الصومال: معركة الـ«30 ساعة» تنتهي بمقتل 21 وإصابة 117

بعد هجوم «حركة الشباب» على فندق بمقديشو

مسؤولون في الشرطة والجيش يمشّطون موقع هجوم لمتشددين من جماعة «الشباب» المرتبطة بـ«القاعدة» على فندق في العاصمة مقديشو (رويترز)
مسؤولون في الشرطة والجيش يمشّطون موقع هجوم لمتشددين من جماعة «الشباب» المرتبطة بـ«القاعدة» على فندق في العاصمة مقديشو (رويترز)
TT

الصومال: معركة الـ«30 ساعة» تنتهي بمقتل 21 وإصابة 117

مسؤولون في الشرطة والجيش يمشّطون موقع هجوم لمتشددين من جماعة «الشباب» المرتبطة بـ«القاعدة» على فندق في العاصمة مقديشو (رويترز)
مسؤولون في الشرطة والجيش يمشّطون موقع هجوم لمتشددين من جماعة «الشباب» المرتبطة بـ«القاعدة» على فندق في العاصمة مقديشو (رويترز)

أنهت القوات الصومالية هجوماً شنّته «حركة الشباب» على فندق في العاصمة مقديشو وبقيت متحصّنة فيه لأكثر من 30 ساعة، بحصيلة ارتفع فيها عدد القتلى إلى 21 بينما أُصيب 117 آخرون، في أعنف هجوم من نوعه منذ تولى الرئيس الصومالي الجديد حسن شيخ محمود السلطة قبل نحو 3 أشهر.
والتزمت السلطات الرسمية الصومالية الصمت حيال الهجوم، وامتنع إلياس علي حسن، وزير الدولة بوزارة الداخلية، عن الإدلاء بأي تصريحات.
بدوره، أكد اللواء حسن عبدي، قائد الشرطة، أن «القوات الأمنية أنهت منتصف ليلة أول من أمس، الهجوم الإرهابي الذي شنته عناصر حركة الشباب المرتبطة بتنظيم (القاعدة) على فندق (حياة) بالعاصمة مقديشو». وأشار في مؤتمر صحافي إلى أن القوات الأمنية أنقذت أكثر من 106 أشخاص بينهم نساء وأطفال كانوا في موقع الحادث، لافتاً إلى أن «القوات منحت الأولوية لسلامة المدنيين»، وقال إنه «من المؤسف أن يلقى مدنيون أبرياء مصرعهم في موقع الحادث».
وأكد وزير الصحة علي حاج عدن، لوسائل الإعلام الرسمية مقتل 21 شخصاً وإصابة 117 آخرين في الهجوم، وفقاً لما نقلته عنه وكالة الأنباء الصومالية الرسمية، كما أُصيب مسؤولان أمنيان، أحدهما رئيس مخابرات مقديشو محيي الدين محمد.
وينتظر أقارب المفقودين في الهجوم أنباء عن أقاربهم، حيث تجمّع عشرات الأشخاص قرب الطريق المؤدي إلى الفندق بانتظار الحصول على أخبار عن أفراد عائلاتهم وأصدقائهم بينما كانت قوات الأمن تحرس المنطقة، ولم تسمح لأحد بالمرور.
وساد الهدوء المنطقة المحيطة بالفندق، فيما أُقفلت الطرقات وسط وجود أمني كثيف، كما سعت عناصر الطوارئ وخبراء تفكيك المتفجّرات إلى تطهير المبنى وإزالة الأنقاض.
وتعرّض مبنى الفندق لأضرار جسيمة خلال تبادل إطلاق النار بين القوات الصومالية والمسلّحين، مما أدى إلى انهيار أجزاء منه وترك الكثير من الناس في حالة من القلق على أقربائهم الذين كانوا بداخله عندما بدأ الهجوم.
ولحق دمار كبير بالفندق بعدما قصفته القوات الصومالية للقضاء على المهاجمين المتحصّنين فيه، لكنّ المسؤول شدّد على ضرورة تفتيش المبنى تحسّباً لأي متفجرات قد يكون المهاجمون زرعوها.
وفي حي حمر ججب في العاصمة الصومالية، أسفر تساقط قذائف عن إصابة 20 شخصاً منهم أطفال، حسبما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن المسؤول عن إدارة الحي موكاويي مودي، الذي قال إن «من بين الأشخاص المصابين بجروح بالغة، امرأة متزوجة وزوجها، بالإضافة إلى عائلة» مؤلفة من أبوين وأطفالهما الثلاثة. ولم تتبنّ أي جهة الهجوم بعد.
وأبلغ محمد عبد الرحمن، مدير مستشفى المدينة في مقديشو، وكالة «أسوشييتد برس» الأميركية، أن 40 شخصاً تم إدخالهم هناك مصابين بجروح أو إصابات من الهجوم، وقال إنه بينما تم إرسال تسعة إلى منازلهم بعد تلقي العلاج، فإن خمسة منهم في حالة حرجة في وحدة العناية المركزة.
وأدانت بعثة الاتحاد الأفريقي بشدة الهجوم، وأعربت عن «تضامنها مع الحكومة الصومالية لمواصلة القتال المشترك ضد الإرهابيين وقدمت تعازيها القلبية لأسر الضحايا وتمنت الشفاء العاجل للمصابين».
واستولت الحركة على المزيد من الأراضي في السنوات الأخيرة، ولا تزال تشكل أكبر تهديد للاستقرار السياسي في الدولة المضطربة الواقعة في القرن الأفريقي. وطرد عناصر الحركة التي تخوض تمرّداً ضدّ الحكومة الصومالية المدعومة من المجتمع الدولي منذ 15 عاماً، من المدن الرئيسية في الصومال، بما في ذلك العاصمة مقديشو في 2011، لكنهم لا يزالون منتشرين في مناطق ريفية شاسعة وهم قادرون على شن هجمات ضد أهداف مدنية وعسكرية، وكثّفوا هجماتهم خلال الأشهر الأخيرة.
إلى ذلك، أدى الرئيس الصومالي السابق محمد عبد الله فرماجو، اليمين القانونية كعضو مدى الحياة في البرلمان الفيدرالي لمجلس الشعب الصومالي.


مقالات ذات صلة

تركيا: القبض على 47 من عناصر «داعش»

شؤون إقليمية عناصر من قوات مكافحة الإرهاب التركية أثناء عملية استهدفت «داعش» (إعلام تركي)

تركيا: القبض على 47 من عناصر «داعش»

ألقت قوات مكافحة الإرهاب بتركيا القبض على 47 من عناصر تنظيم «داعش» الإرهابي، في حملة شملت 5 ولايات؛ بينها أنقرة وإسطنبول.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا الجيش الموريتاني خلال مناورات على الحدود مع مالي مايو الماضي (أرشيف الجيش الموريتاني)

الجيش الموريتاني: لن نسمح بأي انتهاك لحوزتنا الترابية

أفرجت السلطات في دولة مالي عن 6 مواطنين موريتانيين، كانت قد اعتقلتهم وحدة من مقاتلي مجموعة «فاغنر» الروسية الخاصة.

الشيخ محمد (نواكشوط)
المشرق العربي مسيّرات تركية قصفت مستودع أسلحة يعود لقوات النظام السابق بمحيط مطار القامشلي (المرصد السوري)

مصادر لـ«الشرق الأوسط»: تركيا ستطالب أميركا بموقف حاسم من «الوحدات» الكردية

أكدت تركيا استمرار الفصائل الموالية لها في التقدم بمناطق «قسد»، وقالت مصادر إنها ستطلب من وزير الخارجية أنتوني بلينكن موقفاً أميركياً ضد «الوحدات» الكردية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
آسيا صورة أرشيفية مؤرخة 3 أغسطس 2024 تُظهر خليل الرحمن حقاني وزير شؤون اللاجئين في حكومة «طالبان» المؤقتة وهو يتحدث مع الصحافيين في كابل (إ.ب.أ)

إجراءات أمنية مشدَّدة استعداداً لجنازة وزير أفغاني قُتل في تفجير انتحاري

فرضت أفغانستان إجراءات أمنية مشددة، الخميس، قبل جنازة وزير شؤون اللاجئين في حكومة «طالبان» خليل حقاني الذي قُتل في تفجير انتحاري.

«الشرق الأوسط» (كابل - إسلام آباد)
آسيا خليل حقاني يلقي كلمة بعد صلاة الجمعة في كابل عام 2021... كان شخصية بارزة في صعود «طالبان» إلى السلطة (نيويورك تايمز)

أفغانستان: عائلة حقاني وزير شؤون اللاجئين تعلن مقتله في انفجار كابل

قال أنس حقاني، ابن شقيق القائم بأعمال وزير شؤون اللاجئين في حكومة «طالبان» بأفغانستان، خليل الرحمن حقاني، إن الوزير وستة آخرين قُتلوا في تفجير بالعاصمة كابل.

«الشرق الأوسط» (كابل - إسلام آباد)

دعوات حكومية ودولية لتكثيف الاستجابة الإنسانية في اليمن

زيادة كبيرة في حجم احتياجات الاستجابة الإنسانية في اليمن يقابلها نقص في التمويل (الأمم المتحدة)
زيادة كبيرة في حجم احتياجات الاستجابة الإنسانية في اليمن يقابلها نقص في التمويل (الأمم المتحدة)
TT

دعوات حكومية ودولية لتكثيف الاستجابة الإنسانية في اليمن

زيادة كبيرة في حجم احتياجات الاستجابة الإنسانية في اليمن يقابلها نقص في التمويل (الأمم المتحدة)
زيادة كبيرة في حجم احتياجات الاستجابة الإنسانية في اليمن يقابلها نقص في التمويل (الأمم المتحدة)

مع توجّه الحكومة اليمنية بطلب إلى الأمم المتحدة لعقد مؤتمر للمانحين لجهة دعم خطة الاستجابة الإنسانية في البلاد، بعد تزايد الاحتياجات الإنسانية الملحَّة، جددت منظمات دولية وأممية الدعوة إلى زيادة التمويل والتعاون الأكبر بين الجهات الفاعلة الوطنية والدولية لتقديم المساعدات الأساسية.

وفي حين تواصل الجماعة الحوثية إعاقة جهود الإغاثة في البلاد، ذكر الإعلام الرسمي أن سفير اليمن لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أكد على ضرورة أن تظل الأزمة الإنسانية في اليمن على رأس أولويات الأمم المتحدة والمجتمع الدولي للحد من المعاناة المتزايدة، داعياً إلى تكثيف الجهود للإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المختطَفين والمعتقَلين، ومحاسبة المسؤولين عن مختلف الانتهاكات، في إشارة إلى الجماعة الحوثية.

وفي بيان اليمن أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، خلال الجلسة الخاصة بتعزيز تنسيق المساعدات الإنسانية والإغاثية، حذَّر السعدي المجتمع الدولي من خطورة تجاهل الانتهاكات التي ترتكبها الجماعة الحوثية لخدمة أجندتها السياسية، بما في ذلك استخدام المساعدات الإنسانية لخدمة أهدافها العسكرية وتحويل المناطق الخاضعة لسيطرتها إلى سجون لمن يعارضونها.

أكثر من 19 مليون يمني بحاجة إلى المساعدات خلال العام المقبل حسب تقديرات أممية (الأمم المتحدة)

وأعاد البيان اليمني التذكير بأهمية نقل مقرات الوكالات الأممية والمنظمات الدولية إلى العاصمة المؤقتة عدن لضمان سلامة العاملين في المجال الإنساني، وتوفير بيئة آمنة للعمل بعيداً عن التدخلات؛ ما يساهم في تحسين القدرة على إيصال المساعدات إلى الفئات المحتاجة في مختلف المناطق. وتتهم الحكومة اليمنية وأوساط إغاثية وحقوقية محلية وأممية ودولية الجماعة الحوثية بالاستمرار في اختطاف العاملين بالمجال الإغاثي، وتبني حملات إعلامية مسيئة للعمل الإنساني، ورفض الاستجابة لطلبات عائلات المختطفين بالسماح بزيارتهم والاطمئنان على صحتهم الجسدية والنفسية، وتقديم الرعاية لهم.

سوء التنظيم والتخطيط

وجدَّدت الحكومة اليمنية التذكير بالأضرار الكبيرة التي تسببت بها الفيضانات والسيول التي ضربت عدة مناطق يمنية هذا العام، إلى جانب مختلف التطرفات المناخية التي ضاعفت من الآثار الناجمة عن الحرب في مفاقمة الأوضاع الإنسانية والاقتصادية؛ ما زاد من أهمية وضرورة تكثيف دعم المجتمع الدولي لليمن في مواجهة هذه التحديات.

جهات دولية تتهم الجماعة الحوثية بإعاقة أعمال الإغاثة بعد اختطاف موظفي المنظمات (رويترز)

ولا يتوقع جمال بلفقيه رئيس اللجنة العليا للإغاثة في الحكومة اليمنية أن يكون الدعم كبيراً أو كافياً لمواجهة مختلف المتطلبات والاحتياجات، مشيراً إلى أن عملية حشد الأموال لا بد أن تقترن بكيفية تنظيم إدارة العمل الإنساني والإغاثي، وخلق شراكة حقيقية بين الحكومة اليمنية والقطاع الخاص، والمنظمات المحلية والجهات الإغاثية الحالية، لإيصال المساعدات.

وفي حديثه لـ«الشرق الأوسط»، يصف بلفقيه الأزمة الإنسانية في بلاده بالأشد قسوة؛ ما يجعل من غير الممكن على اليمنيين الصمود أمام متطلبات معيشتهم، في ظل استمرارها وتصاعدها، منوهاً بأن حجم الأموال التي يمكن الحصول عليها ليس مهماً إذا لم يتم تنظيم عمليات الإغاثة للوصول بكفاءة إلى كل المستحقين.

وانتقد بلفقيه، وهو أيضاً مستشار وزير الإدارة المحلية، التوجهات الأممية الموسمية لزيادة التمويل، عند نهاية عام وبداية عام جديد، مع غياب التخطيط والتنظيم الفاعلين، وعدم مراعاة الاحتياجات المحلية للمتضررين من الأزمة الإنسانية في كل محافظة.

فيضانات الصيف الماضي في اليمن فاقمت من الأزمة الإنسانية وزادت من احتياجات الإغاثة (الأمم المتحدة)

من جهتها، أكدت منظمة «هيومن رايتس ووتش» أن اليمن أصبح يعيش «واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم»، وفقاً لبيانات الأمم المتحدة؛ ما يزيد من احتياجات التمويل والتعاون الأكبر بين الجهات الفاعلة الوطنية والدولية لتقديم المساعدات الأساسية، بما فيها الغذاء والمياه والإمدادات الطبية.

واتهمت المنظمة، في بيان حديث لها، الجماعة الحوثية، باحتجاز وإخفاء 17 شخصاً على الأقل من موظفي الأمم المتحدة، بالإضافة إلى عشرات الموظفين من المنظمات غير الحكومية ومنظمات المجتمع المدني والشركات الخاصة، ومواصلة احتجازهم دون تهم.

إيقاف التمويل

نقلت «هيومن رايتس ووتش» عن الأمم المتحدة، أن 24.1 مليون يمني، أي ما يساوي 80 في المائة من السكان، بحاجة إلى المساعدات الإنسانية والحماية».

ونبهت المنظمة الدولية إلى أن الحكومة السويدية أقرَّت، أواخر الشهر الماضي، «الإنهاء التدريجي» لمساعداتها الإنمائية لليمن، على خلفية الإجراءات التدميرية المتزايدة للجماعة الحوثية في الأجزاء الشمالية من اليمن، ومنها اختطاف موظفي الأمم المتحدة.

كما دعت الأمم المتحدة والمجتمع الدولي تصعيد مطالبة الحوثيين بالإفراج عن المعتقلين، وتنسيق جهودهما بشكل أفضل في هذا الهدف المشترك. وقالت: «يجب أن تضاعف وكالات الأمم المتحدة الجهود لحماية ودعم موظفيها المتبقين في اليمن».

رغم تراجع تمويل الإغاثة في اليمن لا تزال وكالات أممية تقدم مساعدات للنازحين والمحتاجين (الأمم المتحدة)

ويتفق الباحث الاقتصادي، عادل السامعي، مع مسؤول الإغاثة اليمني، بلفقيه، حول سوء إدارة أموال الإغاثة في اليمن، وتسبب ذلك في حلول جزئية ومؤقتة للأزمة الإنسانية في البلاد. ويوضح السامعي لـ«الشرق الأوسط» أن هناك تراجعاً ملحوظاً في تمويل خطة الاستجابة الإنسانية في اليمن بسبب «الفساد» الذي أضر بالعملية الإغاثية وتجيير كثير من أوجه الدعم والمساعدات لصالح الجماعة الحوثية.

ويلفت إلى أن هناك تراكماً للفجوات بين الاحتياجات التي تفرضها الأزمة الإنسانية في اليمن والتمويل الموجَّه لها؛ فبعد أن كانت متطلبات الاستجابة الإنسانية خلال الـ12 عاماً الماضية تزيد على 33 مليار دولار، جرى تحصيل أقل من 20 مليار دولار فقط.

وخلال الأسبوع الماضي، كشفت الأمم المتحدة عن حاجتها إلى 2.5 مليار دولار لدعم خطة الاستجابة الإنسانية في اليمن خلال العام المقبل (2025).

بسبب اختطاف الجماعة الحوثية موظفي الإغاثة في اليمن تراجعت عدد من الدول عن تمويل الاستجابة الإنسانية (أ.ف.ب)

وحذَّر «مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)»، في بيان له، من أن الظروف المعيشية لمعظم اليمنيين ستظل مزرية في عام 2025. ومن المتوقَّع أن تؤدي فرص كسب العيش المحدودة وانخفاض القدرة الشرائية إلى تعميق عدم الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي.

ووفقاً للمكتب الأممي، فإن 19.54 مليون شخص في اليمن بحاجة إلى المساعدة خلال العام المقبل، من بينهم 17 مليون شخص (49 في المائة من السكان) سيواجهون انعدام الأمن الغذائي الشديد، مع معاناة 5 ملايين شخص من ظروف «الطوارئ». بينما يؤثر سوء التغذية الحاد على نحو 3.5 مليون شخص، بمن في ذلك أكثر من 500 ألف شخص يعانون من سوء التغذية الحاد الشديد.