هل تعمل أدوات النفخ الموسيقية على تفريق قطرات محملة بـ«كورونا»؟

خلال جائحة «كورونا» أُجل الكثير من الفعاليات والمهرجانات الموسيقية الحية، وأُلغي البعض لحماية الموسيقيين والجمهور. وعندما بدأت الفرق الموسيقية العودة مرة أخرى، لجأ البعض إلى الأداء مع وجود جماهيري بعيد أو محدود، كما قاموا أيضاً بإجراء تغييرات كبيرة في عدد الموسيقيين ومواقعهم في القاعة.
وواجهت الفرق الأوركسترالية تحدياً خاصاً، بسبب القلق من آلات النفخ، حيث يُنظر إليها على أنها ناقلات للتلوث من خلال العمل على تشتت الهباء الجوي.
وفي محاولة لفهم كمية الهباء الجوي التي تنتجها آلات النفخ وتشتتها، عمل الباحثون المتخصصون في فيزياء السوائل من جامعة بنسلفانيا مع موسيقيين من أوركسترا فيلادلفيا، ونشروا نتائجهم 16 أغسطس (آب) الجاري في دورية «فيزياء السوائل».
يقول المؤلف باولو أراتيا، من جامعة بنسلفانيا في تقرير نشره الموقع الرسمي للجامعة بالتزامن مع الدراسة: «من الناحية المثالية، كان الموسيقيون يجلسون بالقرب بعضهم من بعض لتأليف أفضل صوت، لكنّ مثل هذا الترتيب أصبح مشكلة خلال الجائحة».
واستخدم الباحثون التخيل لوصف التدفق ثم تتبعوا جزيئات الهباء في الهواء باستخدام الليزر، وقاموا أيضاً بقياس تركيز الهباء الجوي من أدوات النفخ باستخدام عداد الجسيمات.
ثم قاموا بدمج هذه القياسات لتطوير معادلة بسيطة لتحديد المسافة التي سيقطعها الهباء الجوي من خلال قياس سرعة تدفق الخروج، وهذا يوضح مدى السرعة التي سيتحلل خلالها الهباء.
ووجد الباحثون أن الهباء الجوي المنبعث من أدوات النفخ يشترك في تركيز وحجم توزيع مماثل مع أحداث الكلام والتنفس العادية. يقول أراتيا: «فوجئنا بأن الكمية التي يتم إنتاجها هي في نفس نطاق الكلام العادي، وكنت أتوقع سرعات تدفق أعلى بكثير وتركيزات أعلى».
وأظهرت قياسات التدفق (باستخدام قياس سرعة صورة الجسيمات) أن سرعات الخروج من آلات النفخ أقل بكثير من حالات السعال والعطس، وبالنسبة لمعظم الأدوات، يكون الحد الأقصى لطول تحلل الهباء أقل من متري، وبالتالي، يجب أن يظل موسيقيو آلات النفخ على مسافة 6 أقدام، على غرار التوصية للأفراد.
وسينظر الباحثون بعد ذلك في التلوث من خلال تشتت الهباء الجوي من وجهة نظر جماعية لفهم مقدار الهباء والتدفق الذي تنتجه الأوركسترا بأكملها في أثناء اللعب معاً. يقول أراتيا: «نأمل أن ترشد هذه الأبحاث مسؤولي الصحة إلى تطوير بروتوكولات لأحداث موسيقية حية وآمنة».