الشمس تسهم بربع إنتاج الطاقة العالمي بحلول 2050

الاستثمارات ستقفز إلى 3000 مليار دولار

الشمس تسهم بربع إنتاج الطاقة العالمي بحلول 2050
TT

الشمس تسهم بربع إنتاج الطاقة العالمي بحلول 2050

الشمس تسهم بربع إنتاج الطاقة العالمي بحلول 2050

بعد الانتعاشة في طاقة الرياح، حيث تعتبر بلا منافس بين مصادر الطاقة المتجددة الجديدة وتغطي حاليا 13 في المائة من إجمالي الطاقة «الخضراء» أو الصديقة للبيئة، توقفت الطاقة الشمسية عند 3 في المائة وفقط بفضل الاستثمارات التي تم تنفيذها في الولايات المتحدة والصين.
ويرى محللو المصرف السويسري «UBS»، في تقرير صدر مؤخرا، أن هذا الفارق مرشح للتراجع في السنوات القادمة، في سباق ينتهي بأن تغطي الطاقة الشمسية 25 في المائة من إجمالي إنتاج الطاقة العالمي بحلول عام 2050.
ومقارنة بمساهمة 4 في المائة حاليا، من المتوقع أن تبلغ نسبة تغطية الطاقة الشمسية 10 في المائة من إجمالي الطاقة بحلول عام 2025. ونفس الشيء بالنسبة لتطور الاستثمارات الإجمالية في الطاقة الشمسية، فإذا كان قد تجاوزت 250 مليار دولار عالميا في 2014 ففي غضون عشر سنوات ستتضاعف لأكثر من 500 مليارا، ثم تقفز إلى 3000 مليار دولار في 2050.
ويضيف التقرير الذي نشرته صحيفة «لاريبوبليكا» الإيطالية، أن هذه الطفرة في استخدام الطاقة الشمسية ستحدث بسبب بناء المنشآت الكبيرة كما حدث مع طاقة الرياح من قبل، والتي كانت مرتبطة حتى العام الماضي بمنشآت منزلية وأنشطة صغيرة. كما أن العالم سيسير بشكل أوسع على النموذج الأميركي من خلال الاعتماد على التطور التكنولوجي والسياسات العامة الداعمة من جانب الحكومات.
يذكر أن محطات توليد الطاقة الشمسية الكبيرة في الولايات المتحدة تنتج طاقة بقوة تصل إلى 5200 ميغاواط مقارنة بـ3 كيلوواط فقط تنتجها المنشآت المنزلية.
ويلفت التقرير إلى أن مجتمع المال وأغلب الخبراء في القطاع الاقتصادي يقللون من شأن تطور الطاقة الشمسية في العالم، كما أن «فتح أسواق جديدة للاستثمار في الطاقة الشمسية يمر مرور الكرام».
أخيرا، يذكر التقرير أن أقاليم عالمية كثيرة تتمتع بأشعة الشمس، وتطور الطاقة الشمسية سيمنح الدول استقلالية أكبر في مصادر الطاقة التقليدية ويخفض من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، كما أن الاستثمار في الأنظمة الذكية والتراكمية سيجعل الشبكات أكثر فاعلية وسيسمح بتخفيض قيمة الفواتير النهائية للعملاء.



«الفيدرالي» على وشك خفض الفائدة مجدداً يوم الأربعاء

مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)
مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)
TT

«الفيدرالي» على وشك خفض الفائدة مجدداً يوم الأربعاء

مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)
مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)

من المتوقع على نطاق واسع أن يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي تكاليف الاقتراض خلال اجتماعه، يوم الأربعاء المقبل، مع احتمال أن يسلط المسؤولون الضوء على كيفية تأثير البيانات الاقتصادية الأخيرة على قراراتهم بشأن أسعار الفائدة في العام المقبل.

وتضع الأسواق المالية في الحسبان احتمالات بنسبة 97 في المائة أن يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة على الأموال الفيدرالية بمقدار ربع نقطة مئوية، ليصبح النطاق بين 4.25 في المائة و4.5 في المائة، وفقاً لأداة «فيد ووتش».

ومع ذلك، تضاءل مبرر بنك الاحتياطي الفيدرالي لخفض الفائدة مؤخراً بعد التقارير التي تشير إلى أن التضخم لا يزال مرتفعاً بشكل مستمر مقارنةً بالهدف السنوي لـ«الفيدرالي» البالغ 2 في المائة، في حين أن سوق العمل لا تزال قوية نسبياً. وكان البنك قد خفض أسعار الفائدة في سبتمبر (أيلول) ونوفمبر (تشرين الثاني) بعد أن أبقاها عند أعلى مستوى في عقدين طوال أكثر من عام، في محاولة للحد من التضخم المرتفع بعد الوباء.

ويؤثر سعر الأموال الفيدرالية بشكل مباشر على أسعار الفائدة المرتبطة ببطاقات الائتمان، وقروض السيارات، وقروض الأعمال. ومن المتوقع أن تكون أسعار الفائدة المرتفعة في الوقت الحالي عقبة أمام النشاط الاقتصادي، من خلال تقليص الاقتراض، مما يؤدي إلى تباطؤ الاقتصاد لتخفيف الضغوط التضخمية والحفاظ على الاستقرار المالي.

لكن مهمة بنك الاحتياطي الفيدرالي لا تقتصر فقط على مكافحة التضخم، بل تشمل أيضاً الحد من البطالة الشديدة. وفي وقت سابق من هذا الخريف، أدى تباطؤ سوق العمل إلى زيادة قلق مسؤولي البنك بشأن هذا الجزء من مهمتهم المزدوجة، مما دفعهم إلى خفض أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس في سبتمبر. ورغم ذلك، تباطأ التوظيف، فيما تجنب أصحاب العمل تسريح العمال على نطاق واسع.

توقعات الخبراء بتخفيضات أقل في 2025

تدور الأسئلة المفتوحة في اجتماع الأربعاء حول كيفية موازنة بنك الاحتياطي الفيدرالي بين أولويتيه في مكافحة التضخم والحفاظ على سوق العمل، وكذلك ما سيقوله رئيس البنك جيروم باول، عن التوقعات المستقبلية في المؤتمر الصحفي الذي سيعقب الاجتماع. وبينما تبدو التحركات المتعلقة بأسعار الفائدة في الأسبوع المقبل شبه مؤكدة، فإن التخفيضات المستقبلية لا تزال غير واضحة.

وعندما قدم صناع السياسات في بنك الاحتياطي الفيدرالي آخر توقعاتهم الاقتصادية في سبتمبر، توقعوا خفض المعدل إلى نطاق يتراوح بين 3.25 في المائة و4.5 في المائة بحلول نهاية عام 2025، أي بتقليص بنسبة نقطة مئوية كاملة عن المستوى المتوقع في نهاية هذا العام.

وتوقع خبراء الاقتصاد في «ويلز فارغو» أن التوقعات الجديدة ستُظهر ثلاثة تخفيضات ربع نقطة فقط في عام 2025 بدلاً من أربعة، في حين توقع خبراء «دويتشه بنك» أن البنك سيُبقي على أسعار الفائدة ثابتة دون خفضها لمدة عام على الأقل. فيما تتوقع شركة «موديز أناليتيكس» خفض أسعار الفائدة مرتين في العام المقبل.

التغيير الرئاسي وتأثير التعريفات الجمركية

يشكّل التغيير في الإدارة الرئاسية تحدياً كبيراً في التنبؤ بمستقبل الاقتصاد، حيث يعتمد مسار التضخم والنمو الاقتصادي بشكل كبير على السياسات الاقتصادية للرئيس المقبل دونالد ترمب، خصوصاً فيما يتعلق بالتعريفات الجمركية الثقيلة التي تعهَّد بفرضها على الشركاء التجاريين للولايات المتحدة في أول يوم من رئاسته.

وتختلف توقعات خبراء الاقتصاد بشأن شدة تأثير هذه التعريفات، سواء كانت مجرد تكتيك تفاوضي أم ستؤدي إلى تأثيرات اقتصادية كبيرة. ويعتقد عديد من الخبراء أن التضخم قد يرتفع نتيجة لنقل التجار تكلفة التعريفات إلى المستهلكين.

من جهة أخرى، قد تتسبب التعريفات الجمركية في إضعاف الشركات الأميركية والنمو الاقتصادي، مما قد يضطر بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى خفض أسعار الفائدة لدعم الشركات والحفاظ على سوق العمل. كما يواجه البنك تحدياً في فصل تأثيرات التعريفات الجمركية عن العوامل الأخرى التي تؤثر في التوظيف والتضخم.

وتزداد هذه القضايا غير المحسومة وتزيد من تعقيد حسابات بنك الاحتياطي الفيدرالي، مما قد يدفعه إلى اتباع نهج أكثر حذراً بشأن تخفيضات أسعار الفائدة في المستقبل. كما أشار مات كوليار من «موديز أناليتيكس» إلى أن التغيرات المحتملة في السياسة التجارية والمحلية تحت إدارة ترمب قد تضيف طبقة إضافية من عدم اليقين، مما يدعم الحاجة إلى نهج الانتظار والترقب من لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية.