باشاغا يتوعد قوات حكومة «الوحدة» بطرابلس

كتائب مسلحة ترفض أي حروب على العاصمة الليبية

فتحي باشاغا رئيس حكومة «الاستقرار» الليبية (الحكومة)
فتحي باشاغا رئيس حكومة «الاستقرار» الليبية (الحكومة)
TT

باشاغا يتوعد قوات حكومة «الوحدة» بطرابلس

فتحي باشاغا رئيس حكومة «الاستقرار» الليبية (الحكومة)
فتحي باشاغا رئيس حكومة «الاستقرار» الليبية (الحكومة)

في تلويح جديد باحتمال اندلاع معارك بالعاصمة الليبية طرابلس، تعهد فتحي باشاغا، رئيس حكومة «الاستقرار» الموازية بدخولها، وإنهاء سيطرة حكومة «الوحدة» المؤقتة برئاسة غريمه عبد الحميد الدبيبة، وهدد من يواجه قواته بمصير «الموت».
وجدد باشاغا أثناء لقائه بعدد من حكماء وأعيان المنطقة الغربية، مساء أمس، اتهامه لحكومة الدبيبة، بالفشل في إجراء الانتخابات والتمسك بالسلطة، وانتقد ما وصفه بالسلبية الدولية تجاه ليبيا فيما عدا ما يتعلق بضمان استمرار تدفق النفط.
وبعدما زعم أن «كل الليبيين يطالبوننا بدخول العاصمة»، أضاف: «أهل طرابلس و7 ملايين ليبي ينتظرون دخولنا وتسلم السلطة، وهدد من «سيواجه قواتنا سيجد نفسه في موقف صعب، وسيموت ميتة المجرم وسيخلف العار لأهله».
وتابع: «صبرنا كثيراً ولكن لن نترك مصلحة 7 ملايين ليبي من أجل 200 شخص أو أقل لديهم مصالح لإفساد وتخريب ليبيا».
وقال: «نحن حكومة شرعية ولن نفرط فيها، أجّلنا دخول العاصمة للحفاظ على عدم إراقة الدماء، لكن في الأخير لا بد من عمل موازنة واتخاذ قرار»، وشبه الوضع في البلاد بسفينة يضطر قائدها إلى إلقاء حمولتها الزائدة حفاظاً على سلامة الركاب.
وتابع: «وضع ليبيا سيئ جداً، هذه مرحلة فاصلة جداً في تاريخها وتحتاج إلى وقفة من أهلها وناسها، والحكومة المنتهية الولاية (في إشارة إلى الدبيبة)، ليس لديها حق ديني ولا شرعي ومنتهية الولاية ولا تخدم مصلحة ليبيا بل مصلحة عائلة فقط. وقال باشاغا المكلف من مجلس النواب منذ شهر فبراير (شباط) الماضي، لدينا حق شرعي ووطني ومستعدين لإنقاذ ليبيا والتضحية من أجلها ونكافح منذ عام 2011.
https://www.facebook.com/BashaghaFANS/videos/1432693050584037
وجاءت هذه التصريحات فيما استمر التحشيد العسكري المتبادل بين الميليشيات المسلحة لحكومتي الدبيبة وباشاغا داخل العاصمة طرابلس، التي وصلتها مساء أمس، عناصر ما يسمى بقوة دعم الشرعية التابعة لباشاغا وتمركزت بالقرب من جنوب المدينة.
ورصدت وسائل إعلام محلية تحرك تجهيزات عسكرية مساء أمس، لكتيبة العاديات بمدينة الزنتان للتمركز في منطقة العزيزية جنوب غربي طرابلس.
https://twitter.com/almasartvlibya/status/1560716986631557120
كما أجرى رتل يضم سيارات مسلحة ومدرعات تابع لباشاغا، استعراضاً للقوة وسط مدينة مصراتة بغرب البلاد.
وأعلنت الكتائب المسلحة في كاباو دعمها الكامل لبيان مجلسها البلدي الرافض لأي حروب على طرابلس طمعاً في السلطة والمال، واعتبرت أن الانتخابات هي الحل الوحيد في ليبيا.
بدوره، نفى خالد المشري رئيس مجلس الدولة أن يكون قد صرح لأي جهة إعلامية بمحتوى لقاءاته المحلية أو زيارته الدولية، وقال في بيان مقتضب أمس، إن جهده منصب على السعي لتحقيق الاستقرار وبما يخدم المصلحة العليا للبلد.
من جهتها، قالت نجلاء المنقوش وزيرة الخارجية بحكومة الدبيبة، إنها ناقشت في واشنطن مع نائبة وزير الخارجية الأميركي باربراليف ضرورة الاتفاق على مرشح يمثل ليبيا في بعثة الأمم المتحدة، وأن يخدم مصالحها وأن يكون ذا خبرة في الملف الليبي، كما أكدنا على ضرورة الوصول إلى اتفاق وإنهاء الخلاف الدستوري لإجراء انتخابات بأسرع وقت ممكن وتحقيق تطلعات الشعب.
https://twitter.com/NajlaElmangoush/status/1560954450734465024
وادعت المنقوش بحسب بيان لها أمس جهوداً لحكومتها في فرض الأمن ونبذ العنف بكل أشكاله، والوصول في أقرب وقت إلى انتخابات من شأنها تحقيق تطلعات الشعب.
وعبّرت عن تقديرها لما وصفته بالدور الأميركي الداعم للاستقرار في ليبيا، ومساندة الموقف الدولي الداعم للانتخابات كحل وحيد للأزمة الليبية، مشيرة إلى أنهما «اتفقا على تجنب أي خطوة من شأنها أن تؤدي إلى إثارة العنف وزعزعة الاستقرار في البلاد».
ونقلت عن المسؤولة الأميركية دعم بلادها الكامل لعملية سياسية تؤدي إلى الاستقرار في ليبيا ودعت لتضافر الجهود المحلية والدولية من أجل تمهيد الطريق لإجراء انتخابات وطنية في أقرب وقت ممكن.
إلى ذلك، أعلن مركز سبها الطبي مقتل طفل وإصابة 2 من عائلة واحدة بإصابات خطيرة بسبب انفجار قذيفة مساء أول من أمس أمام منزل في محلة الجديد بمدينة سبها في جنوب البلاد.
وفى حادث آخر، أفاد مستشفى طرابلس الجامعي بوفاة خمسة أطفال من عائلة واحدة جراء إصابتهم باختناق بسبب استنشاق مبيد حشري، كما أعلن مركز الزاوية الطبي إصابة 60 بحالة تسمم جراء تلوث غذائي بأحد مطاعم المدينة.



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.