أسعار النفط ترتفع بدعم من تراجع المخزونات الأميركية

عكست أسعار النفط اتجاهها وارتفعت خلال النصف الثاني من الجلسة بعد الإعلان عن تراجع المخزونات الأميركية (رويترز)
عكست أسعار النفط اتجاهها وارتفعت خلال النصف الثاني من الجلسة بعد الإعلان عن تراجع المخزونات الأميركية (رويترز)
TT

أسعار النفط ترتفع بدعم من تراجع المخزونات الأميركية

عكست أسعار النفط اتجاهها وارتفعت خلال النصف الثاني من الجلسة بعد الإعلان عن تراجع المخزونات الأميركية (رويترز)
عكست أسعار النفط اتجاهها وارتفعت خلال النصف الثاني من الجلسة بعد الإعلان عن تراجع المخزونات الأميركية (رويترز)

ارتفعت أسعار النفط، خلال تعاملات أمس الأربعاء، فور الإعلان عن تراجع حاد لمخزونات الخام الأميركية، غير أن المخاوف من احتمال ركود عالمي من شأنها أن تضعف الطلب العالمي على النفط، وتقلص المكاسب فيما بعد.
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 0.3 في المائة، إلى 92.10 دولار للبرميل بحلول الساعة 15:39 بتوقيت غرينيتش. وكانت انخفضت في وقت سابق إلى أدنى مستوى لها منذ فبراير (شباط) عند 91.64 دولار للبرميل. وتراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط 0.7 في المائة، إلى 87.14 دولار للبرميل.
وقالت إدارة معلومات الطاقة الأميركية أمس، إن مخزونات النفط والبنزين في الولايات المتحدة هبطت الأسبوع الماضي بفعل انخفاض كبير في واردات الخام. وأضافت الوكالة الحكومية أن مخزونات الخام تراجعت 7.1 مليون برميل على مدار الأسبوع المنتهي في 12 أغسطس (آب) إلى 425 مليون برميل، مقارنة بتوقعات محللين شملهم استطلاع أجرته «رويترز» لانخفاض قدره 275 ألف برميل. وهبط مخزون البنزين 4.6 مليون برميل إلى 215.7 مليون برميل، بينما كانت توقعات المحللين في استطلاع «رويترز» تشير إلى انخفاض قدره 1.1 مليون برميل.
أظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة أن مخزونات نواتج التقطير، التي تشمل الديزل وزيت التدفئة، ارتفعت بمقدار 766 ألف برميل على مدار الأسبوع الماضي إلى 112.3 مليون برميل، بينما كان من المتوقع أن تسجل زيادة قدرها 440 ألف برميل.
وأشارت البيانات أيضا إلى أن صافي واردات الولايات المتحدة من النفط الخام هبط بمقدار 2.93 مليون برميل يوميا الأسبوع الماضي إلى 1.13 مليون برميل، وهو أدنى مستوى على الإطلاق.
وقال ستيفن برينوك من (بي في إم) للسمسرة في النفط، وفق «رويترز»: «سوق النفط تكافح للتخلص من مخاوف الركود، وليس هناك ما يشير إلى أن هذا سيتغير في أي وقت قريب».
وارتفع النفط في عام 2022 ليقترب من أعلى مستوى له على الإطلاق عند 147 دولارا في مارس (آذار) بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، مما أدى إلى تفاقم المخاوف بشأن الإمدادات. وانخفضت الأسعار منذ ذلك الحين مع تلاشي هذه المخاوف بفعل احتمالية حدوث ركود.
وقال كريغ إيرلام من شركة أواندا للسمسرة، وفق «رويترز»: «هناك مخاطر نزولية متزايدة نتيجة لتوقعات النمو وعدم اليقين المستمر بشأن القيود التي تفرضها الصين لاحتواء تفشي (كوفيد - 19)».
في غضون ذلك، تتابع السوق عن كثب محادثات إحياء الاتفاق النووي الإيراني المبرم مع القوى العالمية عام 2015، وقد يؤدي التوصل إلى الاتفاق في هذا الخصوص إلى زيادة صادرات النفط الإيرانية.
في الأثناء، قال الأمين العام الجديد لمنظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) إن أسواق النفط العالمية تواجه احتمالات كبيرة بحدوث نقص في الإمدادات هذا العام، مع استمرار تعافي الطلب وتضاؤل الفائض المتاح في الطاقة الإنتاجية.
وقال الأمين العام هيثم الغيص، في مقابلة مع تلفزيون بلومبرغ، إن المخاوف من تباطؤ الاستهلاك في الصين والعالم ككل، والتي دفعت أسعار النفط الخام إلى الانخفاض بنسبة 16 في المائة هذا الشهر، مبالغ فيها.
وقال الغيص إن الإمدادات الإضافية المتاحة من المنتجين في أوبك وتضخها في السوق آخذة في النفاد. وأضاف «نعمل على جليد رقيق، إذا جاز لي التعبير، لأن الطاقة الفائضة أصبحت قليلة... واحتمال حدوث نقص أمر قائم».
ورغم تراجع الأسعار العالمية للنفط، فإن أمين عام أوبك لا يزال واثقا من أن الطلب العالمي على النفط سيرتفع بنحو ثلاثة ملايين برميل يوميا هذا العام، بدعم من خروج الصين من عمليات الإغلاق ذات الصلة بـ«كورونا».
وقال الغيص إن الطاقة غير المستغلة لأوبك وشركائها تتراوح بين مليوني وثلاثة ملايين برميل يوميا، تعادل 3 في المائة من الإنتاج العالمي. وأضاف أن الأزمة الحالية تعود لسنوات من نقص الاستثمار في صناعة النفط حول العالم، سواء فيما يتعلق بتنمية الإمدادات الجديدة أو بناء المصافي والبنية التحتية الأخرى لمعالجتها.


مقالات ذات صلة

«كوب 29» في ساعاته الأخيرة... مقترح يظهر استمرار الفجوة الواسعة بشأن تمويل المناخ

الاقتصاد مفوض الاتحاد الأوروبي للعمل المناخي فوبكي هوكسترا في مؤتمر صحافي على هامش «كوب 29» (رويترز)

«كوب 29» في ساعاته الأخيرة... مقترح يظهر استمرار الفجوة الواسعة بشأن تمويل المناخ

تتواصل المفاوضات بشكل مكثّف في الكواليس للتوصل إلى تسوية نهائية بين الدول الغنية والنامية رغم تباعد المواقف في مؤتمر المناخ الخميس.

«الشرق الأوسط» (باكو)
الاقتصاد أشخاص يقومون بتعديل لافتة خارج مكان انعقاد قمة المناخ التابعة للأمم المتحدة (أ.ب)

أذربيجان تحذر: «كوب 29» لن ينجح دون دعم «مجموعة العشرين»

استؤنفت محادثات المناخ التابعة للأمم المتحدة (كوب 29)، يوم الاثنين، مع حث المفاوضين على إحراز تقدم بشأن الاتفاق المتعثر.

«الشرق الأوسط» (باكو)
الاقتصاد سفينة شحن في نهر ماين أمام أفق مدينة فرنكفورت الألمانية (رويترز)

«المركزي الألماني»: خطط ترمب الجمركية نقطة تحول في التجارة العالمية

أعرب رئيس البنك المركزي الألماني عن خشيته من حدوث اضطرابات في التجارة العالمية إذا نفّذ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب خططه الخاصة بالتعريفات الجمركية.

«الشرق الأوسط» (برلين)
الاقتصاد لافتة للبنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)

ناغل من «المركزي الأوروبي»: تفكك الاقتصاد العالمي يهدد بتحديات تضخمية جديدة

قال عضو مجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي، يواخيم ناغل، إن هناك تهديداً متزايداً بتفكك الاقتصاد العالمي، وهو ما قد يضع البنوك المركزية أمام تحديات تضخمية جديدة.

«الشرق الأوسط» (فرنكفورت)
الاقتصاد يقف المشاركون وموظفو الأمن خارج مكان انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ في باكو (إ.ب.أ)

الدول في «كوب 29» لا تزال بعيدة عن هدفها بشأن التمويل المناخي

كانت عوامل التشتيت أكبر من الصفقات في الأسبوع الأول من محادثات المناخ التابعة للأمم المتحدة (كوب 29)، الأمر الذي ترك الكثير مما يتعين القيام به.

«الشرق الأوسط» (باكو)

ألمانيا تحذر ترمب من تداعيات الرسوم الجمركية على الاقتصاد

سفينة تابعة لشركة شحن صينية في محطة حاويات بميناء هامبورغ الألماني (رويترز)
سفينة تابعة لشركة شحن صينية في محطة حاويات بميناء هامبورغ الألماني (رويترز)
TT

ألمانيا تحذر ترمب من تداعيات الرسوم الجمركية على الاقتصاد

سفينة تابعة لشركة شحن صينية في محطة حاويات بميناء هامبورغ الألماني (رويترز)
سفينة تابعة لشركة شحن صينية في محطة حاويات بميناء هامبورغ الألماني (رويترز)

أعرب وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك، ومرشح حزب «الخضر» لمنصب المستشار، عن اعتقاده بأن ألمانيا والاتحاد الأوروبي على استعداد جيد للتعامل مع رئاسة دونالد ترمب الجديدة، لكنه حذر ترمب من أن الرسوم الجمركية سلاح ذو حدين، وسيضر الاقتصاد الكلي.

وقال هابيك، نائب المستشار الألماني، وفق «وكالة الأنباء الألمانية»: «أقول إنه يتعين علي وأريد أن أواصل العمل بشكل وثيق مع الولايات المتحدة. لكن إذا تصرفت الإدارة الأميركية الجديدة بطريقة قاسية، فسنرد بشكل جماعي وبثقة بوصفنا اتحاداً أوروبياً».

يذكر أن الاتحاد الأوروبي مسؤول عن السياسة التجارية للدول الأعضاء به والبالغ عددها 27 دولة.

وهدد الرئيس الأميركي المنتخب ترمب بفرض رسوم جمركية بنسبة 60 في المائة على جميع البضائع الصينية وما يتراوح بين 10 في المائة و20 في المائة على الواردات من دول أخرى، ومن بينها الاتحاد الأوروبي، والتي ستشمل السيارات الألمانية الصنع، وهي صناعة رئيسية.

وقال هابيك إنه سيتم التوضيح للولايات المتحدة، من خلال الحوار البناء مع الاتحاد الأوروبي، أن العلاقات التجارية الجيدة تعود بالنفع على الجانبين، إلا أن ألمانيا والاتحاد الأوروبي بحاجة إلى إظهار قوتهما.

وأضاف هابيك: «ردي على ترمب ليس بالخضوع، ولكن بالثقة بقوتنا. ألمانيا قوية وأوروبا قوية».

كانت دراسة أجرتها شركة «بي دبليو سي» لمراجعة الحسابات، قد أظهرت أن اختيار دونالد ترمب رئيساً للولايات المتحدة، يُشكل تحدياً لصناعة الشحن الألمانية.

وكشفت الدراسة عن أن 78 في المائة من ممثلي الصناعة يتوقعون تداعيات سلبية من رئاسة ترمب، بينما يتوقع 4 في المائة فقط نتائج إيجابية. واشتمل الاستطلاع على ردود من 124 من صنّاع القرارات في قطاع الشحن.

وتمحورت المخاوف حول احتمالية زيادة الحواجز التجارية، وتراجع حجم النقل تحت قيادة ترمب.

كما ألقت الدراسة الضوء على الأزمة الجارية في البحر الأحمر، حيث تهاجم جماعة الحوثي اليمنية المدعومة من إيران السفن التجارية بطائرات مسيّرة وصواريخ.

وبدأت هجمات الحوثيين في البحر الأحمر في 19 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وتقول الجماعة إنها تستهدف السفن الإسرائيلية، والمرتبطة بإسرائيل، أو تلك المتوجهة إليها، وذلك نصرة للشعب الفلسطيني في غزة.

وتجنبت عدة شركات شحن قد شملها الاستطلاع، البحر الأحمر خلال فترة الاستطلاع الذي أجري من مايو (أيار) إلى يونيو (حزيران)، فيما لا تزال ثلاث شركات من أصل 72 شركة تبحر عبر المسار بشكل نموذجي، تعمل في المنطقة.

ووفقاً للدراسة، فإن 81 في المائة من الشركات لديها اعتقاد بأن الأسعار سوف تواجه ضغوطاً هبوطية في حال كانت مسارات النقل في البحر الأحمر تعمل بشكل سلس.