لماذا يعد كوكوريلا «غير المغرور» صفقة رائعة لتشيلسي؟

المدير السابق لنادي إيبار وزملاؤه يتحدثون عن أغلى ظهير في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز

كوكوريلا (يسار) في مباراة ليدز يونايتد الأخيرة (رويترز)
كوكوريلا (يسار) في مباراة ليدز يونايتد الأخيرة (رويترز)
TT

لماذا يعد كوكوريلا «غير المغرور» صفقة رائعة لتشيلسي؟

كوكوريلا (يسار) في مباراة ليدز يونايتد الأخيرة (رويترز)
كوكوريلا (يسار) في مباراة ليدز يونايتد الأخيرة (رويترز)

قال خوسيه لويس مينديليبار عن الظهير الأيسر مارك كوكوريلا «إنه ليس سريعاً، وليس قوياً. إنه لا يتفوق في كل تلك الأشياء التي نقيس بها كل تلك الآلات التي لدينا، وبالتالي لو اعتمدت على تلك المقاييس فإنك لن تتعاقد معه أبداً. لكنه لاعب كرة قدم حقيقي».
كان مينديليبار قد أدلى بهذه التصريحات في خريف عام 2018 عندما كان يتولى القيادة الفنية لنادي إيبار وسُئل عن اللاعب البالغ من العمر 20 عاماً بعد تألقه اللافت للأنظار أمام ريال مدريد، في المباراة التي صنع فيها ثلاثة أهداف أحرزها فريقه في أول فوز يحققه على بطل أوروبا. وكان المدير الفني الإسباني محقاً تماماً، فلم تكن معظم الأندية ترغب في التعاقد مع كوكوريلا في ذلك الوقت.
يُعد إيبار نموذجاً للإنجاز المستدام والاعتماد على المواهب الشابة، وهو ما ساعد كوكوريلا على استغلال الفرصة التي أتيحت له مع هذا الفريق. يقول فران غاراغارزا، مدير الرياضة في إيبار الذي رأى شيئاً لم يره الآخرون: «كان أول شيء لديه هو الجرأة. كنا أول فريق في الدوري الإسباني الممتاز يبدي اهتماماً بالتعاقد معه. اتصلت به وكان حريصاً للغاية على استغلال فرصة اللعب في الدوري الإسباني الممتاز من أجل التطور والتحسن. وسار كل شيء بعد ذلك بسرعة كبيرة جداً».
إن أفضل كلمة تلخص ما حدث بالفعل هي «السرعة»، فبعدما لم يكن هناك أي نادٍ مهتم بالتعاقد معه، انتقل إلى أصغر نادٍ في الدوري الإسباني الممتاز في اليوم الأخير من فترة الانتقالات، ثم أصبح اللاعب الذي يتقاتل مانشستر سيتي وتشيلسي على التعاقد معه في غضون أربع سنوات فقط. وخلال تلك الفترة كان من الواضح للجميع مدى السرعة الفائقة التي يتطور بها مستوى هذا اللاعب، والقيمة السوقية أيضاً التي ترتفع بشكل هائل كل صيف.


كوكوريلا لم يكن أحد يرغب في التعاقد معه لكنه بات الآن أغلى ظهير في الدوري الإنجليزي (رويترز)

وفي عام 2018، انتقل كوكوريلا، الذي كان يلعب في صفوف برشلونة منذ انضمامه إلى فريق الشباب في عام 2012، إلى إيبار على سبيل الإعارة. وفي عام 2019، دفع إيبار 2 مليون يورو لشرائه، ليقوم برشلونة بإعادة شرائه مقابل 4 ملايين يورو بعد 16 يوماً فقط ويعيره إلى خيتافي. وفي عام 2020، دفع خيتافي مبلغ الـ10 ملايين يورو المنصوص عليه في عقد اللاعب للتعاقد معه بشكل دائم. وفي عام 2021، دفع برايتون 15.4 مليون جنيه إسترليني للتعاقد مع اللاعب. وخلال الشهر الجاري، دفع تشيلسي 62 مليون جنيه إسترليني للتعاقد مع كوكوريلا، وهو ما جعله أغلى ظهير في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز.
يقول رودري تارين، الذي يعمل الآن في أوفييدو: «ما فعله يعد مستحيلاً من الناحية العملية. الانتقال من أكاديمية للناشئين مثل أكاديمية برشلونة إلى أندية مختلفة تماماً وتلعب بطرق مختلفة تماماً، والانتقال من نادٍ لآخر كل صيف والتكيف مع كل نادٍ من هذه الأندية هو أمر مذهل في الحقيقة».

في تدريبات تشيلسي (الموقع الرسمي لنادي تشيلسي)

ويضيف: «أنت لا تعرف أبداً مدى جودة اللاعب حتى يشارك في مباريات تنافسية قوية، وفي كل مرة يشارك فيها كوكوريلا فإنه يقدم نفس المستويات القوية للغاية ويُظهر نفس الشخصية. وهذا هو السبب في أنه لن يكون من الغريب أو المفاجئ أن يلعب بشكل جيد في تشيلسي».
لعب تارين إلى جانب كوكوريلا في خط دفاع فريق الرديف بنادي برشلونة، ويقول عنه: «إنه شخص عفوي، وطبيعي، وسعيد ويستمتع بما يفعله، ولا يشعر بالقلق كثيراً». لعب كوكوريلا مباراة واحدة مع الفريق الأول لبرشلونة في الكأس المحلية، لكن حتى هذه المشاركة كانت لمدة سبع دقائق، ولم يحصل على الفرص المناسبة مع النادي الكتالوني لإظهار قدراته الكبيرة.
وفي إيبار، كان خوسيه أنخيل فالديس، الشهير باسم «كوت»، هو الخيار الأول في مركز الظهير الأيسر. في الحقيقة، تعاقد إيبار مع كوكوريلا ليكون احتياطياً لفالديس. يقول غاراغارزا: «بالنظر إلى عمر كوكوريلا الصغير ومستواه الرائع، أحببنا ما رأيناه منه وهو يلعب مع الفريق الثاني لبرشلونة، واعتقدنا أنه يستحق محاولة منحه الفرصة».


كوكوريلا يحيي جماهير تشيلسي بعد إحدى المباريات (موقع نادي تشيلسي الرسمي)

ويضيف: «لقد حددناه كظهير يلعب بشكل مباشر وبطريقة لعب تناسب الضغط العالي الذي كان يطبقه المدير الفني، على الرغم من أن الأسلوب الذي كنا نلعب به كان مختلفاً تماماً عما يعتمد عليه برشلونة. لقد كان ينهض ويعود من كبوته بكل قوة، كما أنه رائع في التحول من الدفاع للهجوم. لم يكن جيداً في إرسال الكرات العرضية المتقنة – كان أفضل في التمرير - لكن كان لدينا كوت الذي كان رائعاً في إرسال الكرات العرضية، لذلك لم تكن لدينا مشكلة في ذلك. تعاقدنا مع كوكوريلا في اللحظة الأخيرة، وكان الموسم قد بدأ بالفعل وكان الفريق قد استقر تماماً. كان الأمر على ما يرام بالنسبة لكوت، وكنا بحاجة إلى التعاقد مع ظهير آخر بمواصفات وقدرات مختلفة، وكنا لا نفكر بالدفع بكوكوريلا إلا في حالة تعرض كوت للإصابة». وعلى الرغم من أن كوت لم يتعرض للإصابة، فقد نجح كوكوريلا في اللعب على حسابه وحجْز مكان له في التشكيلة الأساسية للفريق.


كوكوريلا يتميز بجرأته خلال المواجهات (أ.ف.ب)

يتذكر كوت ما حدث آنذاك قائلاً: «لقد انضم إلينا وهو لاعب صغير في السن، وكنت أنا أملك ميزة اللعب بشكل أساسي، فقد كنت ألعب في صفوف الفريق منذ عامين، وكان المدير الفني يعرفني جيداً ويثق بقدراتي تماماً. كنت معتاداً على طريقة اللعب التي يعتمد عليها، التي كانت تركز بشكل أساسي على انطلاقي للأمام وإرسال كرات عرضية إلى المهاجمين. كان من الصعب على كوكوريلا أن يحصل على فرصة اللعب في مركز الظهير. لكنه كان ذكياً وقوياً للغاية، وهو الأمر الذي جعل ميندي يرى أنه يمكنه اللعب في أي مركز».
يتذكر غاراغارزا أنه كانت هناك مناقشة بشأن المركز الذي يجب أن يلعب به كوكوريلا، وانتهى الأمر بأن يلعب اللاعب الشاب في مركز الجناح الأيسر. بدأ ذلك أمام بلد الوليد في الجولة الثانية عشرة من الدوري الإسباني الممتاز، التي كانت ثاني مرة يشارك فيها كوكوريلا في التشكيلة الأساسية.
يقول كوت عن ذلك: «بين شوطي المباراة، ذهب إليه ميندي وأخبره بأن كل ما فعله كان خاطئاً، وبأنه لا يريد منه أن يعود للعب في العمق ويكون قريباً جداً مني داخل الملعب. استوعب كوكوريلا هذه التعليمات تماماً وفعل ما طلبه منه المدير الفني بالكامل وكان أفضل لاعب في شوط المباراة الثاني. كان هذا الشوط وحده كافياً لكي يرى الجميع القدرات والإمكانات الكبيرة التي يمتلكها هذا اللاعب».
يقول غاراغارزا: «مينديليبار وخوسيه بوردالاس في خيتافي لعبا دوراً كبيراً للغاية في تطوره، وهناك شيء جيد جداً في شخصيته، فعندما تضغط عليه وتعنفه وتطلب منه تقديم المزيد وتصرخ في وجهه، فإنه يتقبل ذلك تماماً ويرى أنه شيء جيد».
يوافق تارين على ذلك، ويقول: «هذه هي أفضل صفة في شخصيته. إنه لا يأخذ النقد على محمل شخصي أبداً، ولا يشعر أبداً بأنه مُستهدف. إنه يستمع للتعليمات والنصائح، ويصحح الأخطاء، ويفهم ما هو مطلوب منه». وفي الأسبوع الذي تلا مباراة بلد الوليد، تلاعب كوكوريلا بلاعبي ريال مدريد، ولم يترك مكانه في التشكيلة الأساسية لإيبار قط بعد هذه المباراة. لقد كان اللعب في هذا المركز مثالياً بالنسبة له، خصوصاً أنه جعله بعيداً عن بعض نقاط الضعف الدفاعية المبكرة التي حددها إيبار.
يشير تارين إلى أن كوكوريلا استفاد كثيراً من اللعب في هذا المركز، الذي لم يكن يلعب به كجناح صريح بقدر ما كان يلعب دوراً مختلطاً؛ بمعنى أنه يقوم بأدواره الهجومية ويواصل في نفس الوقت تطوره الدفاعي واكتساب المزيد من الخبرات، وهو الأمر الذي كان من الصعب أن يتاح له لو كان يلعب في نادٍ كبير.
يوضح تارين ذلك قائلاً: «أرى أنني عندما كنت ألعب في صفوف فريق الرديف بنادي برشلونة كنت أرتكب أخطاء لم أعد أرتكبها الآن. عندما تنضم لنادٍ صغير مثل هذا - ذهبت إلى ليغانيس، وانتقل كوكوريلا إلى إيبار ثم خيتافي – فإن كل نقطة تكون مهمة للغاية في صراع البقاء في الدوري، وبالتالي فلا مجال لارتكاب الأخطاء، كما يطلب من اللاعبين القيام بالعديد من المهام والمتطلبات، وتكون هناك ضرورة للتحسن والتطور وتحليل كل عمل تقوم به حتى تتجنب ارتكاب الأخطاء مرة أخرى».
أما غاراغارزا فيقول: «لم نكن نتخيل أنه سيلعب كجناح، لكن الأمر سار على ما يرام. إنه ليس هدافاً من الطراز الرفيع، ولا يسدد بشكل جيد، ولا يتمتع بالقوة في الصراعات والالتحامات الهوائية، ولا يمتلك القوة البدنية التي تمكنه من التفوق في الصراعات مع المنافسين الأقوياء، لكنه يمتلك مميزات أخرى، فهو ذكي للغاية ويجيد التمريرات المتقنة، وجريء، وقادر على التألق في أعلى المستويات. إنه قادر على تحمل الضغوط الشديدة، وقادر على تقديم مستويات جيدة لفترات طويلة. إنه يستطيع أن يدخل إلى عمق الملعب، ويمكنه التحرك بين الخطوط المختلفة، واستغلال المساحات الخالية خلف مدافعي الفرق المنافسة، كما يمكنه استعادة الكرة».
ويضيف: «إنه لاعب متواضع للغاية ولا يعرف الغرور طريقاً إليه. لقد جاء إلينا وهو متشبع بالأفكار والمفاهيم التي تعلمها في أكاديمية الناشئين في برشلونة، لكنه يتطور دائما: في خيتافي، على سبيل المثال، تعلم أن يلعب بشكل مختلف تماماً وتعلم كيف يتحكم في وتيرة المباراة وفق الحاجة منها، وفي برايتون لعب كقلب دفاع في ثلاث مباريات، على الرغم من أنه لا يجيد ألعاب الهواء، وفي تشيلسي يلعب بطريقة مختلفة تماماً لم يلعب بها من قبل. فهل سينجح؟ نعم، نعم، أنا متأكد من ذلك تماماً».
يقول كوت: «لو سألتني في إيبار عما إذا كنت أتوقع وصوله إلى ما وصل إليه الآن، لربما قلت لا، لكنه لاعب جيد للغاية، وقد تألق بشكل كبير في ذلك العام. لقد فاجأنا جميعاً، لكنه لاعب ذكي للغاية ونشيط جداً».
ويضيف: «ليس لدي سوى الكلمات الجيدة لأقولها عنه. إذا طلبت منه أن يفعل أي شيء فسوف يفعله، فهو لاعب ملتزم تماماً، وهو الأمر الذي يُسعد أي مدير فني. لا يتعين عليك سوى أن تخبره بضرورة القيام بشيء ما، وسوف يفعله على الفور. إنه يقوم بذلك بشكل طبيعي، بشكل يجعل الأمور تبدو سهلة للغاية».
ويختتم حديثه قائلاً: «يمكن تلخيص ما يتمتع به في كلمة واحدة وهي الذكاء. أفضل اللاعبين في العالم يتمتعون بهذه الصفة، وهو يتمتع بذلك بالفعل. إنه يلعب الكرة بذكاء شديد ويفكر في كل شيء قبل القيام به. إنه يعرف ماذا سيفعل بالكرة حتى قبل أن تصل إليه. اللعب لأندية مثل تشيلسي ومانشستر سيتي هو المستوى الذي يليق به، وأنا سعيد جداً من أجله. هذا هو كل شيء، فهو لاعب كرة قدم رائع».


مقالات ذات صلة

«كأس العالم 2026»: إنجلترا تفتتح مشوارها بكرواتيا... وأسكوتلندا تصطدم بالبرازيل

رياضة عالمية نجم كرة القدم الأميركية توم برادي عند سحبه اسم إنجلترا في قرعة المونديال (رويترز)

«كأس العالم 2026»: إنجلترا تفتتح مشوارها بكرواتيا... وأسكوتلندا تصطدم بالبرازيل

أسفرت قرعة كأس العالم 2026 عن مواجهات مثيرة للمنتخبات البريطانية، حيث يبدأ منتخب إنجلترا البطولة بمواجهة قوية أمام كرواتيا.

مهند علي (الرياض)
رياضة عالمية توماس توخيل المدير الفني لمنتخب إنجلترا (رويترز)

توخيل: إنجلترا قادرة على التتويج بكأس العالم

أكد توماس توخيل، المدير الفني لمنتخب إنجلترا لكرة القدم، إن لاعبي فريقه سيتحلون بشجاعة كافية ليحلموا بالفوز بكأس العالم الصيف المقبل.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
رياضة عالمية ميكل أرتيتا (رويترز)

عمق تشكيلة آرسنال يساعد على تجاوز «أسوأ» الإصابات

قال المدرب الإسباني لآرسنال ميكل أرتيتا، إن عمق تشكيلة متصدر الدوري الإنجليزي لكرة القدم، يساعد على التعامل مع أسوأ موجة إصابات يواجهها الفريق.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية آرني سلوت والنجم الدولي المصري محمد صلاح (رويترز)

سلوت: صلاح منضبط ومحترف من طراز رفيع

أشاد آرني سلوت، المدير الفني لفريق ليفربول، بالانضباط والاحترافية، اللذين يتمتع بها نجم الفريق؛ الدولي المصري محمد صلاح.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية شيفيلد وينزداي عوقب بخصم 6 نقاط من رصيده (نادي شيفيلد وينزداي)

لأسباب مالية... خصم 6 نقاط من شيفيلد وينزداي

ذكرت وسائل إعلام بريطانية الاثنين أن شيفيلد وينزداي، أحد أعرق الأندية في إنجلترا، عوقب بخصم ست نقاط من رصيده.

«الشرق الأوسط» (شيفيلد)

لقب «فيفا للسلام» «يحرك» ترمب... ورقصته الشهيرة تعود بعد قرعة كأس العالم

الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)
الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)
TT

لقب «فيفا للسلام» «يحرك» ترمب... ورقصته الشهيرة تعود بعد قرعة كأس العالم

الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)
الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)

لفت الرئيس الأميركي دونالد ترمب الأنظار بعد انتهاء مراسم قرعة كأس العالم 2026، بعدما ظهر وهو يؤدي رقصته الشهيرة احتفالاً أمام الحضور، في مشهد تناقلته وسائل الإعلام ومنصّات التواصل الاجتماعي على نطاق واسع.

وجاءت رقصة ترمب تزامناً مع إعلان منحه لقب «فيفا للسلام»، الذي وصفه بأنه «أول تكريم من هذا النوع يحصل عليه»، معبّراً عن «سعادته الكبيرة» بهذا التقدير.

وقدّم رئيس الفيفا، جياني إنفانتينو، إلى ترمب ميدالية تمثل أول تكريم من هذا النوع، مع جائزة ذهبية تحمل شعار «كرة القدم توحّد العالم»، في خطوة وصفها الفيفا بأنها تكريم «لمن يوحّد الشعوب وينشر الأمل للأجيال المقبلة».

وقال إن الجائزة «تمثل بالنسبة إليه إشارة إيجابية إلى دور الرياضة في تخفيف التوترات وتعزيز التقارب بين الشعوب».

واستمر ترمب في تبادل التحيات مع الحاضرين قبل مغادرته القاعة.

اشتهر ترمب بأداء رقصة قصيرة على أنغام أغنية YMCA (أ.ب)

وليست هذه المرة الأولى التي يلفت فيها دونالد ترمب الأنظار بحركات راقصة في المناسبات العامة. فمنذ حملته الانتخابية عام 2016 ثم 2020، اشتهر ترمب بأداء رقصة قصيرة على أنغام أغنية YMCA خلال تجمعاته الانتخابية، حيث كان يهزّ كتفيه ويرفع قبضتيه بطريقة أصبحت مادة دائمة للتقليد، وأحياناً السخرية، على وسائل التواصل الاجتماعي.

وتحوّلت رقصاته إلى ما يشبه «علامة مسجّلة» في مهرجاناته الجماهيرية، إذ كان يلجأ إليها لتحفيز الحشود أو لإضفاء طابع شخصي على الفعاليات السياسية. وتكررت المشاهد ذاتها في عدد كبير من الولايات الأميركية، وكان الجمهور ينتظرها في نهاية كل خطاب تقريباً.


ترمب يفوز بالنسخة الأولى لجائزة «فيفا للسلام»

TT

ترمب يفوز بالنسخة الأولى لجائزة «فيفا للسلام»

إنفانتينو يمنح جائزة السلام المقدمة من «فيفا» للرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال حفل قرعة كأس العالم 2026 (رويترز)
إنفانتينو يمنح جائزة السلام المقدمة من «فيفا» للرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال حفل قرعة كأس العالم 2026 (رويترز)

سلّم رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) جياني إنفانتينو، للرئيس الأميركي دونالد ترمب، «جائزة فيفا للسلام» قبل إجراء قرعة كأس العالم، اليوم (الجمعة).

ومنح ترمب أول جائزة سلام يمنحها الاتحاد الدولي لكرة القدم خلال حفل القرعة.

وقال إنفانتينو: «في عالم منقسم بشكل متزايد، يتعين علينا أن نعترف بأولئك الذين يعملون على توحيده».

وحصل ترمب على الجائزة اعترافاً بمجهوداته للسلام في مختلف أرجاء المعمورة.

من جهته، قال ترمب بعد حصوله على الجائزة: «إنه حقاً واحد من أعظم الشرف في حياتي. وبعيداً عن الجوائز، كنت أنا وجون نتحدث عن هذا. لقد أنقذنا ملايين وملايين الأرواح. الكونغو مثال على ذلك، حيث قُتل أكثر من 10 ملايين شخص، وكانت الأمور تتجه نحو 10 ملايين آخرين بسرعة كبيرة. وحقيقة استطعنا منع ذلك... والهند وباكستان، وكثير من الحروب المختلفة التي تمكّنا من إنهائها، وفي بعض الحالات قبل أن تبدأ بقليل، مباشرة قبل أن تبدأ. كان الأمر على وشك أن يفوت الأوان، لكننا تمكّنا من إنجازها، وهذا شرف كبير لي أن أكون مع جون».

وواصل ترمب قائلاً: «عرفت إنفانتينو منذ وقت طويل. لقد قام بعمل مذهل، ويجب أن أقول إنه حقق أرقاماً جديدة... أرقاماً قياسية في مبيعات التذاكر، ولست أثير هذا الموضوع الآن لأننا لا نريد التركيز على هذه الأمور في هذه اللحظة. لكنها لفتة جميلة لك وللعبة كرة القدم... أو كما نسميها نحن (سوكر). كرة القدم هي شيء مدهش. الأرقام تتجاوز أي شيء توقعه أي شخص، بل أكثر مما كان جون يعتقد أنه ممكن».

وشكر ترمب عائلته، وقال: «السيدة الأولى العظيمة ميلانيا، فأنتِ هنا، وشكراً لكِ جزيلاً».

وأضاف: «ستشهدون حدثاً ربما لم يرَ العالم مثله من قبل، استناداً إلى الحماس الذي رأيته. لم أرَ شيئاً كهذا من قبل. لدينا علاقة رائعة وعلاقة عمل قوية مع كندا. رئيس وزراء كندا هنا، ولدينا رئيسة المكسيك، وقد عملنا عن قرب مع البلدين. لقد كان التنسيق والصداقة والعلاقة بيننا ممتازة، وأودّ أن أشكركم أنتم وبلدانكم جداً. ولكن الأهم من ذلك، أريد أن أشكر الجميع. العالم أصبح مكاناً أكثر أماناً الآن. الولايات المتحدة قبل عام لم تكن في حال جيدة، والآن، يجب أن أقول، نحن الدولة الأكثر ازدهاراً في العالم، وسنحافظ على ذلك».


قرعة كأس العالم 2026| السعودية في مجموعة إسبانيا والمغرب مع البرازيل (تغطية حية)

مجموعات كأس العالم 2026 بعد إجراء القرعة (أ.ف.ب)
مجموعات كأس العالم 2026 بعد إجراء القرعة (أ.ف.ب)
TT

قرعة كأس العالم 2026| السعودية في مجموعة إسبانيا والمغرب مع البرازيل (تغطية حية)

مجموعات كأس العالم 2026 بعد إجراء القرعة (أ.ف.ب)
مجموعات كأس العالم 2026 بعد إجراء القرعة (أ.ف.ب)
  • شهد حفل سحب قرعة كأس العالم لكرة القدم، الجمعة، رقماً قياسياً بحضور 64 دولة، أي أكثر من 30 في المائة من أعضاء الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).
  • قام «فيفا» بزيادة عدد المنتخبات المشارِكة في البطولة من 32 إلى 48 منتخباً، وحَجَزَ 42 منتخباً مقاعدهم قبل مراسم القرعة.
  • المنتخبات الـ22 الأخرى التي كانت في حفل سحب القرعة سوف تخوض مباريات الملحقَين الأوروبي والعالمي، في مارس (آذار) المقبل، لتحديد المنتخبات الـ6 التي ستتأهل للمونديال.
  • تُقام 104 مباريات بدلاً من 64 في بطولة كأس العالم التي ستقام بين يونيو (حزيران) ويوليو (تموز) المقبلين، في 16 ملعباً بأميركا الشمالية (في الولايات المتحدة والمكسيك وكندا).
  • حضر الرئيس الأميركي دونالد ترمب القرعة التي احتضنها «مركز كيندي» في العاصمة الأميركية واشنطن.