ميليشا الحوثي تفرج عن شاحنات الإغاثة.. ونشطاء ينتقدون برنامج الغذاء العالمي

قرابة 700 ألف نازح يقطنون المدارس والمنازل ويعانون نقصُا حادًا في الغذاء والدواء

يمنية نازحة تقوم بإعداد الطعام لأسرتها داخل فناء مدرسة ابتدائية في مدينة عدن (غيتي)
يمنية نازحة تقوم بإعداد الطعام لأسرتها داخل فناء مدرسة ابتدائية في مدينة عدن (غيتي)
TT

ميليشا الحوثي تفرج عن شاحنات الإغاثة.. ونشطاء ينتقدون برنامج الغذاء العالمي

يمنية نازحة تقوم بإعداد الطعام لأسرتها داخل فناء مدرسة ابتدائية في مدينة عدن (غيتي)
يمنية نازحة تقوم بإعداد الطعام لأسرتها داخل فناء مدرسة ابتدائية في مدينة عدن (غيتي)

أفرجت ميليشيا الحوثي والرئيس المخلوع علي عبد الله صالح عن شاحنات الإغاثة الخاصة بالضالع صباح أمس الأحد. وقال عبد الفتاح حيدرة، رئيس دائرة التنسيق والتخطيط بمكتب تنسيق الإغاثة بمدينة قعطبة شمال مدينة الضالع، لـ«الشرق الأوسط»، إن قافلة الإغاثة التابعة لبرنامج الغذاء العالمي دخلت الضالع وعلى متنها مواد غذائية من القمح والصويا والملح والزيت. وأضاف أن هذه المواد سبق أن تم وقفها في مدينة قعطبة، ومنعها من مواصلة طريقها إلى مدينة الضالع.
وكانت ميليشيات الحوثي وصالح قد أوقفت 16 قاطرة محملة بالغذاء خاصة بمدينة الضالع شمال عدن، مقدمة من برنامج الغذاء العالمي.
وعبر عدد من الناشطين في حقوق الإنسان بمدينة الضالع، لـ«الشرق الأوسط»، عن أسفهم للتعامل مع المساعدات الإنسانية بطريقة المقاولة، من قبل برنامج الغذاء العالمي، الذي أبرم اتفاقيات وعقودا مع بعض المنظمات العاملة في مجال الإغاثة، والتي التزمت خلالها بتوصيل تلك المساعدات إلى المناطق المنكوبة، وتعد الضالع في مقدمة هذه المناطق. وأضاف هؤلاء أن برنامج الغذاء العالمي قام بدوره بعمل اتفاقية من الباطن مع مؤسسة التكافل، والتي نصت على توصيل مواد الإغاثة إلى الضالع، مقابل حصول المؤسسة على مبالغ مالية، منها أجور نقل الشاحنات، وإيجار المخازن وتحميل الشاحنات وإفراغها، وغيرها من الأمور. ولفت الناشطون إلى أن مؤسسة التكافل قامت بتوصيل تلك المساعدات إلى مدينة قعطبة، وأفرغتها هناك بدلا من توصيلها إلى المناطق المنكوبة، بحسب العقد المبرم مع برنامج الغذاء العالمي، إذ اختلقت الأعذار، فتارة طلبت كشوفات بأسماء المستفيدين من المساعدات، وتارة أخرى بدعوى أن سائقي الشاحنات رفضوا الدخول إلى الضالع خوفا على حياتهم، كونهم من محافظة عمران رغم تعهد المقاومة الجنوبية، بحمايتهم. وأخيرا طلبت مؤسسة التكافل من مواطني مديريات الضالع الشمالية مليونين وأربعمائة ألف ريال (الدولار يساوي 222 ريالا يمنيا) أجور نقل المساعدات الإنسانية من قعطبة إلى مدينة الضالع خلافا للعقد المبرم.
وأعرب الناشطون عن أسفهم لهذه التصرفات المسيئة لمنظمة دولية إغاثية إنسانية مثل برنامج الغذاء العالمي، والأمر ينطبق كذلك على مؤسسة التكافل التي تعاملت مع مهمة إنسانية بطريقة غير إنسانية. وقال مسؤول محلي في قعطبة إن قيام ميليشيات الحوثي بإفراغ الغذاء بمدينة قعطبة محاولة لإيجاد بؤرة صراع بين الأهالي في المدينتين، وأعرب عن رفض الأهالي في مدينة قعطبة لهذا التصرف، مطالبين بضرورة نقل الغذاء إلى مدينة الضالع.
وكان الدكتور علي الكندي قد وجه نداء استغاثة من مستشفى النصر، وقال أمس لـ«الشرق الأوسط» إن المستشفى الوحيد في المحافظة لم يستطع عمل شيء لثلاث حالات أسعفت إليه، فضلا عن أن المستشفى بات مظلما بلا إضاءة منذ أول من أمس لنفاد مادة الديزل. وناشد الكندي الخيرين في الداخل والخارج إسعاف المستشفى من حالته الراهنة ولو بتزويده بألواح شمسية لإنارته. ولفت الكندي إلى الأوضاع الصعبة التي يعيشها مستشفى النصر العام بمدينة الضالع، والذي يعاني نقصا حادا ونفادا للأدوية والمستلزمات الطبية والمحاليل والأجهزة الطبية التي تمكنه من القيام بواجبه العلاجي الإنساني.
ومن جهه ثانية، عقدت لجنة الإغاثة في إقليم عدن برئاسة وكيل المحافظة سلطان الشعيبي، أول من أمس، اجتماعا لها لتدارس الأوضاع المأساوية التي يعيشها سكان عدن ومحافظات الإقليم لحج والضالع وأبين، بسبب الحرب الدائرة في هذه المحافظات. وأقرت اللجنة مهام عملها وتوزيع المهام على أعضائها المنخرطين في اللجنة طواعية من أجل تقديم الإغاثة العاجلة للعاصمة عدن ومحافظات الإقليم.
واستعرض وكيل محافظة عدن أعمال الإغاثة بالمحافظة وجهود ائتلاف عدن للإغاثة. وأوضح الشعيبي أن الأزمة الإنسانية في عدن كبيرة، وأن الآلاف من الأسر نزحت من مساكنها في كريتر والمعلا والتواهي وخور مكسر، وهؤلاء باتوا بحاجة ماسة لمساعدات عاجلة. وأكد حرص لجنة إغاثة إقليم عدن على توزيع ما يصل من مساعدات على المحتاجين، داعيا إلى المزيد من التنسيق بين كل الجهات المختلفة بما فيها الجهات الدولية لتوفير المزيد من الدعم للنازحين في عدن ومحافظات الإقليم. وأشار الوكيل إلى أن هناك أكثر من 700 ألف نازح في محافظات عدن ولحج وأبين والضالع، يقيمون في المدارس ومنازل المواطنين، وتتوزع نحو 4 أسر في الشقة الواحدة، وجميعهم يحتاجون بصفة عاجلة إلى غذاء وأدوية ومستلزمات الإيواء والمعيشة.
ونوه وكيل محافظة عدن بأن ائتلاف عدن للإغاثة الشعبية خلال الفترة الماضية قام بتوزيع نحو 80 ألف سلة غذائية، وإيواء أكثر من 15 ألف نازح، وتقديم كميات من الأدوية، وفتح العيادات الخاصة في مناطق النزوح، وجميع هذه المعونات والمواد الإغاثية مقدمة من جمعيات محلية وإقليمية ورجال أعمال. وأضاف أن هناك خطرا يتهدد عدن والمناطق المجاورة لها، من انتشار غير مسبوق لبعض الأمراض الوبائية، وعلى الأخص حمى الضنك والملاريا، خاصة مع انعدام للأدوية والأمصال لمكافحة هذه الأوبئة.
وبلغت الوفيات بحمى الضنك 113 حالة، ويعاني أكثر 4000 من سكان عدن من الإصابة بالمرض الخطير بحسب الإحصائيات الواردة من مركز رصد الحميات في محافظة عدن. يشار إلى أن هناك عددا من مستشفيات محافظة عدن بات خارج الخدمة، ومنها مستشفى الجمهورية الحكومي، ولم تُستثن من ذلك المستشفيات الخاصة، فيما لا توجد بالمستشفيات العاملة الكثير من الضروريات لتقوم بالخدمات الطبية الضرورية.
وخلال اجتماع لجنة الإغاثة تحدث أيضا وكيل المحافظة جمال صديق، والذي قال إن هناك حاجة كبيرة جدا للغذاء والدواء ومستلزمات الإيواء، بالإضافة إلى المشتقات النفطية وإصلاح منظومة الكهرباء والمياه. وأشار إلى الحاجة العاجلة لأكثر من 300 ألف سلة غذائية كل أسبوعين لمناطق عدن ومحافظات لحج وأبين والضالع، ومستلزمات إيواء لأكثر من 500 ألف نازح، وأدوية وأمصال لعلاج حمى الضنك والملاريا وبعض الأمراض الأخرى، ومشتقات نفطية ودعم لإصلاح منظومتي المياه والكهرباء.
ويأتي اجتماع لجنة الإغاثة في ظل تزايد الحاجة لتوفير المواد الغذائية للمواطنين في محافظات الجنوب التي تعاني من مشكلات عدة بسبب أعمال القتال خاصة في المحافظات الأربع التي لم تصلها مواد إغاثة أو أدوية كالتي وصلت إلى مطار صنعاء من المنظمات الدولية خلال الفترة الماضية، وكانت عبارة عن أكثر من 15 طائرة، علاوة على أن هذه المحافظات لم تصلها أي مشتقات نفطية أسوة بالمحافظات الأخرى في الشمال والتي وصلتها عبر ميناء الحديدة، وهي الشحنات التي وزعت من النافذين هناك ودون أن يستفيد منها السكان الذين أجبروا على شرائها من السوق السوداء، فيما الجزء الأكبر ذهب كمجهود حربي. وفي محافظة الضالع، قال مصدر في المقاومة في جبهة سناح شمال مدينة الضالع، لـ«الشرق الأوسط»، إن رجال المقاومة تمكنوا من تدمير دبابة مساء أول من أمس في الوحدة السكنية بصواريخ الكاتيوشا، فضلا عن إحراقهم لطاقم عسكري تابع لميليشيات الحوثي وقوات صالح، وقتل أفراده إثر عملية نوعية تمثلت بكمين نصب أمام السجن المركزي.



الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
TT

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)

ضمن مخاوف الجماعة الحوثية من ارتدادات تطورات الأوضاع في سوريا على قوتها وتراجع نفوذ محور إيران في منطقة الشرق الأوسط؛ صعّدت الجماعة من ممارساتها بغرض تطييف المجتمع واستقطاب أتباع جدد ومنع اليمنيين من الاحتفال بسقوط نظام بشار الأسد.

واستهدفت الجماعة، حديثاً، موظفي مؤسسات عمومية وأخرى خاصة وأولياء أمور الطلاب بالأنشطة والفعاليات ضمن حملات التعبئة التي تنفذها لاستقطاب أتباع جدد، واختبار ولاء منتسبي مختلف القطاعات الخاضعة لها، كما أجبرت أعياناً قبليين على الالتزام برفد جبهاتها بالمقاتلين، ولجأت إلى تصعيد عسكري في محافظة تعز.

وكانت قوات الحكومة اليمنية أكدت، الخميس، إحباطها ثلاث محاولات تسلل لمقاتلي الجماعة الحوثية في جبهات محافظة تعز (جنوب غربي)، قتل خلالها اثنان من مسلحي الجماعة، وتزامنت مع قصف مواقع للجيش ومناطق سكنية بالطيران المسير، ورد الجيش على تلك الهجمات باستهداف مواقع مدفعية الجماعة في مختلف الجبهات، وفق ما نقله الإعلام الرسمي.

الجيش اليمني في تعز يتصدى لأعمال تصعيد حوثية متكررة خلال الأسابيع الماضية (الجيش اليمني)

وخلال الأيام الماضية اختطفت الجماعة الحوثية في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها ناشطين وشباناً على خلفية احتفالهم بسقوط نظام الأسد في سوريا، وبلغ عدد المختطفين في صنعاء 17 شخصاً، قالت شبكة حقوقية يمنية إنهم اقتيدوا إلى سجون سرية، في حين تم اختطاف آخرين في محافظتي إب وتعز للأسباب نفسها.

وأدانت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات حملة الاختطافات التي رصدتها في العاصمة المختطفة صنعاء، مشيرة إلى أنها تعكس قلق الجماعة الحوثية من انعكاسات الوضع في سوريا على سيطرتها في صنعاء، وخوفها من اندلاع انتفاضة شعبية مماثلة تنهي وجودها، ما اضطرها إلى تكثيف انتشار عناصرها الأمنية والعسكرية في شوارع وأحياء المدينة خلال الأيام الماضية.

وطالبت الشبكة في بيان لها المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية بإدانة هذه الممارسات بشكل واضح، بوصفها خطوة أساسية نحو محاسبة مرتكبيها، والضغط على الجماعة الحوثية للإفراج عن جميع المختطفين والمخفيين قسراً في معتقلاتها، والتحرك الفوري لتصنيفها منظمة إرهابية بسبب تهديدها للأمن والسلم الإقليميين والدوليين.

تطييف القطاع الطبي

في محافظة تعز، كشفت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» عن أن الجماعة الحوثية اختطفت عدداً من الشبان في منطقة الحوبان على خلفية إبداء آرائهم بسقوط نظام الأسد، ولم يعرف عدد من جرى اختطافهم.

تكدس في نقطة تفتيش حوثية في تعز حيث اختطفت الجماعة ناشطين بتهمة الاحتفال بسقوط الأسد (إكس)

وأوقفت الجماعة، بحسب المصادر، عدداً كبيراً من الشبان والناشطين القادمين من مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، وأخضعتهم للاستجواب وتفتيش متعلقاتهم الشخصية وجوالاتهم بحثاً عمّا يدل على احتفالهم بتطورات الأحداث في سوريا، أو ربط ما يجري هناك بالوضع في اليمن.

وشهدت محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) اختطاف عدد من السكان للأسباب نفسها في عدد من المديريات، مترافقاً مع إجراءات أمنية مشددة في مركز المحافظة ومدنها الأخرى، وتكثيف أعمال التحري في الطرقات ونقاط التفتيش.

إلى ذلك، أجبرت الجماعة عاملين في القطاع الطبي، بشقيه العام والخاص، على حضور فعاليات تعبوية تتضمن محاضرات واستماع لخطابات زعيمها عبد الملك الحوثي، وشروحات لملازم المؤسس حسين الحوثي، وأتبعت ذلك بإجبارهم على المشاركة في تدريبات عسكرية على استخدام مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقنابل اليدوية وزراعة الألغام والتعامل مع المتفجرات.

وذكرت مصادر طبية في صنعاء أن هذه الإجراءات استهدفت العاملين في المستشفيات الخاصعة لسيطرة الجماعة بشكل مباشر، سواء العمومية منها، أو المستشفيات الخاصة التي استولت عليها الجماعة بواسطة ما يعرف بالحارس القضائي المكلف بالاستحواذ على أموال وممتلكات معارضيها ومناهضي نفوذها من الأحزاب والأفراد.

زيارات إجبارية للموظفين العموميين إلى معارض صور قتلى الجماعة الحوثية ومقابرهم (إعلام حوثي)

وتتزامن هذه الأنشطة مع أنشطة أخرى شبيهة تستهدف منتسبي الجامعات الخاصة من المدرسين والأكاديميين والموظفين، يضاف إليها إجبارهم على زيارة مقابر قتلى الجماعة في الحرب، وأضرحة عدد من قادتها، بما فيها ضريح حسين الحوثي في محافظة صعدة (233 كيلومتراً شمال صنعاء)، وفق ما كانت أوردته «الشرق الأوسط» في وقت سابق.

وكانت الجماعة أخضعت أكثر من 250 من العاملين في الهيئة العليا للأدوية خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، وأخضعت قبلهم مدرسي وأكاديميي جامعة صنعاء (أغلبهم تجاوزوا الستين من العمر) في مايو (أيار) الماضي، لتدريبات عسكرية مكثفة، ضمن ما تعلن الجماعة أنه استعداد لمواجهة الغرب وإسرائيل.

استهداف أولياء الأمور

في ضوء المخاوف الحوثية، ألزمت الجماعة المدعومة من إيران أعياناً قبليين في محافظة الضالع (243 كيلومتراً جنوب صنعاء) بتوقيع اتفاقية لجمع الأموال وحشد المقاتلين إلى الجبهات.

موظفون في القطاع الطبي يخضعون لدورات قتالية إجبارية في صنعاء (إعلام حوثي)

وبينما أعلنت الجماعة ما وصفته بالنفير العام في المناطق الخاضعة لسيطرتها من المحافظة، برعاية أسماء «السلطة المحلية» و«جهاز التعبئة العامة» و«مكتب هيئة شؤون القبائل» التابعة لها، أبدت أوساط اجتماعية استياءها من إجبار الأعيان والمشايخ في تلك المناطق على التوقيع على وثيقة لإلزام السكان بدفع إتاوات مالية لصالح المجهود الحربي وتجنيد أبنائهم للقتال خلال الأشهر المقبلة.

في السياق نفسه، أقدمت الجماعة الانقلابية على خصم 10 درجات من طلاب المرحلة الأساسية في عدد من مدارس صنعاء، بحة عدم حضور أولياء الأمور محاضرات زعيمها المسجلة داخل المدارس.

ونقلت المصادر عن عدد من الطلاب وأولياء أمورهم أن المشرفين الحوثيين على تلك المدارس هددوا الطلاب بعواقب مضاعفة في حال استمرار تغيب آبائهم عن حضور تلك المحاضرات، ومن ذلك طردهم من المدارس أو إسقاطهم في عدد من المواد الدراسية.

وأوضح مصدر تربوي في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن تعميماً صدر من قيادات عليا في الجماعة إلى القادة الحوثيين المشرفين على قطاع التربية والتعليم باتباع جميع الوسائل للتعبئة العامة في أوساط أولياء الأمور.

مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

ونبه المصدر إلى أن طلب أولياء الأمور للحضور إلى المدارس بشكل أسبوعي للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة هو أول إجراء لتنفيذ هذه التعبئة، متوقعاً إجراءات أخرى قد تصل إلى إلزامهم بحضور فعاليات تعبوية أخرى تستمر لأيام، وزيارة المقابر والأضرحة والمشاركة في تدريبات قتالية.

وبحسب المصدر؛ فإن الجماعة لا تقبل أي أعذار لتغيب أولياء الأمور، كالسفر أو الانشغال بالعمل، بل إنها تأمر كل طالب يتحجج بعدم قدرة والده على حضور المحاضرات بإقناع أي فرد آخر في العائلة بالحضور نيابة عن ولي الأمر المتغيب.