محافظ كركوك: الحكومة العراقية لا تزال تنظف شوارع الموصل لـ«داعش»

كريم طالب بصرف ميزانية البترودولار المقررة للمحافظة

محافظ كركوك: الحكومة العراقية  لا تزال تنظف شوارع الموصل لـ«داعش»
TT

محافظ كركوك: الحكومة العراقية لا تزال تنظف شوارع الموصل لـ«داعش»

محافظ كركوك: الحكومة العراقية  لا تزال تنظف شوارع الموصل لـ«داعش»

قرر مجلس محافظة كركوك أمس منح فرصة أخرى للحكومة العراقية لحل المشكلات التي تعاني منها المحافظة إثر عدم إرسال بغداد لميزانية البترودولار المخصصة لها منذ عام 2013 وعدم تزويدها بميزانية تنمية الأقاليم خلال العام الحالي.
وقال محافظ كركوك نجم الدين كريم، أمس في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس مجلس المحافظة بالوكالة ريبوار طالباني، عقب انتهاء الاجتماع الذي جمعه بمجلس المحافظة: «الهدف من اجتماعنا اليوم (أمس) هو إيجاد حل للمشكلة المالية التي تمر بها كركوك، فالحكومة العراقية لم تصرف للمحافظة منذ عام 2013 ميزانية البترودولار، ولم تزودنا خلال العام الحالي بميزانية تنمية الأقاليم، لم تصرف بغداد سوى 8 مليارات دينار للنازحين الذين تحتضنهم المحافظة والبالغ عددهم (115) ألف عائلة نازحة. أما من ناحية الطاقة الكهربائية، فما تستلمه كركوك من بغداد لا يتناسب مع احتياجات المدينة لهذه الطاقة».
وأضاف كريم: «طلبنا من مجلس المحافظة الجلوس مع بغداد للحديث عما تشهده المحافظة من وضع مالي صعب، ومطالبتها بإيجاد حل لهذا الوضع، ويجب أن يكون الحل خلال وقت معين، لأننا لن نستطيع انتظار هذا الحل الشهر تلو الآخر، بينما زودت بغداد محافظة البصرة بميزانية البترودولار، ولدينا كتاب رسمي من الحكومة العراقية تخصص من خلاله مبلغ ثلاثة مليارات ونصف مليار دينار لتنظيف شوارع الموصل ولمختاريها». وتابع «الحكومة العراقية لا تزال تنظف شوارع الموصل لـ(داعش) لتمر عجلاته بسرعة ويهاجم بها البيشمركة ويفجرها في مدننا»، متهما الحكومة الاتحادية بأنها «خالفت الدستور».
بدوره، قال ريبوار طالباني إن «مجلس المحافظة قرر إرسال وفد إلى بغداد لبحث مشكلات المدينة، وإذا لم تستجب بغداد لنا حينها سيكون لنا قرار آخر نهائي حول هذا الموضوع».
من جهته، أوضح أحمد العسكري، رئيس لجنة الطاقة في مجلس محافظة كركوك، لـ«الشرق الأوسط» أن «اللجنة التي ستتوجه من كركوك إلى بغداد ستكون برئاسة المحافظة لبحث المشكلات المالية التي تعانيها كركوك، بسبب عدم مراعاة بغداد لأوضاعها خاصة في ظل وجود عدد كبير من النازحين فيها».
رملة حميد العبيدي، عضو مجلس محافظة كركوك عن المجموعة العربية، قالت بدورها، إن «الأزمة المالية أثرت بشكل مباشر على حياة المواطن في كركوك، حتى أنها أثرت على حركة السوق، فهناك شريحة كبيرة من الموظفين المرتبطين بدوائر المحافظة حسب عقود البترودولار وعددهم نحو 5000 شخص لم يستلموا منذ أشهر رواتبهم، كذلك مزارعو المحافظة لم يستلموا مستحقاتهم عن تسويق محاصيلهم منذ العام الماضي، ولو قارنا أوضاع محافظتنا بمحافظة أخرى، مثل محافظة نينوى الخاضعة لمسلحي تنظيم داعش، نرى أن الحكومة العراقية تصرف لهم بعض مخصصاتها المالية من تخصيصات التنظيف ورواتب المختارين».



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.