فيلم بريطاني يحرج الحوثيين بمحفل دولي ويظفر جائزة بلاتينية

صورة للشاعرة اليمنية برديس السياغي عرضها حساب الفيلم بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر»
صورة للشاعرة اليمنية برديس السياغي عرضها حساب الفيلم بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر»
TT

فيلم بريطاني يحرج الحوثيين بمحفل دولي ويظفر جائزة بلاتينية

صورة للشاعرة اليمنية برديس السياغي عرضها حساب الفيلم بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر»
صورة للشاعرة اليمنية برديس السياغي عرضها حساب الفيلم بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر»

حاز «سجينات الحوثيين» جائزة بلاتينية بمهرجان الأفلام القصيرة الدولي «ISA» عن أفضل فيلم لشهر أغسطس (آب) مما يؤهل الفيلم البريطاني القصير الذي أحرج الحوثيين بالمحفل الدولي للفوز بالجائزة السنوية التي ينظمها المهرجان في كاليفورنيا سنوياً.
صانع الفيلم إيريك ترومتر سلط الضوء على 3 حالات لنساء اعتقلتهن الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران، ومارست بحقهن جرائم داخل السجون وخارجها، لكن الحظ حالفهن ونجين من ذلك الكابوس، وقررن المشاركة في الفيلم.
برديس السياغي شاعرة وناشطة حقوقية يمنية، وإحدى الناجيات من سجون الحوثيين وجرى عرض حالتها في الفيلم، وتقول لـ«الشرق الأوسط» إنها تشعر بفرح شديد ليس على الصعيد الشخصي وحسب، بل لأنه انتصار لنحو 3 آلاف امرأة يقبعن في سجون الحوثيين بلا وجه حق.
وذكّرت بأن هناك العديد من الحالات التي شاهدتها في المعتقل لم تخرق خلالها النساء القانون، فغالبية الحجج هي أن أقارب المعتقلات إما جنود أو مناصرون للحكومة اليمنية المعترف بها دولياً.
الشاعرة اليمنية التي فقدت بصرها إثر سجنها وتعذيبها على يد سجّانات حوثيات يطلق عليهن لقب «الزينبيات» في صنعاء عام 2018 أكدت أن «هذا الأمر يعتبر حافزا لنا وأوصلت صوتنا»، وقالت: «سوف يستمر ولن يتوقف هذا الصوت حتى نرى المعتقلات خارج أسوار المعتقلات الحوثية».
وأضافت: «خلال فترة اعتقالي تم الاعتداء علي بكل أنواع التعذيب والترهيب. ضربت بصواعق الكهربائية، وفي الوجه والرأس حتى تأثرت عيني اليمين تم تقطيع يدي بخدوش وجروح بسكاكين وما زال أثرها حتى اللحظة، كما أجبروني على وضع بصمتي على أوراق إعدام قبل الإفراج عني بعدما خضعت لتحقيق دام أكثر من شهرين مع التعذيب».
بدوره، قال إيريك ترومتر في تصريح مكتوب لـ«الشرق الأوسط»: «يُعتبر الفوز بالجائزة البلاتينية لشهر أغسطس (آب) 2022 من الجوائز المستقلة القصيرة في هوليوود كأفضل فيلم وثائقي قصير شهادة لكل اليمنيين الذين يعانون في جميع أنحاء اليمن. أولئك الذين وجدوا نفسهم مضطرين إلى المعاناة من الحروب عبر الأجيال، والجوع، والسجن، والنفي، والألغام وغيرها».
غياب اليمن عن نشرات الأخبار «دفع الفريق إلى إنتاج فيلم للحديث عن واحدة من المآسي العديدة في اليمن». يقول ترومتر: «أردنا أن يسمع العالم إلى النساء اللاتي عانين، وأن نبقي اليمن في أذهان المشاهدين، ليبحثوا أكثر ويتعرفوا أكثر على ما يحدث بالفعل».
ووفقاً لصانع الفيلم، بدأ تصوير أجزاء من الوثائقي القصير الفيلم في مصر يناير (كانون الثاني) 2022، والسبب عيش المحتجزات السابقات في بيوت آمنة، بمساعدة «كولونيل برودكشن»، التي يرأسها المنتج العالمي رامي فرانسيس، كما تم تصوير جزء آخر عبر مصورين مستقلين داخل اليمن لمدة أسبوعين. كما استخدم الفيلم في جزء آخر مادة أرشيفية لإعادة بناء بعض المشاهد «حتى نتمكن من محاولة تصور ما كانت تتحدث عنه النساء فيما يتعلق بأوقات السجن التي تعرضن لها». وزاد ترومتر: «كان الفيلم جاهزاً، وتم إطلاقه في يوم المرأة في 8 مارس (آذار) 2022 بنادي الصحافة في جنيف».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».