العراق: مساعٍ لإبعاد الصراع السياسي عن الزيارة «الأربعينية»

عراقيون شيعة يسيرون على الأقدام من محافظة ذي قار الجنوبية إلى كربلاء لإحياء «الأربعينية» (أ.ف.ب)
عراقيون شيعة يسيرون على الأقدام من محافظة ذي قار الجنوبية إلى كربلاء لإحياء «الأربعينية» (أ.ف.ب)
TT

العراق: مساعٍ لإبعاد الصراع السياسي عن الزيارة «الأربعينية»

عراقيون شيعة يسيرون على الأقدام من محافظة ذي قار الجنوبية إلى كربلاء لإحياء «الأربعينية» (أ.ف.ب)
عراقيون شيعة يسيرون على الأقدام من محافظة ذي قار الجنوبية إلى كربلاء لإحياء «الأربعينية» (أ.ف.ب)

في وقت تحاول فيه قيادات سياسية ودينية عراقية إبعاد الصراع السياسي بين زعيم «التيار الصدري» مقتدى الصدر وخصومه (قوى «الإطار التنسيقي») الشيعي عن زيارة الأربعين التي يحييها سنوياً ملايين الشيعة مشياً على الأقدام إلى مدينة كربلاء بعد أيام، قرر قادة «الإطار التنسيقي» تأجيل دعوتهم لعقد جلسة برلمانية إلى ما بعد الزيارة الأربعينية.
وفيما يرى مراقبون سياسيون أن من شأن هذه المحاولة تخفيف حدة التوتر بين الطرفين، أكد وزير الداخلية العراقي عثمان الغانمي أن لدى وزارته خططاً لتأمين سلامة الزيارة الأربعينية وإبعادها عن الصراع السياسي بين مختلف الأطراف المتصارعة منذ شهور.
وقال الغانمي في حديث صحافي، أمس (السبت)، إنه «تم توزيع الجهود على كل المحاور، وفي حالة البدء بالقطوعات سيكون هناك تنسيق كبير مع القطاعات الخدمية وبإنذار مسبق». وأضاف: «ناقشنا كل الأمور من المنافذ إلى مركز محافظة كربلاء، وتم تحديد كل المسؤوليات».
وتابع الغانمي: «هذا لم يكن المؤتمر التنسيقي النهائي، بل ستكون هناك مؤتمرات لاحقة»، لافتاً إلى أنه «سيكون هناك رد حازم وستتخذ الإجراءات الآنية وبقوة تجاه كل من يحاول أن يسيء إلى الآداب العامة أو يتسبب بإحداث فقاعة أو ثغرة للزيارة».
وتأتي تأكيدات الغانمي بعد أن قررت الحكومة العراقية مواجهة أي أحداث عنف بشكل حازم من خلال تطبيق القانون.
وكانت الرئاسات العراقية الثلاث اتفقت الأسبوع الماضي، بعد أحداث الاثنين الدامي، على عدم السماح بتكرار تلك الاحداث أياً تكن المبررات.
وكان زعيم «التيار الصدري» مقتدى الصدر، شجب الأعمال التي قام بها أنصاره بعد دخولهم الخضراء واقتحامهم عدداً من أبرز المقار الحكومية، بما فيها القصر الحكومي، وما ترتب على ذلك من مواجهات أدت إلى مقتل وجرح المئات. وبينما أوقف الصدر أعمال العنف تلك حين أمر أنصاره بالانسحاب الفوري من المنطقة الخضراء وإنهاء اعتصامهم أمام البرلمان العراقي، فإن، وطبقاً لما كشفته وكالة «رويترز»، رسالة من المرجع الشيعي الأعلى آية الله السيستاني إلى الصدر هي التي أجبرت الأخير على الخروج بمؤتمره الصحافي ليطلب من أتباعه إخلاء المنطقة الخضراء في غضون ساعة. كما قال أحد معتمدي مكتب المرجع الأعلى خلال حضوره مجلس العزاء الذي أقيم لتأبين قتلى الاحتجاجات، إن المرجع الأعلى «حزين ومنزعج» مما حصل، بحسب «رويترز».
وربما كان لهذه العبارة المقتضبة وقعها على المناخ الشيعي الملبّد بالغيوم والمفتوح على كل الاحتمالات. وإذا لم يتم نفي الرسالة من مكتب السيستاني، فإنها سوف تكون نقطة تحول مهمة على صعيد موقف السيستاني الرافض لما جرى والذي يتضمن إدانة ضمنية لسلوك أتباع الصدر، وفق ما ترى أوساط عراقية مختلفة. وهي، وطبقاً لهذه الأوساط، سوف ترجح كفة قوى «الإطار التنسيقي» مقارنة بموقف الصدر الذي تراجع كثيراً خلال الفترة الماضية.
وتضيف المصادر أنه في حال صحت رسالة السيستاني إلى الصدر، فإن الأخير يكون قد تلقى ضربتين؛ الأولى سحب التوكيل عنه من المرجع الديني المقيم في قم كاظم الحائري الذي طالبه بالعودة من حيث التقليد إلى المرشد الإيراني علي خامنئي، والثانية من السيستاني الذي التزم الصمت طوال السنوات الماضية احتجاجاً على ما جرى. لكن رسالته لن تصب في مصلحة الصدر إنما في مصلحة خصومه.
وفي هذا السياق، فإن زعيم «تيار الحكمة» عمار الحكيم، الذي تحوّل إلى خصم للصدر بعدما كانت تربطه به علاقة متميزة تعود في جذورها إلى إرث عائلي وديني مشترك جمع عائلتي الصدر والحكيم، بدأ يعبر عن انزعاجه عما يجري. وهو قال خلال لقائه السفير الياباني لدى العراق، إن «العراق لا يمكن اختزاله بوجهة نظر سياسية أو مذهبية أو قومية». وشرح للسفير، طبقاً لبيان صادر عن مكتبه، «طبيعة المتغيرات السياسية في العراق وضرورة إنهاء الأزمة السياسية الحالية بالاحتكام للدستور والقانون ومؤسسات الدولة الشرعية»، مؤكداً أن «العراق لا يمكن أن يختزل بوجهة نظر سياسية أو مذهبية أو قومية. فمصلحة الجميع تكمن بمشاركة الجميع في صنع القرار». كما جدد دعوته لـ«اعتماد الحوار سبيلاً لتحقيق الإصلاح والتغيير المنشود».


مقالات ذات صلة

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

المشرق العربي الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

حثت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة لدى العراق، جينين هينيس بلاسخارت، أمس (الخميس)، دول العالم، لا سيما تلك المجاورة للعراق، على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث التي يواجهها. وخلال كلمة لها على هامش فعاليات «منتدى العراق» المنعقد في العاصمة العراقية بغداد، قالت بلاسخارت: «ينبغي إيجاد حل جذري لما تعانيه البيئة من تغيرات مناخية». وأضافت أنه «يتعين على الدول مساعدة العراق في إيجاد حل لتأمين حصته المائية ومعالجة النقص الحاصل في إيراداته»، مؤكدة على «ضرورة حفظ الأمن المائي للبلاد».

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

أكد رئيس إقليم كردستان العراق نيجرفان بارزاني، أمس الخميس، أن الإقليم ملتزم بقرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل، مشيراً إلى أن العلاقات مع الحكومة المركزية في بغداد، في أفضل حالاتها، إلا أنه «يجب على بغداد حل مشكلة رواتب موظفي إقليم كردستان». وأوضح، في تصريحات بمنتدى «العراق من أجل الاستقرار والازدهار»، أمس الخميس، أن الاتفاق النفطي بين أربيل وبغداد «اتفاق جيد، ومطمئنون بأنه لا توجد عوائق سياسية في تنفيذ هذا الاتفاق، وهناك فريق فني موحد من الحكومة العراقية والإقليم لتنفيذ هذا الاتفاق».

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

أعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أن علاقات بلاده مع الدول العربية الشقيقة «وصلت إلى أفضل حالاتها من خلال الاحترام المتبادل واحترام سيادة الدولة العراقية»، مؤكداً أن «دور العراق اليوم أصبح رياديا في المنطقة». وشدد السوداني على ضرورة أن يكون للعراق «هوية صناعية» بمشاركة القطاع الخاص، وكذلك دعا الشركات النفطية إلى الإسراع في تنفيذ عقودها الموقعة. كلام السوداني جاء خلال نشاطين منفصلين له أمس (الأربعاء) الأول تمثل بلقائه ممثلي عدد من الشركات النفطية العاملة في العراق، والثاني في كلمة ألقاها خلال انطلاق فعالية مؤتمر الاستثمار المعدني والبتروكيماوي والأسمدة والإسمنت في بغداد.

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»، داعياً الشركات النفطية الموقّعة على جولة التراخيص الخامسة مع العراق إلى «الإسراع في تنفيذ العقود الخاصة بها». جاء ذلك خلال لقاء السوداني، (الثلاثاء)، عدداً من ممثلي الشركات النفطية العالمية، واستعرض معهم مجمل التقدم الحاصل في قطاع الاستثمارات النفطية، وتطوّر الشراكة بين العراق والشركات العالمية الكبرى في هذا المجال. ووفق بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء، وجه السوداني الجهات المختصة بـ«تسهيل متطلبات عمل ملاكات الشركات، لناحية منح سمات الدخول، وتسريع التخليص الجمركي والتحاسب الضريبي»، مشدّداً على «ضرورة مراعا

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

بحث رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني مع وزير الدفاع الإيطالي غويدو كروسيتو العلاقات بين بغداد وروما في الميادين العسكرية والسياسية. وقال بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي بعد استقباله الوزير الإيطالي، أمس، إن السوداني «أشاد بدور إيطاليا في مجال مكافحة الإرهاب، والقضاء على عصابات (داعش)، من خلال التحالف الدولي، ودورها في تدريب القوات الأمنية العراقية ضمن بعثة حلف شمال الأطلسي (الناتو)». وأشار السوداني إلى «العلاقة المتميزة بين العراق وإيطاليا من خلال التعاون الثنائي في مجالات متعددة، مؤكداً رغبة العراق للعمل ضمن هذه المسارات، بما يخدم المصالح المشتركة، وأمن المنطقة والعالم». وبي

حمزة مصطفى (بغداد)

إسرائيل تعلن تدمير أغلب الصواريخ «أرض - جو» في سوريا

صورة بالأقمار الاصطناعية تُظهر قاعدة جوية عسكرية سورية تقع جنوب دمشق استُهدفت بضربات إسرائيلية (أ.ف.ب)
صورة بالأقمار الاصطناعية تُظهر قاعدة جوية عسكرية سورية تقع جنوب دمشق استُهدفت بضربات إسرائيلية (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل تعلن تدمير أغلب الصواريخ «أرض - جو» في سوريا

صورة بالأقمار الاصطناعية تُظهر قاعدة جوية عسكرية سورية تقع جنوب دمشق استُهدفت بضربات إسرائيلية (أ.ف.ب)
صورة بالأقمار الاصطناعية تُظهر قاعدة جوية عسكرية سورية تقع جنوب دمشق استُهدفت بضربات إسرائيلية (أ.ف.ب)

أعلن الجيش الإسرائيلي تدمير أكثر من 90 في المائة من الصواريخ «أرض - جو» في سوريا، التي كانت إسرائيل على علم بها، في الأيام الأخيرة.

وقال بيان للجيش الإسرائيلي، نقلته «وكالة الأنباء الألمانية»، إنه على الرغم من أن أنظمة الدفاع الجوي السورية كانت من بين أقوى أنظمة الدفاع الجوي بالشرق الأوسط، فإن الغارات الجوية الإسرائيلية حققت «نجاحاً كبيراً بفعل تفوق القوات الجوية الإسرائيلية في المنطقة».

وأضاف البيان أن إسرائيل ألحقت أيضاً أضراراً بالغة بأسلحة استراتيجية أخرى في سوريا؛ منها صواريخ أرض - أرض وطائرات مسيَّرة وطائرات مقاتِلة.

وذكرت صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية أن «هيئة تحرير الشام»، التي تقود الفصائل المعارِضة السورية، التي شكَّلت الحكومة الجديدة في دمشق، لم تعد قادرة على تهديد إسرائيل بالأسلحة المتقدمة التي كانت تمتلكها سوريا في عهد بشار الأسد.