ودعت النجمة الأميركية سيرينا ويليامز منافسات بطولة أميركا المفتوحة (فلاشينغ ميدوز)، وملاعب التنس بشكل عام، إثر هزيمتها أمام الأسترالية أيلا تومليانوفيتش صباح أمس السبت ضمن منافسات الدور الثالث للبطولة.
وتألقت ويليامز أمام دانكا كوفينيتش، من مونتنيغرو، والإستونية أنيت كونتافيت، في الدورين الأول والثاني بالبطولة وعززت طموح مشجعيها بشكل كبير في الوصول بعيداً في البطولة الحالية، ليكون أفضل وداع ونهاية لمسيرتها الحافلة، حسب ما أشارت إليه وكالة الأنباء البريطانية «بي إيه ميديا».
لكن ويليامز لم تنجح في مواصلة المشوار نحو اللقب رقم 24 لها في بطولات «غراند سلام» الأربع الكبرى، حيث تغلبت عليها تومليانوفيتش 7 - 5 و6 - 7 و6 - 1.
وبعد النقطة الأخيرة في المباراة، سارت سيرينا ويليامز (40 عاماً)، التي خاضت أول مباراة في مسيرتها الاحترافية في عام 1995. إلى الشبكة ولوحت بيدها للجماهير وسط تفاعل كبير وإشادة بمسيرتها الحافلة.
وفي كلمتها أمام الجماهير، قالت سيرينا والدموع تنهمر من عينيها: «أشكركم كثيراً، أنتم مذهلون. لقد حاولت. أشكرك أبي، وأعرف أنك تشاهدني. أشكرك أمي».
وأضافت: «أشكر كل الموجودين هنا، كنتم إلى جانبي على مدار أعوام، بل عقود، لكن الأمر بدأ بدعم والداي وهما يستحقان كل شيء، لذلك أنا ممتنة لهما وما كنت لأصبح سيرينا إن لم تكن هناك فينوس، لذلك أشكر فينوس».
وفي مقال طويل بمجلة «فوج» العالمية في عددها لشهر أغسطس (آب) الماضي، كانت نجمة التنس الأميركية سيرينا ويليامز كتبت عن خططها «للتحرك في اتجاه مختلف» بعد «أسابيع قليلة»، وألمحت إلى أن بطولة أميركا المفتوحة (فلاشينغ ميدوز) ربما تكون الأخيرة في مسيرتها.
وفي ظل النجاح والتفوق الذي استعرضته سيرينا على ملاعب التنس خلال مسيرتها، أصبح اسم النجمة الأميركية مرادفاً للعبة التنس واعتبرها الكثيرون أفضل لاعبة تشهدها اللعبة البيضاء على الإطلاق.
شتيفي غراف هي الأكثر بقاءً في صدارة التصنيف العالمي للسيدات بـ377 أسبوعاً
واستمرت سيرينا، البالغة من العمر 40 عاماً، على ملاعب التنس لفترة أطول بكثير مما هو معتاد للاعبات الأخريات، وهو ما يعد مؤشراً آخر على كفاءتها وحماسها الدائم للنجاح.
ورغم أن سيرينا أثارت حالة من الغموض حول نهاية مسيرتها عندما قالت، مازحة، إنها «دائماً ما كانت تحب بطولة أستراليا»، فإن المرجح أن مباراة الدور الثالث في «فلاشينغ ميدوز» هي الأخيرة لها، حيث وجهت كلمات وداع إلى الجماهير عقب مباراتها أمام تومليانوفيتش.
ويشكل «إرث» النجمة الأميركية بالطبع الإنجاز الأبرز في مسيرة سيرينا ويليامز هو عدد الألقاب التي أحرزتها في بطولات «غراند سلام» الأربع الكبرى، فقد أحرزت سيرينا 23 لقباً في بطولات «غراند سلام»، متفوقة الجميع في حقبة البطولات المفتوحة.
لكن ما لم تتمكن سيرينا من تحقيقه هو معادلة رقم مارغريت كورت، النجمة الأسترالية السابقة التي أحرزت 24 لقباً في بطولات «غراند سلام»، منها تسعة ألقاب قبل بداية حقبة البطولات المفتوحة عام 1968.
لكن لا يزال رقم مارغريت كورت يشكل رقماً قياسياً وقد كان آخر ألقابها في «غراند سلام» في عام 1975 عندما توجت بلقب أميركا المفتوحة.
وبالطبع كان استمرار سيرينا ويليامز في البطولة الحالية واعتلاء منصة التتويج، سيبدو بمثابة الختام المثالي لمسيرتها، لكن مشوارها انتهى عند الدور الثالث.
ولم يتضح بشكل ما إذا كان هذا قد يحفز النجمة الأميركية للعودة والمشاركة في بطولة أستراليا المفتوحة، أولى بطولات «غراند سلام» في الموسم المقبل.
وعلى صعيد المباريات النهائية في «غراند سلام» كانت سيرينا ويليامز قريبة من معادلة رقم قياسي بارز آخر، لكنها لم تنجح.
وقبل خوض بطولة أميركا المفتوحة، وصلت سيرينا إلى النهائي 33 مرة في بطولات «غراند سلام»، متفوقة بذلك على مارتينا نافراتيلوفا بفارق مباراة نهائية واحدة.
لكن الأميركية كريس إيفرت تحتل المركز الأول بوصولها إلى 34 مباراة نهائية في بطولات «غراند سلام»، ويبدو أنها ستحتفظ بهذا الرقم لأعوام عديدة.
ورغم غياب سيرينا ويليامز عن صدارة التصنيف العالمي للاعبات التنس المحترفات، لفترة طويلة، فإن احتلالها تلك الصدارة كان ضمن أبرز الإنجازات في مسيرتها. وقضت النجمة الأميركية 319 أسبوعاً على قمة التصنيف العالمي ولا يتفوق عليها في ذلك سوى شتيفي غراف (377 أسبوعاً) ونافراتيلوفا (332 أسبوعاً).
وتوقع كثيرون بقاء سيرينا على قمة التصنيف لفترة أطول، لكنها عانت لفترات من الإصابات كما غابت لفترة بسبب الحمل والإنجاب، حيث تراجعت فترة وجودها بالملاعب بعد 2014. وفي عام 2014. شاركت سيرينا في 16 بطولة، لكن العدد تراجع إلى النصف في 2016 حيث شاركت في ثماني بطولات، ولم تشهد الأعوام التالية أي زيادة في مشاركاتها مجدداً.
وتربعت سيرينا على صدارة التصنيف في نهاية الموسم خمس مرات، ولا يتفوق عليها في ذلك أيضاً سوى شتيفي غراف (ثماني مرات) ونافراتيلوفا (سبع مرات).
من بين الأمور التي ألقت الضوء على قدرات سيرينا وكفاءتها كان تألقها على مختلف أنواع الملاعب، وقد توجت بثلاثة ألقاب على الأقل في بطولات «غراند سلام» الأربع الكبرى التي تقام على ملاعب مختلفة.
لكن لا شك في أن الأداء الأفضل لها كان على الملاعب الصلبة أكثر من غيرها.
وأحرزت سيرينا 48 لقباً في بطولات المحترفات على الملاعب الصلبة منفردة في ذلك بالصدارة في حقبة البطولات المفتوحة.
وأحرزت سيرينا إجمالي 73 لقباً، لتحتل المركز الخامس في قائمة اللاعبات الأكثر تتويجاً، خلف نافراتيلوفا (167 لقباً) وغيفرت (157 لقباً) وغراف (107 ألقاب) وكورت (92 لقباً).
وتفوقت سيرينا ويليامز بشكل كبير على الملاعب الصلبة، مقارنة بجميع منافساتها، حيث حققت 541 انتصاراً على تلك الملاعب لتكون واحدة من لاعبتين اثنتين فقط تجاوزتا الـ500 انتصار على نوع واحد من الملاعب.
وحققت نافراتيلوفا 60 انتصاراً على ملاعب سجاد العشب الصناعي، بينما حققت فينوس ويليامز شقيقة سيرينا 498 انتصاراً على الملاعب الصلبة وهي أقرب المنافسات لسيرينا في هذا الإنجاز.
من ناحيتهم، أشاد كثيرون وعلى رأسهم السيدة الأميركية الأولى السابقة ميشيل أوباما ونجمة التنس المعتزلة بيلي جين كينج بالأميركية المخضرمة سيرينا ويليامز بعد هزيمتها في الدور الثالث من بطولة أميركا المفتوحة للتنس أمام الأسترالية آيلا تومليانوفيتش في مباراة ربما تكون الأخيرة لها في ملاعب وبطولات اللعبة.
واستقبلت سيرينا في وسائل التواصل الاجتماعي سيلاً جارفاً من الرسائل التي أشاد من خلالها رياضيون سابقون وحاليون وآخرون ينتمون إلى مجالات أخرى عديدة بإنجازات اللاعبة الأميركية في الرياضة طوال آخر 25 عاماً.
وكتبت ميشيل أوباما عبر «تويتر» «تهانينا لسيرينا ويليامز على المسيرة الرائعة. لقد حالفنا الحظ كثيراً بمشاهدة فتاة شابة... خلال فترات ترعرعها قبل أن تصبح واحدة من أعظم الرياضيين على مر التاريخ».
وأضافت السيدة الأميركية الأولى السابقة: «أنا فخورة بك يا صديقتي وأتوق لرؤية تأثيراتك على حياة الآخرين من خلال مواهبك».
أما المصنفة الأولى عالمياً سابقاً كينغ التي شاهدت مباراة الأمس فقالت عبر «تويتر» بعد ذلك إن سيرينا ستظل في بؤرة الأضواء.
وعن سيرينا أضافت كينغ: «مسيرتها الاحترافية الهائلة كان لها بصمة في تاريخ التنس رغم أن دورها الأعظم ربما لم يأت بعد. شكراً سيرينا ويليامز. رحلتك تستمر».
من ناحيته، أشاد نجم السباحة الأميركي المعتزل مايكل فيلبس بسيرينا بسبب دورها في تهيئة الجيل الجديد إلى جانب التغيير الذي أحدثته في عالم التنس.
وأضاف البطل الأولمبي: «إنجازاتها على مستوى التنس تتحدث عن نفسها. لكن أحد الأمور التي أشعر بسببها بالإعجاب بها هي أنها ببساطة لا تترك.
والأربعاء الماضي قالت سيرينا إن الفضل في استمرارها في ملاعب التنس حتى الآن يرجع إلى نجم الغولف الأميركي الشهير تايغر وودز الذي حضر مباراتها في الدور الثاني والتي انتهت بفوزها على المصنفة الثانية عالمياً الإستونية آنيت كونتافيت الأربعاء الماضي.