التيار الصدري يرفض نتائج حوار الكاظمي: لم يلبِ مطالب الشعب

زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر (تويتر)
زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر (تويتر)
TT

التيار الصدري يرفض نتائج حوار الكاظمي: لم يلبِ مطالب الشعب

زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر (تويتر)
زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر (تويتر)

بعد مقاطعته جلسة الحوار العراقي التي عقدت أمس بدعوة من رئيس الوزراء، مصطفى الكاظمي، من أجل الخروج من الأزمة السياسية التي تغرق فيها البلاد منذ أشهر، رفض التيار الصدري اليوم (الخميس) نتائج جلسة الحوار التي دعا إليها رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي أمس (الأربعاء)، وأكد أنها لا تهمه ولن تأتِ بأي منفعة على الشعب العراقي، داعياً المجتمعين في حوار الكاظمي إلى عدم رفع «حنق الشعب ضدهم».
وكان قادة الكتل السياسية العراقية قد عقدوا أمس في قصر الحكومة في بغداد اجتماعاً بدعوة الكاظمي، لمحاولة إيجاد مخرج للأزمة السياسية التي تشلّ البلاد، إلا أن التيار الصدري أعلن مقاطعته اللقاء.
وفي بيان نشره على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» طالب وزير الصدر، صالح محمد العراقي، القوى السياسية بإجراء جلسة حوار علنية عبر بث مباشر يُعرض على الشعب العراقي، لـ«ملء الكرسي الخالي»، ليطلع على ما يدور من «دسائس وتسريبات لم يستنكرها أحد»، متسائلاً: «ماذا سيستفيد الشعب من جلسات مغلقة وسرية لا تراعون فيها رغباته المشروعة في تحقيق الأمن والأمان الذي سلبتموه منه حين بعتم ثلث العراق».
وإذ اعتبر أن الجلسة التي تبنّاها رئيس الوزراء «لم تسفر إلا عن بعض النقاط التي لا تسمن ولا تغني من جوع»، رأى أنها لم تتضمن أي بنود تخص الشعب أو تستجيب لتطلعاته، وقال: «أغلب الأطراف السياسية التي حضرت لا يهمها سوى التمسك بمنصبها».
https://twitter.com/salih_m_iraqi/status/1560170822412779521/photo/1
وأشار العراقي إلى أن «الأطراف السياسية المجتمعة بالسعي إلى التحكم بمصير شعب رفض وجودها، وتزوير الانتخابات لجعلها على مقاسهم».
وأكد أن «تلك الجلسة التي السرية لا تهم التيار الصدري في شيء»، متوجهاً إلى المجتمعين بالقول: «لا تزيدوا من حنق الشعب ضدكم ولا تفعلوا فعلاً يزيد من تخوّف الشعب من العملية الديمقراطية التي تخيطونها على مقاسكم!».
وتوجه إلى العراقيين بالقول: «لا يغرنكم حوارهم، فهو أهون من بيت العنكبوت... وإن بقاءهم لا يطول إن طالت ثورتكم».
يذكر أن هذا الاجتماع جاء بعد مضي عشرة أشهر على الانتخابات التشريعية، وسط عجز القوى السياسية عن الاتفاق على انتخاب رئيس جديد للجمهورية وتشكيل حكومة. مما زاد من ارتفاع منسوب التوتر بين التيار الصدري والإطار التنسيقي، لا سيما منذ أواخر يوليو (تموز) الماضي، مع تبادل الطرفين الضغط في الشارع.
وفي بيان نشره مكتب الكاظمي في ختام الاجتماع، دعا المشاركون التيار الصدري إلى الانخراط في الحوار الوطني، لوضع آلياتٍ للحل الشامل بما يخدم تطلعات الشعب وتحقيق أهدافه.
كما أشار المجتمعون كذلك إلى الانتخابات المبكرة، معتبرين أنها ليست حدثاً استثنائياً في تاريخ التجارب الديمقراطية عندما تصل الأزمات السياسية إلى طرق مسدودة، من غير أن يتطرقوا إلى تفاصيل إضافية، أو يعلنوا موافقتهم صراحة على إجراء انتخابات تشريعية ثانية.



دفن جماعي لجثث مجهولة في معقل الحوثيين الرئيسي

عملية دفن جماعي لجثث في صعدة زَعَم الحوثيون أنها لمجهولي الهوية (إعلام حوثي)
عملية دفن جماعي لجثث في صعدة زَعَم الحوثيون أنها لمجهولي الهوية (إعلام حوثي)
TT

دفن جماعي لجثث مجهولة في معقل الحوثيين الرئيسي

عملية دفن جماعي لجثث في صعدة زَعَم الحوثيون أنها لمجهولي الهوية (إعلام حوثي)
عملية دفن جماعي لجثث في صعدة زَعَم الحوثيون أنها لمجهولي الهوية (إعلام حوثي)

مع تصاعد حملات الخطف والاعتقالات التي تقوم بها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في مناطق سيطرتها، أقرّت الجماعة بدفن دفعة جديدة من الجثث مجهولة الهوية في محافظة صعدة (معقلها الرئيسي)، وسط تجدد الشكوك حول حدوث تصفيات داخل المعتقلات بالمحافظة نفسها.

وذكرت وسائل إعلام الجماعة قبل يومين، أنه جرى دفن نحو 60 جثة مجهولة الهوية في محافظة صعدة، وأن النيابة الخاضعة لسيطرة الجماعة نسّقت عملية الدفن مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إذ إن هذه الجثث كانت موجودة في ثلاجة هيئة المستشفى الجمهوري بصعدة.

عمليات دفن سابقة لجثث مجهولة الهوية في الحديدة (فيسبوك)

ولم توضح الجماعة أي تفاصيل أخرى تتعلق بهوية الجثث التي جرى دفنها، سوى زعمها أن بعضها تعود لجنسيات أفريقية، في حين لم يستبعد ناشطون حقوقيون أن تكون الجثث لمدنيين مختطَفين لقوا حتفهم تحت التعذيب في سجون الجماعة.

وكانت الجماعة الحوثية قد أعلنت قبل عدة أشهر عن دفنها نحو 62 جثة مجهولة في معقلها الرئيسي، وادّعت حينها أنها كانت محفوظة منذ عدة سنوات في ثلاجات مستشفيات حكومية.

وتزامنت عملية الدفن الأخيرة للجثث المجهولة مع تأكيد عدد من الحقوقيين لـ«الشرق الأوسط»، أن معتقلات الجماعة الحوثية بالمحافظة نفسها وغيرها من المناطق الأخرى تحت سيطرتها، لا تزال تعج بآلاف المختطفين، وسط تعرض العشرات منهم للتعذيب.

وتتهم المصادر الجماعة بحفر قبور جماعية لدفن مَن قضوا تحت التعذيب في سجونها، وذلك ضمن مواصلتها إخفاء آثار جرائمها ضد المخفيين قسرياً.

وتحدّثت المصادر عن وجود أعداد أخرى من الجثث مجهولة الهوية في عدة مستشفيات بمحافظة صعدة، تعتزم الجماعة الحوثية في مقبل الأيام القيام بدفنها جماعياً.

وكانت الجماعة الحوثية قد أعلنت، مطلع ديسمبر (كانون الأول) العام الماضي، عن عملية دفن جماعي لنحو 62 جثة لمجهولي الهوية في محافظة صعدة (شمال اليمن).

أعمال خطف

وكشفت تقارير يمنية حكومية في أوقات سابقة، عن مقتل مئات المختطَفين والمخفيين قسراً تحت التعذيب في سجون الجماعة الحوثية طيلة السنوات الماضية من عمر الانقلاب والحرب.

وفي تقرير حديث لها، أقرّت الجماعة الحوثية باعتقال أجهزتها الأمنية والقمعية خلال الشهر قبل الماضي، أكثر من2081 شخصاً من العاصمة المختطفة صنعاء فقط، بذريعة أنهم كانوا من ضمن المطلوبين الأمنيين لدى أجهزتها.

قبور جماعية لمتوفين يمنيين يزعم الانقلابيون أنهم مجهولو الهوية (إعلام حوثي)

وجاء ذلك متوازياً مع تقدير مصادر أمنية وسياسية يمنية بارتفاع أعداد المعتقلين اليمنيين على ذمة الاحتفال بالذكرى السنوية لثورة «26 سبتمبر (أيلول)» إلى أكثر من 5 آلاف شخص، معظمهم في محافظة إب، متهمة في الوقت نفسه ما يُسمى بجهاز الاستخبارات الذي يقوده علي حسين الحوثي، نجل مؤسس الجماعة، بالوقوف وراء حملة الخطف والاعتقالات المستمرة حتى اللحظة.

واتهمت منظمة «إرادة لمناهضة التعذيب والإخفاء القسري» في وقت سابق الجماعة الحوثية بقتل المختطفين تحت التعذيب وإخفاء جثثهم. وطالبت بتحقيق دولي في دفن الجماعة مئات الجثث مجهولة الهوية، محملة إياها مسؤولية حياة جميع المخفيين قسراً.

واستنكرت المنظمة، في بيان، قيام الجماعة وقتها بإجراءات دفن 715 جثة، وأدانت قيام اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالمشاركة في دفن تلك الجثث وغيرها، لافتة إلى أن دفنها بتلك الطريقة يساعد الجناة الحوثيين على الإفلات من العقاب، والاستمرار في عمليات القتل الممنهج الذي يقومون به.