نونيز... من عامل في مخبز إلى أغلى صفقة في تاريخ وولفرهامبتون

غوارديولا وصفه بأحد أفضل لاعبي العالم... ونظرة رئيس سبورتنغ لم تخِب

غوارديولا منح نونيز جرعة هائلة بوصفه أحد أفضل لاعبي العالم (رويترز)
غوارديولا منح نونيز جرعة هائلة بوصفه أحد أفضل لاعبي العالم (رويترز)
TT

نونيز... من عامل في مخبز إلى أغلى صفقة في تاريخ وولفرهامبتون

غوارديولا منح نونيز جرعة هائلة بوصفه أحد أفضل لاعبي العالم (رويترز)
غوارديولا منح نونيز جرعة هائلة بوصفه أحد أفضل لاعبي العالم (رويترز)

في منتجع إريسيرا الساحلي، الذي يقع على بُعد 50 كيلومتراً شمال غربي لشبونة ويشتهر بأنه أحد أبرز أماكن ركوب الأمواج في العالم، تعلم ماتيوس نونيز، الذي انتقل إلى وولفرهامبتون مقابل 38 مليون جنيه إسترليني كأغلى صفقة في تاريخ النادي الإنجليزي، ويعد إحدى المواهب الأكثر إثارة في الدوري الإنجليزي الممتاز، كيف يكسب قوت يومه. فبعد فشل محاولاته في أن يصبح لاعب كرة قدم محترفاً، قام نونيز، وهو في الثامنة عشرة من عمره، بالانضمام إلى نادي إريسيرينسي الذي يلعب في دوري الدرجة الخامسة بالبرتغال، وكان يعمل في الوقت نفسه في مخبز محلي.
وقال اللاعب البرتغالي الشاب قبل ثلاث سنوات «كنت أقف على قدمي لساعات عدة، ثم أتدرب في نهاية اليوم. لم يكن الأمر سهلاً على الإطلاق. كان يتعين عليّ أن أستيقظ في الخامسة صباحاً. لم يكن لدي رخصة قيادة؛ لذلك كنت أذهب إلى هناك بالدراجة، أو كنت أطلب من أي شخص أن يأخذني معه في سيارته. وبعد ثلاثة أو أربعة أشهر، شعرت بالتعب الشديد بسبب العمل واللعب في الوقت نفسه. لذلك؛ فأنا في الوقت الحاضر أقدّر ما لدي كثيراً».
في البداية، كان هناك إحباط في نادي إريسيرينسي؛ لأنه بعد انتقال نونيز من ريو دي جانيرو إلى البرتغال وهو في سن الثانية عشرة مع والدته وزوج والدته، كان غير مؤهل للمشاركة في المباريات في عامه الأول؛ لأن النادي طلب الحصول على توقيع والده ليتم تسجيله. في ذلك الوقت، كان نونيز يتدرب فقط، وسرعان ما أدرك مدربه، روبن فرانكو، أن لديه لاعباً مميزاً بين يديه.
يقول فرانكو «إنه شاب برازيلي؛ لذلك كانت علاقته بكرة القدم رائعة، لكنه كان يتمتع أيضاً بقوة كبيرة للغاية. وعندما كان يلعب أمام لاعبين أكثر قوة وخبرة، كان يقدم مستويات مذهلة. لقد أعددنا مقاطع فيديو له وبدأنا في إرسالها إلى الأندية الأوروبية. كنت مثل المجنون؛ لأنني كنت أقول دائماً: إنه ليس لاعباً عادياً، من فضلكم انظروا إليه لأنه مختلف! لكنني لم أستطع أن أنقله إلى المراحل التالية».
انهارت عملية انتقال نونيز إلى نادي أورينتال، الذي يلعب في دوري الدرجة الثالثة، لكن الانتقال إلى نادي إستوريل الذي يلعب في دوري الدرجة الثانية، والذي لعب به نونيز إلى جانب مدافع وولفرهامبتون الحالي توتي غوميز، مهم للغاية، لقد تألق نونيز في المباراة التي فاز فيها فريقه على سبورتنغ لشبونة على ملعب «خوسيه ألفالادي»، وعندما رحل ألكسندر سانتوس، المدير الفني لنادي إستوريل تحت 23 عاماً آنذاك، إلى نادي سبورتنغ لشبونة قرر نقل نونيز معه.

ماتيوس نونيز(الموقع الرسمي لنادي وولفرهامبتون)

يقول فرانكو، الذي درب نونيز من المرحلة العمرية تحت 13 عاماً وصولاً إلى الفريق الأول «إنه لأمر مدهش حقاً أن تتغير الحياة بهذا الشكل في غضون عام واحد». ومن المقرر أن يحصل نادي إريسيرينسي على مليون جنيه إسترليني من صفقة انتقال نونيز إلى وولفرهامبتون؛ وهو الأمر الذي جعل النادي يسرع من خطط تطوير المرافق والاستثمار في ملعب جديد خلال الأسابيع الأخيرة.
وكان نونيز هو اللاعب الأكثر حصولاً على الأخطاء في الدوري البرتغالي الممتاز الموسم الماضي. يقول فرانكو «قبل أن يستلم الكرة، فإنه كان يبحث دائماً عن المكان الذي يمكنه أن يذهب إليه بعد ذلك، وكان دائماً ما يمرر الكرات إلى اللاعبين الآخرين بسهولة؛ لأنه كان يرى مجريات اللقاء بوضوح شديد. يمكن أن يكون في خط الوسط، وبعد ذلك بثانيتين أو ثلاث ثوان يكون على حافة منطقة الجزاء لأنه يمتلك موهبة كبيرة في رؤية المساحة الخالية بدقة شديدة. لقد رأينا شيئاً مميزاً في هذا اللاعب».
وفي عام 2016، ذهب فرانكو مع نونيز عندما كان اللاعب الشاب يقضي فترة اختبار في فريق ليستر سيتي تحت 23 عاماً، لكن الأمور لم تسر على ما يرام. وبعد ذلك، خضع اللاعب لفترات اختبار غير ناجحة في كل من بنفيكا وبراغا وليل. يقول فرانكو عن ذلك «كنا نفكر على هذا النحو: حسناً، سندع الحياة تسير ولن ننتظر الفرصة كي تأتي إلينا».
ومنذ ذلك الحين، نال نونيز إعجاب الجميع، بدءاً من المدير الفني الإسباني جوسيب غوارديولا، الذي وصفه بأنه «أحد أفضل اللاعبين في العالم»، وصولاً إلى رئيس سبورتنغ لشبونة، فيديريكو فارانداس، الذي أكد على تقديره الكبير لنونيز وأشار إلى أن بيع اللاعب في يوم من الأيام سيجلب بمفرده للنادي الـ15 مليون يورو التي دفعها النادي تعويضاً لبراغا من أجل تعيين روبين أموريم مديراً فنياً للفريق قبل عامين. في ذلك الوقت، لم يكن نونيز قد لعب أي مباراة مع الفريق الأول لسبورتنغ لشبونة، لكنه تألق بعد ذلك عندما قاد أموريم النادي للفوز بأول لقب للدوري البرتغالي الممتاز منذ 19 عاماً في مايو (أيار) الماضي. وكان انتقال نونيز إلى وولفرهامبتون مقابل 45 مليون يورو يعني أنه جلب للنادي ثلاثة أضعاف ما دفعه للتعاقد مع أموريم!
وفي أول ظهور له في الدوري الإنجليزي الممتاز أمام توتنهام في 20 أغسطس (آب) الحالي، كان نونيز جزءاً من ستة لاعبين برتغاليين بالكامل في الخط الأمامي، بما في ذلك غونزالو غويديس، الذي ضمه النادي الإنجليزي مؤخراً من فالينسيا مقابل 27.5 مليون جنيه إسترليني. لا شك أن نونيز يدرك جيداً كيف صعد ديوغو جوتا، الذي انتقل إلى ليفربول بعد ثلاث سنوات مع وولفرهامبتون، وتحدث إلى روبن نيفيز وجواو موتينيو وخوسيه سا، زملاؤه في منتخب البرتغال، قبل توقيعه على عقد مع وولفرهامبتون لمدة خمس سنوات.
وقال نونيز «لقد قالوا جميعاً أشياء رائعة عن النادي ونصحوني بالانضمام إليه. كنت أريد أن ألعب في الدوري الإنجليزي الممتاز، وأعتقد أنها الخطوة التالية الصحيحة. أريد مساعدة النادي على تحقيق أهدافه والوصول إلى أعلى مستوى ممكن».
سجل نونيز هدفه الأول مع منتخب البرتغال في مارس (آذار) الماضي، في مباراة نصف النهائي لمحلق الصعود لنهائيات كأس العالم أمام تركيا، ومن المتوقع أن يكون ضمن قائمة المنتخب البرتغالي في كأس العالم بقطر. لقد قدم نونيز بالفعل بعض اللمحات الرائعة مع وولفرهامبتون، ومن المؤكد أن الموجودين في منتجع إريسيرا - المقيمين والعملاء السابقين على حد سواء - سيراقبونه بينما يواصل التقدم والتألق.
يقول فرانكو «في أوقات فراغه عندما كان يلعب في سبورتنغ لشبونة كان يعود إلى القرية. إنه أسطورة في هذه القرية، والكل يعرف قصته ويعرفه جيداً. الشيء الجميل هو أن ذلك الطفل الذي رأيته وهو في الثالثة عشرة من عمره لا يزال الشخص نفسه الذي أراه الآن».
وبالنسبة إلى نونيز، ينصبّ تركيزه بالكامل على تحقيق نتائج جيدة في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم. ويجيد نونيز التحدث باللغة الإنجليزية، ويعود الفضل في ذلك إلى زوج والدته، وهو من سندرلاند. وكان والده الروحي، هامبرتو سلفادور، وهو أيضاً صاحب المخبز الذي كان يعمل به نونيز، قد رافقه إلى إنجلترا لإتمام الصفقة. وقال نونيز «زملائي ساعدوني كثيراً في البداية. لم أكن أعرف اسم الكعك ولا كيفية استخدام الآلات».
ربما أصبحت أيامه في تقديم المعجنات جزءاً من الماضي، لكن وولفرهامبتون والمدير الفني برونو لاغ يأملان أن ينجح اللاعب الشاب في تقديم المستويات المتوقعة منه.


مقالات ذات صلة

أموريم لا يملك عصا سحرية... ومانشستر يونايتد سيعاني لفترة طويلة

رياضة عالمية أموريم عمل على توجيه لاعبي يونايتد أكثر من مرة خلال المباراة ضد إيبسويتش لكن الأخطاء تكررت (رويترز)

أموريم لا يملك عصا سحرية... ومانشستر يونايتد سيعاني لفترة طويلة

أصبح أموريم ثاني مدير فني بتاريخ الدوري الإنجليزي يسجل فريقه هدفاً خلال أول دقيقتين لكنه لم يفلح في الخروج فائزاً

رياضة عالمية ساوثغيت (أ.ب)

ساوثغيت: لن أقصر خياراتي المستقبلية على العودة إلى التدريب

يقول غاريث ساوثغيت إنه «لا يقصر خياراته المستقبلية» على العودة إلى تدريب كرة القدم فقط.

The Athletic (لندن)
رياضة عالمية النتائج المالية شهدت انخفاض إجمالي إيرادات يونايتد إلى 143.1 مليون جنيه إسترليني (رويترز)

مانشستر يونايتد يحقق نحو 11 مليون دولار في «الربع الأول من 2025»

حقق مانشستر يونايتد أرباحاً خلال الربع الأول من «موسم 2024 - 2025»، رغم إنفاق 8.6 مليون جنيه إسترليني (10.8 مليون دولار) تكاليفَ استثنائية.

The Athletic (مانشستر)
رياضة عالمية أندريه أونانا (رويترز)

أونانا حارس يونايتد يفوز بجائزة إنسانية لعمله الخيري في الكاميرون

فاز أندريه أونانا حارس مرمى مانشستر يونايتد المنافس في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم بجائزة الاتحاد الدولي للاعبين المحترفين (فيفبرو) لإسهاماته الإنسانية.

«الشرق الأوسط» (مانشستر )
رياضة عالمية سجل صلاح 29 % من إجمالي أهداف ليفربول هذا الموسم (أ.ف.ب)

محمد صلاح... الأرقام تؤكد أنه يستحق عقداً جديداً مع ليفربول

لطالما كانت مجموعة فينواي الرياضية تتمحور حول الأرقام.

The Athletic (لندن)

شاهد... صاعقة تقتل لاعباً وتصيب آخرين في ملعب كرة قدم

صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة
صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة
TT

شاهد... صاعقة تقتل لاعباً وتصيب آخرين في ملعب كرة قدم

صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة
صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة

تسببت صاعقة برق خلال مباراة كرة قدم محلية في وسط بيرو بمقتل لاعب وإصابة 4 آخرين يوم الأحد، بحسب شبكة «سي إن إن».

وأظهرت لقطات من المباراة اللاعبين وهم يغادرون الملعب في ملعب كوتو كوتو ببلدة تشيلكا، على بعد نحو 70 كيلومتراً جنوب شرقي ليما، بعد توقف المباراة بسبب عاصفة.

وفي مقطع فيديو، شوهد كثير من اللاعبين وهم يسقطون على وجوههم على الأرض في اللحظة نفسها عندما ضربت الصاعقة الملعب.

وحسبما ظهر على محطة التلفزيون المحلية «أوندا ديبورتيفا هوانكافيليك»، لوحظت شرارة قصيرة وسحابة صغيرة من الدخان بالقرب من أحد اللاعبين. بعد ثوانٍ، بدا أن بعض اللاعبين يكافحون من أجل العودة إلى الوقوف.

وقالت السلطات ووسائل الإعلام الحكومية إن المتوفى هو المدافع هوجو دي لا كروز (39 عاماً).

وقالت البلدية المحلية في بيان: «نقدم تعازينا الصادقة لعائلة الشاب هوجو دي لا كروز، الذي فقد حياته للأسف بعد أن ضربته صاعقة أثناء نقله إلى المستشفى، نعرب أيضاً عن دعمنا وتمنياتنا بالشفاء العاجل للاعبين الأربعة الآخرين المصابين في هذا الحادث المأساوي».

وحتى مساء الاثنين، خرج لاعبان من المستشفى، بينما لا يزال اثنان تحت المراقبة، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الحكومية «أندينا». وأضافت أن حارس المرمى الذي أصيب في الحادث كان في حالة حرجة، لكنه أظهر تحسناً.

ويمكن أن تسبب ضربات البرق إصابات خطيرة للإنسان، وفي حالات نادرة، يمكن أن تكون قاتلة. وفرصة التعرض لها أقل من واحد في المليون، وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة (CDC).

ووفقاً لـ«سي دي سي»، ينجو ما يقرب من 90 في المائة من جميع ضحايا ضربات البرق، ولكن الآثار يمكن أن تكون خطيرة وطويلة الأمد. «لقد عانى الناجون من إصابات وحروق وأعراض خطيرة بما في ذلك النوبات وفقدان الذاكرة».