تفجيران في حمص الموالية.. ودي ميستورا إلى دمشق حاملاً معه انتقادًا لـ«البراميل المتفجرة»

المعارك تتواصل في حلب.. والمعارضة والنظام يتبادلان القصف في درعا والقنيطرة

تفجيران في حمص الموالية.. ودي ميستورا  إلى دمشق حاملاً معه انتقادًا لـ«البراميل المتفجرة»
TT

تفجيران في حمص الموالية.. ودي ميستورا إلى دمشق حاملاً معه انتقادًا لـ«البراميل المتفجرة»

تفجيران في حمص الموالية.. ودي ميستورا  إلى دمشق حاملاً معه انتقادًا لـ«البراميل المتفجرة»

خرق تفجيران هدوء الأحياء التي تسكنها أغلبية علوية في مدينة حمص أمس، أسفرا عن إصابة أكثر من 25 شخصًا، بموازاة تبادل القصف بين قوات المعارضة والقوات النظامية في درعا والقنيطرة جنوب البلاد. في الوقت الذي أعلن فيه مكتب ستيفان دي ميستورا مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا، أمس، الأحد، أنه سيلتقي بمسؤولين حكوميين سوريين كبار في دمشق في محاولة للتوصل إلى أرضية مشتركة بين جميع الأطراف بهدف إنهاء الصراع السوري.
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد أفاد بإصابة أكثر من 20 شخصًا بجراح مختلفة، جراء انفجار آلية مفخخة، أمام مدرسة البحتري أثناء تقديم الطلاب للامتحانات، في حي النزهة الذي تقطنه أغلبية علوية في مدينة حمص. وتابع، أن انفجارًا ثانيًا دوى قرب منطقة عكرمة التي تقطنها أغلبية علوية أيضا وسط مدينة حمص، ومعلومات عن أنه ناجم عن انفجار في آلية، مما أدى لسقوط عدد من الجرحى.
ويعد هذا الهجوم أحدث موجة استهداف أمني لأحياء مدينة حمص التي استعاد النظام السيطرة على معظم أحيائها في مايو (أيار) 2014، إثر اتفاقات مع قوات المعارضة أفضت إلى انسحابهم إلى مناطق الريف الشمالي للمحافظة، فيما بقي حي واحد تحت سيطرة المعارضة. ووقع انفجار قبل أربعة أيام في حافلة صغيرة للركاب «سرفيس» في حي الزهراء بمدينة حمص مما أدى إلى وقوع أضرار مادية.
وأفادت وكالة «سانا» السورية الرسمية للأنباء أمس، بأن 25 مواطنًا أصيبوا بجروح جراء تفجير إرهابي بميكروباص مفخخ في حي كرم اللوز بمدينة حمص.
في غضون ذلك، أعلن الجيش الأول في ريف درعا الشرقي، استهداف القوات النظامية في مطار الثعلة بريف السويداء وبلدة الدارة براجمات الصواريخ.
وفي القنيطرة في جنوب سوريا أيضًا، أفاد ناشطون أن مقاتلي المعارضة، استهدفوا بقذائف الهاون بعد منتصف ليل السبت - الأحد، تمركزات لقوات النظام في كل من تل الشعار وتل كروم جبا، كما قصفت الكتائب الإسلامية بعد منتصف ليل أمس مناطق في بلدتي جبا وخان أرنبة الخاضعة لسيطرة قوات النظام، بينما قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في بلدة مسحرة في القطاع الأوسط بريف القنيطرة، وقصف منطقة بريقة.
في حلب، اندلعت اشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف، والكتائب الإسلامية والمقاتلة من طرف آخر، في حلب القديمة، بموازاة معارك أخرى في حي بستان القصر، ترافق مع قصف لقوات النظام على مناطق الاشتباك. كما قصفت قوات النظام بالبراميل المتفجرة مناطق في حي قنسرين بحلب القديمة، وحي بني زيد وحي صلاح الدين، بينما تعرضت مناطق في طريق الكاستيلو لقصف جوي.
وسقطت بعد منتصف ليل السبت - الأحد عدة قذائف على مناطق سيطرة قوات النظام في حي سيف الدولة، ومناطق أخرى في حي المشارقة الخاضع لسيطرة قوات النظام، مما أدى إلى مقتل وجرح أكثر من 9 مواطنين، بحسب المرصد.
هذا وبدأ محادثات الشهر الماضي قائلا إنه يتوقع أن يلتقي بأربعين وفدا أو أكثر في مناقشات تجري مع كل طرف على حدة في جنيف وبينهم مسؤولون سوريون ومعارضون وممثلون عن هيئات المجتمع المدني وممثلون لحكومات في المنطقة لها نفوذ في الصراع.
وقال مكتب المبعوث الدولي، في بيان، إنه «خلال زيارته، يعتزم دي ميستورا أن يثير مع الحكومة السورية قضية حماية المدنيين، ويسلط الضوء من جديد على الاستخدام غير المقبول للبراميل المتفجرة، وواجب أي حكومة غير القابل للنقاش تحت أي ظرف من الظروف في حماية المدنيين».
ولم يذكر البيان ما إذا كان دي ميستورا سيلتقي بالرئيس السوري بشار الأسد، كما لم يحدد مواعيد السفر التي يجري التكتم عليها لأسباب أمنية.
وقال البيان الصادر أمس الأحد، أيضا، إن اجتماعات دي ميستورا ستستمر حتى يوليو (تموز) المقبل، مؤكدا أن الجدول الزمني المؤقت - الذي يتضمن اطلاع بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة على المستجدات بنهاية يونيو (حزيران) - جرى تمديده.
وأضاف البيان أن دي ميستورا سيبحث أيضا الوضع الإنساني في سوريا وسبل تسهيل الوصول إلى المحاصرين والمتأثرين بالصراع. وتابع «يعتزم خلال مباحثاته الجديدة، أن ينقل للمسؤولين السوريين قناعته التامة بأنه ليس هناك حل للصراع السوري يمكن فرضه بالقوة، وأن هناك حاجة ملحة إلى تسوية سياسية تشمل كل الأطراف وبقيادة وإدارة سوريا».



هل يشغل الشرع مقعد سوريا في الجامعة العربية؟

مقرّ جامعة الدول العربية في القاهرة (الشرق الأوسط)
مقرّ جامعة الدول العربية في القاهرة (الشرق الأوسط)
TT

هل يشغل الشرع مقعد سوريا في الجامعة العربية؟

مقرّ جامعة الدول العربية في القاهرة (الشرق الأوسط)
مقرّ جامعة الدول العربية في القاهرة (الشرق الأوسط)

تزامناً مع الاستعداد لزيارة وفد من جامعة الدول العربية إلى دمشق خلال أيام، أثيرت تساؤلات بشأن ما إذا كان قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع سيشغل مقعد بلاده في اجتماعات الجامعة المقبلة.

وأعلن الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، السفير حسام زكي، في تصريحات متلفزة مساء الأحد، أنه «سيزور العاصمة السورية دمشق خلال أيام على رأس وفد من الأمانة العامة للجامعة لعقد لقاءات من الإدارة السورية الجديدة وأطراف أخرى؛ بهدف إعداد تقرير يقدم للأمين العام، أحمد أبو الغيط، وللدول الأعضاء بشأن طبيعة التغيرات في سوريا».

وكانت «الشرق الأوسط» كشفت قبل أيام عن عزم وفد من الجامعة على زيارة دمشق بهدف «فتح قناة اتصال مع السلطات الجديدة، والاستماع لرؤيتها»، وفقاً لما صرح به مصدر دبلوماسي عربي مطلع آنذاك.

وخلال تصريحاته، عبر شاشة «القاهرة والناس»، أوضح زكي أنه «قبل نحو ثلاثة أيام تواصلت الجامعة العربية مع الإدارة السورية الجديدة لترتيب الزيارة المرتقبة».

وبينما أشار زكي إلى أن البعض قد يرى أن الجامعة العربية تأخرت في التواصل مع الإدارة السورية الجديدة، أكد أن «الجامعة ليست غائبة عن دمشق، وإنما تتخذ مواقفها بناءً على قياس مواقف جميع الدول الأعضاء»، لافتاً إلى أنه «منذ سقوط نظام بشار الأسد لم يحدث سوى اجتماع واحد للجنة الاتصال العربية المعنية بسوريا منتصف الشهر الماضي».

وأوضح الأمين العام المساعد أن «الجامعة العربية طلبت بعد ذلك بأسبوع اجتماعاً مع الإدارة السورية الجديدة»، وقال: «نقدّر الضغط الكبير على الإدارة الجديدة، وربما عدم وجود خبرات أو أفكار كافية لملاحقة مثل هذه الطلبات».

وعقدت لجنة الاتصال الوزارية العربية المعنية بسوريا اجتماعاً بمدينة العقبة الأردنية، في 14 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، أكدت خلاله الوقوف إلى جانب الشعب السوري في هذه المرحلة الانتقالية.

وحول الهدف من الزيارة، قال زكي: «هناك دول عربية تواصلت مع الإدارة الجديدة، لكن باقي أعضاء الجامعة الـ22 من حقهم معرفة وفهم ما يحدث، لا سيما أنه ليس لدى الجميع القدرة أو الرغبة في التواصل». وأضاف أن «الزيارة أيضاً ستتيح الفرصة للجانب السوري لطرح رؤيته للوضع الحالي والمستقبل».

ولن تقتصر زيارة وفد الجامعة إلى سوريا على لقاء الإدارة الجديدة، بل ستمتد لأطراف أخرى فصَّلها زكي بقوله: «سنلتقي أي أطراف من المجتمع المدني والقيادات الدينية والسياسية». لكنه في الوقت نفسه نفى إمكانية لقاء «قسد»، وقال «(قسد) وضعها مختلف، كما أنها بعيدة عن العاصمة، حيث ستقتصر الزيارة على دمشق».

ومنذ إطاحة نظام بشار الأسد، في الثامن من ديسمبر (كانون الأول) الماضي، تسعى الإدارة السورية الجديدة إلى طمأنة الدول العربية والمجتمع الدولي. وفي هذا السياق، تواصلت دول عربية عدة مع الإدارة الجديدة، سواء عبر زيارات رسمية أو وفود برلمانية واستخباراتية أو اتصالات هاتفية.

وهو ما وصفه رئيس وحدة الدراسات العربية والإقليمية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور محمد عز العرب، بـ«الانفتاح العربي». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «اختيار وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني للسعودية أولى محطاته الخارجية يعدّ تأكيداً على رغبة دمشق في تعميق علاقتها العربية، لا سيما مع حاجتها إلى دعمها من أجل رفع العقوبات عن البلاد وإعادة إعمارها».

وأكد عز العرب أن «زيارة وفد الجامعة العربية المرتقبة إلى دمشق ستعمّق العلاقات العربية - السورية، في سياق انفتاح متبادل بين الجانبين».

واتفق معه أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة الدكتور أحمد يوسف أحمد، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «الجامعة العربية تتحرك بما يتلاءم مع توجهات أعضائها أو على الأقل الدول الوازنة فيها».

هذا الانفتاح العربي يأتي إيماناً بأن «سوريا دولة كبيرة ومهمة»، بحسب الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، الذي قال: «سوريا تحتاج إلى كل الدعم العربي السياسي والمادي»، مضيفاً: «قد يكون الوضع غير مرضٍ للبعض، ويمكن تفهم هذا، لكن الشأن السوري أمر مرتبط بالسوريين أنفسهم إلى أن يبدأ في التأثير على دول قريبة».

وأضاف: «سوريا تمر بمرحلة جديدة، لكتابة التاريخ بأيدي مواطنيها، وعلى الدول العربية مدّ يد العون لها».

وبشأن شغل الشرع مقعد سوريا في الجامعة، قال زكي إن «القرار بيد الدول العربية وليس الأمانة العامة»، موضحاً أنه «لو كانت سوريا غير ممثلة ومقعدها شاغر كان من الممكن بحث عودتها الآن وربما وضع بعض المطالب لتحقيق ذلك».

وأضاف: «الواقع يقول إن سوريا موجودة في الجامعة وتشغل مقعدها، أما من يمثلها في هذا المقعد فهو أمر سوري في الأساس. عند تغيير الحكم في أي دولة يمثل الحكم الجديد بلده في المنظمة». لكن زكي أشار في الوقت نفسه إلى أن «هناك أموراً تتعلق بتمثيل شخص معين للدولة، وهنا قد يكون الأمر مرتبطاً بمجلس الأمن، حيث إن هناك قرارات تخصّ التنظيم الذي يرأسه الشرع لا بد من التعامل معها بشكل سريع وسلس».

وقال: «سوريا دولة كبيرة وما يحدث لها يعني العرب، ونظام الحكم الحالي غير النمطي قد لا يسهل الانفتاح عليه، لكن في النهاية دولة بهذه التركيبة لا يمكن أن تترك من جانب العرب».

وأقرّ مجلس وزراء الخارجية العرب في اجتماع طارئ عقد في القاهرة في 7 مايو (أيار) 2023 عودة سوريا لمقعدها بالجامعة، منهياً قراراً سابقاً بتعليق عضويتها صدر في نوفمبر (تشرين الثاني) 2011، بعد 8 أشهر من اندلاع الاحتجاجات في سوريا.

بدوره، قال الكاتب والباحث السياسي السوري، غسان يوسف، لـ«الشرق الأوسط» إن «الإدارة الحالية هي التي تقود العملية السياسية في سوريا، وهي سلطة الأمر الواقع، وأي اجتماع في الجامعة العربية سيحضره من يمثل هذه الإدارة لأنه ليس هناك بديل آخر الآن».

بينما أكد أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة إن «شغل الشرع لمقعد بلاده يتطلب اعترافاً من الجامعة العربية بالإدارة الجديدة، فالتواصل الذي حدث حتى الآن لا يعني بالضرورة اعترافاً به». وأشار إلى أن «الأمر قد يرتبط أيضاً بقرارات مجلس الأمن بهذا الشأن وما إذا كان سيسقط تكييف (الإرهاب) عن (هيئة تحرير الشام)».

لكن أحمد أشار إلى أن «الانفتاح العربي الحالي قد يحل المسألة، لا سيما مع وجود سوابق تاريخيّة اعترفت فيها الجامعة بحكم انتقالي كما حدث في العراق عام 2003».

وفي سبتمبر (أيلول) عام 2003 أعلنت الجامعة العربية، عقب اجتماع على مستوى وزراء الخارجية، الموافقة على شغل مجلس الحكم الانتقالي العراقي مقعد بلاده في الجامعة بصورة مؤقتة إلى حين قيام حكومة شرعية في بغداد.

وأعرب عز العرب عن اعتقاده أن «الفترة المقبلة ستشهد رفعاً للعقوبات الدولية عن سوريا، وتعزيزاً لشرعية الإدارة الجديدة».

وبينما أكد غسان يوسف أن «العقوبات لم ترفع عن سوريا حتى الآن»، أبدى تفاؤلاً بـ«إمكانية تغير الوضع مع عقد مؤتمر الحوار الوطني في سوريا الذي سيعطي مشروعية للحكومة».

وكانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف سابقاً باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت علاقتها به عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما أن قائدها أحمد الشرع، وكان وقتها يكنى «أبو محمد الجولاني» مدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.