منع عشرات اللاجئين السوريين من اقتحام المعبر الحدودي نحو مليلية المحتلة شمال المغرب

تسوية أوضاع الدفعة الأولى من المهاجرين غير القانونيين

منع عشرات اللاجئين السوريين من اقتحام المعبر الحدودي نحو مليلية المحتلة شمال المغرب
TT

منع عشرات اللاجئين السوريين من اقتحام المعبر الحدودي نحو مليلية المحتلة شمال المغرب

منع عشرات اللاجئين السوريين من اقتحام المعبر الحدودي نحو مليلية المحتلة شمال المغرب

منعت قوات الأمن المغربية والإسبانية الليلة قبل الماضية عشرات من اللاجئين السوريين من اقتحام المعبر الحدودي الفاصل بين بلدة بني أنصار في إقليم الناضور ومدينة مليلية التي تحتلها إسبانيا شمال المغرب.
ويرغب هؤلاء السوريون الهاربون من المعارك الحربية الدائرة في بلدهم، في العبور نحو إسبانيا عبر مدينة مليلية، ومن ثم إلى باقي الدول الأوروبية للالتحاق بأقارب لهم مقيمون هناك.
ويقدر عددهم بنحو 200 لاجئ بينهم نساء وأطفال، وقالت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» إن هؤلاء السوريين نظموا اعتصاما في النقطة الحدودية احتجاجا على منعهم من دخول مليلية.
ويقيم عشرات من اللاجئين السوريين في مراكز إيواء داخل مليلية في انتظار السماح لهم بالسفر إلى أوروبا. ويصل السوريون إلى المغرب عبر الحدود مع الجزائر.
وكان عشرات من اللاجئين السوريين قد تمكنوا من الوصول إلى مدينة وجدة (شرق البلاد)، نهاية يناير (كانون الثاني) الماضي، واتهمت السلطات المغربية الجزائر بترحيلهم نحو حدودها وهو ما فجر أزمة دبلوماسية بين البلدين، استدعت على أثرها كل من الرباط والجزائر سفيري البلدين للاحتجاج.
وتؤوي جمعيات محلية اللاجئين السوريين إلى حين التحاقهم بأقاربهم في مختلف المدن المغربية.
وتأتي محاولة تسلل اللاجئين السوريين إلى مدينة مليلية بعد مرور أسبوع واحد على تعرض مهاجرين أفارقة للهجوم من قبل قوات الأمن الإسبانية التي استعملت الرصاص المطاطي لصدهم عن اختراق السياج المؤدي إلى مدينة سبتة المحتلة (شمال البلاد)، وأدى ذلك إلى مقتل سبعة منهم.
وأثار استعمال قوات الحرس المدني الإسباني العنف ضد المهاجرين جدلا واسعا في إسبانيا. وبرر خورخي فرنانديز دياز وزير الداخلية الإسباني بأن المهاجرين الأفارقة أبدوا «سلوكا عدوانيا» تجاه قوات الأمن التي حاولت منعهم من التقدم نحو سبتة.
وفي موضوع ذي صلة، جرى أمس في الرباط تسليم بطاقات الإقامة للمستفيدين الأوائل من العملية الاستثنائية لتسوية وضعية الأجانب المقيمين في المغرب في وضعية غير قانونية، وذلك خلال لقاء حضره أنيس بيرو الوزير المكلف المغاربة المقيمين في الخارج وشؤون الهجرة، والشرقي الضريس، الوزير المنتدب لدى وزير الداخلية.
وقال بيرو في كلمة بالمناسبة: «نحن جد فخورين بهذه المبادرة التي حققت حلم آلاف الأشخاص»، مضيفا أن «عملية تسوية وضعية الأجانب المقيمين بصفة غير قانونية، التي جرى إطلاقها بفضل إرادة الملك محمد السادس، تجسد الطابع الإنساني للسياسة المغربية إزاء المهاجرين الذين يقيمون في وضعية غير قانونية على التراب المغربي».
وأشار الوزير، خلال هذا اللقاء الذي حضره بوشعيب الرميل، المدير العام للأمن الوطني، والمحجوب الهيبة، المندوب الوزاري لحقوق الإنسان والكثير من الشخصيات المدنية والعسكرية، إلى أن هذه المبادرة سيواكبها الكثير من الإجراءات في مجالات الثقافة والتربية والصحة والمساعدة القضائية من أجل اندماج ناجح لهؤلاء الأشخاص في المجتمع المغربي.
من جهته، قال مارسيل أمييتو، الأمين العام للمنظمة الديمقراطية للعمال المهاجرين في المغرب، إنها المرة الأولى في العالم التي تجري فيها تسوية وضعية المهاجرين بعد 34 يوما من وضع ملفاتهم، مشيدا بكون العملية تكتسي طابعا إنسانيا.
وكان المغرب قد أطلق مطلع العام الحالي عملية استثنائية لتسوية وضعية الأجانب المقيمين بصفة غير شرعية في البلاد تمتد سنة، بعد اعتماد سياسة جديدة للهجرة في سبتمبر (أيلول) الماضي.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.