دراسة: التغير المناخي يجعل أجنحة النحل الطنان «غير متماثلة»

في السنوات الأخيرة انخفض عدد النحل الطنان في العديد من مناطق العالم (رويترز)
في السنوات الأخيرة انخفض عدد النحل الطنان في العديد من مناطق العالم (رويترز)
TT

دراسة: التغير المناخي يجعل أجنحة النحل الطنان «غير متماثلة»

في السنوات الأخيرة انخفض عدد النحل الطنان في العديد من مناطق العالم (رويترز)
في السنوات الأخيرة انخفض عدد النحل الطنان في العديد من مناطق العالم (رويترز)

وجدت مجموعة من الباحثين أن التغيرات المناخية خلال القرن الماضي جعلت أجنحة النحل الطنان «غير متماثلة».
ووفقاً لصحيفة «الغارديان» البريطانية، فقد فحص الباحثون عينات من أجنحة النحل الطنان المحفوظة بالمتاحف، وركزوا بدقة على تواريخ حفظها، حيث وجدوا أن أجنحة النحل كانت «غير متماثلة» و«غير متناسقة» خلال السنوات الأكثر حرارة ورطوبة.
وقال الدكتور أندريس آرس، الذي يعمل حالياً في جامعة سوفولك وأحد مؤلفي الورقة البحثية المنشورة في مجلة «علم البيئة الحيوانية»: «هدفنا هو فهم استجابات الكائنات الحية لعوامل بيئية محددة بشكل أفضل والتعلم من الماضي للتنبؤ بالمستقبل».
وأضاف: «نأمل أن نكون قادرين على التنبؤ بالمكان والوقت الذي سيكون فيه النحل الطنان أكثر عرضة للخطر وأن نقوم بإجراءات حماية فعالة له».
ومن جهته، قال الدكتور ريتشارد جيل، الأستاذ في جامعة إمبريال كوليدج لندن وأحد مؤلفي الدراسة، إن النحل الطنان «يعيش وقتاً عصيباً خلال القرن الحادي والعشرين»، وتوقع أن تؤدي «الظروف الأكثر حرارة ورطوبة» إلى وضع النحل تحت ضغط أعلى.
وفي السنوات الأخيرة، انخفض عدد النحل الطنان في العديد من مناطق العالم.
وحذرت دراسة أميركية نشرت في أبريل (نيسان) الماضي من أن أزمة المناخ قد تؤدي إلى اختفاء النحل الطنان. ودرس فريق هذه الدراسة أكثر من 20 ألف نحلة على مدار ثماني سنوات في منطقة من جبال روكي لاكتشاف كيفية تفاعل الأنواع المختلفة مع الظروف المناخية المتغيرة.
ووجد الباحثون أن ارتفاع درجات الحرارة تسبب في انخفاض حجم النحل الأكبر، بما في ذلك عائلات النحل الطنان، والنحل قاطع الورق، والنحل البناء.
ولفتوا إلى أن الانخفاض كان ملحوظاً بشكل خاص بالنسبة للنحل الطنان، مؤكدين أن «هذه المجموعة مهددة بشكل أكبر في ظل ارتفاع درجة حرارة المناخ من النحل الآخر في نظامنا البيئي».
يتوافق ذلك مع دراسات أخرى تُظهر أن النحل الطنان يتمتع بقدرة أقل على تحمل الحرارة من النحل الآخر وينتقل إلى مناطق أكثر برودة على ارتفاعات أعلى مع ارتفاع درجات الحرارة.



ضجيج المدن يحجب فوائد الطبيعة في تهدئة الأعصاب

ضوضاء المرور تؤثر سلباً على الصحة النفسية والجسدية (وكالة الأمن الصحي بالمملكة المتحدة)
ضوضاء المرور تؤثر سلباً على الصحة النفسية والجسدية (وكالة الأمن الصحي بالمملكة المتحدة)
TT

ضجيج المدن يحجب فوائد الطبيعة في تهدئة الأعصاب

ضوضاء المرور تؤثر سلباً على الصحة النفسية والجسدية (وكالة الأمن الصحي بالمملكة المتحدة)
ضوضاء المرور تؤثر سلباً على الصحة النفسية والجسدية (وكالة الأمن الصحي بالمملكة المتحدة)

أثبتت دراسة بريطانية حديثة أن الضوضاء البشرية الناتجة عن حركة المرور يمكن أن تخفي التأثير الإيجابي لأصوات الطبيعة في تخفيف التوتر والقلق.

وأوضح الباحثون من جامعة غرب إنجلترا أن النتائج تؤكد أهمية أصوات الطبيعة، مثل زقزقة الطيور وأصوات البيئة الطبيعية، في تحسين الصحة النفسية؛ ما يوفر وسيلة فعّالة لتخفيف الضغط النفسي في البيئات الحضرية، وفق النتائج المنشورة، الخميس، في دورية «بلوس وان».

وتسهم أصوات الطبيعة في خفض ضغط الدم ومعدلات ضربات القلب والتنفس، فضلاً عن تقليل التوتر والقلق الذي يتم الإبلاغ عنه ذاتياً، وفق نتائج أبحاث سابقة.

وعلى النقيض، تؤثر الأصوات البشرية، مثل ضوضاء المرور والطائرات، سلباً على الصحة النفسية والجسدية، حيث ترتبط بزيادة مستويات التوتر والقلق، وقد تؤدي إلى تراجع جودة النوم والشعور العام بالراحة.

وخلال الدراسة الجديدة، طلب الباحثون من 68 شخصاً الاستماع إلى مشاهد صوتية لمدة 3 دقائق لكل منها. تضمنت مشهداً طبيعياً مسجلاً عند شروق الشمس في منطقة ويست ساسكس بالمملكة المتحدة، احتوى على أصوات طبيعية تماماً مثل زقزقة الطيور وأصوات البيئة المحيطة، دون تدخل أي أصوات بشرية أو صناعية، فيما تضمن المشهد الآخر أصواتاً طبيعية مصحوبة بضوضاء مرور.

وتم تقييم الحالة المزاجية ومستويات التوتر والقلق لدى المشاركين قبل الاستماع وبعده باستخدام مقاييس ذاتية.

وأظهرت النتائج أن الاستماع إلى الأصوات الطبيعية فقط أدى إلى انخفاض ملحوظ في مستويات التوتر والقلق، بالإضافة إلى تحسين المزاج.

بالمقابل، أدى إدخال ضوضاء المرور إلى تقليل الفوائد الإيجابية المرتبطة بالمشاهد الطبيعية، حيث ارتبط ذلك بارتفاع مستويات التوتر والقلق.

وبناءً على النتائج، أكد الباحثون أن تقليل حدود السرعة المرورية في المناطق الحضرية يمكن أن يعزز الصحة النفسية للإنسان من خلال تقليل الضوضاء؛ ما يسمح بتجربة أصوات الطبيعة بشكل أفضل.

كما أشارت الدراسة إلى أهمية تصميم المدن بشكل يقلل من الضوضاء البشرية، ما يوفر للسكان فرصاً أكبر للتفاعل مع الطبيعة.

ونوه الفريق بأن هذه النتائج تفتح المجال لإعادة التفكير في كيفية تخطيط المدن بما يعزز التوازن بين التطور الحضري والحفاظ على البيئة الطبيعية، لتحقيق فوائد صحية ونفسية ملموسة للسكان.