنها ببساطة لا تترك.
والأربعاء الماضي قالت سيرينا إن الفضل في استمرارها في ملاعب التنس حتى الآن يرجع إلى نجم الغولف الأميركي الشهير تايغر وودز الذي حضر مباراتها في الدور الثاني والتي انتهت بفوزها على المصنفة الثانية عالمياً الإستونية آنيت كونتافيت الأربعاء الماضي.


مقالات ذات صلة

الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

الرياضة الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

أصدرت محكمة في نابولي حكماً بالسجن، في حق مُدافع فريق «مونتسا» الدولي أرماندو إيتزو، لمدة 5 أعوام؛ بسبب مشاركته في التلاعب بنتيجة مباراة في كرة القدم. وقال محاموه إن إيتزو، الذي خاض 3 مباريات دولية، سيستأنف الحكم. واتُّهِم إيتزو، مع لاعبين آخرين، بالمساعدة على التلاعب في نتيجة مباراة «دوري الدرجة الثانية» بين ناديه وقتها «أفيلينو»، و«مودينا»، خلال موسم 2013 - 2014، وفقاً لوكالات الأنباء الإيطالية. ووجدت محكمة في نابولي أن اللاعب، البالغ من العمر 31 عاماً، مذنب بالتواطؤ مع «كامورا»، منظمة المافيا في المدينة، ولكن أيضاً بتهمة الاحتيال الرياضي، لموافقته على التأثير على نتيجة المباراة مقابل المال.

«الشرق الأوسط» (ميلانو)
الرياضة الدوري «الإسباني» يتعافى «مالياً» ويرفع إيراداته 23 %

الدوري «الإسباني» يتعافى «مالياً» ويرفع إيراداته 23 %

أعلنت رابطة الدوري الإسباني لكرة القدم، اليوم (الخميس)، أن الأندية قلصت حجم الخسائر في موسم 2021 - 2022 لأكثر من ستة أضعاف ليصل إلى 140 مليون يورو (155 مليون دولار)، بينما ارتفعت الإيرادات بنسبة 23 في المائة لتتعافى بشكل كبير من آثار وباء «كوفيد - 19». وأضافت الرابطة أن صافي العجز هو الأصغر في مسابقات الدوري الخمس الكبرى في أوروبا، والتي خسرت إجمالي 3.1 مليار يورو، وفقاً للبيانات المتاحة وحساباتها الخاصة، إذ يحتل الدوري الألماني المركز الثاني بخسائر بقيمة 205 ملايين يورو. وتتوقع رابطة الدوري الإسباني تحقيق صافي ربح يقل عن 30 مليون يورو في الموسم الحالي، ورأت أنه «لا يزال بعيداً عن المستويات قب

«الشرق الأوسط» (مدريد)
الرياضة التعاون يوقف قطار الاتحاد... ويمنح النصر «خدمة العمر»

التعاون يوقف قطار الاتحاد... ويمنح النصر «خدمة العمر»

منح فريق التعاون ما تبقى من منافسات دوري المحترفين السعودي بُعداً جديداً من الإثارة، وذلك بعدما أسقط ضيفه الاتحاد بنتيجة 2-1 ليلحق به الخسارة الثانية هذا الموسم، الأمر الذي حرم الاتحاد من فرصة الانفراد بالصدارة ليستمر فارق النقاط الثلاث بينه وبين الوصيف النصر. وخطف فهد الرشيدي، لاعب التعاون، نجومية المباراة بعدما سجل لفريقه «ثنائية» في شباك البرازيلي غروهي الذي لم تستقبل شباكه هذا الموسم سوى 9 أهداف قبل مواجهة التعاون. وأنعشت هذه الخسارة حظوظ فريق النصر الذي سيكون بحاجة لتعثر الاتحاد وخسارته لأربع نقاط في المباريات المقبلة مقابل انتصاره فيما تبقى من منافسات كي يصعد لصدارة الترتيب. وكان راغد ال

الرياضة هل يكرر الهلال إنجاز شقيقه الاتحاد «آسيوياً»؟

هل يكرر الهلال إنجاز شقيقه الاتحاد «آسيوياً»؟

يسعى فريق الهلال لتكرار إنجاز مواطنه فريق الاتحاد، بتتويجه بلقب دوري أبطال آسيا بنظامها الجديد لمدة عامين متتاليين، وذلك عندما يحل ضيفاً على منافسه أوراوا ريد دياموندز الياباني، السبت، على ملعب سايتاما 2022 بالعاصمة طوكيو، بعد تعادل الفريقين ذهاباً في الرياض 1 - 1. وبحسب الإحصاءات الرسمية للاتحاد الآسيوي لكرة القدم، فإن فريق سوون سامسونغ بلو وينغز الكوري الجنوبي تمكّن من تحقيق النسختين الأخيرتين من بطولة الأندية الآسيوية أبطال الدوري بالنظام القديم، بعد الفوز بالكأس مرتين متتاليتين موسمي 2000 - 2001 و2001 - 2002. وتؤكد الأرقام الرسمية أنه منذ اعتماد الاسم الجديد للبطولة «دوري أبطال آسيا» في عا

فارس الفزي (الرياض)
الرياضة رغد النعيمي: لن أنسى لحظة ترديد الجماهير اسمي على حلبة الدرعية

رغد النعيمي: لن أنسى لحظة ترديد الجماهير اسمي على حلبة الدرعية

تعد الملاكمة رغد النعيمي، أول سعودية تشارك في البطولات الرسمية، وقد دوّنت اسمها بأحرف من ذهب في سجلات الرياضة بالمملكة، عندما دشنت مسيرتها الدولية بفوز تاريخي على الأوغندية بربتشوال أوكيدا في النزال الذي احتضنته حلبة الدرعية خلال فبراير (شباط) الماضي. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط»، قالت النعيمي «كنت واثقة من فوزي في تلك المواجهة، لقد تدربت جيداً على المستوى البدني والنفسي، وعادة ما أقوم بالاستعداد ذهنياً لمثل هذه المواجهات، كانت المرة الأولى التي أنازل خلالها على حلبة دولية، وكنت مستعدة لجميع السيناريوهات وأنا سعيدة بكوني رفعت علم بلدي السعودية، وكانت هناك لحظة تخللني فيها شعور جميل حينما سمعت الج


بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».