«أقراص براز» قد تُستخدم لعلاج مصابين ببكتيريا معوية مميتة

طبيب أمراض معدية يعد أقراص دواء تحتوي على عينات براز في مختبر كندا (أرشيف-أ.ب)
طبيب أمراض معدية يعد أقراص دواء تحتوي على عينات براز في مختبر كندا (أرشيف-أ.ب)
TT

«أقراص براز» قد تُستخدم لعلاج مصابين ببكتيريا معوية مميتة

طبيب أمراض معدية يعد أقراص دواء تحتوي على عينات براز في مختبر كندا (أرشيف-أ.ب)
طبيب أمراض معدية يعد أقراص دواء تحتوي على عينات براز في مختبر كندا (أرشيف-أ.ب)

أكدت دراسة جديدة أن عمليات زرع البراز أثبتت فاعليتها بشكل أكبر من المضادات الحيوية في التصدي لبكتيريا معوية مميتة تسمى «بكتيريا المطثية العسيرة»، وهو الاكتشاف الذي قد يحد من استهلاك الأشخاص للمضادات الحيوية ويكافح المشكلات الصحية المقلقة التي تنتج عن هذا الأمر.
ووفقاً لشبكة «سكاي نيوز» البريطانية، فإن عملية زرع البراز تعتمد على نقل البكتيريا الصحية الموجودة في براز معالَج تابع لمتبرع سليم إلى أمعاء شخص آخر مريض.
ويقول المعهد الوطني للصحة وجودة الرعاية ببريطانيا، والذي أجرى الدراسة، إن علاج المرضى الذين يعانون من بكتيريا المطثية العسيرة (Clostridium difficile)، ببكتيريا الأمعاء المأخوذة من براز شخص سليم يمكن أن يساعد في استعادة الجسم لبكتيريا الأمعاء الصحية.

والمطثية العسيرة نوع من البكتيريا ينتج عن تعطل عمل بكتيريا الأمعاء الصحية ومنعها من أداء وظائفها بسبب المرض أو العدوى، أو نتيجة تلقي الكثير من المضادات الحيوية. هذا الأمر يمكن أن يُضعف قدرة الشخص على هضم الطعام وبالتالي يؤدي إلى تدهور الصحة بشكل عام وقد يسبب الوفاة في الكثير من الأحيان.
ويشار إلى المطثية العسيرة أحياناً باسم «البكتيريا الخارقة» نظراً لمقاومتها للعلاجات في الكثير من الأحيان.
وفي الولايات المتحدة وحدها، يصاب نحو نصف مليون شخص بالمطثية العسيرة سنوياً، ويتسبب المرض في نحو 29 ألف حالة وفاة.
وأكد المعهد الوطني للصحة وجودة الرعاية أنه قام بخمس تجارب على 274 بالغاً، ووجدوا أن عمليات زرع البراز كانت أفضل بكثير من المضادات الحيوية في التصدي لعدوى المطثية العسيرة، وأنها يمكن أن تعالج ما يصل إلى 94% من الإصابات.
ووفقاً للمعهد، يمكن أن يتم إدخال البراز إلى أمعاء المرضى بواسطة أقراص دواء كما يمكن توصيله من خلال أنبوب يتم إدخاله مباشرةً في المعدة من خلال الأنف، أو في القولون.
وقال مارك تشابمان، المدير المسؤول عن التكنولوجيا الطبية في المعهد الوطني للصحة وجودة الرعاية: «هناك حاجة حالياً إلى علاج فعال للبكتيريا المطثية العسيرة، خصوصاً لدى الأشخاص الذين تناولوا دورتين أو أكثر من المضادات الحيوية ولم يتعافوا».
وأضاف: «إن توصية لجنتنا بشأن هذا العلاج المبتكر ستوفر أداة أخرى للأطباء ومقدمي الرعاية الصحية لاستخدامها في مكافحة هذه العدوى. كما سيساعد استخدام هذا العلاج أيضاً في تقليل الاعتماد على المضادات الحيوية وبالتالي تقليل فرص مقاومة مضادات الميكروبات».
إلا أن فريق الدراسة أكد ضرورة وضع برنامج صارم لفحص المتبرعين بالبراز والتأكد من سلامتهم من أي مرض أو التهاب فيروسي أو بكتيري أو طفيلي.


مقالات ذات صلة

السلطان هيثم وإردوغان يبحثان العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية

الخليج الرئيس التركي مستقبلاً سلطان عُمان بالقصر الرئاسي في أنقرة (الرئاسة التركية)

السلطان هيثم وإردوغان يبحثان العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية

اتفقت تركيا وسلطنة عمان على تعزيز علاقات الصداقة والتعاون فيما بينهما وأكدتا دعمهما لأي مبادرات لوقف إطلاق النار في غزة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
صحتك ضرب الكرة بالرأس خلال لعب كرة القدم قد يسبب تلفاً في الدماغ أكبر مما كان يُعتقد (أ.ف.ب)

لعبة شائعة في كرة القدم قد تسبب تلفاً بالدماغ

وفقاً لدراسة جديدة، فإن ضرب الكرة بالرأس خلال لعب كرة القدم قد يسبب تلفاً في الدماغ أكبر مما كان يُعتقد.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك يشكل النوم أهمية مركزية للصحة العامة ومستوى رفاهية الإنسان (جامعة ولاية أوريغون)

تغيير وقت الذهاب إلى الفراش كل ليلة يؤثر على صحتك

أشارت دراسة جديدة إلى وجود صلة قوية بين عدم الذهاب إلى الفراش في الوقت نفسه كل ليلة وخطر الإصابة بأمراض القلب أو السكتة الدماغية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك ارتفاع ضغط الدم يشكّل تحدياً للصحة (رويترز)

6 أشياء يقول أطباء السكتة الدماغية إنه لا يجب عليك فعلها أبداً

تعدّ السكتات الدماغية أحد الأسباب الرئيسة للوفاة، والسبب الرئيس للإعاقة في أميركا، وفقاً لـ«جمعية السكتات الدماغية الأميركية»، وهو ما يدعو للقلق، خصوصاً أن…

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك تزداد في هذه الفترة من العام فرص الإصابة بنزلات البرد والإنفلونزا (د.ب.أ)

3 أطعمة عليك تناولها عند إصابتك بنزلة برد أو إنفلونزا

تزداد في هذه الفترة من العام فرص الإصابة بنزلات البرد والإنفلونزا وغيرهما من الفيروسات.

«الشرق الأوسط» (لندن)

ضجيج المدن يحجب فوائد الطبيعة في تهدئة الأعصاب

ضوضاء المرور تؤثر سلباً على الصحة النفسية والجسدية (وكالة الأمن الصحي بالمملكة المتحدة)
ضوضاء المرور تؤثر سلباً على الصحة النفسية والجسدية (وكالة الأمن الصحي بالمملكة المتحدة)
TT

ضجيج المدن يحجب فوائد الطبيعة في تهدئة الأعصاب

ضوضاء المرور تؤثر سلباً على الصحة النفسية والجسدية (وكالة الأمن الصحي بالمملكة المتحدة)
ضوضاء المرور تؤثر سلباً على الصحة النفسية والجسدية (وكالة الأمن الصحي بالمملكة المتحدة)

أثبتت دراسة بريطانية حديثة أن الضوضاء البشرية الناتجة عن حركة المرور يمكن أن تخفي التأثير الإيجابي لأصوات الطبيعة في تخفيف التوتر والقلق.

وأوضح الباحثون من جامعة غرب إنجلترا أن النتائج تؤكد أهمية أصوات الطبيعة، مثل زقزقة الطيور وأصوات البيئة الطبيعية، في تحسين الصحة النفسية؛ ما يوفر وسيلة فعّالة لتخفيف الضغط النفسي في البيئات الحضرية، وفق النتائج المنشورة، الخميس، في دورية «بلوس وان».

وتسهم أصوات الطبيعة في خفض ضغط الدم ومعدلات ضربات القلب والتنفس، فضلاً عن تقليل التوتر والقلق الذي يتم الإبلاغ عنه ذاتياً، وفق نتائج أبحاث سابقة.

وعلى النقيض، تؤثر الأصوات البشرية، مثل ضوضاء المرور والطائرات، سلباً على الصحة النفسية والجسدية، حيث ترتبط بزيادة مستويات التوتر والقلق، وقد تؤدي إلى تراجع جودة النوم والشعور العام بالراحة.

وخلال الدراسة الجديدة، طلب الباحثون من 68 شخصاً الاستماع إلى مشاهد صوتية لمدة 3 دقائق لكل منها. تضمنت مشهداً طبيعياً مسجلاً عند شروق الشمس في منطقة ويست ساسكس بالمملكة المتحدة، احتوى على أصوات طبيعية تماماً مثل زقزقة الطيور وأصوات البيئة المحيطة، دون تدخل أي أصوات بشرية أو صناعية، فيما تضمن المشهد الآخر أصواتاً طبيعية مصحوبة بضوضاء مرور.

وتم تقييم الحالة المزاجية ومستويات التوتر والقلق لدى المشاركين قبل الاستماع وبعده باستخدام مقاييس ذاتية.

وأظهرت النتائج أن الاستماع إلى الأصوات الطبيعية فقط أدى إلى انخفاض ملحوظ في مستويات التوتر والقلق، بالإضافة إلى تحسين المزاج.

بالمقابل، أدى إدخال ضوضاء المرور إلى تقليل الفوائد الإيجابية المرتبطة بالمشاهد الطبيعية، حيث ارتبط ذلك بارتفاع مستويات التوتر والقلق.

وبناءً على النتائج، أكد الباحثون أن تقليل حدود السرعة المرورية في المناطق الحضرية يمكن أن يعزز الصحة النفسية للإنسان من خلال تقليل الضوضاء؛ ما يسمح بتجربة أصوات الطبيعة بشكل أفضل.

كما أشارت الدراسة إلى أهمية تصميم المدن بشكل يقلل من الضوضاء البشرية، ما يوفر للسكان فرصاً أكبر للتفاعل مع الطبيعة.

ونوه الفريق بأن هذه النتائج تفتح المجال لإعادة التفكير في كيفية تخطيط المدن بما يعزز التوازن بين التطور الحضري والحفاظ على البيئة الطبيعية، لتحقيق فوائد صحية ونفسية ملموسة للسكان.