محمية أرز تنورين اللبنانية تواجه خطر الاحتراق الكامل (صور)

محمية أرز تنورين اللبنانية تواجه خطر الاحتراق الكامل (صور)
TT

محمية أرز تنورين اللبنانية تواجه خطر الاحتراق الكامل (صور)

محمية أرز تنورين اللبنانية تواجه خطر الاحتراق الكامل (صور)

تجدد الحريق ليل الأربعاء الخميس، في محمية غابة أرز تنورين (تبعد 90 كيلومتراً من العاصمة بيروت)، وناشد الأهالي والمسؤولون عن المحمية الجهات المعنية التدخل سريعاً قبل توسع رقعة النيران، بحسب وسائل إعلام محلية.

وكان قد اندلع حريق كبير من جعة راس بنينا - تنورين سرعان ما امتد ليطال محمية أرز تنورين ليل الثلاثاء الماضي، لكن سرعان ما تمكن الأهالي والدفاع المدني من إخماده بعد ساعات.

ونقلت وسائل الإعلام عن الأهالي اليوم، مطالبتهم الجيش بإرسال طوافات لمحاصرة الحريق الذي بدأ يتجدد بقوة بسبب الرياح، وخصوصاً في الأماكن البعيدة والوديان الوعرة. كما تداعوا للتوجه إلى المكان للمساعدة في إطفاء النيران.
وكتب رئيس لجنة البيئة النائب اللبناني غياث يزبك عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «النار عادت واشتعلت في محمية تنورين، الرجاء من كل قادر من أهل البلدة والجوار المساعدة في إخماد الحريق».
https://twitter.com/GhayathYazbeck/status/1565180902203875328
وفي وقت لاحق، غرّد يزبك: «أهلي في تنورين، أبلغني وزير البيئة في حكومة تصريف الأعمال ناصر ياسين، أن طوافة في طريقها الآن إلى المحمية للمساهمة في إطفاء النار. حماكم الرب وحمى أرزنا».
https://twitter.com/GhayathYazbeck/status/1565194355572441088
وفي حديث تلفزيوني، أشار يزبك إلى أن «الحرارة المرتفعة ساهمت في إبقاء النار تحت الرماد وعادت وتجدّدت مع الرياح، وفرقة من المشاة في الجيش في طريقها إلى المنطقة لتحديد البقعة ومعالجة الحريق». وأكد ضرورة إجراء تحقيقات لمعرفة السبب الحقيقي وراء الحريق «لأنّ السيناريوهات متعدّدة»، وفقاً له. وأضاف: «رغم أنّني لا أتبنّى أيّاً من الآراء المتداولة فإنّه من حقّي التساؤل حول الموضوع، خصوصاً أن اشتعال النيران ليلاً كما حصل أمرٌ يدعو إلى الشكّ».
وكان الناشط البيئي رامي فاضل قد قال في تصريح، إنه تم العثور على حطب ورماد من جهة المسار رقم 4 من المحمية، «ما يثبت فرضية افتعال الحريق»، على حد تعبيره.
وتزدهر في مثل هذا الوقت من السنة في لبنان تجارة بيع الحطب بأسعار خيالية للتدفئة استعداداً لقدوم فصل الشتاء، واضعة الثروة الحرجية في خطر في تعدّ فاضح على الأحراج.

ومن جهته، أوضح رئيس محمية غابة أرز تنورين بهاء حرب في حديثٍ إذاعي، أنه «بعد 48 ساعة لم نتمكّن من إخماد الحريق لأن هناك جمراً يتسبب بالاشتعال السريع والحريق تجدّد اليوم والرياح تساعد في امتداده». وناشد المسؤولين والدفاع المدني في المناطق المجاورة وقيادة الجيش إرسال طوافات سريعاً جداً، مؤكداً أن «المحمية تواجه خطر الاحتراق الكامل».
يشار إلى أن محمية أرز تنورين الطبيعية تعتبر واحدة من أكبر غابات الأرز في لبنان وأكثفها حيث يشكّل شجر الأرز نحو 80 في المائة من مساحتها.
وتتميز الغابة بجغرافيتها وتضاريسها حيث تشكّل صفحة جبلية مذهلة مع شجرات أرز. كما تتيح الغابة فرصة اكتشاف أخاديد صخرية أو كهوف طبيعية وأزهار نادرة.


مقالات ذات صلة

6 قتلى و60 جريحاً في حريق بدار للمسنين بالأردن

المشرق العربي مقر «جمعية الأسرة البيضاء-دار ضيافة المسنين» (وكالة الأنباء الأردنية)

6 قتلى و60 جريحاً في حريق بدار للمسنين بالأردن

قتل 6 أشخاص وأُصيب 60 آخرون، بينهم 5 إصابتهم بالغة، في حريق شب في إحدى دور رعاية المسنين في العاصمة الأردنية، عمان، على ما أفاد به مصدر رسمي، اليوم (الجمعة). ون

«الشرق الأوسط» (عمان)
أوروبا رافعة ترفع حاوية شحن في ميناء تجاري بكالينينغراد بروسيا 28 أكتوبر 2021 (رويترز)

اندلاع حريق في حوض لبناء السفن بمدينة روسية

شبَّ حريق في حوض لبناء السفن بمدينة كالينينغراد الساحلية الروسية، والتي تقع بين ليتوانيا وبولندا، ولم يسفر عن خسائر بشرية.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
يوميات الشرق جانب من كاتدرائية نوتردام دو باريس في باريس، بعد ترميمها، 29 نوفمبر 2024 (رويترز)

كاتدرائية نوتردام الفرنسية تتعافى من الحريق... وتكشف عن هيئتها الجديدة للعالم

بعد أكثر من خمس سنوات من أعمال ترميم واسعة، كشفت كاتدرائية نوتردام في العاصمة الفرنسية باريس عن هيئتها الجديدة للعالم اليوم الجمعة.

«الشرق الأوسط» (باريس)
آسيا لحظة اندلاع الحريق أثناء اختبار الصاروخ «إبسيلون إس» في مركز تانيغاشيما الفضائي (رويترز)

حريق ضخم بموقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان (فيديو)

اندلع حريق ضخم صباح اليوم (الثلاثاء) في موقع تجارب تابع لوكالة الفضاء اليابانية أثناء اختبارها صاروخ «إبسيلون إس» الذي يعمل بالوقود الصلب.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
يوميات الشرق طائرة تابعة لشركة «ساوث ويست» الأميركية (أ.ب)

إخلاء طارئ لطائرة بعد اشتعال النيران في هاتف أحد الركاب واحتراق مقعد

تمكن طاقم طائرة من إجلاء أكثر من 100 راكب بعد أن اشتعلت النيران في هاتف أحد المسافرين على متن طائرة تابعة لشركة «ساوث ويست» الأميركية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.