قالت مرام البتيري رئيسة نادي شعلة الشرقية لكرة القدم في المنطقة الشرقية إن فوز المملكة باستضافة بطولة آسيا للمنتخبات 2026 سيشكل خطوة مهمة نحو تطوير الكرة النسائية محلياً، مشيرة إلى أن التقدم بملف الترشح مثل لها وللكثير من السعوديات الشيء الكثير، وأنه خطوة مهمة وقوية في الاتجاه الصحيح، وتأكيد أن الرياضة أو كرة القدم ليست حكراً على الرجال. وأكدت مرام البتيري في حوار مع «الشرق الأوسط» أن الحدث مهم جداً ويترقبونه بشغف، مشيرة إلى أن السنوات التي ستسبق البطولة ستشهد بلا شك تطور المنتخب السعودي النسائي بشكل أفضل من السابق، وأنه سيكون قادراً على تحقيق أفضل النتائج. وأشارت مرام البتيري إلى أن فريقها النسائي بات ذا قيمة عالية ولا يمكنه التنازل بسهولة من أجل الاندماج مع أحد الأندية الكبيرة في المنطقة، التي تحظى بدعم كبير من قبل وزارة الرياضة. ولفتت مرام أن الكثير من أهدافها تحققت في ظرف زمني بسيط منذ إقرار الرياضة النسائية السعودية وبفضل الدعم الذي تتلقاه هذه الرياضة من مسؤولي الرياضة في الدولة.
لاعبات شعلة الشرقية يستمعن لتوجيهات الجهاز الفني قبل إحدى المباريات (الشرق الأوسط)
> كيف تجدين تطور كرة القدم النسائية في السعودية والذي أثمر عن تشكيل منتخب رسمي للسيدات؟
- بكل تأكيد هذا حلم كبير تحقق على أرض الواقع ولم يكن ليحدث لولا الدعم الحكومي المباشر والرؤية التي أطلقها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لتمكين كل أفراد الوطن من شباب وشابات في المجالات كافة. أنا سعيدة جداً بأن هذا الحلم يتحقق أمامي، وهناك الكثير من الأحلام المرتبطة بذلك ما زالت أترقب الوصول لها، وما دام نحن بدأنا فسنصل بكل تأكيد.
> متى تأسس نادي شعلة الشرقية ومتى دخل سباق المنافسة في استقطاب السيدات والمواهب من الناشئات بهدف تطويرهن في هذه اللعبة؟
- فريقنا تأسس عام 2006 ويعتبر أول الفرق تأسيساً وشارك في العديد من المسابقات والأنشطة وحقق الكثير من المنجزات، وأمضى أكثر من 16 عاماً منذ تأسيسه وحقق العديد من المنجزات والأهداف، وشارك في بطولات ودوريات عديدة نظمت داخل السعودية في عدة مدن، كما شارك في عدة منافسات خارج المملكة، أهمها بطولة نادي العين الإماراتي 2020 حيث واجهنا المنتخب الإماراتي سيدات ونادي العين سيدات، وأيضاً مشاركتنا ومنذ انطلاق النسخة الأولى «الدوري البحريني للسيدات» حتى عام 2019 مما أسهم في تطورنا من الناحية الفنية، خصوصاً أن الفرق البحرينية متمرسة وعريقة في هذا المجال، واليوم وبعد مضي قرابة العامين من السماح للفرق السعودية النسائية بالمشاركة في البطولات وتنظيمها تحت مظلة رسمية الوضع أصبح أكثر أريحية وتحفيزاً.
مرام البتيري أكدت أن ناديها يصقل اللاعبات بشكل نموذجي ومدروس (الشرق الأوسط)
> منذ عام 2006 وأنتم تمارسون كرة القدم كم وصلت نسبة اللاعبات السعوديات في فريقكم؟
- حالياً عدد السعوديات يفوق نسبة 90 في المائة، وهو أمر يعطي تحفيزاً وأملاً أن يكون هناك منتخب نسائي قوي في المستقبل، وقد بدأ فعلياً أولى خطواته في مباراتين دوليتين تحت قيادة المدير الفني للمنتخب السعودي الألمانية مونيكا ستامب.
> كيف تجدين انطلاقة أول دوري نسائي سعودي تم تنظيمه العام الماضي؟
- كان الدوري جيداً كبداية، فهناك فرق ضعيفة وسهلة على المستوى الفني كونها في مراحل التكوين والتأسيس، وتنافسي مع البعض ولكن عند الوصول إلى كأس المملكة كان المستوى قوياً جداً، حيث شارك الأفضل من كل منطقة مثل تشالنج واليمامة وسما من الرياض، والعاصفة وجدة إيغلز وميراس من الغربية، وطبعاً بطل كأس المملكة فريق المملكة، وبشكل عام كان التنظيم للنسخة الأولى ممتازً ومميزاً.
> هل سيكون فريقكم أكثر قدرة على تحقيق البطولة في النسخة المقبلة؟
- تجهيز الفريق قائم على التنافس والفوز، وهدفنا كشعلة الشرقية هو الحفاظ على لقب أبطال المنطقة الشرقية وتحقيق كأس المملكة في النسخة المقبلة. ولم يحالفنا الحظ في النسخة الأولى، حيث واجهنا فريقاً متمكناً في ربع النهائي، وهو تشالنج، وانتهت المباراة لصالحهم بفارق هدف، وقد تمكن من الوصول إلى النصف النهائي في النسخة الماضية.
> هل لدى نادي شعلة الشرقية قاعدة من اللاعبات؟ أم أنه يضم فقط العدد النظامي المسموح به للمشاركة في كرة القدم؟
- نملك قاعدة كبيرة من اللاعبات من فئات 12 و14 سنة وما فوق، ولدينا قاعدة قوية وتأسيس صحيح وقوي وبإشراف مدربين يحمل أحدهم شهادة «برو» ممثلاً في المدرب تركي الأسمري ومدرب الحارسات سعيد اليوسف، ومدرب اللياقة عبد الرحمن السوسي كما لدينا سبع مدربات سيدات لديهن شهادات تدريبية «بي» و«سي» «وأنا واحدة منهم»، كما أن العمل بالفريق أو إن شئت قلت النادي تكاملي ونموذجي بوجود إدارة متكاملة ومنسقه للفريق متمثلة في نجلاء الخاطر التي تنسق للمحاضرات عده (فنية، ولياقة بدنية، وتقوية وتغذية ومهارات ذهنية) وغيرها من ورش العمل التي ترشحها الأخصائية الاجتماعية إيمان الزهراني بشكل منتظم، وأعتقد أن فريق شعلة الشرقية متكامل من نواحٍ كثيرة ويمثل قاعدة مهمة في كرة القدم النسائية السعودية.
> هل تعتقدين أن الدوري النسائي القادم سيكون أكثر إثارة؟
- لم يفصح الاتحاد بعد عن آلية الدوري القادم رسمياً، ولكن أتوقع أن يكون أكثر إثارة وقوة، خصوصاً أن موضوع التصنيف سيكون له أثر كبير على الفرق التي أثبتت قوتها في النسخة الأولى، ومن المؤكد أنها ستنال التصنيف ضمن فرق الممتاز، أما الفرق التي تعتبر مبتدئة، فيمكن أن تصنف بكونها فرق درجة أولى، هذا توقع، والأهم هو حرص مدربه المنتخب السعودي مونيكا ستامب على متابعة جميع الفرق والأندية في أنحاء المملكة، حيث تقوم بنفسها بالزيارات وتتابع المستويات الفنية عن قرب، وقد رشحت الفرق التي شاركت في النسخة الأولى بناء على الإمكانيات الفنية حسب ما شاهدته ميدانياً. وبكل تأكيد الدوري القوي سينتج منتخباً قوياً.
> هناك ملف سعودي سيقدم لاستضافة بطولة آسيا لكرة القدم النسائية التي ستقام في عام 2026 ماذا يمثل لك هذا التحرك من قبل اتحاد كرة القدم؟
- مثل لي وللكثير من السعوديات الشيء الكثير، وهو خطوة مهمة وقوية في الاتجاه الصحيح، وتأكيد أن الرياضة أو كرة القدم ليست حكراً على الرجال، بل إنها لعبة للجميع، وكرة القدم النسائية السعودية بدأت من خلال اتحاد الرياضة للجميع وبدعم مباشر من الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان والأمير خالد بن الوليد بن طلال وشيماء الحصيني باتحاد الرياضة للجميع واستمرت بدعم وزارة الرياضة برئاسة الأمير عبد العزيز الفيصل وعرابة كرة القدم النسائية أضواء العريفي، التي باتت حالياً وكيلة لوزارة الرياضة ودعم كبير من ياسر المسحل رئيس الاتحاد السعودي ولمياء بن بهيان عضو مجلس إدارة الاتحاد. ومثل هذا القرار الذي ستتنافس فيه المملكة ثلاث دول أخرى للتنظيم هو حدث مهم جداً نترقبه بشغف بكل تأكيد، وخلال السنوات القادمة التي ستسبق هذا الحدث سيكون المنتخب السعودي النسائي أفضل وقادر على تحقيق أفضل النتائج والمنجزات كحال المنتخب الرجالي وبالمناسبة أهنئ الوطن بما تحقق من إنجازات وآخرها فوز منتخب درجة الشباب ببطولة كأس آسيا التي اختتمت في أبها.
> ما الخبرات التي اكتسبتيها من خلال وجودك في مناسبات كبرى؟
- كثيرة على الصعيد الإداري والفني وغير ذلك، وفخورة بكوني وجدت في مناسبات كبرى مثل كأس العالم 2019 في باريس ضمن وفد سعودي ضم أضواء العريفي والعديد من المسؤولين، وفي تلك البطولة الكبرى تعرفت على الكثير، وكانت تجربة مميزة وعززت خطوات إطلاق المنافسات الكروية للسيدات اللاتي باستطاعتهن تحقيق الإنجازات في المجال الرياضي. أيضاً من الناحية العملية لدي شهادة ماجستير إدارة أعمال «إم بي آي» من جامعة إيسادي ببرشلونة، وعملت مع الاتحاد الإسباني لمدة ستة أشهر بالعاصمة مدريد، وكان التدريب مختصاً في تطوير الاستراتيجيات، بالأخص استراتيجية كرة القدم النسائية في إسبانيا المصنف منتخبها الثامن عالمياً، ولن أقف عند حد معين.
> هل هناك دراسة لقبول عرض من أي نادٍ رسمي في المنطقة الشرقية تحديداً مثل الاتفاق والقادسية أو الفتح أو حتى الخليج من أجل انضمام كامل الفريق تحت مظلة هذا النادي في الوقت الذي تعتمدون منذ سنوات على مصادر مالية بسيطة؟
- هناك محادثات مع عدة أندية بهذا الخصوص، لكن الأكيد أن فريقنا ليس من السهولة أن يقبل بأي عرض للانضمام، نحن ناد مؤسس بشكل قوي ونملك قاعدة قوية وفريقاً جاهزاً بكل معنى الكلمة، ليس من الممكن أن ننضم لأي نادٍ لمجرد الحصول على اسمه واللعب تحت مظلته وحتى الاستفادة من جزء بسيط من مداخيله، الوضع مختلف لدينا، وليس من السهولة أن نتنازل عن الاسم والكيان الذي بنيناه لأكثر من 16 عاماً. نحن نفكر في أمور كثيرة وعلى صدد أن نؤسس نادٍ رسمي بالاستفادة من برنامج «نافس»، الذي أطلقته وزارة الرياضة والذي سيطبق عليه أنظمة الحوكمة وغيرها من الأمور التي يتوجب تطبيقها من أجل الحصول على دعم مالي.
> سبق وأن لعب في فريقكم عدة لاعبات أجنبيات من زوجات لاعبين وجدوا في الشرقية، وبعد رحيلهم رحلت زوجاتهن، هل يمكن جلب لاعبات أجنبيات بالفريق بعقود خاصة؟
- لم نصل إلى هذه المرحلة في الحقيقة لعدم وجود الدعم الكافي حالياً لجلب لاعبات محترفات لفريقنا، وفي هذه الفترة يكون ضم زوجات اللاعبين المحترفين في أندية الشرقية تحديداً هو الحل الأنسب، وقد نتمكن في المستقبل القريب من أن نجلب لاعبات محترفات بعقود حرة، مع شركاء نجاح وداعمين حريصين على تفوق النادي والمنطقة الشرقية بالنهاية، وكل هذا ممكن في ظل هذا العهد الزاهر الذي مكن المرأة السعودية في المجالات كافة.
مرام البتيري: «أخضر السيدات» قادر على تقديم أفضل النتائج في «آسيا 2026»
رئيسة نادي شعلة الشرقية أكدت عراقة ناديها... ورفضها فكرة «الاندماج»
مرام البتيري: «أخضر السيدات» قادر على تقديم أفضل النتائج في «آسيا 2026»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة