أسعار النفط ترتفع وسط تعاملات متذبذبة

ناقلات النفط في ميناء توكسبان بولاية فيراكروز بالمكسيك - رويترز
ناقلات النفط في ميناء توكسبان بولاية فيراكروز بالمكسيك - رويترز
TT

أسعار النفط ترتفع وسط تعاملات متذبذبة

ناقلات النفط في ميناء توكسبان بولاية فيراكروز بالمكسيك - رويترز
ناقلات النفط في ميناء توكسبان بولاية فيراكروز بالمكسيك - رويترز

وسط تعاملات متذبذبة، ارتفعت أسعار النفط، يوم الخميس، حيث أدَّت بيانات قوية بشأن استهلاك الوقود في الولايات المتحدة والتراجع المتوقَّع في الإمدادات الروسية، في أواخر العام، إلى تعويض، إثر المخاوف من احتمال حدوث ركود وشيك يمكن أن يضعف الطلب.
وصعدت العقود الآجلة لخام برنت 1.43 دولار أو 1.5 في المائة إلى 95.08 دولار للبرميل بحلول الساعة 09:00 بتوقيت غرينتش. كما زادت عقود الخام الأميركي الآجلة 1.15 دولار، أو 1.3 في المائة إلى 89.26 دولار للبرميل.
وكانت الأسعار قد ارتفعت أكثر من واحد في المائة في الجلسة السابقة، رغم انخفاض «برنت» خلال تلك التعاملات إلى أدنى مستوى له منذ فبراير (شباط). وتراجعت العقود الآجلة خلال الأشهر القليلة الماضية، مع تأثر المستثمرين بالبيانات الاقتصادية التي أثارت مخاوف من الركود المحتمل الذي قد يضر بالطلب على الطاقة.
وقفز تضخم أسعار المستهلكين في بريطانيا إلى 10.1 في المائة في يوليو (تموز)، وهو أعلى مستوى منذ فبراير عام 1982، مما زاد الضغط على الأسر.
وظل إنتاج مصافي التكرير في الصين ضعيفاً في يوليو (تموز)، حيث أدى الإغلاق الصارم لمكافحة فيروس «كورونا»، وضوابط تصدير الوقود، إلى كبح الإنتاج.
وحصلت أسعار الخام على دعم من بيانات لإدارة معلومات الطاقة الأميركية أظهرت تراجع المخزونات في الولايات المتحدة 7.1 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 12 أغسطس (آب) الحالي، مقارنة مع توقعات بانخفاض قدره 275 ألف برميل، بينما بلغت الصادرات خمسة ملايين برميل يومياً، وهو أعلى مستوى على الإطلاق.
ويحذر محللون من أن الحظر الذي فرضه الاتحاد الأوروبي على الخام الروسي المنقول بحراً، بداية من ديسمبر (كانون الأول) المقبل، وعلى واردات المنتجات، في أوائل العام المقبل، قد يؤدي إلى خفض الإمدادات بشكل كبير ورفع الأسعار. لكن في الوقت الحالي، بدأت روسيا في زيادة إنتاج النفط تدريجياً، بعد القيود المتعلقة بالعقوبات، ومع قيام المشترين الآسيويين بزيادة المشتريات، مما دفع موسكو إلى رفع توقعاتها للإنتاج والصادرات حتى نهاية عام 2025، حسبما أظهرت وثيقة لوزارة الاقتصاد اطلعت عليها «رويترز».
ومن المتوقَّع أن ترتفع إيرادات روسيا من صادرات الطاقة بنسبة 38 في المائة هذا العام، فيما يرجع جزئياً إلى ارتفاع صادرات النفط، وفقاً للوثيقة، في إشارة إلى أن الإمدادات من الدولة لم تتأثر بالقدر الذي توقعته الأسواق في البداية.


مقالات ذات صلة

أمين عام «أوبك»: «الوقود الأحفوري» مصطلح غير دقيق تاريخياً وعلمياً... ويجب التخلي عنه

الاقتصاد الأمين العام لمنظمة «أوبك» (أ.ف.ب)

أمين عام «أوبك»: «الوقود الأحفوري» مصطلح غير دقيق تاريخياً وعلمياً... ويجب التخلي عنه

دعا الأمين العام لمنظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)، هيثم الغيص، إلى إعادة التفكير في مدى ملاءمة استخدام مصطلح «الوقود الأحفوري» لوصف النفط الخام.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
الاقتصاد روبوتات تعمل في غرفة أخبار أُنشئت باستخدام تطبيق «Midjourney» المدعوم بالذكاء الاصطناعي (إكس)

مليارات الذكاء الاصطناعي... هل هي فرصة تاريخية أم فخ الفقاعة؟

في وقت تتدفق فيه مئات المليارات نحو صناعة الذكاء الاصطناعي بوتيرة غير مسبوقة، ما زال السؤال الذي يطرح نفسه بقوة هو: هل نحن أمام ثورة رقمية أم فقاعة مالية كبيرة؟

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد شعار «أوبك» داخل مقرها في فيينا (رويترز)

«أوبك»: نمو الطلب على النفط مستقر للعامين الحالي والمقبل

أبقت منظمة البلدان المصدِّرة للنفط (أوبك) على رؤيتها المستقرة لسوق النفط العالمية، لتظل توقعاتها لنمو الطلب خلال العامين الجاري والمقبل دون تغيير.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
الاقتصاد صائغ ذهب يُدخل حجراً كريماً داخل تاج فضي في ورشة لصناعة المجوهرات في مومباي بالهند (رويترز)

الفضة تلامس قمة تاريخية جديدة عند 63.59 دولار للأونصة

سجل سعر الفضة الفوري ارتفاعاً قياسياً جديداً، حيث وصلت الأسعار في التداولات الأخيرة إلى نحو 63.59 دولار للأونصة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد صورة مأخوذة من فيديو نُشر على حساب المدعية العامة بام بوندي تظهر ناقلة نفط تستولي عليها القوات الأميركية قبالة سواحل فنزويلا (أ.ب)

النفط يواصل مكاسبه بعد احتجاز أميركا ناقلة نفط قبالة سواحل فنزويلا

ارتفعت أسعار النفط للجلسة الثانية على التوالي، يوم الخميس، بعد أن احتجزت الولايات المتحدة ناقلة نفط خاضعة للعقوبات قبالة سواحل فنزويلا.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)

«ناسداك» تتوقع انتعاش الاكتتابات الأولية بأكثر من مليار دولار في 2026

من داخل بورصة «ناسداك» في ميدان تايمز سكوير بمدينة نيويورك (رويترز)
من داخل بورصة «ناسداك» في ميدان تايمز سكوير بمدينة نيويورك (رويترز)
TT

«ناسداك» تتوقع انتعاش الاكتتابات الأولية بأكثر من مليار دولار في 2026

من داخل بورصة «ناسداك» في ميدان تايمز سكوير بمدينة نيويورك (رويترز)
من داخل بورصة «ناسداك» في ميدان تايمز سكوير بمدينة نيويورك (رويترز)

تتوقع بورصة «ناسداك» انتعاشاً قوياً في سوق الاكتتابات العامة الأولية خلال العام المقبل، مدفوعاً بإقبال عدد كبير من الشركات الناشئة الكبرى على استغلال أسواق رأس المال الأميركية، وفقاً لما صرح به مسؤول تنفيذي رفيع المستوى لـ«رويترز».

وتُشير هذه التوقعات إلى عودة محتملة لثقة السوق بالطروحات الجديدة، وهو ما يُعدّ مؤشراً رئيسياً على متانة الاقتصاد، في وقت يتجاوز فيه كل من الشركات والمستثمرين موجات التقلب الأخيرة التي أثارتها السياسات التجارية للرئيس الأميركي دونالد ترمب وحالة الغموض الاقتصادي.

وخلال الفترة المنتهية في 18 ديسمبر (كانون الأول)، جمعت الشركات المدرجة في «ناسداك» نحو 46.65 مليار دولار، أي أكثر من ضعف ما جمعته خلال الفترة نفسها من العام الماضي، حسب بيانات البورصة. كما استفادت «ناسداك» خلال العام ذاته من انتقال إدراج 22 شركة، من بينها «وول مارت»، من بورصة نيويورك المنافسة، بإجمالي قيمة سوقية تقارب 1.2 تريليون دولار.

وجاء هذا الأداء القوي رغم فترات من تقلبات السوق، ناجمة عن الرسوم الجمركية الأميركية، وإغلاق الحكومة في أكتوبر (تشرين الأول).

وفي حديثه عن الآفاق المستقبلية، قال جيف توماس، الرئيس العالمي للإدراجات في «ناسداك»، إن فرص الطروحات التي قد تجمع أكثر من مليار دولار تبدو واعدة مع اقتراب عام 2026.

وكانت سوق الاكتتابات العامة الأولية في الولايات المتحدة قد شهدت تراجعاً حادّاً عقب موجة البيع التي أعقبت فرض الرسوم الجمركية في أبريل (نيسان)، إلا أن «وول ستريت» استعادت زخمها منذ ذلك الحين، مع إدراج عدد من الشركات البارزة، من بينها شركة «ميدلاين» للمستلزمات الطبية، وشركة «كورويف» لمراكز البيانات، وشركة «سايل بوينت» لبرمجيات المؤسسات.

وحسب بيانات «ديلوجيك»، جمعت الاكتتابات العامة الأولية في الولايات المتحدة 74.7 مليار دولار منذ بداية العام، بزيادة تقارب 80 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.

وقال توماس: «عندما ننظر إلى مؤشر نبض الاكتتابات العامة الأولية لدينا، نجد أن العديد من العوامل الرئيسية -من بينها تراجع أسعار الفائدة، وارتفاع التقييمات، وتحسن معنويات المستثمرين وثقة المستهلكين- تسير في الاتجاه الصحيح، وهذا يمنحنا رؤية واضحة لانطلاقة قوية مطلع العام المقبل، مع تفاؤل كبير بما قد يحمله النصف الثاني».

ومن المتوقع أن تتجه عدة شركات كبرى إلى أسواق رأس المال الأميركية خلال العام المقبل، من بينها شركة «سبيس إكس» التابعة لإيلون ماسك، ووكالات الرهن العقاري الأميركية «فاني ماي» و«فريدي ماك». وكانت «رويترز» قد أفادت في أكتوبر بأن شركة «أوبن إيه آي» تجري مناقشات أولية تمهيداً لما قد يكون أحد أكبر الاكتتابات العامة الأولية على الإطلاق.

وفي سياق متصل، انضمت «ناسداك» هذا الأسبوع إلى عدد من البورصات الأميركية التي تقدمت بطلبات تنظيمية لإطلاق التداول على مدار الساعة، في مسعى للاستفادة من الطلب العالمي المتزايد على الأسهم الأميركية.


الصين تحوّل جزيرة هاينان إلى منطقة تجارة حرة

أحد المشروعات المتعثرة لعملاق العقارات الصيني «إيفرغراند» على جزيرة دانزو في مقاطقة هاينان (رويترز)
أحد المشروعات المتعثرة لعملاق العقارات الصيني «إيفرغراند» على جزيرة دانزو في مقاطقة هاينان (رويترز)
TT

الصين تحوّل جزيرة هاينان إلى منطقة تجارة حرة

أحد المشروعات المتعثرة لعملاق العقارات الصيني «إيفرغراند» على جزيرة دانزو في مقاطقة هاينان (رويترز)
أحد المشروعات المتعثرة لعملاق العقارات الصيني «إيفرغراند» على جزيرة دانزو في مقاطقة هاينان (رويترز)

أعلنت الصين، يوم الخميس، أنها قامت بفصل جزيرة بحجم بلجيكا ذات اقتصاد يُضاهي اقتصاد دولة متوسطة الحجم عن البر الرئيسي الصيني؛ لتسهيل إجراءات التخليص الجمركي، وذلك في إطار مساعيها للانضمام إلى اتفاقية تجارية رئيسية عبر المحيط الهادئ، وإنشاء مركز تجاري جديد على غرار هونغ كونغ.

ويأمل المسؤولون أن يكون تحويل مقاطعة هاينان الجنوبية إلى منطقة معفاة من الرسوم، من شأنه الاستثمار الأجنبي، حيث ستتمكن السلع التي تحقق قيمة مضافة محلية لا تقل عن 30 في المائة من دخول ثاني أكبر اقتصاد في العالم دون رسوم جمركية. ستتمكَّن الشركات الأجنبية أيضاً من العمل في قطاعات الخدمات التي تخضع لقيود في البر الرئيسي. وتسعى الصين أيضاً إلى تعزيز مكانتها في مجال التجارة الحرة لإقناع أعضاء اتفاقية الشراكة الشاملة والتقدمية عبر المحيط الهادئ، إحدى أكبر اتفاقات التجارة الحرة في العالم، بقدرتها على تلبية معايير التكتل العالية في مجال انفتاح التجارة والاستثمار من خلال مشروعات تجريبية مثل ميناء هاينان للتجارة الحرة.

ودعا نائب رئيس الوزراء الصيني، هي ليفنغ، المسؤولين المحليين إلى «جعل ميناء هاينان للتجارة الحرة بوابةً حيويةً تقود عهد الصين الجديد من الانفتاح على العالم»، وذلك خلال كلمة ألقاها في الميناء. ووصف وزير الاقتصاد الصيني المشروع بأنه «قرار استراتيجي مهم» اتخذه الحزب الشيوعي الحاكم «مع مراعاة الوضع العام في الداخل والخارج». ويبدو أن ذلك إشارة إلى التعريفات الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترمب، والتي دفعت صانعي السياسات إلى تنويع اقتصاد الصين البالغ 19 تريليون دولار بعيداً عن أكبر سوق استهلاكية في العالم، واتخاذ خطوات لتعزيز دورها الصناعي في سلاسل التوريد العالمية.

وقد جعل القادة الصينيون من أهداف عكس تراجع الاستثمار أولويةً للعام المقبل، ساعين إلى تحويل الاقتصاد من اعتماده الحالي على التحفيز نحو تركيز مزدوج على الاستهلاك والاستثمار لتحقيق استقرار النمو على المدى القريب، بينما يدرس المسؤولون إجراء إصلاحات هيكلية مؤلمة ضرورية لإعادة التوازن إلى الاقتصاد على المدى البعيد. وتُظهر البيانات الرسمية انخفاض الاستثمار الأجنبي المباشر في الصين بنسبة 10.4 في المائة على أساس سنوي في الأرباع الـ3 الأولى من عام 2025.

ويقول الاقتصاديون إنه إذا نجح التحرير الاقتصادي في هاينان، فقد يشعر صانعو السياسات بالجرأة على إخضاع مزيد من قطاعات الاقتصاد الصيني لقوى السوق.

تجربة التجارة الحرة

وقالت ران غو، مديرة قسم اقتصاد المستهلك في مجلس الأعمال الصيني البريطاني، التي تتابع تطورات الخطة منذ 5 سنوات: «المعيار مشابه لهونغ كونغ». وأضافت: «إلى جانب تعزيز قطاع السياحة في هاينان، ينبغي أن تشجع الخطة مزيداً من الاستثمارات الأجنبية والتصنيع... كما تُعد هاينان مركزاً لوجيستياً وتجارياً للصين باتجاه جنوب شرقي آسيا، ما يمنحها دوراً استراتيجياً مهماً».

وبلغ الناتج المحلي الإجمالي لهاينان 113 مليار دولار العام الماضي، وفقاً لبيانات رسمية، وهو ما يعادل اقتصاداً يحتل المرتبة الـ70 عالمياً، بحسب بيانات البنك الدولي. ومع ذلك، لا يزال هذا الرقم أقل بكثير من اقتصاد هونغ كونغ البالغ 407 مليارات دولار.

وقال شو تيانتشن، كبير الاقتصاديين في وحدة الاستخبارات الاقتصادية: «يقدم نموذج هاينان تحريراً مُداراً سيكون مثالياً لإعادة دمج سلاسل التوريد، ولكنه يفتقر إلى النظام القانوني والانفتاح المالي الذي تتمتع به هونغ كونغ». وأضاف شو أن الجزيرة ستضطر أيضاً إلى التنافس مع دول جنوب شرقي آسيا واليابان، مما يجعل النجاح غير مضمون. كما يشكك المفاوضون التجاريون في مدى جدية أعضاء اتفاقية الشراكة الشاملة والتقدمية عبر المحيط الهادئ تجاه مشروع هاينان، مشيرين إلى أن الانضمام إلى التكتل يتطلب فتح الاقتصاد بأكمله، وهو أمر لم تثبته الصين بعد، مهما بلغت مساحة هاينان.

وقال دبلوماسي غربي، في تصريح غير رسمي، مستشهداً بالتوترات التجارية الأخيرة بين بكين واليابان وسط نزاع حول تايوان: «يبحث أعضاء اتفاقية الشراكة الشاملة والتقدمية عبر المحيط الهادئ عن خطوات وطنية مستعدة الدول الشريكة للانضمام إلى اتخاذها، إلى جانب سجل حافل بالامتثال لاتفاقات تجارية أخرى».


«التوازن العقاري»... بيع أراضٍ دون الـ 400 دولار للمتر في الرياض

العاصمة السعودية الرياض (الشرق الأوسط)
العاصمة السعودية الرياض (الشرق الأوسط)
TT

«التوازن العقاري»... بيع أراضٍ دون الـ 400 دولار للمتر في الرياض

العاصمة السعودية الرياض (الشرق الأوسط)
العاصمة السعودية الرياض (الشرق الأوسط)

بعد إعلان الهيئة الملكية لمدينة الرياض نتائج القرعة الإلكترونية لشراء الأراضي السكنية عبر منصة «التوازن العقاري»، علمت «الشرق الأوسط» أن بعض تلك الأراضي ستباع بأسعار أقل من 1500 ريال (400 دولار) للمتر المربع، بحسب مواقع تلك الأراضي الموزعة على المستحقين.

وجاءت خطوة توزيع الأراضي إنفاذاً لتوجيهات الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، باتخاذ الإجراءات اللازمة لتحقيق التوازن في القطاع العقاري في الرياض، ومنها قيام الهيئة الملكية لمدينة الرياض بالعمل على توفير أراضٍ سكنية مخططة، ومطورة للمواطنين بعدد ما بين 10 إلى 40 ألف قطعة سنوياً خلال السنوات الخمس القادمة، بأسعار لا تتجاوز 1500 ريال للمتر المربع.

وأعلنت الهيئة الملكية لمدينة الرياض، الأربعاء، صدور نتائج القرعة الإلكترونية لشراء الأراضي السكنية عبر منصة «التوازن العقاري»، وذلك بعد استكمال جميع الإجراءات المرتبطة بمرحلة التحقُّق من أهلية المتقدمين، والنظر في الاعتراضات التي سبقت إجراء القرعة.

الأسعار التنافسية

من جهتهم، قال مختصون لـ«الشرق الأوسط» إن الهيئة وفرت مساحات شاسعة لبيع الأراضي على المستحقين، وفي مواقع حيوية داخل النسيج العمراني في منطقة الرياض، مؤكدين أن هذه الخطوة توفر مزيداً من الخيارات بأسعار تنافسية، وتنعكس إيجاباً على المنظومة العقارية كاملة في العاصمة السعودية.

ويرى المختصون أن المستفيدين من هذه الأراضي سيتمكنون من بناء مساكن بأسعار تنافسية توازي أسعار الشقق المطروحة للبيع في هذه الأحياء الواقعة شمال الرياض، ما يعني أن توجيهات ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، الأمير محمد بن سلمان، باتت واقعاً ملموساً، وأصبح بإمكان المواطن الحصول على مسكنه الأول بأقل الأسعار.

تراجع الأسعار

وأوضح المختص في الشأن العقاري، خالد المبيض، لـ«الشرق الأوسط» أن طرح مساحة ما يزيد عن 6.3 مليون متر مربع من الأراضي المخصصة لهذا العام في منصة «التوازن العقاري» يهدف إلى ضخ مساحات من الأراضي داخل الكتلة العمرانية، وزيادة المعروض السكني بجودة تخطيطية عالية، وهي خطوة مهمة في نزول الأسعار الذي شهدت ارتفاعاً مؤخراً في العاصمة الرياض.

وأكمل أنه مع ضخ المزيد من المساحات المخصصة لتوزيع الأراضي عبر المنصة، خلال الأعوام الأربعة المقبلة، ستتيح منتجات تغطي طلب شريحة الشباب، ومحدودي الدخل في الرياض بوصفها مساكن بمتناول الجميع، وبإمكان المواطن شراء المسكن الأول.

وتوقع المبيض أن تشهد العقارات في الرياض تصحيحاً خلال السنوات القادمة مع اكتمال كافة الإجراءات التي وجه ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، الأمير محمد بن سلمان، القيام بها من قبل الجهات المعنية ضمن مستهدف تحقيق التوازن العقاري في العاصمة السعودية.

تكلفة البناء

بدوره، أفاد المختص في الشأن العقاري، أحمد عمر باسودان، لـ«الشرق الأوسط» بأنه بحسب المواقع المعلن عنها لمستفيدي الدفعة الأولى من منصة «التوازن العقاري»، تؤكد أن المستحقين سيتملكون فللاً سكنية بأسعار أقل من الشقق المعروضة للبيع في تلك الأحياء، كون الحسبة الأولية لعملية شراء الأرض وتكلفة البناء ستتراوح ما بين 900 ألف ريال إلى 1.2 مليون ريال، وهي خطوة تدفع الأسعار إلى تحقيق التوازن العقاري المستهدف من قبل الحكومة في المرحلة الحالية.

وبيَّن أن توفير الأراضي بحد أعلى 1500 ريال للمتر المربع سيضرب الأسعار في تلك الأحياء، ما يجبرها على التراجع، وتصبح في متناول الجميع.

وأضاف أحمد باسودان، أن العدد الذي تم تخصيصه هذا العام يتجاوز الـ10 آلاف قطعة، من خلال منصة «التوازن العقاري»، بما يسهم في توسيع المعروض السكني، ودعم استقرار السوق، وتعزيز جودة الحياة في الأحياء السكنية.

القرعة الإلكترونية

وأوضحت الهيئة الملكية لمدينة الرياض، في بيان إعلانها الأخير، أنَّ القرعة الإلكترونية تمت بإشراف لجنة مستقلَّة تضمُّ ممثلين لكل من الهيئة الملكية لمدينة الرياض، ووزارة العدل، والهيئة العامة للعقار، وأمانة منطقة الرياض، والهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا)، وجرى تنفيذها باستخدام أنظمة تقنية متقدِّمة؛ لضمان العدالة، وتكافؤ الفرص بين جميع المتقدمين المؤهلين.

وأكدت الهيئة أنَّ نتائج القرعة النهائية أصبحت متاحة الآن عبر منصَّة «التوازن العقاري»، حيث يمكن للمستحقين الاطلاع على حالة طلباتهم، واستكمال ما يلزم من إجراءات لاحقة، بما في ذلك استعراض تفاصيل القطع المخصَّصة، ومتابعة الخطوات التالية إلكترونياً.

وتشمل نتائج القرعة الإلكترونية تحديد مواقع الأراضي السكنية المخصَّصة للمستحقين، حيث بلغ إجمالي المساحات 6.3 مليون متر مربع، توزَّعت على عدد من المواقع داخل النسيج العمراني في مدينة الرياض، وفي مواقع متعدِّدة يجري تصميمها، ضمن أحياء القيروان، والملقا، والنخيل، والنرجس، ونمار، والرماية، والرمال، والجنادرية، بمساحة 300 متر مربع للقطعة.

البيع على الخريطة

تأتي هذه الخطوة تأكيداً لما توليه الحكومة من دعم واهتمام متواصلين لكل ما يمسُّ احتياجات المواطنين، وتطوير الخدمات في العاصمة، وتهيئة السبل للارتقاء بالمعروض العقاري، وإتاحة حلول مرنة، وخيارات متعدِّدة لتملك المواطنين.

وتتمُّ رحلة المستفيد من التقديم حتى التخصيص عبر منصَّة «التوازن العقاري» الإلكترونية في مراحل واضحة، ومحدَّدة، وستكون الخطوات المقبلة للمستفيدين من خلال هذه المنصَّة؛ وتشمل إجراءات البيع على الخريطة، وتسلم المواقع، وإتمام مراحل البناء.

وسيستمرُّ المسار بعد هذا العام في طرح دفعات جديدة خلال الأربع سنوات المقبلة؛ للمساهمة في تحقيق التوازن في القطاع العقاري، تماشياً مع مستهدفات «رؤية 2030»، ومؤشرات جودة الحياة في مدينة الرياض؛ حيث تبنَّت الهيئة الملكية معايير التخطيط الحضري خلال مراحل تطوير المخططات العامة، التي تهدف إلى تحقيق مجتمعات عمرانية تراعي جودة الحياة للسكان، كما تمَّ تطوير كود عمراني لتعزيز التجانس في المشهد الحضري، بما يعكس مبادئ عمارة مدينة الرياض.