نيمار ومبابي... النار تحت الرماد

خلاف النجمين قد يُقسم «سان جيرمان» إلى معسكرين

نيمار ومبابي في تدريبات سان جيرمان (رويترز)
نيمار ومبابي في تدريبات سان جيرمان (رويترز)
TT

نيمار ومبابي... النار تحت الرماد

نيمار ومبابي في تدريبات سان جيرمان (رويترز)
نيمار ومبابي في تدريبات سان جيرمان (رويترز)

في الجولة الأخيرة من موسم 2015 - 2016 بالدوري الفرنسي الممتاز، كان باريس سان جيرمان يلعب أمام نانت على ملعب «حديقة الأمراء»، وتوقفت المباراة في الدقيقة 89 عندما ركض أطفال النجم السويدي زلاتان إبراهيموفيتش إلى أرض الملعب، مرتدين قمصانا كُتب على ظهرها «ملك» و«أسطورة». خرج إبراهيموفيتش من الملعب وهو يلوح للجماهير، وتلقى ترحيبا حارا للغاية. لم يجر باريس سان جيرمان أي تغيير، واستكمل المباراة بعشرة لاعبين بعد خروج إبراهيموفيتش.
وكان إبراهيموفيتش قد قدم مستويات استثنائية مع باريس سان جيرمان خلال المواسم الأربعة التي قضاها في فرنسا ليصبح أحد أعظم لاعبي النادي عبر تاريخه، لكن حتى وفقا لمعايير إبراهيموفيتش نفسه، فقد كان اللاعب السويدي يعد رمزا للغرور والتعالي، بل وربما كان يمثل ذروة دعم باريس سان جيرمان لنجومه خلال حقبة استحواذ مجموعة قطر للاستثمارات الرياضية على النادي. في الحقيقة، لم يكن هناك أدنى شك بشأن من يتحكم في غرفة خلع ملابس النادي الباريسي آنذاك. والآن، وبعد فترة متناغمة نسبيا، يتشكل انقسام آخر بين لاعبين لهما نفس تأثير زلاتان إبراهيموفيتش، وهما كيليان مبابي ونيمار.
لقد كان نيمار هو الشخصية المحورية في باريس سان جيرمان خلال معظم السنوات الخمس التي قضاها في فرنسا، وبعد التراجع الواضح في مستواه خلال الأشهر الـ18 الماضية، عاد ليقدم أداء استثنائيا في بداية الموسم الحالي، وهو الأمر الذي ساعده على استعادة مكانته داخل الفريق. وبدا نيمار للمرة الأولى وكأنه اللاعب الذي كان باريس سان جيرمان يبحث عنه عندما تعاقد معه في عام 2017 وكان يتألق ويعمل بكل جدية داخل الملعب.
وفي الآونة الأخيرة، كان مستوى نيمار يتأرجح صعودا وهبوطا، فتارة يلعب باستعراض واضح، وتارة أخرى يلعب بجدية ويساعد الفريق على الفوز بالمباريات، لكن اللاعب البرازيلي ظهر بتركيز شديد وكان حاسما في بعض الأوقات الموسم الماضي، ولعلنا نتذكر جميعا الدور الفعال الذي لعبه في الفوز على ميتز في اللحظات الأخيرة. ومع ذلك، كان نيمار يظهر في بعض الأحيان وكأنه لا يبالي ويلعب من أجل الاستعراض فقط، خاصة في مباريات الدوري الفرنسي الممتاز التي تقام على ملعب «حديقة الأمراء». وكان راقص السامبا يبدو لاعبا مزاجيا ومتقلبا ويفتقد إلى الحافز في بعض الأحيان. ونتيجة لذلك، كان يفتقر إلى القوة (وربما حتى للياقة البدنية) المطلوبة ليكون حاسما في اللحظات الصعبة.


النجم البرازيلي عازم على الرحيل من فريق العاصمة الفرنسية (أ.ب)

وكانت مسيرة اللاعب البالغ من العمر 30 عاما معرضة لخطر الانتهاء، نظرا لأن ليونيل ميسي وكيليان مبابي أصبحا الآن يتمتعان بنفوذ أكبر، سواء في غرفة خلع الملابس أو في غرفة الاجتماعات. ومن المعروف أن عددا قليلا للغاية من الأندية الكبرى هي التي يمكنها تحمل الراتب الضخم لنيمار، ومن المؤكد أن عدد الأندية التي ترغب في التحرك للتعاقد معه قد انخفض كثيرا بعد هذا العام المخيب للآمال من جانب اللاعب البرازيلي.
لكن الأمر المثير للقلق بالنسبة لبقية أندية القارة هو أن نيمار قد بدأ هذا الموسم وهو يركز على كرة القدم فقط، وقدم مستويات استثنائية وظهر قوياً للغاية من الناحيتين البدنية والذهنية – على غير العادة – وقاد باريس سان جيرمان لتحقيق انتصاراته، وكان نيمار هو أبرز لاعب في كل مباراة من هذه المباريات. لكن الغريب في الأمر أن تألق نيمار قد أحدث اضطرابات اجتماعية وسياسية داخل النادي وداخل صفوف الفريق. وذكرت مصادر مختلفة - بما في ذلك نحن والصحافي الاستقصائي الفرنسي رومان مولينا - أنه منذ قيام كيليان مبابي بالتوقيع على عقد جديد لمدة ثلاث سنوات مع باريس سان جيرمان بدلا من الانضمام إلى ريال مدريد هذا الصيف، فإن اللاعب الفرنسي وزمرته يسعون بنشاط لبيع نيمار.
وأفادت تقارير في وقت سابق من هذا الصيف بأن المدير الرياضي الفعلي الجديد لباريس سان جيرمان، لويس كامبوس، لديه رغبة في التخلص من نيمار، في ظل وجود اهتمام باللاعب من جانب مانشستر سيتي وتشيلسي. وكان من الواضح أن سلوك نيمار وأداءه خلال معظم فترات الموسم الماضي قد تسببا في إزعاج إدارة النادي، بما في ذلك مالكو مجموعة قطر للاستثمارات الرياضية. ومع ذلك، يبدو أن اللاعب البرازيلي قد تأثر بالانتقادات الموجهة إليه وبالأخبار التي تفيد بأن النادي يريد التخلص منه، وقدم في بداية هذا الموسم أفضل أداء له على الإطلاق منذ انضمامه إلى باريس سان جيرمان. وبالنظر إلى أن نيمار يرتبط بالنادي الباريسي بعقد حتى عام 2027، وليس لديه أي نية للمغادرة ويلعب ببراعة، فإن البيع أصبح الآن غير مرجح بشكل متزايد ومن الصعب تبريره من قبل النادي.
لقد أصبح نيمار ومبابي صديقين عندما انضما إلى باريس سان جيرمان في عام 2017، لكن علاقتهما انهارت بشكل واضح خلال الأشهر الستة الماضية. وعندما كان مستقبل مبابي مع باريس سان جيرمان غامضا خلال الموسم الماضي، ابتعد عن المجموعة الكبيرة للاعبين الذين يتحدثون اللغة الإسبانية، بما في ذلك نيمار وميسي، واتجه نحو المجموعة الفرنكوفونية، وأقام علاقة وثيقة مع الظهير الأيمن المغربي أشرف حكيمي.
وعندما أقنع باريس سان جيرمان مبابي بالبقاء، أشارت تقارير إلى أن النادي الفرنسي قد منح اللاعب صلاحيات تمكنه من الإشراف بشكل غير مسبوق على عملية صنع القرار داخل النادي، ومنذ ذلك الحين أصبح اللاعب مغرورا ومتعاليا بشكل واضح. وفي نهاية هذا الأسبوع الماضي، قال مبابي إنه يرى أنه يأتي في المرتبة الثانية خلف مواطنه كريم بنزيمة في قائمة المرشحين للفوز بالكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم، قبل أن يُظهر بعض السلوكيات الغريبة خلال المباراة. وبينما كان باريس سان جيرمان يشن هجمة مرتدة سريعة، ابتعد مبابي عن اللعب وأدار ظهره بعد أن فشل فيتينها في تمرير الكرة إليه. واصل لاعبو فريقه الهجوم من دونه، ولو لم يستسلم ويتوقف عن الجري لكان بإمكانه تسجيل هدف من على القائم الثاني. وذكرت قناة «آر إم سي سبورت»، وصحيفة «ليكيب» في وقت لاحق أن مبابي كان يعاني من «مشاكل شخصية» قبل المباراة.
من المؤكد أن الأداء القوي الذي يقدمه نيمار وعقده المستمر مع باريس سان جيرمان ورفضه الرحيل سوف يجعل من الصعب على مبابي وزمرته العمل على التخلص منه، لكن في نفس الوقت فإن نفوذ مبابي الجديد ومكانته في باريس سان جيرمان يشيران إلى أنه سيستمر في الدفع باتجاه بيع اللاعب البرازيلي. ووفقاً لمصادر اتصل بها قسم «أخبار كرة القدم الفرنسية» بـ«الغارديان»، يعتقد مبابي الآن أنه يجب الإبقاء على اثنين فقط من بين ميسي ونيمار ومبابي في الفريق، وبعد أن تعلم الكثير من نيمار على مدار السنوات الخمس الماضية، فإنه يريد الآن التعلم من ميسي بدلا من ذلك.
يبدو أن الكراهية بين اللاعبين - نيمار ومبابي - قد أصبحت متبادلة خلال عطلة نهاية الأسبوع. وبعد أن أضاع مبابي ركلة جزاء، وضع نيمار إعجابا بتغريدة تشير إلى أن مبابي أصبح هو المسدد الأول لركلات الجزاء على حساب نيمار بسبب بند في عقده، وأنه أصبح «يمتلك» باريس سان جيرمان.
وعلى الرغم من أن باريس سان جيرمان قد شهد انقساما بين بعض اللاعبين على مدار العقد الماضي، فإن الانقسام الحالي بين نيمار ومبابي قد يقسم النادي إلى معسكرين. لقد كان إبراهيموفيتش في السابق «ملك» غرفة خلع ملابس باريس سان جيرمان بلا منازع، لكن الآن أصبح هناك ملكان يتحاربان في النادي، وهو ما يعني أن النادي ربما لا يتسع لهما معا.



بطولة إيطاليا: إنتر للنهوض من كبوة الديربي... ويوفنتوس للعودة إلى سكة الانتصارات

لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
TT

بطولة إيطاليا: إنتر للنهوض من كبوة الديربي... ويوفنتوس للعودة إلى سكة الانتصارات

لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)

يسعى إنتر حامل اللقب إلى النهوض من كبوة الديربي وخسارته، الأحد الماضي، أمام جاره اللدود ميلان، وذلك حين يخوض (السبت) اختباراً صعباً آخر خارج الديار أمام أودينيزي، في المرحلة السادسة من الدوري الإيطالي لكرة القدم. وتلقى فريق المدرب سيموني إينزاغي هزيمته الأولى هذا الموسم بسقوطه على يد جاره 1-2، بعد أيام معدودة على فرضه التعادل السلبي على مضيفه مانشستر سيتي الإنجليزي في مستهل مشواره في دوري أبطال أوروبا.

ويجد إنتر نفسه في المركز السادس بثماني نقاط، وبفارق ثلاث عن تورينو المتصدر قبل أن يحل ضيفاً على أودينيزي الذي يتقدمه في الترتيب، حيث يحتل المركز الثالث بعشر نقاط بعد فوزه بثلاث من مبارياته الخمس الأولى، إضافة إلى بلوغه الدور الثالث من مسابقة الكأس الخميس بفوزه على ساليرنيتانا 3-1. ويفتقد إنتر في مواجهته الصعبة بأوديني خدمات لاعب مؤثر جداً، هو لاعب الوسط نيكولو باريلا، بعد تعرّضه لإصابة في الفخذ خلال ديربي ميلانو، وفق ما قال بطل الدوري، الثلاثاء.

وأفاد إنتر بأنّ لاعب وسط منتخب إيطاليا تعرّض لتمزق عضلي في فخذه اليمنى، مضيفاً أنّ «حالته ستقيّم من جديد الأسبوع المقبل». وذكر تقرير إعلامي إيطالي أنّ باريلا (27 عاماً) سيغيب إلى ما بعد النافذة الدولية المقررة الشهر المقبل، ما يعني غيابه أيضاً عن المباراتين أمام النجم الأحمر الصربي (الثلاثاء) في دوري أبطال أوروبا، وتورينو متصدر ترتيب الدوري.

«كانوا أفضل منا»

وأوضحت صحيفة «غازيتا ديلو سبورت»، التي تتخذ من ميلانو مقراً لها، أن إينزاغي حاول تخفيف عبء الخسارة التي تلقاها فريقه في الديربي بهدف الدقيقة 89 لماتيو غابيا، بمنح لاعبيه فرصة التقاط أنفاسهم من دون تمارين الاثنين، على أمل أن يستعيدوا عافيتهم لمباراة أودينيزي الساعي إلى الثأر من إنتر، بعدما خسر أمامه في المواجهات الثلاث الأخيرة، ولم يفز عليه سوى مرة واحدة في آخر 12 لقاء. وأقر إينزاغي بعد خسارة الدربي بأنهم «كانوا أفضل منا. لم نلعب كفريق، وهذا أمر لا يمكن أن تقوله عنا عادة».

ولا يبدو وضع يوفنتوس أفضل بكثير من إنتر؛ إذ، وبعد فوزه بمباراتيه الأوليين بنتيجة واحدة (3 - 0)، اكتفى «السيدة العجوز» ومدربه الجديد تياغو موتا بثلاثة تعادلات سلبية، وبالتالي يسعى إلى العودة إلى سكة الانتصارات حين يحل (السبت) ضيفاً على جنوا القابع في المركز السادس عشر بانتصار وحيد. ويأمل يوفنتوس أن يتحضر بأفضل طريقة لرحلته إلى ألمانيا الأربعاء حيث يتواجه مع لايبزيغ الألماني في مباراته الثانية بدوري الأبطال، على أمل البناء على نتيجته في الجولة الأولى، حين تغلب على ضيفه أيندهوفن الهولندي 3-1. ويجد يوفنتوس نفسه في وضع غير مألوف، لأن جاره اللدود تورينو يتصدر الترتيب في مشهد نادر بعدما جمع 11 نقطة في المراحل الخمس الأولى قبل استضافته (الأحد) للاتسيو الذي يتخلف عن تورينو بفارق 4 نقاط.

لاعبو إنتر بعد الهزيمة أمام ميلان (رويترز)

من جهته، يأمل ميلان ومدربه الجديد البرتغالي باولو فونسيكا الاستفادة من معنويات الديربي لتحقيق الانتصار الثالث، وذلك حين يفتتح ميلان المرحلة (الجمعة) على أرضه ضد ليتشي السابع عشر، قبل رحلته الشاقة جداً إلى ألمانيا حيث يتواجه (الثلاثاء) مع باير ليفركوزن في دوري الأبطال الذي بدأه بالسقوط على أرضه أمام ليفربول الإنجليزي 1-3. وبعد الفوز على إنتر، كان فونسيكا سعيداً بما شاهده قائلاً: «لعبنا بكثير من الشجاعة، وأعتقد أننا نستحق الفوز. لا يمكنني أن أتذكر أي فريق آخر تسبب لإنتر بكثير من المتاعب كما فعلنا نحن».

ويسعى نابولي إلى مواصلة بدايته الجيدة مع مدربه الجديد، أنطونيو كونتي، وتحقيق فوزه الرابع هذا الموسم حين يلعب (الأحد) على أرضه أمام مونتسا قبل الأخير، على أمل تعثر تورينو من أجل إزاحته عن الصدارة. وفي مباراة بين فريقين كانا من المنافسين البارزين الموسم الماضي، يلتقي بولونيا مع ضيفه أتالانتا وهما في المركزين الثالث عشر والثاني عشر على التوالي بعد اكتفاء الأول بفوز واحد وتلقي الثاني ثلاث هزائم. وبعدما بدأ مشواره خليفة لدانييلي دي روسي بفوز كبير على أودينيزي 3-0، يأمل المدرب الكرواتي إيفان يوريتش منح روما انتصاره الثاني هذا الموسم (الأحد) على حساب فينيتسيا.