السنغالي باتيلي يقترب من تولي رئاسة البعثة الأممية في ليبيا

غوتيريش يطرح اسمه متغاضياً عن اعتراض حكومة «الوحدة»

صورة متداولة على «تويتر» للدبلوماسي السنغالي عبد الله باتيلي
صورة متداولة على «تويتر» للدبلوماسي السنغالي عبد الله باتيلي
TT
20

السنغالي باتيلي يقترب من تولي رئاسة البعثة الأممية في ليبيا

صورة متداولة على «تويتر» للدبلوماسي السنغالي عبد الله باتيلي
صورة متداولة على «تويتر» للدبلوماسي السنغالي عبد الله باتيلي

بعد قرابة عام من شغور منصب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لدى ليبيا، بدا أن حظوظ السياسي والدبلوماسي السنغالي عبد الله باتيلي، هي الأقرب لتوليه المنصب خلفاً للسلوفاكي يان كوبيش، الذي استقال في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.
وقالت مصادر ليبية، لـ«الشرق الأوسط» إن الأمين العام أنطونيو غوتيريش، سمى باتيلي ممثلاً خاصاً له رئيسا للبعثة الأممية «متغاضياً عن اعتراضات سابقة لحكومة الوحدة المؤقتة الليبية عليه»، وأطلع الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي على القرار، مشيرة إلى أن «الإعلان الرسمي بتعيين الدبلوماسي السنغالي لم يصدر بعد، لكنها تتوقع الموافقة عليه».
ومنذ استقالة المبعوث الأممي كوبيش من منصبه، والأروقة السياسية تشهد سجالات حول جنسية المبعوث المقبل، منها ما هو مُعلن في جلسات مجلس الأمن الدولي وتعكسه أحاديث المندوبين الدوليين، ومنها ما جاء في إطار المشاورات الداخلية والإقليمية، وأبرزها إمكانية تعيين أفريقي في المنصب.
وتقول مصادر ليبية لـ«الشرق الأوسط»، إن الاتحاد الأفريقي سبق أن اقترح على الأمين العام للأمم المتحدة، تعيين أفريقي مبعوثاً للمنظمة الأممية لدى ليبيا، مشيرة إلى أن الاقتراح «يلقى دعم روسيا والصين؛ لكن الحرب على أوكرانيا غيّرت الحسابات الدولية».
وكانت تقارير دولية قالت، إن الأمين العام للأمم المتحدة، أبلغ أعضاء مجلس الأمن بترشيح صبري بوقادوم، وزير الخارجية الجزائري السابق، لمنصب رئيس بعثة الأمم المتحدة، وهي الرغبة التي لاقت تبايناً ليبياً أيضاً. ووفقاً لمجلة «جون أفريك» الفرنسية، فإن السنغالي باتيلي، الذي وُلد في 1947، حصل على درجة الدكتوراه من جامعة برمنغهام بإنجلترا، وله مؤلفات في السياسة والتاريخ، كما ترشح للرئاسة في بلاده عام 1993، وعين وزيراً للبيئة حتى عام 1998. كما عمل دبلوماسياً في الأمم المتحدة. ومنذ عام 2014 أُسندت إليه مهمة الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في وسط أفريقيا.
وعندما طرح اسم السنغالي باتيلي للمرة الأولي في منتصف أغسطس (آب) الماضي، أبدت حكومة «الوحدة» المؤقتة اعتراضها على تسميته. وقال مندوب ليبيا لدى الأمم المتحدة طاهر السني، حينها، «نحن نطمح لأن يكون المبعوث الجديد من أفريقيا، لكن يجب أن يكون مؤهلًا أكثر». وبرر السني أسباب رفض حكومته لباتيلي في بداية الأمر، بـ«ضرورة إجراء مفاوضات عميقة وجدية مع الليبيين بخصوص المبعوث الأممي الجديد، حتى نضمن أن العمل معه سيكون ناجحاً».
ومن بين الأسماء التي سبق أن دفع بها الاتحاد الأفريقي، وزير الخارجية السوداني الأسبق مصطفى عثمان إسماعيل، ووزير الخارجية الموريتاني السابق إسماعيل ولد الشيخ أحمد، والدبلوماسي الغاني محمد بن شمباس، الممثل الخاص للأمم المتحدة لغرب أفريقيا من 2014 إلى 2021، ومامان سامبو صديقو من النيجر، وهو الرئيس السابق لبعثة الأمم المتحدة في جمهورية الكونغو الديمقراطية.


مقالات ذات صلة

​البعثة الأممية تدعو لتعزيز وصول المرأة الليبية إلى مراكز القيادة

شمال افريقيا احتفال سابق في ليبيا بـ«ثورة 17 فبراير» (البعثة الأممية)

​البعثة الأممية تدعو لتعزيز وصول المرأة الليبية إلى مراكز القيادة

قالت البعثة الأممية إلى ليبيا إن «عدم وجود تشريعات شاملة تحمي حقوق المرأة يؤدي إلى تفاقم التحديات ويمنع المجتمع من الاستفادة من مساهماتها القيمة»

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
العالم العربي جانب من المؤتمر الصحافي الذي عقد بمحافظة مأرب عن انتهاكات جماعة الحوثي في البيضاء (سبأ)

اتهامات للحوثيين بارتكاب 13 ألف انتهاك حقوقي في البيضاء خلال عشر سنوات

كشف تقرير حقوقي يمني عن توثيق نحو 13 ألف انتهاك لحقوق الإنسان في محافظة البيضاء (وسط اليمن) ارتكبتها ميليشيا الحوثي خلال السنوات العشر الأخيرة

«الشرق الأوسط» (الرياض)
المشرق العربي صورة ملتقطة في 7 مارس 2025 في اللاذقية بسوريا تظهر توجه قوات الجيش السوري إلى قرى ريف اللاذقية والساحل السوري بالأسلحة الثقيلة لمحاربة المقاتلين المرتبطين بالرئيس المخلوع بشار الأسد (د.ب.أ)

المبعوث الأممي: قلقون إزاء الاشتباكات العنيفة وحالات القتل في منطقة الساحل السوري

أعرب المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا، غير بيدرسن، الجمعة، عن بالغ قلقه إزاء التقارير الواردة بشأن الاشتباكات العنيفة وحالات القتل في منطقة الساحل السوري.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
أفريقيا جنود يقفون في موقعهم بالقرب من نزارا جنوب السودان 15 فبراير 2025 (أ.ب)

مقتل 27 جندياً من جنوب السودان بعد إسقاط مروحيتهم

قال وزير الإعلام في جنوب السودان إن ما يقدّر بنحو 27 جندياً قُتلوا خلال هجوم على مروحية تابعة للأمم المتحدة حاولت إجلاء قوات في بلدة الناصر، اليوم (الجمعة).

«الشرق الأوسط» (نيروبي)
المشرق العربي ملصق بمدينة عفرين شمال سوريا في أغسطس 2023 بمناسبة الذكرى العاشرة للهجمات الكيميائية على دوما قرب دمشق (أ.ف.ب)

تفاؤل أممي بإمكان تخليص سوريا من ترسانتها الكيميائية

عقد مجلس الأمن اجتماعاً هو الأول منذ إطاحة نظام الرئيس بشار الأسد، فاستمع فيه إلى إحاطة بشأن مسار نزع الأسلحة الكيميائية في سوريا طبقاً للقرار 2118.

علي بردى (واشنطن)

تجدد القتال في «سول»... هل يفاقم الصراع بين «أرض الصومال» و«بونتلاند»؟

رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)
رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)
TT
20

تجدد القتال في «سول»... هل يفاقم الصراع بين «أرض الصومال» و«بونتلاند»؟

رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)
رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)

تجدد القتال في «إقليم سول» يُحيي نزاعاً يعود عمره لأكثر من عقدين بين إقليمي «أرض الصومال» الانفصالي و«بونتلاند»، وسط مخاوف من تفاقم الصراع بين الجانبين؛ ما يزيد من تعقيدات منطقة القرن الأفريقي.

وبادر رئيس أرض الصومال، عبد الرحمن عرو، بالتعهد بـ«الدفاع عن الإقليم بيد ويد أخرى تحمل السلام»، وهو ما يراه خبراء في الشأن الأفريقي، لن يحمل فرصاً قريبة لإنهاء الأزمة، وسط توقعات بتفاقم النزاع، خصوصاً مع عدم وجود «نية حسنة»، وتشكك الأطراف في بعضها، وإصرار كل طرف على أحقيته بالسيطرة على الإقليم.

وأدان «عرو» القتال الذي اندلع، يوم الجمعة الماضي، بين قوات إدارتي أرض الصومال وإدارة خاتمة في منطقة بوقداركاين بإقليم سول، قائلاً: «نأسف للهجوم العدواني على منطقة سلمية، وسنعمل على الدفاع عن أرض الصومال بيد، بينما نسعى لتحقيق السلام بيد أخرى»، حسبما أورده موقع الصومال الجديد الإخباري، الأحد.

وجاءت تصريحات «عرو» بعد «معارك عنيفة تجددت بين الجانبين اللذين لهما تاريخ طويل من الصراع في المنطقة، حيث تبادلا الاتهامات حول الجهة التي بدأت القتال»، وفق المصدر نفسه.

ويعيد القتال الحالي سنوات طويلة من النزاع، آخرها في فبراير (شباط) 2023، عقب اندلاع قتال عنيف بين قوات إدارتي أرض الصومال وخاتمة في منطقة «بسيق»، وفي سبتمبر (أيلول) من العام نفسه، نشرت إدارة أرض الصومال مزيداً من قواتها على خط المواجهة الشرقي لإقليم سول، بعد توتر بين قوات ولايتي بونتلاند وأرض الصومال في «سول» في أغسطس (آب) 2022.

كما أودت اشتباكات في عام 2018 في الإقليم نفسه، بحياة عشرات الضحايا والمصابين والمشردين، قبل أن يتوصل المتنازعان لاتفاق أواخر العام لوقف إطلاق النار، وسط تأكيد ولاية بونتلاند على عزمها استعادة أراضيها التي تحتلها أرض الصومال بالإقليم.

ويوضح المحلل السياسي الصومالي، عبد الولي جامع بري، أن «النزاع في إقليم سول بين أرض الصومال وبونتلاند يعود إلى عام 2002، مع تصاعد الاشتباكات في 2007 عندما سيطرت أرض الصومال على لاسعانود (عاصمة الإقليم)»، لافتاً إلى أنه «في فبراير (شباط) 2023، تفاقم القتال بعد رفض زعماء العشائر المحلية حكم أرض الصومال، وسعيهم للانضمام إلى الحكومة الفيدرالية الصومالية؛ ما أدى إلى مئات القتلى، ونزوح أكثر من 185 ألف شخص».

ويرى الأكاديمي المختص في منطقة القرن الأفريقي، الدكتور علي محمود كلني، أن «الحرب المتجددة في منطقة سول والمناطق المحيطة بها هي جزء من الصراعات الصومالية، خصوصاً الصراع بين شعب إدارة خاتمة الجديدة، وإدارة أرض الصومال، ولا يوجد حتى الآن حل لسبب الصراع في المقام الأول»، لافتاً إلى أن «الكثير من الدماء والعنف السيئ الذي مارسه أهل خاتمة ضد إدارة هرجيسا وجميع الأشخاص الذين ينحدرون منها لا يزال عائقاً أمام الحل».

ولم تكن دعوة «عرو» للسلام هي الأولى؛ إذ كانت خياراً له منذ ترشحه قبل شهور للرئاسة، وقال في تصريحات نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي إن «سكان أرض الصومال وإقليم سول إخوة، ويجب حل الخلافات القائمة على مائدة المفاوضات».

وسبق أن دعا شركاء الصومال الدوليون عقب تصعيد 2023، جميع الأطراف لاتفاق لوقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار، ووقتها أكد رئيس أرض الصومال الأسبق، موسى بيحي عبدي، أن جيشه لن يغادر إقليم سول، مؤكداً أن إدارته مستعدة للتعامل مع أي موقف بطريقة أخوية لاستعادة السلام في المنطقة.

كما أطلقت إدارة خاتمة التي تشكلت في عام 2012، دعوة في 2016، إلى تسوية الخلافات القائمة في إقليم سول، وسط اتهامات متواصلة من بونتلاند لأرض الصومال بتأجيج الصراعات في إقليم سول.

ويرى بري أن «التصعيد الحالي يزيد من التوترات في المنطقة رغم جهود الوساطة من إثيوبيا وقطر وتركيا ودول غربية»، لافتاً إلى أن «زعماء العشائر يتعهدون عادة بالدفاع عن الإقليم مع التمسك بالسلام، لكن نجاح المفاوضات يعتمد على استعداد الأطراف للحوار، والتوصل إلى حلول توافقية».

وباعتقاد كلني، فإنه «إذا اشتدت هذه المواجهات ولم يتم التوصل إلى حل فوري، فمن الممكن أن يؤدي ذلك إلى حدوث اشتباك بين قوات إدارتي أرض الصومال وبونتلاند، الذين يشككون بالفعل في بعضهم البعض، ولديهم العديد من الاتهامات المتبادلة، وسيشتد الصراع بين الجانبين في منطقة سناغ التي تحكمها الإدارتان، حيث يوجد العديد من القبائل المنحدرين من كلا الجانبين».

ويستدرك: «لكن قد يكون من الممكن الذهاب إلى جانب السلام والمحادثات المفتوحة، مع تقديم رئيس أرض الصومال عدداً من المناشدات من أجل إنهاء الأزمة»، لافتاً إلى أن تلك الدعوة تواجَه بتشكيك حالياً من الجانب الآخر، ولكن لا بديل عنها.