توافقاً مع «قيمها السليمة»... الصين تزج بشرير «مينينز» في السجن

شخصيات بوب وأوتو وستيوارت وكيفن من «مينينز» يقفون على السجادة الحمراء لمسرح «تي سي أل» الصيني في لوس أنجلوس (رويترز)
شخصيات بوب وأوتو وستيوارت وكيفن من «مينينز» يقفون على السجادة الحمراء لمسرح «تي سي أل» الصيني في لوس أنجلوس (رويترز)
TT

توافقاً مع «قيمها السليمة»... الصين تزج بشرير «مينينز» في السجن

شخصيات بوب وأوتو وستيوارت وكيفن من «مينينز» يقفون على السجادة الحمراء لمسرح «تي سي أل» الصيني في لوس أنجلوس (رويترز)
شخصيات بوب وأوتو وستيوارت وكيفن من «مينينز» يقفون على السجادة الحمراء لمسرح «تي سي أل» الصيني في لوس أنجلوس (رويترز)

تضمنت النسخة المعروضة في الصين من أحدث أجزاء سلسلة الرسوم المتحركة «مينينز» تعديلات على المشهد الختامي للفيلم تفيد بأن الشرطة تمكنت من إلقاء القبض على شخصية الشرير وبأن إيداعه السجن جعله شخصاً صالحاً.
وانطلقت عروض فيلم «مينينز: ذي رايز أوف غرو» في دور السينما الصينية في 19 أغسطس (آب) الحالي، وهو الجزء الخامس من سلسلة «ديسبيكبل مي».
ويتناول هذا الجزء قصة شباب غرو، وهو الشرير الخارق في السلسلة. ولكن على عكس النسخ التي تعرض في دول أخرى، اعتمدت خاتمة بديلة في النسخة الخاصة بالبر الرئيسي للصين.
ولم تطل أي تغييرات مشاهد فيلم الرسوم المتحركة، ولكن أدرجت في نهايته مجموعة لقطات ثابتة وتعليقات.
ففي النسخة الأصلية من الفيلم، يفلت معلم غرو ويل كارناج من العدالة بعد محاولة سطو، إذ يتظاهر بالموت.
ولكن في النسخة التي تعرض في الصين، ألقت الشرطة القبض على كارناج وحكم عليه بالسجن لمدة 20 عاماً. وأدت العقوبة إلى إصلاح سلوكه، فمضى في «شغفه بالتمثيل» من خلال «إنشاء فرقة مسرحية»، وفق ما أوضح النص المدرج في ختام الفيلم.
أما بالنسبة إلى غرو، فقد أصبح والداً نموذجياً و«عاد إلى الطريق الصحيح»، على ما أفادت النهاية البديلة، خلافاً لما درجت عليه الأفلام السابقة في السلسة.
وتتولى لجنة رقابة مراجعة الأعمال التلفزيونية والسينمائية الصينية والأجنبية قبل عرضها على شاشات الدولة الآسيوية العملاقة.
وليس «مينينز» أول فيلم أجنبي تدخل إليه تعديلات لجعله متوافقاً مع القيم التي تعتبرها السلطات «سليمة»، وخصوصاً فيما يتعلق بالأعمال التي تتوجه إلى الصغار والشباب.
وسبق أن عدل هذه السنة المشهد الختامي لفيلم «فايت كلوب» الشهير للمخرج ديفيد فينشر، لكي يتسنى لمنصة «تنسنت فيديو» الصينية توفيره للعرض بعد أكثر من عقدين على طرح العمل الأميركي في الصالات العالمية عام 1999.
وتضمن هذا الفيلم الذي تولى بطولته براد بيت وإدوارد نورتون نصاً في نهايته أيضاً يفيد بأن الشرطة أحبطت المخطط الإجرامي للشخصية الرئيسية «وأوقفت جميع المجرمين».
كذلك ذهل الجمهور لاقتطاع حوارات تشير إلى المثلية الجنسية لإحدى شخصيات مسلسل «فريندز» الأميركي الشهير من النسخة التي وفرتها إحدى منصات البث التدفقي في الصين في فبراير (شباط).
ولم يتضح على الفور ما إذا كانت نهاية «مينينز» في الصين القارية عدلت بطلب من الرقابة أو من منتجي الفيلم.
ويبادر بعض المنتجين من تلقائهم أحياناً إلى حذف مشاهد من أفلام أو مسلسلات بهدف الحصول على موافقة للبث في السوق الصينية.


مقالات ذات صلة

«لعبة النهاية»... رائعة صمويل بيكيت بالعاميّة المصرية

يوميات الشرق جانب من العرض الذي كتب نصّه صمويل بيكيت (مسرح الطليعة)

«لعبة النهاية»... رائعة صمويل بيكيت بالعاميّة المصرية

عكست ملابس الممثلين الرثّة حالة السواد التي تطغى على عالمهم، في حين وُظّفت الإضاءة في لحظات المُكاشفة الذاتية التي تتوسَّط سيل الحوارات الغارقة في السخرية...

منى أبو النصر (القاهرة)
يوميات الشرق الفنان كرم مطاوع (السينما دوت كوم)

الذكرى الـ28 لرحيل كرم مطاوع تجدّد الحديث عن معارك «عملاق المسرح»

معارك كثيرة ومواقف «قوية» اتخذها الفنان المصري الراحل كرم مطاوع في حياته، تعود إلى الواجهة مع حلول الذكرى الـ28 لرحيله.

محمد الكفراوي (القاهرة)
يوميات الشرق عروض مسرح «مونو» (إنستغرام «مونو»)

مسرح «مونو» يُخصّص ديسمبر لعروض الاحتفالات بالأعياد

رغِب مسرح «مونو» في مواكبة الأعياد على طريقته، فدعا هواة المسرح إلى اختيار ما يناسبهم ويحاكيهم من خلال 7 أعمال منوعة.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق يحاول العمل تغيير طريقة تعامل المجتمع مع المتوحد (إدارة الفرقة)

«البعد الآخر»... عرض مسرحي يستكشف العالم الخفي للمتوحدين

يستكشف العرض المسرحي الراقص «البعد الآخر» العالم الخفي للمصابين بالتوحد عبر رحلة في عقل شاب مصاب بهذا المرض، تتجسد فيه الصراعات والأحلام، والحب والوحدة.

نادية عبد الحليم (القاهرة )
يوميات الشرق ريهام عبد الغفور مع والدها الفنان الراحل أشرف عبد الغفور (إنستغرام)

ريهام عبد الغفور تُحيي الذكرى الأولى لوفاة والدها بمشاعر الفقد

أحيت الفنانة المصرية ريهام عبد الغفور، الذكرى الأولى لرحيل والدها الفنان أشرف عبد الغفور، الذي رحل عن عالمنا في 3 ديسمبر (كانون الأول) 2023، بكلمات مؤثرة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

موسوعة لتوثيق أعمال سعيد العدوي مؤسس جماعة التجريبيين بمصر

أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)
أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)
TT

موسوعة لتوثيق أعمال سعيد العدوي مؤسس جماعة التجريبيين بمصر

أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)
أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)

تأتي موسوعة الفنان سعيد العدوي (1938-1973) لترصد مسيرة مؤسس جماعة التجريبيين المصريين وأحد أبرز فناني الحفر والجرافيك في النصف الثاني من القرن العشرين.

وتتضمن الموسوعة، حسب قول المشرف عليها والباحث في شؤون الحركة الفنية المصرية الدكتور حسام رشوان، المئات من أعمال العدوي ويومياته ومذكراته واسكتشاته، مدعومة بعدد كبير من الدراسات التي تم إعداد بعضها خصوصاً من أجل هذه الموسوعة، ومعها دراسات أخرى نشرها أصحابها في صحف ومجلات ومطبوعات خاصة بالفن في مصر والوطن العربي.

وقال لـ«الشرق الأوسط»: «إن مقدمة الدكتورة أمل نصر تتناول جميع المقالات، والزاوية التي نظر منها الناقد لأعمال العدوي موضع الدراسة، كما تقوم بقراءتها وتحليلها وبسط عناصرها أمام الباحثين ومحبي فنه».

موسوعة العدوي تضمنت اسكتشاته ورسوماته (الشرق الأوسط)

وتأتي موسوعة العدوي التي نشرتها مؤسسة «إيه آر جروب» التي يديرها الفنان أشرف رضا، في صورة مونوغراف جامع لكل أعماله، التي تعبق برائحة الماضي، وعالم الموشحات، وحلقات الذكر والمشعوذين، وعربات الكارو والحنطور، وتجمعات الموالد والأسواق والأضرحة، فضلاً عن لوحة «الجنازة» بعد رحيل عبد الناصر. وجمعت الموسوعة كل كراساته واسكتشاته بالكامل، ومذكراته الخاصة التي كتبها وتعتبر دراسات نفسية قام بكتابتها، وقد ساعدت هذه المذكرات النقاد والباحثين في فن العدوي على تناول أعماله بصورة مختلفة عن سابقيهم الذين تصدوا لفنه قبل ظهورها، وفق رشوان.

ولأعمال العدوي طابع خاص من الحروفيات والزخارف والرموز ابتكرها في إبداعاته وهي تخصه وحده، وتخرّج العدوي ضمن الدفعة الأولى في كلية الفنون الجميلة بالإسكندرية عام 1962، وأسس مع زميليه محمود عبد الله ومصطفى عبد المعطي جماعة التجريبيين. وتأتي الموسوعة باللغة العربية في قطع كبير بالألوان، تزيد على 600 صفحة، من تصميم وتجهيز وإنتاج طباعي «إيه آر جروب» للتصميم والطباعة والنشر.

الموسوعة ضمت العديد من الأعمال الفنية ودراسات عنها (الشرق الأوسط)

وتتضمن الموسوعة، وفق رشوان، دراستين جديدتين للدكتور مصطفى عيسى، ودراسة لكل من الدكتورة ريم حسن، وريم الرفاعي، والدكتورة أمل نصر، ودراسة للدكتورة ماري تيريز عبد المسيح باللغة الإنجليزية، وجميعها تم إعدادها خصوصاً للموسوعة، وهناك دراسات كانت موجودة بالفعل للدكتور أحمد مصطفى، وكان قد جهّزها للموسوعة لكن عندما أصدرت مجلة فنون عدداً خاصاً عن فن العدوي قام بنشرها ضمن الملف، وإلى جانب ذلك هناك بحث عن أعمال العدوي للراحلين الدكتور شاكر عبد الحميد والفنان عز الدين نجيب وأحمد فؤاد سليم ومعهم عدد كبير من النقاد والفنانين الذي اهتموا برائد التجريبيين المصري وأعماله.

والتحق سعيد العدوي بمدرسة الفنون بالإسكندرية سنة 1957، وقبلها بعام كان في كلية الفنون بالزمالك، وقضى خمس سنوات لدراسة الفن في عروس البحر المتوسط، أما الأعمال التي تتضمنها الموسوعة وتوثق لها فتغطي حتى عام 1973؛ تاريخ وفاته. وهناك عدد من رسوم الكاريكاتير كان قد رسمها وقت عمله بالصحافة، وهذه الأعمال اهتمت بها الموسوعة ولم تتجاهلها لأنها تكشف عن قدرات كبيرة للعدوي وسعيه للدخول في مجالات عديدة من الفنون التشكيلية، وفق كلام رشوان.

من أعمال العدوي (الشرق الأوسط)

ولفت إلى أن «تراث العدوي بكامله بات متاحاً من خلال الموسوعة للباحثين في فنه والمهتمين بأعماله وتاريخ الفن التشكيلي المصري، وقد توفر لدى كتّاب الموسوعة عدد مهول بالمئات من اللوحات الكراسات والاسكتشات، فأي ورقة كان يرسم عليها اعتبرناها وثيقة وعملاً فنياً تساعد في الكشف عن رؤية العدوي التشكيلية وعالمه الخَلَّاق».

ولا تعتمد الموسوعة فكرة التسلسل الزمني، لكنها توثق عبر المقالات كل الأعمال التي تناولتها، من هنا بنى رشوان رؤيته وهو يرسم الخطوط الرئيسية لفن العدوي على الدراسات البانورامية التي تشتغل بحرية كاملة على الأعمال دون التقيد بتاريخها.

وسبق أن أصدر الدكتور حسام رشوان، بالاشتراك مع الباحثة والناقدة الفرنسية فاليري هيس، موسوعة فنية عن رائد التصوير المصري محمود سعيد عن دار «سكيرا» الإيطالية عام 2017 بمناسبة مرور 120 عاماً على ميلاد محمود سعيد، وتضمنت الموسوعة في جزئها الأول أكثر من 500 لوحة و11 مقالاً ودراسة نقدية.