خبراء: المستثمر الأجنبي يحتاج إلى وكيل شراء عقاري

توفر فرص عقارات غير متاحة في السوق

خبراء: المستثمر الأجنبي يحتاج إلى وكيل شراء عقاري
TT

خبراء: المستثمر الأجنبي يحتاج إلى وكيل شراء عقاري

خبراء: المستثمر الأجنبي يحتاج إلى وكيل شراء عقاري

الخطوة الأولى التي يقبل عليها المستثمر الأجنبي بعد قراره الاستثمار في العقار الأجنبي هي الاستعانة بالخبرة المحلية لشركات العقار التي يتعامل معها لنصيحته حول أفضل الفرص المتاحة وما يمكن أن يحققه من أرباح. لكن المشتري يجد نفسه في معظم الأحيان وحيدا أمام شركات عقار هي في الواقع تمثل البائع وتعمل لمصلحته، لأنها تتلقى عمولتها منه بعد بيع العقار. ولذلك على المشتري أن يبحث عن مصدر آخر للنصيحة التي تصب في مصلحته هو وليس مصلحة أطراف أخرى.
وهنا يأتي دور وكيل الشراء العقاري الذي يوفر للمستثمر الكثير من الوقت والجهد في البحث عن أفضل العقارات المتاحة في الأسواق. ويمكن تكليف وكلاء الشراء بالبحث عن العقار المناسب في مهمة قد تستغرق عدة شهور يشمل فيها البحث العقارات المتاحة في الأسواق، وأيضا تلك التي تعرض بصفة خاصة لوكلاء الشراء وتباع قبل وصولها إلى الأسواق. وتلعب الخبرة دورا كبيرا في العثور على العقارات المناسبة للاستثمار، كما تتجنب الكثير من المتاعب التي يمكن أن يواجهها المستثمر الأجنبي مهما كانت درجة حرصه.
ولإلقاء المزيد من الضوء على دور الوكيل العقاري الذي يعمل لصالح كبار المستثمرين الأجانب التقت «الشرق الأوسط» مع أحد أكثرهم خبرة في سوق لندن، وهو الخبير العقاري سايمون بارنز، لتستفسر منه عن الجهد المطلوب من وكيل الشراء العقاري من أجل الاستحواذ على صفقة عقار فاخر لصالح العميل.
يقول بارنز إن خبراء الشراء العقاري يتخصصون في أحياء معينة في لندن التي لا تنقسم السوق فيها إلى أجزاء جغرافية عامة مثل شمال النهر وجنوبه، وإنما إلى أحياء كل منها قائم بذاته ويوفر خصائص معينة لأنواع العقار، ومدى كثافة العقارات وأسعارها، وجغرافية الشوارع والميادين.
ويشبه بارنز عملية العثور على العقار المطلوب من كبار الأثرياء عبر وكيل شراء متخصص، مثل إرسال سيارة «رولز رويس» للصيانة لدى الوكيل الخاص بها وليس لأي مركز صيانة ميكانيكي. كذلك لا يجب على المستثمر الأجنبي الذهاب إلى شركة عقار في أحد شوارع لندن للعثور على العقار المناسب له. ويضيف أن مثل هذه الشركات قد يمكنها القيام بالمهمة، سواء بيع أو شراء العقار اللندني، لكنها قد لا تحقق للمستثمر أفضل النتائج. وأضاف أنه بالمقياس نفسه لا يمكن الذهاب إلى شركة عقار في لندن لكي يطلب شراء قصر ريفي فاخر أو فيلا في جنوب فرنسا.
وفي لندن فإن فئة السوق التي تسمى «عقارات وسط لندن الفاخرة» هي سوق متخصصة لا يصلح معها وضع إعلان على الإنترنت أو في الصحف المحلية لبيع شقة فاخرة في بلغرافيا أو منزل أنيق في مايفير، ثم انتظار رنين الهاتف.
كما أن الحصول على منزل راق في منطقة كنزنغتون يوفر مكانا لصف السيارة بعيدا عن الشارع، ويشمل حديقة لا يمكن العثور عليه بالذهاب إلى شركات العقار المحلية. وفي لندن هناك متخصصون يحصلون للمستثمر على العقار الذي يطمح إليه سواء كان عقارا يوفر أفضل فرص الإيرادات الإيجارية أو عقارات تحتاج إلى تطوير وتوسيع، أو حتى عقارات غير عادية. ولكل نوع من هذه العقارات خبير يتخصص فيها. ولا يجمع خبير واحد بين أكثر من مجال في هذه السوق.
ويستطرد بارنز أنه يتخصص في العقارات الفاخرة التي لم تصل إلى السوق بعد. وهي سوق مخفية يعرف فيها الأطراف بعضهم بعضا، ويمكن أن يحصل فيها وكيل الشراء العقاري على ما يريد المستثمر عبر وسائله الخاصة. وتشمل معلومات بارنز أنواع العقارات المتاحة وتاريخها ومن يعيش فيها حاليا ومن يملكها، ويمكنه أن يصف العقار من الداخل من قبل دخوله. وتجمعت هذه المعلومات لدى بارنز لأنه ظل لسنوات طويلة يعمل في فئة واحدة ورقعة واحدة من السوق.
كما تكونت لدى بارنز كميات هائلة من الأرقام والمعلومات حول العقارات في دائرة اختصاصه عبر السنين، معظمها بناء عن عمليات بيع وشراء عقار حقيقية. ويحتاج المستثمر في هذا المجال إلى الاستعانة بمثل هذه الخبرة العملية لخبير يمكنه أن يقدم نماذج عملية توفر للمستثمر الثقة في أنه سوف يحصل على أفضل النتائج سواء في عمليات البيع أو الشراء في التوقيت المناسب.
وفي هذه السوق «التي لا تظهر على الرادار» تستغرق بعض الصفقات وقتا أطول من غيرها، لكن الأمر يعتمد على ظروف الصفقة. وفي العام الماضي استكمل بارنز صفقة لعقار لم يصل إلى الأسواق بعد في غضون عشرة أيام بعد مشاهدة المشتري للعقار. ولكن في صفقة أخرى استغرق الأمر تسعة أشهر لأن البائع احتاج لبعض الوقت لكي يعثر على عقار آخر مناسب له.
ويقول بارنز إن مستثمر العقار في هذا القطاع يحتاج إلى الصبر من ناحية والقدرة على اتخاذ القرارات السريعة من ناحية أخرى. وأحد الأمثلة العملية للصبر والقدرة على اتخاذ القرار السريع كانت صفقة عقار أجريت في عام 2011 لصالح عميل كانت له طلبات خاصة في نوع العقار ومواصفاته وموقعه في منطقة بلغرافيا. وتم العثور على العقار المحدد ووافق صاحبه على البيع، لكنه أضاف أنه على المشتري الانتظار حتى يخرج الساكن الحالي من العقار.
وتم الانتظار عدة شهور حتى خرج الساكن، وكان يتعين حينذاك التقدم بسرعة بطلب الشراء من قبل عرض العقار في السوق وإثارة المزيد من الطلب وربما المزايدة عليه. ولذلك كان على المستثمر أن يتخذ قرار الشراء من دون مشاهدة العقار على الطبيعة من أجل سرعة التنفيذ. وهذا هو ما حدث بالفعل.
ويضيف بارنز أنه من المهم إدراك أهمية خبرة وكيل الشراء خصوصا في العثور على عقارات لم تكن معروضة للبيع أصلا. وأهم عناصر هذه الخبرة هي وجود شبكة علاقات مع خبراء هذا القطاع تم تكوينها عبر العديد من السنين، وإجراء العديد من الصفقات للأثرياء، منها عدة صفقات للأشخاص أنفسهم. ويؤكد بارنز أن بعض الوكلاء الآخرين يعتبرونه أول اتصال حيوي لهم في سلسلة بيع عقار فاخر من قبل الإعلان عنه في السوق.
ويعتقد بارنز أن النصيحة أضحت حيوية في سوق متزايدة التعقيد. وهو يعتقد أن السوق لا تختلف كثيرا عن أسواق اللوحات الفنية والساعات النادرة، حيث يتوجه المستثمرون فيها إلى الخبراء لاستشارتهم. ويضيف بارنز أن سوق العقارات أولى بالاستشارة لأن العوامل المؤثرة فيها كثيرة ومتشابكة بما يجعلها أشبه بحقل ألغام. والنصيحة من خبير في هذا المجال حيوية حتى يعثر المستثمر على ما يريد وبالثمن المناسب ولا يتخذ قرارا خاطئا.
ولدى وكيل الشراء العقاري معلومات ليست متوافرة في السوق، وهذا ما يجعل نصيحته ذات قيمة عالية. ويعرف الوكيل العقارات التي بيعت في المنطقة وقيمة كل منها، ويعرف خطط المجالس المحلية التي قد تؤثر على قيمة العقارات في المنطقة. ومن دون نصيحة مثل هذا الوكيل سوف يكون اعتماد المستثمر على وكيل البائع والذي لا تزيد وظيفته عن تحقيق أعلى ثمن ممكن للبائع. ولهذه الأسباب يعتقد بارنز أن استخدام وكيل شراء عقاري له أهمية تجارية حيث يعمل الوكيل لمصلحته ويتفاوض بشده من أجل دفع الثمن الصحيح لكل عقار.

فوائد الوكيل

* من ناحيته، قال آشلي ويلزدون، مدير العقار في شركة «ميدلتون أدفايزرز»، لـ«الشرق الأوسط»، إن وساطة وكيل الشراء العقاري مهمة عند التعامل في العقارات الفاخرة، لأن نسبة كبيرة من هذه العقارات تباع خارج نطاق السوق وقبل الإعلان عنها. ويتمتع وكيل الشراء العقاري بخبرة واسعة واتصالات نافذة في السوق يمكن أن يستغلها لصالح العميل المشتري. ويعمل الوكلاء من أجل توفير أولوية لعملائهم في مشاهدة العقار والتفاوض على الشراء.
وبالإضافة إلى توفير خدمة فريدة في السوق، فهم أيضا يحصلون على أفضل الشروط ويستبعدون المنافسة التي يمكن أن تزيد من سعر العقار ويتعاملون مباشرة مع بائع العقار.
تكاليف وكيل الشراء العقاري 2.5 %

* وفقا للمعلومات المتاحة في السوق من عدد من وكلاء الشراء العقاري، فإن النسبة المتفق عليها من ثمن الشراء تصل إلى 2.5 في المائة، ويطلب بعض الوكلاء دفع مبلغ من هذه النسبة مقدما من أجل بدء عملية البحث عن العقار.
وفي معظم الأحيان يقوم الوكيل بالتفاوض لخفض السعر المطلوب في العقار بما يكفي لتغطية تكاليف استخدامه وأحيانا بنسبة أكبر من أتعابه. لكن القيمة الأكبر للوكيل العقاري هي المعرفة المحلية، حيث يمكن أن ينقذ عميله من صفقة مكلفة. وقد استشار أحد المستثمرين وكيله العقاري في أمر شراء فيلا في مقاطعة أكسفوردشير شاهدها على الطبيعة خلال عطلة نهاية الأسبوع وأعجب بهدوء الموقع. لكن الوكيل العقاري حذره منها لأنها تقع تحت مسار جوي لتدريب القوات الجوية التي لا ينقطع ضجيجها طوال أيام الأسبوع قبل راحة نهاية الأسبوع.
ويقول خبراء السوق إنه على المشتري أن يختار وكيله بعناية ويتأكد من مستوى معرفته بالسوق المحلية، بالإضافة إلى وجود علاقة حسنة مع الوكيل والاستقصاء عنه بسؤال عدد من زبائنه السابقين.
ولا يجب اختيار الوكيل بناء على فخامة المكتب الذي يعمل منه كما، لا يجب التلكؤ في اتخاذ القرار عند ظهور العقار المناسب. ولا بد أن تؤخذ أتعاب الوكيل العقاري في الحسبان عند إتمام الصفقة العقارية.



هل تعزز زيادة الإيجار من مستقبل جزيرة كوني في نيويورك؟

أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند ومجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل
أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند ومجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل
TT

هل تعزز زيادة الإيجار من مستقبل جزيرة كوني في نيويورك؟

أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند ومجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل
أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند ومجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل

يتعين على ديانا كارلين الانتهاء من تأليف الكتاب الذي تعمل عليه بشأن متعة امتلاك بوتيك لولا ستار، ذلك المتجر الصغير والساحر للغاية في ممشى كوني آيلاند، على مدى السنوات الـ19 الماضية. لكن بدلا من ذلك، انتابت السيدة كارلين حالة من الخوف والتوتر منذ أن عرض عليها مالك المتجر الذي تعمل فيه عقدا جديدا للإيجار منذ عدة أسابيع - تزيد فيه القيمة الإيجارية بنسبة 400 في المائة دفعة واحدة. وقالت: «إنني أتساءل إن كان ينبغي علي أن أطلب لافتات (التوقف عن العمل!)».
وفي الصيف الماضي، كانت كوني آيلاند في حي بروكلين بمدينة نيويورك تزدحم بالباحثين عن الاستمتاع على الشواطئ ومختلف أشكال الترفيه الأخرى، ولكنها تميل لأن تكون أكثر هدوءا في فصل الشتاء. وقبل أكثر من عشر سنوات مضت، تعهدت مدينة نيويورك بإنشاء وجهة سياحية ذات حديقة مائية، وساحة كبيرة، وحلبة للتزلج على الجليد، تعمل على مدار السنة، مع ملايين الدولارات من الاستثمارات السكنية والتجارية.
وفي الأثناء ذاتها، قال مايكل بلومبيرغ - عمدة مدينة نيويورك آنذاك، إنه سوف تتم حماية مطاعم الأكل والمتاجر الرخيصة في المنطقة. وكان مارتي ماركويتز رئيس مقاطعة بروكلين قد أعلن في عام 2005 أن الخطة المزمعة سوف تحافظ على الروعة التي تنفرد بها كوني آيلاند مع روح المحبة والمرح المعهودة. ولكن على غرار الكثير من الخطط الكبرى في مدينة نيويورك، لم تتحقق الرؤية الكاملة للمشروع بعد. فلقد بدت كوني آيلاند خالية بصورة رسمية بعد ظهيرة يوم من أيام يناير (كانون الثاني) الماضي، وصارت بعيدة كل البعد عما تعهدت به إدارة المدينة عن الجاذبية والنشاط على مدار العام كما قالت. إذ تهب الرياح الصاخبة على منشآت مدن الملاهي الشهيرة مثل لونا بارك وستيبلشيز بارك، ولكن لا وجود لحلبة التزلج أو الحديقة المائة، حيث لم يتم إنشاء هذه المنشآت قط.
والآن، وفي مواجهة آلة التحسين التي تتحرك بوتيرة بطيئة للغاية، أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند مجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل. تقول السيدة كارلين: «إنهم يحاولون الآن تحويل ساحة اللعب المخصصة لعوام الناس إلى ملعب خاص بالأثرياء فقط».
وكانت السيدة كارلين، رفقة 5 آخرين من أصحاب الشركات الصغيرة في كوني آيلاند - وهم: ناثان فاموس، وروبي بار آند جريل، وبولز دوتر، ومطعم توم، وبيتش شوب - يتفاوضون على عقود جديدة للإيجار تمتد لمدة 10 سنوات مع شركة «زامبيرلا»، وهي الشركة المالكة للمتنزه الإيطالي التي تعاقدت معها مدينة نيويورك قبل عشر سنوات لبناء وإدارة منطقة لونا بارك الترفيهية في كوني آيلاند، والتي تعد الشركات الصغيرة المذكورة جزءا لا يتجزأ منها.
وجاءت شركة «زامبيرلا» بشروط جديدة: زيادة القيمة الإيجارية من 50 إلى 400 في المائة لكل شركة من الشركات المذكورة. وتقول السيدة كارلين عن ذلك: «إنني أعشق كوني آيلاند، والحصول على هذا المتجر على الممشى السياحي كان من أحب أحلام حياتي. ولكن ليست هناك من طريقة أتمكن بها من تحمل الشروط الجديدة».
وفي رسالة وصلت إلى صحيفة «نيويورك تايمز» من أليساندرو زامبيرلا رئيس الشركة المذكورة، جاء فيها: «نحن نهتم بشؤون كوني آيلاند ومستقبلها، ونحن ملتزمون بتحويلها إلى أقوى مجتمع يمكن بناؤه. وذلك هو السبب في تواصلنا مع المستأجرين لضمان نجاح أعمالهم ضمن المحافظة على شخصية كوني آيلاند المميزة».
ورفض السيد زامبيرلا، الذي كان في رحلة سفر إلى إيطاليا، الإجابة عن أسئلة محددة طرحتها عليه صحيفة «نيويورك تايمز»، غير أنه أضاف يقول إن ثلاثة من أصل ست شركات قد وافقت بالفعل على عقود الإيجار الجديدة ووقعت عليها، وإن الشركات الأخرى تحقق تقدما ملموسا على هذا المسار.
أثارت الزيادات المقترحة في القيمة الإيجارية على الشركات الست الصغيرة حالة من الشد والجذب الشديدة المستمرة منذ سنوات داخل كوني آيلاند.
ففي عام 2009، وبعد مواجهة استغرقت 4 سنوات كاملة حول أفضل خطط إحياء وتجديد المنطقة، ابتاعت المدينة تحت رئاسة مايكل بلومبيرغ 7 أفدنة في منطقة الترفيه المضطربة من المطور العقاري جوزيف سيت مقابل 95.6 مليون دولار.
وأراد مايكل بلومبيرغ استعادة المنطقة إلى سابق عهدها، والتي بدأت تواجه الانخفاض منذ ستينات القرن الماضي، من خلال تعزيز تطوير المتاجر والشقق على طول طريق سيرف في المنطقة. وكانت الشركات التي افتتحت في فصل الصيف تنتقل إلى جدول زمني للعمل على مدار العام، مما يساعد على تعزيز رؤية مايكل بلومبيرغ باعتبار كوني آيلاند أكبر مدينة للملاهي الترفيهية والحضرية في البلاد.
ثم استأجرت شركة «زامبيرلا» الأرض من المدينة، مما أتاح لها افتتاح مدينة لونا بارك الترفيهية في عام 2010، مع إملاء عقود الإيجار الخاصة بالشركة مع أصحاب الشركات الصغيرة، ومطالبة هذه الشركات بتسليم جانب من الأرباح المحققة إلى المدينة.
وتعرضت الشركات العاملة على الممشى السياحي في المنطقة للإغلاق، حيث عجزت عن الاتساق مع الرؤية الجديدة للشركة الإيطالية. وكانت شركات صغيرة أخرى، مثل متجر السيدة كارلين، قد عاد للعمل بعد قرار الإخلاء الذي تعرضت له في عهد المطور العقاري جوزيف سيت.
وبحلول عام 2012، كانت جهود الانتعاش جارية على قدم وساق، وشهدت المنطقة نموا في الجماهير والإيرادات. وقالت السيدة كارلين إنها حققت أرباحا بنسبة 50 في المائة تقريبا بعد تولي شركة «زامبيرلا» مقاليد الأمور.
وقال سيث بينسكي، الرئيس الأسبق لمؤسسة التنمية الاقتصادية، حول المنطقة: «يعتقد أغلب الناس أنه قد جرى تطوير المنطقة لتتوافق مع التاريخ المعروف عن كوني آيلاند». ومع ذلك، فإن منطقة الملاهي لا تعمل على مدار السنة. وقال مارك تريغر، عضو مجلس المدينة الممثل لقطاع بروكلين الذي يضم كوني آيلاند، إنه يعتقد أن الوضع الراهن نابع من ندرة الاستثمارات من قبل مجلس المدينة وعمدة نيويورك بيل دي بلاسيو ضمن أهداف المدينة لعام 2009. وقال السيد تريغر: «لا تعرف الشركات إلى أين تذهب كوني آيلاند في ظل إدارة دي بلاسيو للمدينة. فهناك قصور واضح في الرؤية ولا وجود للخطط الشاملة بشأن تحسين المنطقة». وأضاف أن الوعود غير المتحققة منحت شركة «زامبيرلا» قدرا من النفوذ لإضافة المزيد من الأعباء على المستأجرين للمساعدة في استرداد الأرباح المهدرة. وقال إن هؤلاء المستأجرين قد استثمروا أموالهم هناك تحت فكرة تحول هذه المنطقة إلى وجهة سياحية تعمل طوال العام، مع حركة السير على الممشى طيلة السنة، على العكس من 3 إلى 4 أشهر من العمل فقط في العام بأكمله. ولا يمكن لأحد السماح بتحويل الأراضي العامة إلى سلاح باسم الجشع لإلحاق الأضرار بالشركات الصغيرة.
ولقد أعربت السيدة كارلين رفقة العشرات من العمال الآخرين في كوني آيلاند عن اعتراضهم على زيادة القيمة الإيجارية وذلك بالوقوف على درجات سلم مجلس المدينة في أوائل شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي.
وفي مقابلة أجريت مع صحيفة «نيويورك تايمز»، وصف نورمان سيغيل محامي الحقوق المدنية قرار شركة «زامبيرلا» بأنه غير مقبول تماما، وأضاف أنه ينبغي على عمدة نيويورك بيل دي بلاسيو التدخل في الأمر. وأضاف المحامي سيغيل أن إدارة مجلس المدينة يجب أن تطالب الشركة الإيطالية طرح شروط إيجارية معقولة، وإذا لم يحدث ذلك، فينبغي على المدينة التفكير جديا في سحب عقد الإيجار من شركة «زامبيرلا»، التي أفادت في محاولة لتحسين النوايا بأنها سوف تمدد الموعد النهائي للسيدة كارلين لتوقيع عقد الإيجار الخاص بها حتى يوم الأربعاء المقبل.
وقالت السيدة كارلين عن ذلك: «يقضي صاحب الشركة عطلته في إيطاليا في حين أنني أبذل قصارى جهدي لمجرد إنقاذ متجري الصغير ومصدر معيشتي الوحيد». ورفض السيد زامبيرلا وأصحاب الشركات الخمس الأخرى التعليق على عقود الإيجار الخاصة بهم، برغم أن الكثير من الشخصيات المطلعة على الأمر أكدوا أن الزيادة تتراوح بين 50 في المائة للمتاجر الكبيرة و400 في المائة لمتجر السيدة كارلين الصغير، والتي قالت إنها تعتقد أن الشركات الأخرى لم تتحدث عن المشكلة علنا خشية الانتقام من الشركة الإيطالية ومخافة قرارات الطرد.
وأضافت السيدة كارلين تقول: للتعامل مع الزيادات المطلوبة في الإيجار قرر أصحاب المتاجر رفع الأسعار، وإن أحد المطاعم أجرى تغييرات للانتقال من مطعم للجلوس وتناول الطعام إلى مطعم للوجبات السريعة للحد من التكاليف.
واستطردت السيدة كارلين تقول: «حاولت تقديم الالتماس إلى مجلس المدينة مرارا وتكرارا من خلال المكالمات الهاتفية ورسائل البريد الإلكتروني والاحتجاجات خلال الشهر الماضي - ولكن لم يتغير شيء حتى الآن. وقال لها مجلس المدينة إنه غير قادر على المساعدة وليس هناك الكثير مما يمكن القيام به، ولكنني لا أوافق على ذلك، فهم أصحاب الأرض التي يستأجرها منهم زامبيرلا».
وقال المحامي سيغيل إن الزيادات باهظة للغاية لدرجة أنها قد تكون سببا وجيها للتقاضي، وأضاف: «هناك عدد من السوابق القضائية في ذلك إذا قررت المحكمة أن ما تقوم به الشركة غير معقول، ويمكن أن يكون ذلك من المطالب القانونية المعتبرة في حد ذاتها».
وليست هناك مؤشرات عامة في مجلس المدينة بشأن خطط سحب عقد الإيجار من زامبيرلا، أو التدخل، إذ إن زيادة القيمة الإيجارية لا تنتهك الاتفاقية المبرمة بين مجلس المدينة وبين شركة زامبيرلا. ونفت السيدة جين ماير، الناطقة الرسمية باسم عمدة نيويورك، الادعاءات القائلة بأن إدارة المدينة تفتقد للرؤية الواضحة أو الخطة الشاملة حيال كوني آيلاند. وقالت إن المدينة أنفقت 180 مليون دولار على تطوير البنية التحتية في كوني آيلاند خلال السنوات العشر الماضية، مع التخطيط لتوسيع نظام النقل بالعبّارات في نيويورك إلى كوني آيلاند بحلول عام 2021.
وأضافت السيدة ماير تقول: «تلتزم إدارة المدينة بالمحافظة على شخصية كوني آيلاند مع ضمان الإنصاف والمساواة والاستعداد للمستقبل». في حين تساءل المحامي سيغيل: لمن يُخصص هذا المستقبل؟ وهو من مواطني المدينة ونشأ في حي بروكلين، واعتاد قضاء فترات من الصيف على الممشى السياحي هناك، ويتذكر إنفاق دولار واحد لدخول مدينة الملاهي ثم العودة لتناول وجبة العشاء الشهية لدى مطعم ناثان فاموس المعروف، وقال: «علينا مواصلة الكفاح لإنقاذ كوني آيلاند التي نحبها».
- خدمة «نيويورك تايمز»