تواصل الجهات الرسمية المصرية تحقيقاتها حول أسباب الحريق الذي شب مساء (الثلاثاء) في استوديوهات شركة «العدل جروب» للإنتاج الفني، بمنطقة شبرامنت بالجيزة.
وتُعدّ «العدل جروب» إحدى أكبر الشركات الخاصة للإنتاج الفني في مصر.
وقالت نيابة مركز الجيزة، إنّها تجري تحقيقات موسّعة للتحقق من مدى وجود شبهة جنائية.
وشب الحريق في الاستوديوهات التي تقع على مساحة 5 أفدنة، وسرعان ما ارتفعت ألسنة اللهب وامتدّت إلى الأراضي الزراعية المحيطة، ما سبّب خسائر فادحة.
ووفق مباحث الجيزة فإنّ الاستوديوهات الخشبية كانت تحوي ديكورات ومحاطة بأشجار، مما ساهم في سرعة انتشار النيران التي نجحت قوات المطافئ في محاصرتها على مدى خمس ساعات، وشاركت في إطفائها أكثر من 10 سيارات تحوي 80 طناً من المياه، وقال مصدر بالشركة إنّه «لم تكن هناك أعمال تصوير لذا لم تقع خسائر في الأرواح».
تواصلت «الشرق الأوسط» مع المؤلف مدحت العدل الذي اكتفى بقوله «قدر الله وما شاء فعل... نحن بصدد تقييم الموقف الآن»، فيما كشف شقيقه المنتج جمال العدل أنّ «الحريق سبّب خسائر كبيرة في مخازن الشركة الملحقة بالاستوديو، وإتلاف الإكسسوارات والملابس التي تحويها».
ورغم الحريق، يتواصل حالياً تصوير فيلم «ع الزيرو» الذي تنتجه الشركة، بطولة محمد رمضان ونيللي كريم التي ستلعب أيضاً بطولة مسلسل رمضاني يكتبه مدحت العدل، كما سيتمّ الإعلان قريباً عن مسلسل النجمة يسرا الذي تنتجه ليعرض في رمضان المقبل.
وكان ديكور «الحارة» الذي أتت عليه النيران تماماً، قد تمّ تصوير عدد من المسلسلات فيه، خاصة التي تدور في أجواء شعبية، مثل «زلزال» لمحمد رمضان، «فاتن أمل حربي» لنيللي كريم، ومسلسل «حارة اليهود».
وأكّدت نقابة السينمائيين في بيان دعمها لأسرة العدل، وأشارت فيه إلى أنّ «الاستوديوهات التي احترقت تُعدّ بناء مؤسسيا كبيرا ساهم في مسيرة الحياة الفنية السينمائية والتلفزيونية، وأنّ مؤسسة العدل جروب عصية، وستنهض بتضافر الجهود والعمل».
وبحسب فنان الديكور حسين نوح، فإنّ بناء الديكورات في الأعمال الدرامية يعتمد على الأخشاب لتحاكي الواقع، ويكون من السهل إزالة بعض الحوائط لوضع الكاميرا وأجهزة الإضاءة، وهي مع الملابس والستائر والإكسسوار وزيوت الطلاء تُعدّ جميعها مواد قابلة للاشتعال، ويصبح من الصعب السيطرة عليها في حالة وقوع أي حريق.
وعبّر نوح في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» عن حزنه لوقوع الحريق واصفاً «العدل جروب» بأنّها من «أهمّ الشركات الإنتاجية التي تواصل دورها في ظلّ مناخ إنتاجي شديد الصعوبة تسيطر عليه أعمالٌ سطحية... ولديها خبرات كبيرة وتنوّع معرفي خاص بالمهنة».
ورغم الخسائر المالية التي لم يتمّ حصرها بعد، فإنّ نوح أكّد «ثقته في تخطي الأزمة ومواصلة الشركة أعمالها القيّمة في السينما والدراما».
وأسّس الفنان الراحل سامي العدل «العدل جروب» عام 1997 بمشاركة أشقائه المنتجين د. محمد وجمال والمؤلف والشاعر د. مدحت، وهي عائلة فنية تضمّ من الجيل الثاني المخرج ماندو العدل ومصممة الملابس رشا العدل، وأنتجت الشركة أعمالاً سينمائية بارزة على غرار: «صعيدي في الجامعة الأميركية»، «همام في أمستردام»، «صاحب صاحبه، «أحلى الأوقات»، «الشوارع الخلفية»، «واحة الغروب»، كما أنتجت «ملك روحي»، «أحلام سعيدة»، وكذلك «سجن النساء»، ومسلسل «فاتن أمل حربي».
وشهدت استديوهات الدراما حوادث سابقة مماثلة، فقد شبّ حريق قبل سنوات بديكورات مسلسل «دهشة» بطولة الفنان يحيى الفخراني إثر ماس كهربائي بديكورات العمل قبل بدء عرضه الرمضاني بأيام، كما وقع حريق أثناء تصوير مسلسل «رحيم» لياسر جلال حيث دُمّر الديكور كلياً.
مصر تُحقّق في حريق أحد أكبر الاستوديوهات الفنية
نقابة «السينمائيين» أكّدت دعمها لـ«العدل جروب»
مصر تُحقّق في حريق أحد أكبر الاستوديوهات الفنية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة