العلاج المضاد للفيروسات يتسبب في ظهور متغيرات «كورونا»

يضع «كوفيد ـ 19» في اختبار التحور أو الفناء

عامل صحي يستعد لأخذ عينة من فيروس كورونا في شنغهاي أول من أمس (أ.ف.ب)
عامل صحي يستعد لأخذ عينة من فيروس كورونا في شنغهاي أول من أمس (أ.ف.ب)
TT

العلاج المضاد للفيروسات يتسبب في ظهور متغيرات «كورونا»

عامل صحي يستعد لأخذ عينة من فيروس كورونا في شنغهاي أول من أمس (أ.ف.ب)
عامل صحي يستعد لأخذ عينة من فيروس كورونا في شنغهاي أول من أمس (أ.ف.ب)

توصل فريق بحثي ألماني إلى الدور الذي تلعبه الأدوية المضادة للفيروسات، مثل «ريميدسفير»، في ظهور متغيرات جديدة من فيروس «كورونا المستجد».
وكانت الشكوك تحوم في البداية حول مسؤولية المرضى ذوي المناعة الضعيفة، والذين يعانون من فترات إصابة طويلة بالمرض، عن ظهور تلك المتغيرات الجديدة، لكن الدراسة المنشورة الأربعاء في دورية «سيل ريبورتيز ميدسين»، لفريق من معهد لايبنيز لعلم الفيروسات، والمركز الطبي الجامعي هامبورغ إيبندورف، تثبت أنه ليس العدوى الطويلة في حد ذاتها هي التي تؤدي إلى ظهور متغيرات جديدة، لكن استخدام العلاج المضاد للفيروسات يضع الفيروس في ضغط تطوري، يؤدي لظهور متغيرات جيدة للحفاظ على بقائه.
وتحدث العدوى لفترات طويلة في المقام الأول في المرضى الذين يعانون من نقص المناعة، وتمت مناقشة دورها في التطور الفيروسي مراراً وتكراراً، لكن الدراسة الجديدة ترى أن مسؤولية ظهور المتغيرات يتحملها الدواء.
وفي الدراسة المنشورة، قام فريق البحث بقيادة آدم جروندهوف ونيكول فيشر، بالتحقيق فيما إذا كان المرضى الذين يعانون من عدوى طويلة الأمد يظهرون بشكل عام تطورا فيروسيا متزايدا، مما قد يسمح بظهور أسرع لمتغيرات الفيروس أو ما إذا كانت بعض نظم العلاج تعزز ظهور هذه المتغيرات.
ولهذا الغرض، تم فحص التنوع الجيني داخل العائل (المرضى) من خلال تسلسل الجينوم الكامل في عينات طولية من 14 مريضاً يعانون من استمرار الفيروس لفترات طويلة (30–146 يوما) أثناء مرض كوفيد - 19 الوخيم، بما في ذلك المرضى الذين يعانون من نقص المناعة وذوو الكفاءة المناعية، وتم تقسيمهم بين من تعرض لعلاج مضاد للفيروسات وآخر لم يتعرض لهذا العلاج.
وبشكل عام، كان الفيروس مستقرا بشكل ملحوظ في الغالبية العظمى من الأفراد الذين خضعوا للدراسة، ومع ذلك، في مريض واحد عولج بـ«ريميدسفير» لاحظ الباحثون أن عدداً كبيرا من الطفرات حدثت فور بدء العلاج، بما في ذلك طفرة واحدة على الأقل كانت محتملة للغاية لإضفاء مقاومة متزايدة لـ«ريميدسفير».
وأظهر المرضى الذين يعانون من عدوى الفيروس الطويلة وعولجوا بالعلاج المضاد للفيروسات زيادة كبيرة في التنوع الفيروسي داخل المضيف مع الطفرات الناشئة حديثا.
ويقول آدم جروندهوف، الباحث الرئيسي في تقرير نشره الموقع الرسمي لمعهد لايبنيز بالتزامن مع نشر الدراسة «يظهر عملنا أن الفترة الطويلة للعدوى في حد ذاتها ليست هي التي تؤدي إلى ظهور متغيرات جديدة، بل إن الضغط التطوري الذي يتسبب في ظهور المتغيرات، يمكن أن ينشأ عن طريق العلاج المضاد للفيروسات». ويضيف «هذه النتيجة مهمة بشكل خاص في ضوء المناقشات الأخيرة حول استخدام (ريميدسفير) لعلاج المرضى المعرضين لمخاطر عالية من غير المقيمين في المستشفى».


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.