هجمات القرم تطيح جنرالاً روسياً بارزاً

تبادل القصف في دونيتسك ولوغانسك

دخان بتصاعد من منطقة في القرم شهدت انفجارات (أ.ف.ب)
دخان بتصاعد من منطقة في القرم شهدت انفجارات (أ.ف.ب)
TT

هجمات القرم تطيح جنرالاً روسياً بارزاً

دخان بتصاعد من منطقة في القرم شهدت انفجارات (أ.ف.ب)
دخان بتصاعد من منطقة في القرم شهدت انفجارات (أ.ف.ب)

أشارت تقارير، الجمعة، إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أقال مؤخراً قائد أسطول البحر الأسود، بعد أيام من سلسلة من انفجارات هزت قواعد عسكرية روسية في شبه جزيرة القرم.
وفقاً للتقارير، فإن الرئيس الروسي خفض رتبة الأدميرال إيغور أوسيبوف لصالح نائبه السابق فيكتور سوكولوف، بعد سلسلة من النكسات للأسطول، بما في ذلك هجوم بطائرة مسيرة أوكرانية على قاعدته في وقت سابق من هذا الشهر.
وإذا أُكدت هذه الأنباء، فإن التطور يشكل أبرز أحداث الحرب الأوكرانية على صعيد التراتبية في الجيش والأسطول الروسيين، ويندرج في إطار اضطرار بوتين إلى معاقبة «جنرالات بارزين» أخفقوا في مواجهة التحديات الجديدة في منطقة القرم. وقالت وكالة الإعلام الروسية، التي تديرها الدولة، إن سوكولوف حضر اجتماعاً مع المجلس العسكري للأسطول في سيفاستوبول، وهو ميناء في شبه الجزيرة القرم التي ضمتها روسيا من أوكرانيا في عام 2014.
وكانت موسكو قد تجنبت الإقرار بعدة هجمات تعرضت لها مواقع في شبه جزيرة القرم وبعض القواعد العسكرية التي تشتمل على مستودعات للذخيرة في المناطق الحدودية مع أوكرانيا. لكنها اضطرت أخيراً إلى الإقرار بأن الهجوم الذي وقع الثلاثاء الماضي، على قاعدة جوية في القرم نجم عن «عمل تخريبي». في الوقت ذاته، أشارت تقارير غربية إلى خيبة أمل لدى بعض القيادات العسكرية والسياسية الروسية بسبب مجريات الحرب. وقالت وزارة الدفاع البريطانية، قبل أيام، إن خطط الغزو للكرملين «تقوضت» بسبب فشل أسطولها البحري في ممارسة السيطرة الكاملة على البحر الأسود. وأشارت وزارة الدفاع إلى أنه رغم أن موسكو حاصرت الموانئ الأوكرانية منذ فترة طويلة، فإن أسطول البحر الأسود اتخذ موقفاً «دفاعياً للغاية» بشكل عام، حيث ظل قريباً من ساحل القرم. وأضافت أنه نظراً لأن هجوماً برمائياً روسياً على ميناء أوديسا الأوكراني يعد أمراً مستبعداً، فقد تمكنت أوكرانيا من إرسال بعض قواتها إلى أماكن أخرى.
وكان الأسطول قد تعرض لخسائر كبرى، أبرزها ضرب المدمرة «موسكفا» التي غرقت بعد أن ضربتها صواريخ «نبتون» المضادة للسفن في 14 أبريل (نيسان). وواجهت قوات الكرملين ضربة قوية أخرى الأسبوع الماضي، عندما دمرت انفجارات طائرات روسية في قاعدة ساكي الجوية في القرم، على بعد مئات الأميال من الخطوط الأمامية. ووفقاً للتقارير الغربية، فقد قامت موسكو رداً على ذلك، بنقل بعض طائراتها ومروحياتها إلى مطارات داخل روسيا.
في غضون ذلك، بدا أن النشاط الاستخباراتي الأوكراني آخذ في التزايد في منطقة القرم ومناطق الجنوب الروسي القريبة من أوكرانيا. وأعلنت سلطات القرم قبل يومين أن الاستخبارات الأوكرانية نشطت تحركات «عملائها» في شبه الجزيرة، وبعد ذلك أفادت السلطات الروسية بالقبض على عدة شبكات «إرهابية» نشطت في المنطقة وفي مناطق روسية أخرى. وكان أحدث الإعلانات الجمعة، عندما أفاد مركز الاتصالات في هيئة (وزارة) الأمن الفيدرالي الروسي، بأنه تم في مدينة كراسنودار بجنوب البلاد اعتقال «عميل» لجهاز الأمن الأوكراني.
وجاء في بيان: «ألقى جهاز الأمن الفيدرالي الروسي في مدينة كراسنودار القبض على أحد وكلاء جهاز الأمن الأوكراني بلقب (آرتشي)، الذي قام بجمع المعلومات ونقلها إلى موظفي جهاز الأمن الأوكراني». وأضاف البيان أن المشتبه به أقام اتصالات مع هيئات الأمن الأوكرانية، وبناءً على تعليماتها، مقابل المال، جمع بشكل غير قانوني معلومات يمكن استخدامها ضد الأمن الروسي، ونقلها إلى الخارج.
ومساء الخميس، ذكرت ثلاثة مصادر محلية أن أربعة انفجارات على الأقل وقعت في منطقة قرب مطار بيلبيك العسكري الروسي الرئيسي في شمال سيفاستوبول في شبه جزيرة القرم. وقال مسؤول موالٍ لموسكو، إنه لم تقع أضرار جراء ذلك. وعلى صعيد منفصل، قال حاكم سيفاستوبول، مشيراً إلى ما وصفه بمعلومات أولية، إن الدفاعات الروسية المضادة للطائرات أسقطت طائرة مسيرة أوكرانية. وكتب ميخائيل رازفوغاييف على تطبيق «تلغرام»: «لم تقع أضرار. لم يصب أحد بسوء».
ميدانياً، بدا أن تبادل القصف على مواقع في لوغانسك ودونيتسك شهد موجة جديدة من التصعيد خلال الساعات الـ24 الماضية. وقالت قيادة قوات لوغانسك، إن الجيش الأوكراني فقد خلال اليوم الأخير 45 من عناصره خلال القتال. وأفادت في بيان بأنه «خلال العمليات الهجومية النشطة لقوات لوغانسك الشعبية، تكبد العدو خسائر فادحة في القوى العاملة والمعدات العسكرية... فقد تمت تصفية ما يصل إلى 45 جندياً، وخمس ناقلات جند مدرعة، وحاملتي مدفعية، و3 وحدات من المركبات الخاصة».
في المقابل، أعلنت «الشرطة الشعبية» في دونيتسك، أن القوات الأوكرانية قصفت 13 بلدة في «الجمهورية» خلال يوم، بأكثر من 250 من طرازات مختلفة من الصواريخ والقذائف المدفعية.


مقالات ذات صلة

زيلينسكي: مقتل 15 ألف جندي روسي خلال القتال في كورسك

أوروبا دبابة روسية مدمرة في منطقة كورسك (أ.ب)

زيلينسكي: مقتل 15 ألف جندي روسي خلال القتال في كورسك

أكد مسؤول عسكري أوكراني، الاثنين، أن قواته تكبّد قوات موسكو «خسائر» في كورسك بجنوب روسيا، غداة إعلان الأخيرة أن أوكرانيا بدأت هجوماً مضاداً في هذه المنطقة.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يلقي كلمته أمام السفراء الفرنسيين 6 يناير 2025 بقصر الإليزيه في باريس (رويترز)

ماكرون يدعو أوكرانيا لخوض «محادثات واقعية» لتسوية النزاع مع روسيا

قال الرئيس الفرنسي ماكرون إن على الأوكرانيين «خوض محادثات واقعية حول الأراضي» لأنهم «الوحيدون القادرون على القيام بذلك» بحثاً عن تسوية النزاع مع روسيا.

«الشرق الأوسط» (باريس)
أوروبا جندي روسي خلال تدريبات عسكرية في الخنادق (لقطة من فيديو لوزارة الدفاع الروسية)

روسيا تعلن السيطرة على «مركز لوجيستي مهم» في شرق أوكرانيا

سيطرت القوات الروسية على مدينة كوراخوف بشرق أوكرانيا، في تقدّم مهم بعد شهور من المكاسب التي جرى تحقيقها بالمنطقة.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا صورة تظهر حفرة بمنطقة سكنية ظهرت بعد ضربة صاروخية روسية في تشيرنيهيف الأوكرانية (رويترز)

روسيا تعلن اعتراض 8 صواريخ أميركية الصنع أُطلقت من أوكرانيا

أعلن الجيش الروسي اليوم (السبت)، أنه اعترض 8 صواريخ أميركية الصنع أطلقتها أوكرانيا في اتجاه أراضيه.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا رجال إنقاذ أوكرانيون في موقع هجوم مسيّرة روسية بكييف (إ.ب.أ)

مقتل 5 أشخاص على الأقل بهجمات متبادلة بين روسيا وأوكرانيا

أسفرت هجمات روسية بمسيّرات وصواريخ على أوكرانيا، يوم الجمعة، عن مقتل ثلاثة أشخاص على الأقلّ، في حين قُتل شخصان في ضربات أوكرانية طالت مناطق روسية.

«الشرق الأوسط» (موسكو - كييف)

«أكسيوس»: بايدن ناقش خططاً لضرب المواقع النووية الإيرانية

الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
TT

«أكسيوس»: بايدن ناقش خططاً لضرب المواقع النووية الإيرانية

الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)

قدّم مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان للرئيس جو بايدن خيارات لـ«هجوم أميركي محتمل» على المنشآت النووية الإيرانية، إذا «تحرك الإيرانيون نحو امتلاك سلاح نووي» قبل موعد تنصيب دونالد ترمب في 20 يناير (كانون الثاني).

وقالت ثلاثة مصادر مطّلعة لموقع «أكسيوس» إن سوليفان عرض تفاصيل الهجوم على بايدن في اجتماع - قبل عدة أسابيع - ظلت تفاصيله سرية حتى الآن.

وقالت المصادر إن بايدن لم يمنح «الضوء الأخضر» لتوجيه الضربة خلال الاجتماع، و«لم يفعل ذلك منذ ذلك الحين». وناقش بايدن وفريقه للأمن القومي مختلف الخيارات والسيناريوهات خلال الاجتماع الذي جرى قبل شهر تقريباً، لكن الرئيس لم يتخذ أي قرار نهائي، بحسب المصادر.

وقال مسؤول أميركي مطّلع على الأمر إن اجتماع البيت الأبيض «لم يكن مدفوعاً بمعلومات مخابراتية جديدة ولم يكن المقصود منه أن ينتهي بقرار بنعم أو لا من جانب بايدن».

وكشف المسؤول عن أن ذلك كان جزءاً من مناقشة حول «تخطيط السيناريو الحكيم» لكيفية رد الولايات المتحدة إذا اتخذت إيران خطوات مثل تخصيب اليورانيوم بنسبة نقاء 90 في المائة قبل 20 يناير (كانون الثاني).

وقال مصدر آخر إنه لا توجد حالياً مناقشات نشطة داخل البيت الأبيض بشأن العمل العسكري المحتمل ضد المنشآت النووية الإيرانية.

وأشار سوليفان مؤخراً إلى أن إدارة بايدن تشعر بالقلق من أن تسعى إيران، التي اعتراها الضعف، إلى امتلاك سلاح نووي، مضيفاً أنه يُطلع فريق ترمب على هذا الخطر.

وتعرض نفوذ إيران في الشرق الأوسط لانتكاسات بعد الهجمات الإسرائيلية على حليفتيها حركة «حماس» الفلسطينية وجماعة «حزب الله» اللبنانية، وما أعقب ذلك من سقوط نظام الرئيس بشار الأسد في سوريا.

وقال سوليفان لشبكة «سي إن إن» الأميركية: «القدرات التقليدية» لطهران تراجعت؛ في إشارة إلى ضربات إسرائيلية في الآونة الأخيرة لمنشآت إيرانية، منها مصانع لإنتاج الصواريخ ودفاعات جوية. وأضاف: «ليس من المستغرب أن تكون هناك أصوات (في إيران) تقول: (ربما يتعين علينا أن نسعى الآن لامتلاك سلاح نووي... ربما يتعين علينا إعادة النظر في عقيدتنا النووية)».

وقالت مصادر لـ«أكسيوس»، اليوم، إن بعض مساعدي بايدن، بمن في ذلك سوليفان، يعتقدون أن ضعف الدفاعات الجوية والقدرات الصاروخية الإيرانية، إلى جانب تقليص قدرات وكلاء طهران الإقليميين، من شأنه أن يدعم احتمالات توجيه ضربة ناجحة، ويقلل من خطر الانتقام الإيراني.

وقال مسؤول أميركي إن سوليفان لم يقدّم أي توصية لبايدن بشأن هذا الموضوع، لكنه ناقش فقط تخطيط السيناريو. ورفض البيت الأبيض التعليق.