السودان يعلن الطوارئ القصوى لمواجهة السيول

ناشد المجتمع الدولي تقديم مساعدات عاجلة للمتضررين

جانب من الدمار في ولاية نهر النيل بالسودان (أ.ف.ب)
جانب من الدمار في ولاية نهر النيل بالسودان (أ.ف.ب)
TT

السودان يعلن الطوارئ القصوى لمواجهة السيول

جانب من الدمار في ولاية نهر النيل بالسودان (أ.ف.ب)
جانب من الدمار في ولاية نهر النيل بالسودان (أ.ف.ب)

تفقد رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان، الفريق عبد الفتاح البرهان، أمس (الأحد) المناطق المتأثرة بالأمطار والسيول في ولايتي النيل الأبيض والجزيرة بوسط البلاد، التي ألحقت أضراراً جسيمة بآلاف المواطنين، بينما أعلن مجلس الوزراء حالة الطوارئ القصوى بشأن كوارث السيول والأضرار التي طالت 6 أقاليم في البلاد.
وارتفعت خسائر السيول الجارفة التي اجتاحت مناطق واسعة بالسودان إلى أكثر من 80 قتيلاً، وانهيار نحو 50 ألف منزل كلياً وجزئياً.
وفي غضون ذلك دعت أحزاب المعارضة إلى إعلان البلاد منطقة كوارث، مناشدة المجتمع الإقليمي والدولي لتقديم العون وإغاثة المنكوبين. وغمرت المياه محافظة المناقل بولاية الجزيرة وسط البلاد، وحاصرت عشرات من القرى، كما تسببت في دمار كبير وفقدان آلاف الأسر المأوى والغذاء. وأرسلت القوات المسلحة مروحيات وقوارب إنقاذ وعدداً من الفرق لمساعدة السلطات في محلية الجزيرة التي أعلنتها السلطات المحلية منطقة كوارث.
ومن جهته، قال مكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (واتشا) في تقرير أمس، إن الأمطار الغزيرة والسيول دفعت أكثر من 2500 شخص في محلية المناقل للنزوح والاحتماء في المدارس والملاعب؛ مشيراً إلى الحاجة العاجلة للمأوى والمواد غير الغذائية والغذاء والمياه والصرف الصحي والنظافة الصحية، باعتبارها احتياجاتهم ذات الأولوية. وذكر التقرير الأممي -وفقاً لمصادر محلية- تضرر أكثر من 30 ألف شخص من كارثة الفيضانات والأمطار الغزيرة بالمناقل، إلى جانب تأثر 17 قرية وقطع الطرق.
وفي موازاة ذلك، اجتمع وكيل وزارة الخارجية السودانية، دفع الله الحاج، بسفراء المجموعة العربية والمجموعة الأوروبية الأميركية، كل على حدة. وأوضح -بحسب بيان صادر عن الخارجية- أن موجة السيول تسببت في فقدان عديد من الأنفس، وحدوث خسائر كلية وجزئية في المساكن والمرافق العامة. وأضاف أن السيول والأمطار تسببت في تدهور الأوضاع الصحية في كثير من المناطق التي تأثرت بها. وقال دفع الله إن المناطق المتأثرة في حاجة لمساعدات عاجلة لإيواء المتضررين، مثل الخيام والأدوية والأمصال، مشيداً بالدول الشقيقة والصديقة التي شرعت في تقديم مساعدات إسعافية وإغاثية عبر جسور جوية منذ وقت مبكر.
وأعرب السفراء عن تضامنهم ودعمهم للسودان في ظل هذه الظروف، وأنهم سيقومون بنقل هذا النداء إلى عواصم بلدانهم، لتقديم مزيد من المساعدات. وتلقى رئيس مجلس السيادة اتصالات هاتفية من بعض قادة الدول الخليجية والعربية الذين أبدوا استعداداً لتقديم مساعدات إنسانية للمتأثرين والنازحين بسبب السيول والفيضانات، والمساهمة في دعم وتحسين الظروف المعيشية للسكان المتضررين وعائلات الضحايا.
وطالت السيول والأضرار 6 ولايات، هي: نهر النيل، والجزيرة، والنيل الأبيض، وغرب كردفان، وجنوب دارفور، وكسلا. وقال وزير شؤون مجلس الوزراء المكلف، عثمان حسين عثمان، في تصريحات: «إننا نعلن استنفار الجهد الشعبي والرسمي لمساعدة المتضررين وتقوية أنظمة الإنذار المبكر ونظام المتابعة، تفادياً لأضرار محتملة». وأشار إلى أن الأمطار تسببت في أضرار بالغة للمواطنين، وكذلك في مجال الصحة والتعليم وانهيار المدارس والمؤسسات، مما يتطلب التدخل العاجل. ووجه حسين بالتواصل مع البعثات الدبلوماسية بشأن المساعدات الخارجية.
وفي موازاة ذلك، حمَّل تحالف المعارضة (الحرية والتغيير) السلطة العسكرية الحاكمة في البلاد مسؤولية الإهمال والفشل في اتخاذ تدابير استباقية لفصل الخريف، ما عرض مناطق واسعة للبلاد للغرق.
وقال في بيان إنه يتابع بقلقٍ بالغ الأوضاع الكارثية والمأساوية في عديد من المناطق، والتي نتج عنها تدمير آلاف المنازل وتشريد مئات الآلاف من الأسر من مناطقهم. وحذر الائتلاف المعارض من تفاقم الأوضاع الإنسانية والصحية بشكل مريع، في ظل توقعات بازدياد مناسيب النيل خلال الأسبوع الأخير من أغسطس (آب) الحالي، وارتفاع معدلات هطول الأمطار.
ومن جانبه، قال منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية بالإنابة في السودان، إيدي رو، في بيان، إن الاحتياجات الإنسانية في السودان بلغت أعلى مستوياتها على الإطلاق. وأضاف: «هناك حاجة إلى الدعم الآن أكثر من أي وقت مضى». وأشار إلى أن 14.3 مليون شخص في السودان يحتاجون إلى المساعدات في العام الحالي.
وتوقعت هيئة الأرصاد الجوية هطول أمطار خفيفة إلى متوسطة في أجزاء متفرقة من ولايات: نهر النيل، والبحر الأحمر، وكسلا، والجزيرة، والقضارف، وسنار، والنيل الأبيض، والنيل الأزرق، وكردفان الكبرى، ودارفور الكبرى.


مقالات ذات صلة

بايدن في زيارة غير مسبوقة للأمازون

الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي جو بايدن خلال جولته في الأمازون (أ.ف.ب)

بايدن في زيارة غير مسبوقة للأمازون

يزور جو بايدن الأمازون ليكون أول رئيس أميركي في منصبه يتوجه إلى هذه المنطقة، في وقت تلوح فيه مخاوف بشأن سياسة الولايات المتحدة البيئية مع عودة دونالد ترمب.

«الشرق الأوسط» (أمازوناس)
أميركا اللاتينية أطفال يمشون على شريط رملي في طريقهم إلى المدرسة في مجتمع سانتو أنطونيو في نوفو أيراو، ولاية أمازوناس، شمال البرازيل، 1 أكتوبر 2024 (أ.ف.ب)

الجفاف في منطقة الأمازون يعرّض نحو نصف مليون طفل للخطر

قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، يوم الخميس، إن ندرة المياه والجفاف يؤثران على أكثر من 420 ألف طفل في 3 دول بمنطقة الأمازون.

«الشرق الأوسط» (ريو دي جانيرو)
الولايات المتحدة​ جيف بيزوس مؤسس شركة «أمازون» (رويترز)

جيف بيزوس يهنئ ترمب على «العودة غير العادية... والنصر الحاسم»

هنأ جيف بيزوس، مؤسس شركة «أمازون»، دونالد ترمب على «العودة السياسية غير العادية والنصر الحاسم» بعد فوز المرشح الجمهوري بالإنتخابات الرئاسية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
خاص خلال مشاركة «أمازون» في مؤتمر «ليب 24» وإعلانها عن استثمارات ضخمة في السعودية (الشرق الأوسط)

خاص «أمازون»: السعودية والإمارات الأسرع نمواً في التجارة الإلكترونية

كشف مسؤول في شركة «أمازون» أن المنطقة تشهد تطورات مهمة فيما يتعلق بالتجارة الإلكترونية، مؤكداً أن السعودية والإمارات هما أسرع الأسواق نمواً.

عبير حمدي (الرياض)
خاص كاميرا «بان تيلت» أول كاميرا داخلية من «أمازون» تدور بزاوية 360 درجة وتميل بزاوية 169 درجة (أمازون)

خاص الكاميرات الذكية أمْ «سي سي تي في»... كيف يغيّر الذكاء الاصطناعي معايير الأمان المنزلي؟

لا تُعد الكاميرات الذكية مجرد موضة عابرة، بل ضرورة في المنازل الحديثة.

نسيم رمضان (دبي)

3.5 مليون يمني من دون مستندات هوية وطنية

المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
TT

3.5 مليون يمني من دون مستندات هوية وطنية

المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)

على الرغم من مرور ستة عقود على قيام النظام الجمهوري في اليمن، وإنهاء نظام حكم الإمامة الذي كان يقوم على التمايز الطبقي، فإن نحو 3.5 مليون شخص من المهمشين لا يزالون من دون مستندات هوية وطنية حتى اليوم، وفق ما أفاد به تقرير دولي.

يأتي هذا فيما كشف برنامج الأغذية العالمي أنه طلب أكبر تمويل لعملياته الإنسانية في اليمن خلال العام المقبل من بين 86 دولة تواجه انعدام الأمن الغذائي.

لا يزال اليمن من أسوأ البلاد التي تواجه الأزمات الإنسانية في العالم (إعلام محلي)

وذكر المجلس النرويجي للاجئين في تقرير حديث أن عناصر المجتمع المهمش في اليمن يشكلون 10 في المائة من السكان (نحو 3.5 مليون شخص)، وأنه رغم أن لهم جذوراً تاريخية في البلاد، لكن معظمهم يفتقرون إلى أي شكل من أشكال الهوية القانونية أو إثبات جنسيتهم الوطنية، مع أنهم عاشوا في اليمن لأجيال عدة.

ويؤكد المجلس النرويجي أنه ومن دون الوثائق الأساسية، يُحرم هؤلاء من الوصول إلى الخدمات الأساسية، بما في ذلك الصحة، والتعليم، والمساعدات الحكومية، والمساعدات الإنسانية. ويواجهون تحديات في التحرك بحرية عبر نقاط التفتيش، ولا يمكنهم ممارسة الحقوق المدنية الأخرى، بما في ذلك تسجيل أعمالهم، وشراء وبيع وتأجير الممتلكات، والوصول إلى الأنظمة المالية والحوالات.

ووفق هذه البيانات، فقد أفاد 78 في المائة من المهمشين الذين شملهم استطلاع أجراه المجلس النرويجي للاجئين بأنهم لا يمتلكون بطاقة هوية وطنية، في حين يفتقر 42 في المائة من أطفال المهمشين إلى شهادة ميلاد.

ويصف المجلس الافتقار إلى المعلومات، وتكلفة الوثائق، والتمييز الاجتماعي بأنها العقبات الرئيسة التي تواجه هذه الفئة الاجتماعية، رغم عدم وجود أي قوانين تمييزية ضدهم أو معارضة الحكومة لدمجهم في المجتمع.

وقال إنه يدعم «الحصول على الهوية القانونية والوثائق المدنية بين المهمشين» في اليمن، بما يمكنهم من الحصول على أوراق الهوية، والحد من مخاطر الحماية، والمطالبة بفرص حياة مهمة في البلاد.

أكبر تمويل

طلبت الأمم المتحدة أعلى تمويل لعملياتها الإنسانية للعام المقبل لتغطية الاحتياجات الإنسانية لأكثر من 17 مليون شخص في اليمن يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد، بمبلغ قدره مليار ونصف المليار دولار.

وأفاد برنامج الأغذية العالمي في أحدث تقرير له بأن التمويل المطلوب لليمن هو الأعلى على الإطلاق من بين 86 بلداً حول العالم، كما يُعادل نحو 31 في المائة من إجمالي المبلغ المطلوب لعمليات برنامج الغذاء العالمي في 15 بلداً ضمن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وشرق أوروبا، والبالغ 4.9 مليار دولار، خلال العام المقبل.

الحوثيون تسببوا في نزوح 4.5 مليون يمني (إعلام محلي)

وأكد البرنامج أنه سيخصص هذا التمويل لتقديم المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة في اليمن، حيث خلّف الصراع المستمر والأزمات المتعددة والمتداخلة الناشئة عنه، إضافة إلى الصدمات المناخية، 17.1 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد.

وأشار البرنامج إلى وجود 343 مليون شخص حول العالم يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد، بزيادة قدرها 10 في المائة عن العام الماضي، وأقل بقليل من الرقم القياسي الذي سجل أثناء وباء «كورونا»، ومن بين هؤلاء «نحو 1.9 مليون شخص على شفا المجاعة، خصوصاً في غزة والسودان، وبعض الجيوب في جنوب السودان وهايتي ومالي».

أزمة مستمرة

أكدت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن اليمن لا يزال واحداً من أسوأ البلاد التي تواجه الأزمات الإنسانية على مستوى العالم، حيث خلقت عشر سنوات من الصراع تقريباً نقاط ضعف، وزادت من تفاقمها، وتآكلت القدرة على الصمود والتكيف مع ذلك.

وذكرت المفوضية الأممية في تقرير حديث أن اليمن موطن لنحو 4.5 مليون نازح داخلياً، وأكثر من 60 ألف لاجئ وطالب لجوء. وهؤلاء الأفراد والأسر المتضررة من النزوح معرضون للخطر بشكل خاص، مع انخفاض القدرة على الوصول إلى الخدمات الأساسية وسبل العيش، ويواجهون كثيراً من مخاطر الحماية، غالباً يومياً.

التغيرات المناخية في اليمن ضاعفت من أزمة انعدام الأمن الغذائي (إعلام محلي)

ونبّه التقرير الأممي إلى أن كثيرين يلجأون إلى آليات التكيف الضارة للعيش، بما في ذلك تخطي الوجبات، والانقطاع عن الدراسة، وعمل الأطفال، والحصول على القروض، والانتقال إلى مأوى أقل جودة، والزواج المبكر.

وبيّنت المفوضية أن المساعدات النقدية هي من أكثر الطرق سرعة وكفاءة وفاعلية لدعم الأشخاص الضعفاء الذين أجبروا على الفرار من ديارهم وفي ظروف صعبة، لأنها تحترم استقلال الشخص وكرامته من خلال توفير شعور بالطبيعية والملكية، مما يسمح للأفراد والأسر المتضررة بتحديد ما يحتاجون إليه أكثر في ظروفهم.

وذكر التقرير أن أكثر من 90 في المائة من المستفيدين أكدوا أنهم يفضلون الدعم بالكامل أو جزئياً من خلال النقد، لأنه ومن خلال ذلك تستطيع الأسر شراء السلع والخدمات من الشركات المحلية، مما يعزز الاقتصاد المحلي.