«الاستقالة الهادئة»... ما الحد الفاصل بين التوازن واللامبالاة في العمل؟

هل «الاستقالة الهادئة» مفيدة... ومتى تأتي بنتائج عكسية؟ (تويتر)
هل «الاستقالة الهادئة» مفيدة... ومتى تأتي بنتائج عكسية؟ (تويتر)
TT

«الاستقالة الهادئة»... ما الحد الفاصل بين التوازن واللامبالاة في العمل؟

هل «الاستقالة الهادئة» مفيدة... ومتى تأتي بنتائج عكسية؟ (تويتر)
هل «الاستقالة الهادئة» مفيدة... ومتى تأتي بنتائج عكسية؟ (تويتر)

أخبرت ماغي بيركنز أنها بدأت بـ«الاستقالة الهادئة» من وظيفتها التعليمية في عام 2018، قبل أن يصبح الأمر شائعاً على موقع التواصل الاجتماعي «تيك توك». وأوضحت الأم البالغة من العمر 30 عاماً لشبكة «سي إن بي سي»، أنها لم تجد أي سبب يدفعها إلى العمل مدرسة؛ «إذ لا فرص للترقية في هذه المهنة»، وأضافت «إذا كنت الأستاذ الذي فاز بجائزة مدرس العام، فستحصل على نفس الراتب الذي يحصل عليه أي مدرس آخر».
ولا يوجد تعريف واحد لمصطلح «الاستقالة الهادئة»، وبالنسبة للبعض يعني الأمر وضع حدود وعدم القيام بعمل إضافي، وبالنسبة لآخرين فهذا يعني فقط الاكتفاء بالقيام بالواجبات عدم الذهاب إلى أبعد من ذلك. ومع ذلك، تتفق الغالبية على أن هذا لا يعني أن الشخص سيستقيل من وظيفته، بحسب تقرير أعدته الشبكة.
لكن بعد أن بدأت «الاستقالة الهادئة» رائجة على «تيك توك»، كان لبيركنز مقطع فيديو على وسيلة التواصل المذكورة حول كيفية «الاستقالة الهادئة» للمدرسين، وقالت في الفيديو الخاص بها، إن ذلك يشمل القيام بالعمل فقط خلال ساعات العقد، وعدم القيام بعمل إضافي.
وقالت للشبكة «لم أتطوع في اللجان. لم أبق لوقت أطول من دوام العمل للقيام بالمزيد. فأنا قمت بتدريس طلابي وكنت معلمة جيدة».
ما الذي يبحث عنه العاملون؟
في حين أن مصطلح «الاستقالة الهادئة» قد يكون جديداً، فإن المفهوم ليس كذلك، وبحسب مايكل تيميس، أحد كبار المتخصصين في «Insperity »، وهي شركة استشارية للموارد البشرية، «هناك دائماً موظفون يتأثّرون بالإرهاق من خلال القيام بالحد الأدنى».
أما جايا داس، العضو المنتدب لشركة «راندستاد» في سنغافورة وماليزيا، فاعتبرت أن «الاستقالة الهادئة» أثر متبقٍ لـ«كوفيد - 19» وما رافقه من «استقالة عظيمة»، حيث شعر الموظفون بالقدرة على التحكم في عملهم وحياتهم الشخصية.
وقالت للشبكة «ما كان في السابق تحدياً عدوانياً سلبياً للتوازن بين العمل والحياة أصبح الآن طلباً مباشراً للغاية... لم يعد طلباً، بل أصبح مطالبة».
وأوضحت داس، أن «الاستقالة العظمى هو افتراض كل شخص أن لديه مكاناً آخر يذهب إليه. ولكن بالنسبة إلى الأفراد الذين يشعرون أنه ليس لديهم وظائف بديلة للذهاب إليها ويحتاجون إلى البقاء في العمل، أصبحت الاستقالة الهادئة الخيار المتاح».
لكن هل «الاستقالة الهادئة» مفيدة ومتى تأتي بنتائج عكسية؟
يعتبر الخبراء، أن هذا المفهوم مثير للقلق لأنه يمكن أن يتجاوز مجرد تحقيق توازن أفضل بين العمل والحياة.
وبحسب كيلسي وات، مدرب العمل المحترف، فإن «الاستقالة الهادئة» تزيل أي استثمار عاطفي قد يكون لديك نتيجة عملك، واصفاً الأمر بأنه «محزن بالنظر إلى حقيقة أن معظمنا يقضي الكثير من وقته في العمل».
وأضاف للشبكة «ترغب الأغلبية في الافتخار بالعمل الذي تقوم به والمساهمات التي تقدمها. فنحن نريد أن نرى تأثيرنا ونشعر بالرضا حيال ذلك. والاستقالة الهادئة لا تسمح بذلك».
أما بحسب تيميز، «فمن الممكن الحفاظ على حدود صحية والإبقاء على التفاعل في العمل... هناك فرق بين الموازنة بين العمل والحياة واللامبالاة».


مقالات ذات صلة

ما ظروف العمل الأكثر تأثيرا على الصحة العقلية للموظف؟

يوميات الشرق ما ظروف العمل الأكثر تأثيرا على الصحة العقلية للموظف؟

ما ظروف العمل الأكثر تأثيرا على الصحة العقلية للموظف؟

كشف تقرير جديد صدر عن المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، أن ظروف عمل معينة -بما في ذلك جداول العمل غير المرنة، والعمل في وقت متأخر من الليل، وعدم وجود إجازة مرضية مدفوعة الأجر- قد يكون لها تأثير كبير على الصحة العقلية، وفقاً لشبكة «سي إن إن». أظهر التقرير أنه في عام 2021 عانى نحو 1 من كل 37 بالغاً عاملاً من ضغوط نفسية خطيرة، أو مشاعر سلبية كانت شديدة بما يكفي لإضعاف الأداء الاجتماعي والمهني وتحتاج إلى العلاج.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق كيف تتعامل مع السلوك غير اللائق في مكان العمل؟

كيف تتعامل مع السلوك غير اللائق في مكان العمل؟

يواجه كثير من الموظفين ظروفاً صعبة وغير مريحة في أماكن العمل، وغالباً ما يحاول البعض تجاهل المشكلات حفاظاً على مورد رزقهم، وتفادياً لأي عواقب غير مرغوب فيها. من الصعب معرفة ما يجب فعله عندما تشعر بعدم الارتياح في العمل، خصوصاً إذا كنت تشعر بأن حدودك الشخصية يتم اختراقها.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق حملة مصرية - سعودية لتوعية العمالة بالحقوق والواجبات

حملة مصرية - سعودية لتوعية العمالة بالحقوق والواجبات

أطلقت مصر والمملكة العربية السعودية، بحضور مسؤولين من البلدين، اليوم الخميس، حملة تحت عنوان «اعرف حقك واطمن»؛ بهدف توعية العمالة المصرية في المملكة بحقوقهم وواجباتهم. ووفقاً لبيان حكومي مصري، الخميس، فإن وزيرة الهجرة وشؤون المصريين بالخارج السفيرة سها الجندي، أطلقت، اليوم، في حضور الملحق العمالي السعودي في القاهرة فيصل العتيبي، حملة «اعرف حقك واطمن» التي تستهدف «المصريين المغادرين للعمل والمقيمين في المملكة العربية السعودية؛ لتعريفهم بحقوقهم وواجباتهم، وفقاً لقانون العمل بالمملكة». وأكدت الجندي حرص مصر على «تعزيز التعاون بين وزارة الهجرة ووزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية السعودية؛ بهد

عصام فضل (القاهرة)
يوميات الشرق خبير يحذر: الذكاء الاصطناعي سيؤثر على كل مسيرة مهنية

خبير يحذر: الذكاء الاصطناعي سيؤثر على كل مسيرة مهنية

من الممكن أن يكون الذكاء الاصطناعي في صورة آلية تحول النص إلى نص آخر يحاكي ما كتبه شكسبير أو تكتب أوراق بحث فصل دراسي كامل أو مقالات، أو في صورة آلية تعمل على إنتاج صور توضيحية مذهلة بناء على أوصاف قصيرة. وفي حقيقة الأمر تعد الإمكانيات التي يوفرها الذكاء الاصطناعي حاليا مذهلة، وفي بعض الحالات مثيرة للقلق. والسؤال الذي يطرحه الكثيرون هو هل ستصبح وظيفتي قريبا زائدة عن الحاجة إذا كان الذكاء الاصطناعي يستطيع القيام بها بصورة أسرع وبتكلفة أقل كثيرا؟

«الشرق الأوسط» (ميونيخ)
يوميات الشرق بريطانيا: آلاف الموظفين الحكوميين يبدأون إضراباً في 11 أبريل

بريطانيا: آلاف الموظفين الحكوميين يبدأون إضراباً في 11 أبريل

أعلنت نقابة الخدمات العامة والتجارية، اليوم (الجمعة)، إن أكثر من 3 آلاف موظف حكومي بريطاني على مستوى 4 إدارات حكومية سيضربون بدءاً من 11 أبريل (نيسان)، اعتراضاً على الأجور. وقال الأمين العام للنقابة مارك سيروتكا: «يطالبون الحكومة بأن تجري محادثات مثمرة معنا ووضع بعض المال على الطاولة لمنحهم زيادة أجور لائقة»، وفق ما نقلته وكالة «رويترز» للأنباء. وأضافت النقابة أن التحرك سيشمل جهات من بينها وزارة البيئة والغذاء والشؤون القروية.

«الشرق الأوسط» (لندن)

تقرير برلماني بريطاني يحذّر من الأخطار على مستقبل الإعلام

تقرير برلماني بريطاني يحذّر من الأخطار على مستقبل الإعلام
TT

تقرير برلماني بريطاني يحذّر من الأخطار على مستقبل الإعلام

تقرير برلماني بريطاني يحذّر من الأخطار على مستقبل الإعلام

أشار تقرير صادر عن مجلس اللوردات إلى أن هيئة الإذاعة البريطانية تخذل المشاهدين من الأسر ذات الدخل المنخفض، الذين يشعرون بأنهم «يخضعون للسخرية» في تغطيتها (الإخبارية)، لذا فقد يتحولون إلى وسائل إعلام بديلة، مثل قناة «جي بي نيوز».

بيئة إعلامية مليئة بالأخبار الزائفة

ويخشى أعضاء مجلس اللوردات أيضاً من نشوء بيئة إعلامية «من مستويين»، مقسمة بين «عشاق الأخبار»، الذين يشتركون في منافذ إخبارية عالية الجودة ورائدة، و«نسبة زائدة» من متجنبي الأخبار، الذين يرون القليل جداً من الأخبار المنتجة بشكل احترافي، ولذا فإنهم أكثر عُرضة للأخبار الزائفة، ونظريات المؤامرة التي تنتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

«صحارٍ إخبارية»

وحذّر تحقيق في «مستقبل الأخبار» الذي أجرته لجنة الاتصالات والشؤون الرقمية، الذي نُشر أمس، من مستقبل «قاتم»، حيث يؤدي تراجع الصحف المحلية والإقليمية إلى خلق «صحارٍ إخبارية».

وتحمل التحذيرات بشأن مستقبل هيئة الإذاعة البريطانية أهمية خاصة، حيث تضم اللجنة اللورد هول، المدير العام السابق للهيئة.

تهميش المجموعات الدنيا من السكان

وأشار التقرير إلى أن «المجموعات الاجتماعية والاقتصادية الدنيا تشعر بأنها (مُنتقدة أو مُعرضة للسخرية) بدلاً من أن تعكسها هيئة الإذاعة البريطانية بشكل أصيل». ونصّ على أن «الوسائل الإعلامية الوافدة الجديدة مثل (جي بي نيوز) تقدم بديلاً وخياراً في ميدان الخدمة العامة»، وهذا ما يجب أن يدفع وسائل الإعلام الأخرى للتفكير في كيفية اجتذاب تلك المجموعات إليها.

وتابع نشرات أخبار هيئة الإذاعة البريطانية 9.6 مليون مشاهد الشهر الماضي (من أصل 19 مليوناً لكل قنواتها) مقابل 3.5 مليون مشاهد لنشرات أخبار «جي بي نيوز».

وقالت اللجنة إن «قدرة هيئة الإذاعة البريطانية على الحفاظ على مستويات عالية من مشاركة الجمهور والثقة والرضا أمر مهم».