مختصون: قلة الوعي والعروض الوهمية زادتا حالات الاحتيال المالي

تصل عقوبات المحتالين في السعودية للسجن 7 سنوات وغرامة 5 ملايين ريال

سببت أساليب المحتالين المتطورة في كثير من الأحيان لبسا وإيهاما للمتسوقين الإلكترونيين (الشرق الأوسط)
سببت أساليب المحتالين المتطورة في كثير من الأحيان لبسا وإيهاما للمتسوقين الإلكترونيين (الشرق الأوسط)
TT

مختصون: قلة الوعي والعروض الوهمية زادتا حالات الاحتيال المالي

سببت أساليب المحتالين المتطورة في كثير من الأحيان لبسا وإيهاما للمتسوقين الإلكترونيين (الشرق الأوسط)
سببت أساليب المحتالين المتطورة في كثير من الأحيان لبسا وإيهاما للمتسوقين الإلكترونيين (الشرق الأوسط)

عزا مختصون قانونيون وتقنيون تزايد وشيوع عدد من حالات الاحتيال المالي الإلكتروني إلى قلة الوعي لدى بعض أفراد المجتمع بالإجراءات الاحتياطية الواجب اتخاذها قبل الشراء من أي موقع، وكذلك أساليب بعض المحتالين في عرض السلع في منصات التواصل الاجتماعي بأسعار أقل من قيمتها الحقيقية، لافتين إلى أن العقوبات التي نص عليها نظام مكافحة الاحتيال المالي في السعودية تصل إلى السجن 7 سنوات، وغرامة مالية 5 ملايين ريال، بما يسهم في ردع المحتالين.
كانت النيابة العامة السعودية، قد أعلنت الخميس الماضي توجيه الاتهام لمواطنين في العقد الثالث من العمر بتشكيل عصابي منظم للاحتيال المالي من خلال العرض الوهمي لبيع مركبات في موقع إلكتروني مختص ببيع السلع المستعملة، والاستيلاء على أموال الراغبين في الشراء بما بلغ مجموعها أكثر من ستة ملايين وسبعمائة وستة عشر ألف ريال. وكشفت إجراءات التحقيق عن قيامهما بتكرار الجريمة أكثر من مرة بالنمط الإجرامي نفسه، مستغلين جهل المجني عليهم وحاجتهم لتلك المركبات.
وأوضحت النيابة العامة أنه جرى إيقاف المتهمين على ذمة التحقيق تمهيداً لإحالتهما للمحكمة المختصة للمطالبة بالعقوبات النظامية بحقهما، منوهة إلى ضرورة اتباع الإجراءات النظامية حال الحاجة لشراء سلع مستعملة كالمركبات، وخاصة الشراء من خلال المواقع والتطبيقات الإلكترونية، وأن عدم الالتزام بذلك قد يُنتج مثل هذه السلوكيات الإجرامية.
من جانبها، قالت المستشارة القانونية مرام الرموثي لـ«الشرق الأوسط»، إن قضايا الاحتيال المالي من الجرائم الكبيرة الموجبة للتوقيف، ومن الجرائم الأكثر شيوعاً في الآونة الأخيرة، لا سيما مع توسع وانتشار مواقع الشراء الإلكترونية، مضيفة أنها تتم عبر صور مختلفة ومتعددة ومتنوعة خصوصاً مع الاعتماد الكبير على التقنية وانتشارها.
وبيّنت أن من تلك الطرق إيهام المشتري بوجود سلع وهمية، من أجل الحصول على المال، كما حدث في القضية التي أعلنت عبر النيابة العامة مؤخراً، مشيرة إلى أن ما قام به المتهمان من إيهام المشتري بوجود السلعة للاستيلاء على أموال المشترين جريمة نص النظام على عقوبتها، حيث «جاء نظام مكافحة الاحتيال المالي رادعاً لكل من قام بالاستيلاء على مال الغير دون وجه حق».
وذكرت الرموثي أن المادة الأولى من النظام نصت على أنه «يعاقب بالسجن مدة لا تتجاوز 7 سنوات، وبغرامة مالية لا تزيد على 5 ملايين ريال، أو بإحدى هاتين العقوبتين؛ كل من استولى على مال للغير دون وجه حق بارتكابه فعلاً أو أكثر، ينطوي على استخدام أي من طرق الاحتيال، بما فيها الكذب، أو الخداع، أو الإيهام».
وأشارت إلى أن تكرار المحتالين لمثل هذه الأساليب الإجرامية وانتشارها، دليل على قلة الوعي لدى بعض أفراد المجتمع، داعية المتسوقين الإلكترونيين إلى اتخاذ جميع الاحتياطات عند التسوق الإلكتروني، ومعاينة السلع التي يودون شراءها ومقابلة البائع قبل القيام بأي معاملات مالية.
من جهته، قال خبير التسوق الإلكتروني والتقني رباح الصديان لـ«الشرق الأوسط»، أن وصف «جاهل» اندثر مع مرور الوقت وكثرة التحذيرات التي نراها في كل مكان، إلا أن أساليب المحتالين المتطورة سببت في كثير من الأحيان لبسا وإيهاما للمتسوقين الإلكترونيين، خصوصاً أن بعض المحتالين المحترفين في تزوير وتصميم مواقع شبيهة للمواقع المعروفة والمشهورة أو الحكومية، مما يوقع الضحية في شباكهم بالذات عندما يكون المشتري بحاجة ماسة لتلك السلعة فتغلب سرعته وحاجته على تركيزه في معرفة ثغرات المواقع أو في اختلاف رابط الموقع عن الموقع الحقيقي باختلاف في حرف أو دومين.
وأشار الصديان، إلى أن من أكثر الثغرات التي يستغلها المحتالون الإلكترونيون هي عرض وتوفير السلع بسعر أقل من سعرها الحقيقي، في منصات التواصل الاجتماعي، وتصميم مواقع مزورة وشبيهة لمواقع التسوق المشهورة. وقدّم خمس نصائح للمتسوقين عند الشراء من تلك المواقع والتطبيقات، وهي: التأكد مراراً وتكراراً من صحة الموقع وبأن الموقع أصلي وليس مزيفا، وأن عنوان الصفحة يبدأ ببروتوكول التشفير الآمن (https:) بدلاً من البروتوكول الشائع (http:)، وعدم إدخال بيانات معلومات بطاقة الصراف البنكية بتاتاً واستخدام بدلاً من ذلك خدمة الدفع عبر «أبل بي» أو الدفع عند التسلم، وكذلك الانتباه والحذر من أي موقع تسوق يطلب إدخال بيانات «أبشر»، وأخيراً الاتصال بالبنك فوراً لإيقاف البطاقة البنكية، عند الوقوع كضحية في أي عملية نصب إلكترونية.
وشددت النيابة العامة على أنها لن تتوانى في تقديم كل من تسول له نفسه الجناية على أموال الآخرين بالممارسات المنطوية على الاحتيال المالي، لينال جزاءه بالعقوبات المشددة.


مقالات ذات صلة

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

شمال افريقيا «أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

نقلت سفينة «أمانة» السعودية، اليوم (الخميس)، نحو 1765 شخصاً ينتمون لـ32 دولة، إلى جدة، ضمن عمليات الإجلاء التي تقوم بها المملكة لمواطنيها ورعايا الدول الشقيقة والصديقة من السودان، إنفاذاً لتوجيهات القيادة. ووصل على متن السفينة، مساء اليوم، مواطن سعودي و1765 شخصاً من رعايا «مصر، والعراق، وتونس، وسوريا، والأردن، واليمن، وإريتريا، والصومال، وأفغانستان، وباكستان، وأفغانستان، وجزر القمر، ونيجيريا، وبنغلاديش، وسيريلانكا، والفلبين، وأذربيجان، وماليزيا، وكينيا، وتنزانيا، والولايات المتحدة، وتشيك، والبرازيل، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وهولندا، والسويد، وكندا، والكاميرون، وسويسرا، والدنمارك، وألمانيا». و

«الشرق الأوسط» (جدة)
الخليج السعودية تطلق خدمة التأشيرة الإلكترونية في 7 دول

السعودية تطلق خدمة التأشيرة الإلكترونية في 7 دول

أطلقت السعودية خدمة التأشيرة الإلكترونية كمرحلة أولى في 7 دول من خلال إلغاء لاصق التأشيرة على جواز سفر المستفيد والتحول إلى التأشيرة الإلكترونية وقراءة بياناتها عبر رمز الاستجابة السريعة «QR». وذكرت وزارة الخارجية السعودية أن المبادرة الجديدة تأتي في إطار استكمال إجراءات أتمتة ورفع جودة الخدمات القنصلية المقدمة من الوزارة بتطوير آلية منح تأشيرات «العمل والإقامة والزيارة». وأشارت الخارجية السعودية إلى تفعيل هذا الإجراء باعتباره مرحلة أولى في عددٍ من بعثات المملكة في الدول التالية: «الإمارات والأردن ومصر وبنغلاديش والهند وإندونيسيا والفلبين».

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق «ملتقى النقد السينمائي» نظرة فاحصة على الأعمال السعودية

«ملتقى النقد السينمائي» نظرة فاحصة على الأعمال السعودية

تُنظم هيئة الأفلام السعودية، في مدينة الظهران، الجمعة، الجولة الثانية من ملتقى النقد السينمائي تحت شعار «السينما الوطنية»، بالشراكة مع مهرجان الأفلام السعودية ومركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء). ويأتي الملتقى في فضاءٍ واسع من الحوارات والتبادلات السينمائية؛ ليحل منصة عالمية تُعزز مفهوم النقد السينمائي بجميع أشكاله المختلفة بين النقاد والأكاديميين المتخصصين بالدراسات السينمائية، وصُناع الأفلام، والكُتَّاب، والفنانين، ومحبي السينما. وشدد المهندس عبد الله آل عياف، الرئيس التنفيذي للهيئة، على أهمية الملتقى في تسليط الضوء على مفهوم السينما الوطنية، والمفاهيم المرتبطة بها، في وقت تأخذ في

«الشرق الأوسط» (الظهران)
الاقتصاد مطارات السعودية تستقبل 11.5 مليون مسافر خلال رمضان والعيد

مطارات السعودية تستقبل 11.5 مليون مسافر خلال رمضان والعيد

تجاوز عدد المسافرين من مطارات السعودية وإليها منذ بداية شهر رمضان وحتى التاسع من شوال لهذا العام، 11.5 مليون مسافر، بزيادة تجاوزت 25% عن العام الماضي في نفس الفترة، وسط انسيابية ملحوظة وتكامل تشغيلي بين الجهات الحكومية والخاصة. وذكرت «هيئة الطيران المدني» أن العدد توزع على جميع مطارات السعودية عبر أكثر من 80 ألف رحلة و55 ناقلاً جوياً، حيث خدم مطار الملك عبد العزيز الدولي بجدة النسبة الأعلى من المسافرين بـ4,4 مليون، تلاه مطار الملك خالد الدولي في الرياض بـ3 ملايين، فيما خدم مطار الأمير محمد بن عبد العزيز الدولي بالمدينة المنورة قرابة المليون، بينما تم تجاوز هذا الرقم في شركة مطارات الدمام، وتوز

«الشرق الأوسط» (الرياض)
شمال افريقيا فيصل بن فرحان وغوتيريش يبحثان وقف التصعيد في السودان

فيصل بن فرحان وغوتيريش يبحثان وقف التصعيد في السودان

بحث الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اليوم (الخميس)، الجهود المبذولة لوقف التصعيد العسكري بين الأطراف في السودان، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين السودانيين والمقيمين على أرضه. وأكد الأمير فيصل بن فرحان، خلال اتصال هاتفي أجراه بغوتيريش، على استمرار السعودية في مساعيها الحميدة بالعمل على إجلاء رعايا الدول التي تقدمت بطلب مساعدة بشأن ذلك. واستعرض الجانبان أوجه التعاون بين السعودية والأمم المتحدة، كما ناقشا آخر المستجدات والتطورات الدولية، والجهود الحثيثة لتعزيز الأمن والسلم الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

النفط يستقر مع إعلان وقف إطلاق النار وترقباً لاجتماع «أوبك بلس»

ناقلة نفط راسية في ميناء نيويورك (رويترز)
ناقلة نفط راسية في ميناء نيويورك (رويترز)
TT

النفط يستقر مع إعلان وقف إطلاق النار وترقباً لاجتماع «أوبك بلس»

ناقلة نفط راسية في ميناء نيويورك (رويترز)
ناقلة نفط راسية في ميناء نيويورك (رويترز)

استقرت أسعار النفط خلال التعاملات المبكرة يوم الأربعاء، مع تقييم الأسواق للتأثير المحتمل لاتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله»، وقبل اجتماع «أوبك بلس» يوم الأحد المقبل.

وبحلول الساعة 01:14 بتوقيت غرينتش، تراجعت العقود الآجلة لخام برنت سِنتَين إلى 72.79 دولار للبرميل، في حين انخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 4 سنتات، أو 0.1 في المائة، إلى 68.73 دولار.

وهبطت أسعار النفط الثلاثاء، بعد أن وافقت إسرائيل على اتفاق لوقف إطلاق النار مع «حزب الله» اللبناني. ودخل اتفاق وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة وفرنسا حيز التنفيذ يوم الأربعاء، في الساعة الرابعة صباحاً بالتوقيت المحلي (02:00 بتوقيت غرينتش). ويمهد الاتفاق الطريق لإنهاء صراع أودى بحياة الآلاف، منذ اندلعت شرارته بسبب حرب غزة العام الماضي.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه مستعد لتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان، ولكنه «سيرد بقوة على أي انتهاك» من جانب «حزب الله».

وقال هيرويوكي كيكوكاوا، رئيس «إن إس تريدنغ»، وهي وحدة تابعة لشركة «نيسان» للأوراق المالية: «يحاول المشاركون في السوق التكهن بما إذا كان سيتم الالتزام بوقف إطلاق النار». وقال مصدران في «أوبك بلس» الثلاثاء، إن دول المجموعة تناقش تأجيلاً إضافياً لزيادة في إنتاج النفط كان مقرراً أن تبدأ في يناير (كانون الثاني)، وذلك قبل اجتماع يوم الأحد، لاتخاذ قرار بشأن سياسة الإنتاج خلال الأشهر الأولى من 2025.

وتضخ المجموعة نحو نصف النفط العالمي، وكانت تخطط للتراجع تدريجياً عن تخفيضات إنتاج النفط، مع الإقدام على زيادات صغيرة على مدى عدة أشهر في عامي 2024 و2025. لكن تباطؤ الطلب الصيني والعالمي وارتفاع الإنتاج خارج المجموعة قوَّض هذه الخطة.

وفي الولايات المتحدة، قال الرئيس المنتخب دونالد ترمب إنه سيفرض تعريفات جمركية بنسبة 25 في المائة، على جميع المنتجات القادمة إلى الولايات المتحدة من المكسيك وكندا. وقال مصدران مطَّلعان على الخطة لـ«رويترز» الثلاثاء، إن النفط الخام لن يُعفى من العقوبات التجارية.

في غضون ذلك، قالت مصادر في السوق -نقلاً عن بيانات معهد البترول الأميركي، الثلاثاء- إن مخزونات النفط الخام الأميركية انخفضت، بينما ارتفعت مخزونات الوقود الأسبوع الماضي. وتراجعت مخزونات الخام 5.94 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 22 نوفمبر (تشرين الثاني)، متجاوزة توقعات المحللين لهبوط بنحو 600 ألف برميل.