نساء بغداد... رؤية فنية من شرق السعودية

التشكيلية نوف الجامع لـ «الشرق الأوسط»: أنتمي للمدرسة التعبيرية

المرأة العراقية في أعمال نوف الجامع تبدو بأبهى حلة
المرأة العراقية في أعمال نوف الجامع تبدو بأبهى حلة
TT

نساء بغداد... رؤية فنية من شرق السعودية

المرأة العراقية في أعمال نوف الجامع تبدو بأبهى حلة
المرأة العراقية في أعمال نوف الجامع تبدو بأبهى حلة

رحابة الفن التشكيلي السعودي أخذت تتسع لتصل لأمكنة وشخوص عدة، من ذلك نساء حارات بغداد العتيقة، اللاتي جذبن التشكيلية السعودية نوف الجامع، لترسم بلوحاتها قصصاً متنوعة عن تلك النسوة اللاتي يشكلن محوراً رئيسياً في اتجاهها الفني، مع تعمقها بالتفاصيل الدقيقة للمرأة العراقية في أعمالها، مما يمنح رسوماتها طابعاً انفردت به.
الجامع التي تسكن شرق السعودية، أرجعت خلال حديثها لـ«الشرق الأوسط» ذلك، إلى كون والدتها من أصول عراقية، وهو ما دفعها للمزج ما بين روح البساطة السعودية وعمق الحياة البغدادية، قائلة: «ذهبت إلى العراق وأنا طفلة بعمر السادسة، وأتذكر منذ ذلك الحين وحتى اليوم عدة أشياء، أتذكر البصرة، حيث البساطة والبيوت العتيقة والنخيل وطيبة الناس، وبعد ذلك استمرت والدتي تحدثني عن العراق».
وتطرقت الجامع خلال حديثها إلى خالها التشكيلي السعودي الراحل عبد الله الشيخ، الذي وُلد في مدينة الزبير العراقية عام 1936، ويعد أحد رواد الفن المعاصر في المملكة قائلة: «توفي قبل نحو 3 أعوام، وكان قد درس الفن في بغداد، وهو أيضاً تأثر كثيراً بالفن العراقي». واللافت في أعمال عبد الله الشيخ أن روح العراق كثيراً ما تطل في لوحاته، بأزقتها الضيقة وأحيائها القديمة.

ن                                                                سوة نوف الجامع تجمعهن إغماضة العين والألوان الزاهية
صورة المرأة
تبدو النسوة في لوحات نوف الجامع مترفات، يزجين الوقت باحتساء الشاي والثرثرة الطويلة، موضحةً أن ذلك يشبه العوالم التي اختزنتها في ذاكرتها عن المكان الذي كانت تراه دائماً بعين والدتها، مضيفة: «كانت أمي تحن لماضي العراق في فترة الحكم الملكي، وكثيراً ما حكت لي عن العز الذي شهده العراق في تلك الحقبة». وتشير الجامع إلى أن «الفن العراقي هو فن عميق، فحين نتأمل لوحة فنحن نشاهد القصة التي داخلها، ونشعر أن هناك زمناً جميلاً مر خلالها، مثل لوحات الفنان شاكر الألوسي، فهو دائماً يرسم النساء وهن يتحدثن معاً ويحتسين القهوة... وأغلب لوحاته بهذا الطابع». وتابعت: «أحب أن أرسم المرأة في أجمل حالاتها، ولا أستطيع أن أرسم شيئاً آخر غير المرأة». وتضيف: «أنا أنتمي للمدرسة التعبيرية، وتأثرت بالكثير من الفنانين العراقيين، مثل فائق حسن وشاكر الألوسي».
إغماضة الأعين
يلاحظ المتأمل لأعمال الجامع أن أعين النساء مغمضة ولها ابتسامة خفيفة تثير الفضول، بسؤالها عن ذلك تجيب: «نحن دائماً عندما نتخيّل شيئاً ما أو نستمتع بعمل أمر معين، فإننا نقوم لاشعورياً بإغماض أعيننا، لنستشعر هذا الجمال، كأننا نغلقها للاحتفاظ بهذا الشيء الجميل داخلنا؛ قدر المستطاع».
والسمة الأخرى اللافتة في لوحات الجامع هي الألوان الزاهية، عن ذلك تقول: «الألوان هي عالم جميل، ولها تأثير كبير على دواخلنا ومشاعرنا ونظرتنا تجاه الحياة، لذا أحب أن أجعل من ينظر لأعمالي ينظر لها وهو يشعر بالسعادة والحب والفرح، ويكون تأثير الألوان عليه إيجابياً، بحيث يشعر بانشراح الصدر حين يراها».
قصة البداية
وتصف التشكيلية نوف الجامع رؤيتها تجاه الفن التشكيلي بأنها ترتبط بتزجية الوقت في الدرجة الأولى، حيث تعبّر عن اشتغالها بالفن قائلة: «أحب أن يكون ليومي معنى، والفن أعدّه ملاذاً ومتنفساً... أتجه للرسم إذا حزنت، اشتقت، فرحت، شعرت بالحاجة للكلام والتعبير عمّا بداخلي». وتشير إلى أن بداية انطلاقتها الفنية أتت، خلال مشاركتها في معرض من تنظيم مركز «البيلسان» للفنون الجميلة بمدينة الخبر (شرق السعودية)، عام 2009. مشيرة إلى الحراك الكبير الذي شهده الفن التشكيلي السعودي مذّاك الحين وحتى اليوم.
وتصف الجامع أعمالها بأنها أشبه برسائل اشتياق، قائلة: «قبل نحو 6 سنوات توفيت والدتي، ودائماً حين يداعبني الاشتياق لها أقوم بالرسم، وعندما أرسم فأنا أشعر كأني أتبادل الأحاديث معها وأحكي لها تفاصيل يومي وحياتي من خلال اللوحة، لتبدو كأنها رسالة اشتياق». وعن مصادر أفكارها تشير إلى أنها تكمن في مواقف الحياة، حيث تستند إلى الذكريات والظروف التي عاشتها، قائلة: «أعبر برسمي دائماً عن حالات الصبر والحب والاشتياق، وكذلك الفرح».


مقالات ذات صلة

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

شمال افريقيا «أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

نقلت سفينة «أمانة» السعودية، اليوم (الخميس)، نحو 1765 شخصاً ينتمون لـ32 دولة، إلى جدة، ضمن عمليات الإجلاء التي تقوم بها المملكة لمواطنيها ورعايا الدول الشقيقة والصديقة من السودان، إنفاذاً لتوجيهات القيادة. ووصل على متن السفينة، مساء اليوم، مواطن سعودي و1765 شخصاً من رعايا «مصر، والعراق، وتونس، وسوريا، والأردن، واليمن، وإريتريا، والصومال، وأفغانستان، وباكستان، وأفغانستان، وجزر القمر، ونيجيريا، وبنغلاديش، وسيريلانكا، والفلبين، وأذربيجان، وماليزيا، وكينيا، وتنزانيا، والولايات المتحدة، وتشيك، والبرازيل، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وهولندا، والسويد، وكندا، والكاميرون، وسويسرا، والدنمارك، وألمانيا». و

«الشرق الأوسط» (جدة)
الخليج السعودية تطلق خدمة التأشيرة الإلكترونية في 7 دول

السعودية تطلق خدمة التأشيرة الإلكترونية في 7 دول

أطلقت السعودية خدمة التأشيرة الإلكترونية كمرحلة أولى في 7 دول من خلال إلغاء لاصق التأشيرة على جواز سفر المستفيد والتحول إلى التأشيرة الإلكترونية وقراءة بياناتها عبر رمز الاستجابة السريعة «QR». وذكرت وزارة الخارجية السعودية أن المبادرة الجديدة تأتي في إطار استكمال إجراءات أتمتة ورفع جودة الخدمات القنصلية المقدمة من الوزارة بتطوير آلية منح تأشيرات «العمل والإقامة والزيارة». وأشارت الخارجية السعودية إلى تفعيل هذا الإجراء باعتباره مرحلة أولى في عددٍ من بعثات المملكة في الدول التالية: «الإمارات والأردن ومصر وبنغلاديش والهند وإندونيسيا والفلبين».

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق «ملتقى النقد السينمائي» نظرة فاحصة على الأعمال السعودية

«ملتقى النقد السينمائي» نظرة فاحصة على الأعمال السعودية

تُنظم هيئة الأفلام السعودية، في مدينة الظهران، الجمعة، الجولة الثانية من ملتقى النقد السينمائي تحت شعار «السينما الوطنية»، بالشراكة مع مهرجان الأفلام السعودية ومركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء). ويأتي الملتقى في فضاءٍ واسع من الحوارات والتبادلات السينمائية؛ ليحل منصة عالمية تُعزز مفهوم النقد السينمائي بجميع أشكاله المختلفة بين النقاد والأكاديميين المتخصصين بالدراسات السينمائية، وصُناع الأفلام، والكُتَّاب، والفنانين، ومحبي السينما. وشدد المهندس عبد الله آل عياف، الرئيس التنفيذي للهيئة، على أهمية الملتقى في تسليط الضوء على مفهوم السينما الوطنية، والمفاهيم المرتبطة بها، في وقت تأخذ في

«الشرق الأوسط» (الظهران)
الاقتصاد مطارات السعودية تستقبل 11.5 مليون مسافر خلال رمضان والعيد

مطارات السعودية تستقبل 11.5 مليون مسافر خلال رمضان والعيد

تجاوز عدد المسافرين من مطارات السعودية وإليها منذ بداية شهر رمضان وحتى التاسع من شوال لهذا العام، 11.5 مليون مسافر، بزيادة تجاوزت 25% عن العام الماضي في نفس الفترة، وسط انسيابية ملحوظة وتكامل تشغيلي بين الجهات الحكومية والخاصة. وذكرت «هيئة الطيران المدني» أن العدد توزع على جميع مطارات السعودية عبر أكثر من 80 ألف رحلة و55 ناقلاً جوياً، حيث خدم مطار الملك عبد العزيز الدولي بجدة النسبة الأعلى من المسافرين بـ4,4 مليون، تلاه مطار الملك خالد الدولي في الرياض بـ3 ملايين، فيما خدم مطار الأمير محمد بن عبد العزيز الدولي بالمدينة المنورة قرابة المليون، بينما تم تجاوز هذا الرقم في شركة مطارات الدمام، وتوز

«الشرق الأوسط» (الرياض)
شمال افريقيا فيصل بن فرحان وغوتيريش يبحثان وقف التصعيد في السودان

فيصل بن فرحان وغوتيريش يبحثان وقف التصعيد في السودان

بحث الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اليوم (الخميس)، الجهود المبذولة لوقف التصعيد العسكري بين الأطراف في السودان، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين السودانيين والمقيمين على أرضه. وأكد الأمير فيصل بن فرحان، خلال اتصال هاتفي أجراه بغوتيريش، على استمرار السعودية في مساعيها الحميدة بالعمل على إجلاء رعايا الدول التي تقدمت بطلب مساعدة بشأن ذلك. واستعرض الجانبان أوجه التعاون بين السعودية والأمم المتحدة، كما ناقشا آخر المستجدات والتطورات الدولية، والجهود الحثيثة لتعزيز الأمن والسلم الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

الألعاب الآسيوية: أبكر المتألق يهدي السعودية ميداليتها الرابعة

السعودي غزواني تأهل إلى نهائي سباق 800 م (الشرق الأوسط)
السعودي غزواني تأهل إلى نهائي سباق 800 م (الشرق الأوسط)
TT

الألعاب الآسيوية: أبكر المتألق يهدي السعودية ميداليتها الرابعة

السعودي غزواني تأهل إلى نهائي سباق 800 م (الشرق الأوسط)
السعودي غزواني تأهل إلى نهائي سباق 800 م (الشرق الأوسط)

أضاف العدّاء السعودي عبد الله أبكر ميدالية أخرى لبلاده في دورة الألعاب الآسيوية التاسعة عشرة (هانغتشو 2022)، وذلك بانتزاعه فضية سباق 200م، ضمن منافسات اليوم الرابع لمسابقة ألعاب القوى.

وتصدر أبكر السباق منذ بدايته حتى الثانية الأخيرة من السباق؛ حيث تمكن الياباني إياما كوكي من خطف الذهبية بزمن 20.60 ثانية، وجاء أبكر ثانياً بزمن 20.63 ثانية، وفاز ويانغ كون هان بالبرونزية بزمن 20.74 ثانية.

أبكر محتفلا بميداليته الفضية (الشرق الأوسط)

وهنأ رئيس اللجنة الأولمبية والبارالمبية السعودية الأمير عبد العزيز الفيصل، العدّاء أبكر، بمناسبة إنجازه، وأكد من خلال منشور له على منصة «إكس» أن المستقبل أمام أبكر في قادم استحقاقاته الرياضية سواء على المستوى العالمي أم القاري.

ومن جانبه، عبّر العدّاء عبد الله أبكر عن سعادته بنيل أولى ميدالياته في دورات الألعاب الآسيوية، وقال: «كنت أطمح للذهبية، لكن الحمد لله على كل حال، الأهم أن أكون مساهماً في رفع اسم وطني المملكة في مثل هذا المحفل الكبير».

ومن جهته، تأهل المنتخب السعودي لكرة السلة لربع نهائي المسابقة بعد فوزه على هونغ كونغ، في اللقاء الذي جمعهما ضمن الأدوار الإقصائية بنتيجة 95 – 72 نقطة.

ويسعى أخضر السلة لمواصلة أدائه الفني العالي بالدورة، والتأهل لدور نصف نهائي مسابقة السلة، وذلك عندما يلاقي نظيره الأردني ضمن مواجهات ربع النهائي يوم الثلاثاء.

ومن جهته تأهل لاعب المنتخب السعودي لألعاب القوى عيسى غزواني لنهائي سباق 800م، بعد تصدره مجموعته في نصف نهائي السباق بزمن 1.48.98 دقيقة.

لاعبات القوى البحرينيات سجلن حضورا قويا في الدورة (رويترز)

وسجل العدّاء سامي اليامي رقماً شخصياً جديداً له في سباق 800م، بعد أن أنهى نصف نهائي السباق بزمن 1.49.56 دقيقة والمركز الثالث في التصفية، والتاسع في الترتيب العام.

ومن جانبه، يأمل لاعب المنتخب السعودي لرفع الأثقال الرباع محمود آل حميد إضافة ميدالية سعودية جديدة بالدورة، وذلك عندما يشارك في منافسات وزن 73 كيلوغراماً يوم الثلاثاء.

ويستكمل لاعب المنتخب السعودي للملاكمة عبد العزيز العتيبي مشاركته بالدورة، وذلك عندما يلتقي بنظيره الكوري الشمالي سو كون يونق ضمن مواجهات دور ربع نهائي لوزن 51 كيلوغراماً لمسابقة الملاكمة اليوم.

وكان العتيبي قد تأهل لهذا الدور بعد فوزه على نظيره البنغالي محمد أبو طلحة بنتيجة 4 - 1 يوم الخميس الماضي.

وكانت الصين قد واصلت هيمنتها على منافسات دورة الألعاب الآسيوية؛ حيث وسعت فارق الميداليات الذهبية عن أقرب منافسيها بفوزها بـ147 ميدالية و81 فضية و42 برونزية ليكون الإجمالي 270 ميدالية متنوعة.

أخضر السلة يتطلع لنصف النهائي عبر الأبراج الأردنية اليوم (الشرق الأوسط)

ونجحت اليابان في صُنع فارق عن منافساتها كوريا الجنوبية بفوزها بـ33 ذهبية و44 فضية و45 برونزية بمجموع 122 ميدالية متنوعة، بينما حازت كوريا الجنوبية 31 ذهبية و39 فضية و63 برونزية، ليكون المجموع 133 ميدالية متنوعة. وحلت الهند رابعة بـ13 ذهبية و24 فضية و23 برونزية بمجموع 60 ميدالية، بينما جاءت تايوان خامسة بـ12 ذهبية و 10 فضيات و17 برونزية بمجموع 39 ميدالية.

وعلى صعيد ترتيب الدول العربية حلت البحرين في المرتبة العاشرة بـ6 ذهبيات وفضية و 4 برونزيات، ثم قطر في المرتبة الـ16 برصيد ذهبيتين و3 فضيات وبرونزيتين، بينما جاءت الكويت في المركز السابع عشر بذهبيتين و3 فضيات وبرونزية واحدة، بينما حلت السعودية في المرتبة الـ19 بذهبية واحدة وفضيتين وبرونزية واحدة، وجاءت الإمارات في المرتبة الـ21 بذهبية واحدة ومثلها فضية و 4 برونزيات، بينما جاءت الأردن في المركز 26 بفضيتين وبرونزية واحدة، أما عمان فحلت في المركز 30 بفضية واحدة وبرونزية واحدة للعراق ولبنان اللذين حلا في المرتبتين 35 و36 على مستوى الدول الآسيوية المشاركة في الدورة.

وتابعت البحرين هوايتها بحصد ميداليات ألعاب القوى، فنالت ذهبيتين وبرونزية يوم الاثنين، بينما خطف العرب ميدالية على الأقل في جميع السباقات.

وأضافت بطلة العالم وينفريد يافي ذهبية جديدة بفوزها السهل في سباق 3 آلاف متر موانع بعد يوم من تتويجها في سباق 1500م. وفيما احتفظت يافي بلقب النسخة الأخيرة في جاكرتا 2018، حطّمت العداءة الكينية الأصل رقم البطولة مسجلة 9:18.28 دقيقة.

وعلّقت يافي (23 عاماً) على إحراز ذهبيتين في نوعين مختلفين من السباقات: «هذا يعني لي الكثير. أنا قادرة على الانتقال بين سباقات مختلفة. لا أحتاج إلى البقاء في سباقات الموانع فترة طويلة. يمكنني التدرج ببطء».

وتابعت: «ربما أخوض 5 آلاف متر أو 10 آلاف متر، وفي المستقبل ربما الماراثون».

وجاءت الذهبية الثانية عن طريق فريق التتابع المختلط في سباق 400 متر الذي سجّل 3:14.02 دقيقة بمشاركة علي عباس ثالث فردي 400 متر، أولواكيمي أديكويا بطلة 400 متر، ووصيفتها سلوى عيد ناصر وموسى عيسى، متقدماً على الهند (3:14.34) وكازاخستان (3:24.85).

وكانت سلوى عيد ناصر، بطلة العالم 2019 في سباق 400 متر، قد مُنيت بصفعة مدوية في سباق 200 م، عندما استُبعدت من السباق بسبب انطلاقة خاطئة.

وبعد استبعاد ناصر، حققت السنغافورية فيرونيكا بيريرا فوزاً سهلاً (23.03 ثانية)، بينما نالت البحرينية إيديدونغ أوديونغ، حاملة لقب 100 و200 متر، البرونزية بزمن 23.48 ثانية.

وخطف سباق 110 أمتار حواجز الأنفاس، مع وصول الكويتي يعقوب اليوحة والياباني شونيا تاكاياما معاً إلى خط النهاية، فتشاركا الذهبية في حالة نادرة، مسجّلين 13.41 ثانية.

وقال اليوحة للصحافة الفرنسية: «كنت أتوقع إحراز ميدالية، لكن ليس الذهبية».

وتابع: «واجهنا قبل شهرين اللاعبين والأسماء نفسها في بانكوك (بطولة آسيا)، وكانت المراكز مختلفة وأنا حللت ثالثاً. اليوم اختلفت الأدوار نتيجة العمل».

وتابع العدّاء الذي انتظر قرارات الحكام بفارق الصبر لإعلان النتيجة: «نشّف دمي»، وأردف: «هذه الذهبية ستفتح لي الكثير من الأبواب قبل الأولمبياد. أتمنى ألا يتوقف دعمي».

وهذه أول ميدالية قارية لليوحة (30 عاماً)، رافعاً رصيد بلاده إلى ذهبيتين و3 فضيات وبرونزية في النسخة الحالية.

وكان طريق بطل العالم 3 مرات القطري معتز برشم سهلاً نحو الدور النهائي في الوثب العالي، بعد تسجيله 2.19 متر من محاولته الأولى.

وفرّط الكوري الجنوبي شيول - وون جونغ بفرصة منحه بلاده ذهبية التتابع لثلاثة آلاف متر في مسابقة ألواح الـ«سكايت بورد»، بعدما ارتكب يوم الاثنين «خطيئة» الاحتفال المبكر.

ووجد جونغ نفسه في موقف محرج للغاية بعدما أهدر هذه الذهبية نتيجة احتفاله قبل الوصول إلى خط النهاية.

واعتقاداً منه أنه تغلب بسهولة على التايواني يو - لين هوانغ، خفف جونغ من سرعته، ورفع يديه احتفالاً قبل الوصول إلى خط النهاية، لكنه لم يأخذ في عين الاعتبار الاندفاع الصاروخي لمنافسه الذي تفوق على الكوري الجنوبي بفارق جزء بالمائة من الثانية.

وفي رفع الأثقال، أصبحت كيم إيل - جيونغ (20 عاماً) ثالث سيدة كورية شمالية توالياً تحطم الرقم العالمي في الصين، وذلك في طريقها إلى ذهبية وزن 59 كيلوغراماً.


نصر الآسيوية يعزف بثلاثية

رونالدو محتفلاً بهدفه في المرمى الطاجيكي (تصوير: يزيد السمراني)
رونالدو محتفلاً بهدفه في المرمى الطاجيكي (تصوير: يزيد السمراني)
TT

نصر الآسيوية يعزف بثلاثية

رونالدو محتفلاً بهدفه في المرمى الطاجيكي (تصوير: يزيد السمراني)
رونالدو محتفلاً بهدفه في المرمى الطاجيكي (تصوير: يزيد السمراني)

قلب النصر السعودي الطاولة على استقلال دوشنبه الطاجيكي بنتيجة 1-3 (ريمونتادا), في المواجهة التي جمعت الفريقين على ملعب الأول «بارك» في العاصمة الرياض، ضمن الجولة الثانية من منافسات دوري أبطال آسيا.

وسجل النصر فوزه الثاني على التوالي في البطولة القارية ليرفع رصيده في الصدارة إلى 6 نقاط مقابل 3 نقاط لبرسيبوليس في المركز الثاني، ونقطة واحدة لكل من استقلال دوشنبه والدحيل.

رونالدو محتفلاً بهدفه في المرمى الطاجيكي (تصوير: يزيد السمراني)

وبعد بداية نصراوية هجومية منذ الدقائق الأولى من عمر المباراة اصطدمت بدفاعات طاجيكية صارمة ومتكتلة أمام المرمى الأحمر, فاجأ الضيوف أصحاب الأرض بهدف قبل دقيقة من نهاية الشوط بعد تسديدة سهلة من المهاجم الإيفواري سينين سباعي أخفق الحارس نواف العقيدي في التصدي لها لتمر من بين يديه نحو الشباك.

جماهير النصر ظهرت في تيفو مثير خلال المواجهة (أ.ف.ب)

وفي الدقيقة 66 من الشوط الثاني، انطلق القائد البرتغالي كريستيانو رونالد بالكرة من بين المدافعين ليسددها وتصطدم بجسد اللاعب الطاجيكي ويكملها من فوق الحارس في الشباك كهدف تعادل. ويواصل العالمي نشوته التهديفية بتسجيل الهدف الثاني عن طريق تاليسكا في الدقيقة 72 برأسية من كرة استقبلها من زميله عبد الرحمن غريب من الجهة اليسرى. وأضاف الثالث بعد 5 دقائق بتسديدة قوية من داخل منطقة الجزاء بعد استلامه الكرة بطريقه رائعة من زميله غريب الذي أعادها له بالكعب مخادعاً الدفاعات الطاجيكية.

وفي المباراة الأخرى بالمجموعة ذاتها، سجل برسيبوليس فوزه الأول في البطولة القارية واقتنص فوزاً مثيراً من ملعب الدحيل في قطر بهدف سجله اميد عاليشاه في الدقيقة 63.


أنشيلوتي: نابولي سيكون الأصعب على الريال في المجموعات

أنشيلوتي مدرب ريال مدريد في المؤتمر الصحافي (د.ب.أ)
أنشيلوتي مدرب ريال مدريد في المؤتمر الصحافي (د.ب.أ)
TT

أنشيلوتي: نابولي سيكون الأصعب على الريال في المجموعات

أنشيلوتي مدرب ريال مدريد في المؤتمر الصحافي (د.ب.أ)
أنشيلوتي مدرب ريال مدريد في المؤتمر الصحافي (د.ب.أ)

أكد كارلو أنشيلوتي مدرب ريال مدريد، الاثنين، أن مواجهة نابولي أحد أفضل فرق إيطاليا ستكون الأصعب للفريق في دور المجموعات لدوري أبطال أوروبا.

وبدأ ريال مدريد متصدر دوري الدرجة الأولى الإسباني رحلته لتعزيز رقمه القياسي والفوز باللقب للمرة 15 بالانتصار 1-0 على ضيفه أونيون برلين الشهر الماضي بينما فاز نابولي، ثالث الترتيب في الدوري الإيطالي، بنتيجة 2 - 1 على مضيفه سبورتنغ براغا.

وقد تكون مواجهة الثلاثاء على ملعب دييغو أرماندو مارادونا حاسمة لرغبة الفريقين في انتزاع صدارة المجموعة الثالثة.

وأبلغ أنشيلوتي، الذي سبق له تدريب نابولي، الصحافيين: «سنلعب أمام أحد أفضل الفرق الإيطالية. قام بعمل جيد الموسم الماضي. ستكون (مباراة) تنافسية والكفة متساوية لأنه يتمتع بمستوى مرتفع».

وأضاف: «ستكون أصعب مباراة في دور المجموعات بالنسبة لنا. لا أريد قول إننا اعتدنا على ذلك لكن قميص هذا النادي يثقل كاهلنا».

وسيعود أنشيلوتي لنابولي بعدما قاد الفريق في 73 مباراة بين عامي 2018 و2019، حيث تجنب الهزيمة في دور المجموعات لدوري أبطال أوروبا قبل إقالته خلال احتلال الفريق المركز السابع في الدوري الإيطالي.

وقال أنشيلوتي: «لدي ذكريات إيجابية. إنها مدينة ساحرة. هناك أيضاً لحظات أقل سعادة. لكن لدي تجربة رائعة... استرجاع الذكريات قبل مباراة مثل هذه ليس منطقياً. من الأفضل التوقف حين تكون العلاقة بين النادي والمدرب ليست جيدة».

واستطرد أنشيلوتي: «أعتقد أنه كان قراراً صحيحاً لنابولي وبالنسبة لي أيضاً لأنني عدت للنادي الأفضل في العالم بعد عامين».

وتعود المواجهة الأخيرة بين ريال مدريد ونابولي في دوري أبطال أوروبا لموسم 2016 - 2017 حين تفوق العملاق الإسباني بالنتيجة نفسها 3 - 1 في مباراتي دور الستة عشر وواصل رحلته للفوز باللقب.


قرار أممي بنشر قوة متعددة الجنسيات للجم العصابات في هايتي

أجبر العنف آلاف الهايتيين على مغادرة منازلهم في بورت أو برنس (رويترز)
أجبر العنف آلاف الهايتيين على مغادرة منازلهم في بورت أو برنس (رويترز)
TT

قرار أممي بنشر قوة متعددة الجنسيات للجم العصابات في هايتي

أجبر العنف آلاف الهايتيين على مغادرة منازلهم في بورت أو برنس (رويترز)
أجبر العنف آلاف الهايتيين على مغادرة منازلهم في بورت أو برنس (رويترز)

صوّت مجلس الأمن، الاثنين، على قرار بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة يسمح بنشر «البعثة متعددة الجنسيات للمساعدة الأمنية» في هايتي لمدة عام لمساعدة السلطات على لجم أعمال التي العنف التي ترتكبها العصابات، وعلى إحلال الأمن لكي تتمكن الدولة الكاريبية المضطربة من إجراء انتخابات طال انتظارها.

وبينما امتنعت الصين وروسيا عن التصويت، أصدر مجلس الأمن القرار رقم 2699 بغالبية 13 صوتاً بعد مضي عام تقريباً على مطالبة رئيس الوزراء الهايتي أرييل هنري وغيره من المسؤولين الحكوميين الكبار بالنشر الفوري لقوة مسلحة أجنبية من أجل مكافحة العصابات العنيفة التي تسيطر على نحو 80 في المائة من العاصمة بورت أو برنس. ورحب القرار الذي أعدته الولايات المتحدة بعرض كينيا لقيادة القوة الأمنية متعددة الجنسيات، التي ستكون من خارج الأمم المتحدة، وتموّل من المساهمات الطوعية. ومنح القوة عاماً واحداً لإنجاز مهمتها، على أن تحصل مراجعة لدورها بعد 9 أشهر.

وسيُسمح للقوة بتقديم الدعم العملياتي للشرطة الوطنية في هايتي، التي يبلغ عدد أفرادها نحو 10 آلاف عنصر فقط في بلد يزيد عدد سكانه على 11 مليون نسمة. وعلاوة على ذلك، تعاني الشرطة المحلية نقصاً في التمويل والموارد.

مكافحة العصابات

وستساعد القوة الدولية في بناء قدرات الشرطة المحلية «من خلال تخطيط وتنفيذ عمليات دعم أمني مشتركة في إطار عملها على مكافحة العصابات وتحسين الظروف الأمنية في هايتي»، فضلاً عن المساعدة أيضاً في تأمين «مواقع البنية التحتية الحيوية ومواقع العبور مثل المطار والموانئ والتقاطعات الرئيسية»، بعدما سيطرت عصابات قوية على الطرق الرئيسية من العاصمة إلى المناطق الشمالية والجنوبية، ما أدى إلى تعطيل إمدادات المواد الغذائية والسلع الأخرى.

ويتيح القرار للقوة «تبني تدابير مؤقتة عاجلة على أساس استثنائي» لمنع وقوع خسائر في الأرواح ومساعدة الشرطة المحلية في الحفاظ على السلامة العامة. ويطلب من قادة المهمة الدولية إبلاغ مجلس الأمن بأهداف المهمة وقواعد الاشتباك والحاجات المالية وغيرها من الأمور قبل النشر الكامل.

استخدام القوة

ورغم أنه يطالب مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بـ«استخدام قوي للقوة» لاستعادة القانون والنظام ونزع سلاح العصابات، لم يكن رئيس الوزراء هنري على علم مسبق بتفاصيل القرار، حسبما أفاد ناطق باسمه، مضيفاً أن الحكومة ليس لديها تعليق على الفور.

ووفقاً لإحصاءات الأمم المتحدة، جرى الإبلاغ عن مقتل أكثر من 2400 شخص منذ مطلع العام الحالي حتى 15 أغسطس (آب) الماضي، بالإضافة إلى إصابة 902، وخطف أكثر من 950 شخصاً. ونزح أكثر من 200 ألف آخرين بسبب أعمال العنف. ويندد القرار بـ«ازدياد العنف والنشاطات الإجرامية وانتهاكات حقوق الإنسان التي تقوض السلام والاستقرار والأمن في هايتي والمنطقة، بما في ذلك عمليات الخطف والعنف الجنسي والجنساني والاتجار بالأشخاص وتهريب المهاجرين»، بالإضافة إلى «جرائم القتل، والقتل خارج نطاق القانون، فضلاً عن تهريب الأسلحة».

تجارب سابقة

ومع تبني هذا القرار، أصبحت هذه المرة الأولى التي ترسل فيها قوة إلى هايتي منذ أن وافقت الأمم المتحدة على مهمة لتحقيق الاستقرار في يونيو (حزيران) 2004، شابتها فضيحة اعتداءات جنسية وانتشار وباء الكوليرا. وانتهت تلك المهمة في أكتوبر (تشرين الأول) 2017.

وفي ظل مخاوف من قيادة كينيا المتهمة بارتكاب انتهاكات، شدد القرار على أنه يجب على كل المشاركين في المهمة المقترحة اتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع الاستغلال والاعتداء الجنسي وكذلك فحص جميع الأفراد. كما يطالب بإجراء تحقيقات سريعة في أي ادعاءات بسوء السلوك. وحذر من أن المشاركين في المهمة يجب أن يعتمدوا إدارة مياه الصرف الصحي وغيرها من الضوابط البيئية لمنع دخول وانتشار الأمراض المنقولة بالمياه، مثل الكوليرا.

الجهات المشاركة

ولم يتضح على الفور حجم القوة، رغم أن الحكومة الكينية اقترحت في السابق إرسال ألف من الضباط وعناصر الشرطة. وتعهّدت جامايكا وجزر البهاماس وأنتيغوا وباربودا إرسال أفراد. وخلال الشهر الماضي، وعدت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بتقديم خدمات لوجيستية ومائة مليون دولار لدعم القوة.

وأشار القرار إلى أن مجلس الأمن يعتزم فرض عقوبات إضافية على أولئك الذين يسهمون في أعمال العنف في هايتي، علماً بأنه فرض بالفعل عقوبات على ضابط الشرطة السابق جيمي شيريزير، الملقب «باربكيو» أي «شواء»، الذي يترأس أكبر تحالف للعصابات في هايتي. وأخيراً، تعهد «باربكيو» مقاتلة أي قوة مسلحة يشتبه في ارتكابها انتهاكات.

وفي استجابة لطلب من الصين، يمكن لمجلس الأمن أن يوسع أيضاً حظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة والذي ينطبق حالياً فقط على الأفراد المحددين ليشمل كل العصابات، علماً أن مسؤولين هايتيين يعتقدون أن معظم الأسلحة المستخدمة من العصابات مستوردة من الولايات المتحدة. وأرادت الصين أيضاً أن ينص القرار على أنه يتعين على هايتي إخطار مجلس الأمن بالدول المشاركة في المهمة قبل أن يصير تفويض الأمم المتحدة ساري المفعول.

وعدلت الولايات المتحدة النص لمنح التفويض للدول التي أبلغت الأمين العام للأمم المتحدة بمشاركتها في المهمة. ويحتاج قرار مجلس الأمن إلى 9 أصوات مؤيدة وعدم استخدام حق النقض (الفيتو).


بايرن وآرسنال لتأكيد صدارتهما... ويونايتد لتصحيح المسار على حساب غلاطة سراي

لاعبو يونايتد مطالبون بردة فعل إيجابية أمام غلاطة سراي لمصالحة جماهيرهم (د ب ا)
لاعبو يونايتد مطالبون بردة فعل إيجابية أمام غلاطة سراي لمصالحة جماهيرهم (د ب ا)
TT

بايرن وآرسنال لتأكيد صدارتهما... ويونايتد لتصحيح المسار على حساب غلاطة سراي

لاعبو يونايتد مطالبون بردة فعل إيجابية أمام غلاطة سراي لمصالحة جماهيرهم (د ب ا)
لاعبو يونايتد مطالبون بردة فعل إيجابية أمام غلاطة سراي لمصالحة جماهيرهم (د ب ا)

يطمح فريقا بايرن ميونيخ الألماني وآرسنال الإنجليزي، إلى تأكيد انطلاقتهما القوية في دور المجموعات لمسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، عندما يحلان ضيفين على كوبنهاغن الدنماركي ولنس الفرنسي، توالياً، الثلاثاء، في الجولة الثانية التي تشهد مباراتي قمة، الأولى بين إنتر ميلان وصيف بطل الموسم الماضي وبنفيكا البرتغالي، والثانية بين نابولي الإيطالي وريال مدريد الإسباني، بينما يتطلع مانشستر يونايتد الإنجليزي لتخطي أزماته على حساب غلاطة سراي التركي.

واستهل بايرن مشواره بفوز مثير على ضيفه مانشستر يونايتد 4-3 ضمن المجموعة الأولى، وضرب آرسنال بقوة في الثانية برباعية نظيفة في مرمى أيندهوفن الهولندي، بينما انتزع إنتر تعادلاً قاتلاً من مضيفه ريال سوسييداد الإسباني 1-1 في الرابعة، ومني بنفيكا بخسارة مفاجئة أمام ضيفه سالزبورغ النمساوي 0-2 في المجموعة ذاتها.

في المجموعة الأولى يبدو بايرن ميونيخ المثقل بالإصابات مرشحاً لتخطي عقبة كوبنهاغن؛ لكن يتعيّن عليه الحذر من كثرة اهتزاز شباكه في المباريات الأخيرة. تلقى أبطال ألمانيا 3 أهداف في لقاءاتهم مع لايبزيغ (الكأس السوبر الألمانية) ومانشستر يونايتد حتى الآن هذا الموسم، إلى جانب هدفين ضد متصدر الدوري باير ليفركوزن (2-2) ومثلهما ضد لايبزيغ بتعادلهما بالنتيجة ذاتها السبت في «البوندسليغا».

ورغم فترة الانتقالات التي شهدت تعاقده مع قائد المنتخب الإنجليزي هاري كين، وأفضل مدافع في الدوري الإيطالي الدولي الكوري الجنوبي كيم مين-جاي، والنمساوي كونراد لايمر، فإن النادي سمح برحيل كثير من اللاعبين في الصيف، أبرزهم المدافعون: الفرنسيان بنجامان بافار ولوكا هرنانديز، والكرواتي يوسيب ستانيشيتش. وزادت معاناة البايرن الدفاعية بالإصابات الكثيرة التي تشهدها صفوفه؛ خصوصاً الهولندي ماتيس دي ليخت، والفرنسي دايو أوباميكانو، وكيم.

لاعبو أرسنال وحماس في التدريب قبل مواجهة لنس

وبعد إغلاق نافذة الانتقالات الصيفية في أوائل سبتمبر (أيلول) الماضي، وصف المدرب توماس توخيل فريقه بأنه «واهن بعض الشيء، صغير بعض الشيء، وأضعف من ذي قبل؛ لكننا نملك تشكيلة شجاعة. سنرى ما إذا سيكون ذلك كافياً لتحقيق أهداف النادي هذا الموسم».

أجبرت الإصابات توخيل على اختيار لاعب الوسط ليون غوريتسكا والظهير المغربي نصير مزراوي في قلب الدفاع، في فوز بايرن على مونستر 4-0 الثلاثاء الماضي في كأس ألمانيا.

وتجلت مخاوف بايرن بشكل واضح، عندما شوهد قلب دفاعه السابق جيروم بواتنغ يتدرّب مع الفريق، الأحد، قبل العودة المحتملة.

وفاز بواتنغ بدوري أبطال أوروبا عامي 2013 و2020 مع بايرن؛ لكن تم التخلي عن خدماته مجاناً صيف 2021؛ حيث انضم إلى ليون الفرنسي دون أي نجاح. لكن تبقى القوة الضاربة للنادي البافاري في خط هجومه بقيادة كين ولوروا ساني والفرنسي كينغسلي كومان والكاميروني إريك-ماكسيم تشوبو-موتينغ، وإن كان الجناح سيرج غنابري سيغيب بسبب كسر في ساعده.

في المجموعة ذاتها، سيكون مانشستر يونايتد مطالباً بتخطي أزمة النتائج، عندما يستضيف غلاطة سراي.

لاوتارا مارتينيز ورقة إنتر ميلان الرابحة (د ب ا)cut out

ويدخل «الشياطين الحمر» المباراة بمعنويات مهزوزة، بعد خسارتهم الصادمة أمام ضيفهم كريستال بالاس 0-1، السبت، بعدما كانوا قد سحقوا الضيف نفسه بثلاثية نظيفة الأربعاء الماضي، في الدور الثالث لمسابقة كأس الرابطة.

وكانت الخسارة هي الثالثة ليونايتد في مبارياته الأربع الأخيرة في الدوري، والرابعة في 7 مباريات حتى الآن.

وأعرب المدرب الهولندي ليونايتد، إريك تن هاغ، عن خيبة أمله بعد الخسارة: «الأمر بسيط جداً، واجهنا 3 فرص فقط طوال المباراة، وجميعها من كرات ثابتة، وبدورنا وصلنا إلى مناطق جيدة؛ لكننا اتخذنا قرارات ضعيفة».

وأشار تن هاغ إلى أن الجناح البرازيلي أنتوني قد يعود للتشكيلة أمام غلاطة سراي، بعد غيابه منذ الأسبوع الأول من سبتمبر، عندما خرج من تشكيلة البرازيل قبل مباراتين بتصفيات كأس العالم، وسط خضوعه لتحقيقات من الشرطة في مزاعم بالاعتداء على صديقته السابقة. ونفى أنتوني ارتكاب أي خطأ، وتقدم إلى شرطة مدينة مانشستر طواعية لتقديم شهادته، علماً بأن القضية المقامة ضده تُبحث في البرازيل.

وكان مانشستر يونايتد قد أعلن الأسبوع الماضي أن أنتوني سيعود للمران، بعدما سمح النادي للاعبه بإجازة لحل مشكلته.

وقال تن هاغ أمس على هامش مواجهة غلاطة سراي: «سنأخذ مشاركة أنتوني في الاعتبار. شارك في مرانه الجماعي الأول مع الفريق. سنخوض مراناً نهائياً ثم سنتخذ القرار. نعم سنأخذ مشاركته في الاعتبار. لقد تعاون مع كل الأجهزة بشكل كامل».

وأكد المدرب الهولندي أيضاً أن مدافعه الأرجنتيني ليساندرو مارتينيز سيخضع لجراحة في القدم، وسيضطر للغياب لفترة أطول بعدما تفاقمت الإصابة التي تعرض لها في أبريل (نيسان).

وسيخوض يونايتد مباراة غلاطة سراي وهو يعاني من أسوأ بداية لموسم في دوري الأضواء منذ 1989- 1990، ورغم هذا قال تن هاغ: «هناك كثير من الإيجابيات؛ لكن في نهاية اليوم الأمر يتعلق بالنتائج، ونحن لم نحققها، علينا أن نمضي قدماً».

ويتذيل يونايتد المجموعة الأولى في دوري الأبطال، عقب الخسارة أمام بايرن ميونيخ في الجولة الافتتاحية الشهر الماضي، بينما يملك غلاطة سراي نقطة من تعادل على ملعبه افتتاحاً ضد كوبنهاغن 2-2.

وفي المجموعة الثانية، وعلى غرار بايرن، سيكون آرسنال مرشحاً لكسب النقاط الثلاث أمام مضيفه لنس، وصيف بطل الدوري الفرنسي، بالنظر إلى الفوارق الكبيرة بين الفريقين ونتائجهما هذا الموسم.

وكشّر النادي اللندني عن أنيابه في مستهلّ مشواره في المسابقة العائد إليها بعد 6 سنوات من الغياب، بفوزه الكبير على ضيفه أيندهوفن، ويدخل المباراة بمعنويات عالية عقب فوزه الكبير على مضيفه بورنموث برباعية نظيفة أيضاً، وصعوده إلى المركز الثاني في الدوري بفارق نقطة واحدة خلف سيتي المتصدر وحامل اللقب.

في المقابل، حقق لنس نقطة واحدة في مبارياته الخمس الأولى في الدوري، قبل أن يكسب الأخيرتين وبصعوبة، على تولوز 2-1 وستراسبورغ 1-0.

ولم يخسر آرسنال أي مباراة في جميع المسابقات هذا الموسم، ويريد مدربه الإسباني ميكل أرتيتا استمرار هذه العقلية تحت أي ظروف، وقال: «نريد مواصلة الانتصارات. واجهنا مواقف مختلفة جداً هذا الموسم بالفعل. اللعب كل 3 أيام، حتمية الفوز، المنافسة في 3 مسابقات مختلفة في 7 أيام... هذا هو التحدي، ونحن مستعدون له».

ويعود لنس إلى ذكريات أيام المجد النادر في تاريخه، في مسابقة دوري أبطال أوروبا التي يشارك فيها لأول مرة منذ موسم 2002- 2003. وكان آرسنال بالذات من محطات مجد لنس النادر الذي تحقق عام 1998، حين تُوج بلقب الدوري الفرنسي للمرة الأولى والأخيرة في مسيرته، ما فتح الباب أمامه لخوض غمار دوري الأبطال لأول مرة أيضاً.

وافتتح لنس مشواره في حينها باستضافة النادي اللندني بالذات، حين أجبر فريقاً ضم في صفوفه نجوماً كباراً -مثل الفرنسيين باتريك فييرا ونيكولا أنيلكا، والهولنديين دينيس بيرغكامب ومارك أوفرمارس- على الاكتفاء بالتعادل 1-1، قبل أن يصدمه إياباً في إنجلترا بالفوز عليه بهدف ميكايل دوبيف. وقال دوبيف العام الماضي: «كان ذلك الهدف من أفضل لحظات مسيرتي الكروية. كان الأمر بمثابة مواجهة (عملاقي إسبانيا) ريال مدريد أو برشلونة. آرسنال كان فريقاً يعجّ بالدوليين».

وعاد آرسنال للثأر من منافسه الفرنسي بعدها بعامين، بالفوز عليه ذهاباً 1-0، وإياباً 2-1 في الدور نصف النهائي لمسابقة كأس الاتحاد الأوروبي. والآن، سيكون النادي الفرنسي أمام حدث كبير جداً، حين يخوض مباراته الأولى بين جماهيره في المسابقة القارية الأهم، منذ أن صعق ميلان 2-1 في 29 أكتوبر (تشرين الأول) 2002.

وفي المجموعة ذاتها، يأمل أيندهوفن في استغلال عاملَي الأرض والجمهور، لتعويض سقوطه المذل أمام آرسنال، وذلك عندما يستضيف إشبيلية الإسباني.

وفي المجموعة الثالثة، تتجه الأنظار إلى قمة نابولي وضيفه ريال مدريد على ملعب «دييغو أرماندو مارادونا»، بينما يلتقي الجريحان أونيون برلين الألماني وسبورتنغ براغا البرتغالي.

ويحل ريال مدريد ومدربه الإيطالي كارلو أنشيلوتي ضيفين ثقيلين على نابولي، في صراع على الانفراد بالصدارة.

وستكون المرة الأولى التي يعود فيها أنشيلوتي إلى نابولي، منذ إقالته من تدريب الفريق الجنوبي خريف 2019.

ويشكل النادي الملكي عقدة لنابولي في المسابقة القارية العريقة؛ حيث تغلب عليه في 3 مناسبات من أصل 4 مواجهات بينهما حتى الآن، آخرها في ثمن نهائي نسخة 2016- 2017، عندما تغلب عليه بنتيجة واحدة ذهاباً وإياباً 3-1.

واستهل الريال -صاحب الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بالبطولة (14 لقباً)- مشواره بانتصار صعب 1- صفر على ضيفه أونيون برلين، ليوجد في المركز الثاني بفارق الأهداف عن نابولي الذي تغلب 2- 1 على مضيفه براغا. ويبدو الريال ونابولي المرشحين الأوفر حظاً للصعود لدور الـ16 عن تلك المجموعة، بالنظر إلى الفوارق الفنية والمالية التي يتمتعان بها مقارنة بمنافسيهما.

واجتاز الريال صدمة خسارته القاسية 1- 3 أمام جاره اللدود أتلتيكو مدريد بالدوري الإسباني، بفوزه على لاس بالماس وجيرونا في مواجهتيه الأخيرتين بالبطولة المحلية التي تربع على صدارتها من جديد، ليكتسب قوة دفع جيدة للغاية، قبل زيارته لفريق الجنوب الإيطالي.

من جانبه، استعاد نابولي كثيراً من اتزانه محلياً، بعدما فاز برباعية على كل من أودينيزي وليتشي في آخر جولتين بالدوري الإيطالي، بعد بداية باهتة حقق فيها 8 نقاط فقط من 5 مباريات. ويحتل نابولي بقيادة المدرب الفرنسي رودي غارسيا المركز الثالث بالدوري الإيطالي، بفارق 4 نقاط فقط عن الصدارة.

وفي المباراة الثانية، يتطلع برلين (متذيل الترتيب) لتضميد جراحه التي نزفت بشدة على الصعيد المحلي على وجه الخصوص؛ حيث يحتل المركز الحادي عشر بالدوري الألماني. في المقابل، يطمع براغا -الثالث دون نقاط- أيضاً في تحقيق المفاجأة رغم صعوبة المهمة التي تنتظره في العاصمة الألمانية.

وفي المجموعة الرابعة ستكون مواجهة إنتر ميلان الإيطالي الوصيف وبنفيكا البرتغالي هي الأبرز، بينما يلعب سالزبورغ المتصدر مع ريال سوسييداد.

والتقى إنتر وبنفيكا في ربع النهائي الموسم الماضي، وكان الفوز من نصيب الفريق الإيطالي 2- 0 في لشبونة، قبل التعادل 3- 3 في ميلانو.

ويدخل الفريقان المباراة بمعنويات عالية، عقب الفوز الكاسح لإنتر على مضيفه ساليرنيتانا بسوبر هاتريك نظيف، لقائده الدولي الأرجنتيني لاوتارو مارتينيز، والثمين لبنفيكا على غريمه التقليدي بورتو 1-0 في قمة الدوري البرتغالي، سجله نجمه العائد الأرجنتيني الآخر أنخيل دي ماريا.

ويتألق دي ماريا بشكل لافت هذا الموسم عقب عودته إلى بنفيكا من يوفنتوس الإيطالي. وسجّل «الملاك» دي ماريا 6 أهداف مع تمريرتين حاسمتين، في 8 مباريات مع قطب مدينة لشبونة.


فريق للأمم المتحدة في كاراباخ لم يرصد أضراراً في المستشفيات والمدارس

تصاعد الدخان بعد قصف مدفعي من قوات أذربيجان على إقليم ناغورنو كارباخ (أ.ب)
تصاعد الدخان بعد قصف مدفعي من قوات أذربيجان على إقليم ناغورنو كارباخ (أ.ب)
TT

فريق للأمم المتحدة في كاراباخ لم يرصد أضراراً في المستشفيات والمدارس

تصاعد الدخان بعد قصف مدفعي من قوات أذربيجان على إقليم ناغورنو كارباخ (أ.ب)
تصاعد الدخان بعد قصف مدفعي من قوات أذربيجان على إقليم ناغورنو كارباخ (أ.ب)

قال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، اليوم الاثنين، إن فريقاً تابعاً للأمم المتحدة يزور كاراباخ في أذربيجان لم يرصد أي أضرار في البنية التحتية المدنية مثل المستشفيات والمدارس والمساكن أو المواقع الثقافية والدينية.

وزار الفريق، أمس الأحد، عاصمة كاراباخ المعروفة باسم ستيباناكيرت في أرمينيا وخانكندي في أذربيجان. وجاءت الزيارة بعد أسابيع من سيطرة القوات الأذربيجانية على الجيب الموجود على أراضيها الذي يسكنه الأرمن مما أدى إلى خروج جماعي لأكثر من 100 ألف أرمني.

وقال دوجاريك للصحافيين: «زملاؤنا هالتهم الطريقة المفاجئة التي فر بها السكان المحليون من منازلهم والمعاناة التي سببتها لهم هذه التجربة». وأضاف أن فريق الأمم المتحدة لم يتلق «أي تقارير، سواء من السكان المحليين أو من آخرين، عن أعمال عنف ضد المدنيين بعد أحدث وقف لإطلاق النار».

ومضى يقول: «لم يشاهد أعضاء فريق الأمم المتحدة أي تدمير للبنية التحتية الزراعية أو حيوانات نافقة».

واتهمت أرمينيا، أذربيجان، بالتطهير العرقي، ونفت باكو ذلك وأكدت ترحيبها ببقاء الأرمن في المنطقة، وأصرت على أنها لا تنوي مهاجمة أرمينيا نفسها.

وحضت أرمينيا الاتحاد الأوروبي، اليوم الاثنين، على فرض عقوبات على أذربيجان بسبب عمليتها العسكرية في جيب ناغورنو كاراباخ، وحذرت من أن باكو قد تهاجم أرمينيا نفسها قريباً ما لم يتخذ الغرب إجراءً حازماً.

وقال دوجاريك إن مهمة الأمم المتحدة تستهدف تقييم الوضع على الأرض وتحديد الاحتياجات الإنسانية لكل من الأشخاص المقيمين والراحلين، مضيفاً أن ممثلين للمنطقة أبلغوا مسؤولي الأمم المتحدة بأن «ما بين 50 إلى 1000 أرمني ما زالوا حالياً في كاراباخ».

وقال دوجاريك إن لا متاجر مفتوحة في المدينة، وإن أذربيجان تستعد لاستئناف الخدمات الصحية وبعض المرافق الأساسية. وأضاف: «يؤكد الفريق ضرورة إعادة بناء الثقة»، لافتاً إلى أن هذا يتطلب وقتاً وجهداً من جميع الأطراف. وتابع: «الأمم المتحدة تعتزم زيارة المنطقة بانتظام».

من جهة أخرى، وعد رئيس الإقليم الانفصالي الذي استسلم لأذربيجان بعد عملية عسكرية خاطفة، الاثنين، بأن يبقى في عاصمة المنطقة حتى انتهاء عمليات الإغاثة التي تشمل ضحايا النزاع وانفجار مستودع كبير للوقود.


المغرب: "العدل والتشريع" النيابية تستعد للمصادقة على "العقوبات البديلة"

البرلمان المغربي (الشرق الأوسط)
البرلمان المغربي (الشرق الأوسط)
TT

المغرب: "العدل والتشريع" النيابية تستعد للمصادقة على "العقوبات البديلة"

البرلمان المغربي (الشرق الأوسط)
البرلمان المغربي (الشرق الأوسط)

ينتظر أن تصادق لجنة العدل والتشريع في مجلس النواب المغربي، الأربعاء، على مشروع قانون العقوبات البديلة الذي ينص على تدابير المراقبة بالسوار الإلكتروني، والعمل من أجل المنفعة العامة وتدابير أخرى بديلة عن العقوبات الحبسية.

ويأتي ذلك في وقت اقترحت فيه الغالبية النيابية، تعديلا يقضي بإدراج "شراء أيام السجن" ضمن خيارات العقوبات البديلة في مشروع قانون العقوبات البديلة.

وجاء في التعديل أنه يرمي إلى "إضافة عقوبة الغرامة اليومية" إلى العقوبات البديلة، تماشياً مع توجهات السياسات الجنائية لبعض الدول التي تعتمد هذا الصنف من العقوبات في أنظمتها الجنائية.

وحسب نص التعديل، فإن الغرامة اليومية البديلة عن السجن،تمثل آلية حديثة للزجر والعقاب كخيار تشريعي أظهر فاعليته في مكافحة بعض أنواع الجنح، كما يتميز بالبساطة والسرعة في التنفيذ على مستوى الممارسة.

ونص التعديل أيضاً على أنه يمكن للمحكمة أن تحكم بعقوبة الغرامة اليومية بديلاً للعقوبة الحبسية النافذة. وتتمثل الغرامة اليومية في مبلغ مالي تحدده المحكمة عن كل يوم من المدة الحبسية المحكوم بها، ويمكن الحكم بعقوبة الغرامة اليومية على الأحداث في حالة موافقة أوليائهم أو من يمثلهم. لكن لا يمكن الحكم بعقوبة الغرامة اليومية إلا بعد الإدلاء بما يفيد بوجود صلح أو تنازل صادر عن الضحية أو ذويه أو قيام المحكوم عليه بتعويض أو إصلاح الأضرار الناتجة عن الجريمة.

وحدد مقترح التعديل مبلغ الغرامة اليومية بين 100 درهم (10دولارات) و2000 درهم (200 دولار)، عن كل يوم من العقوبة الحبسية المحكوم بها. وتراعي المحكمة في تحديد الغرامة اليومية الإمكانيات المادية للمحكوم عليه وتحملاته المالية وخطورة الجريمة المرتكبة والضرر المترتب عنها. ويجب أن يلتزم المحكوم عليه بأداء المبلغ المحدد له في أجل لا يتجاوز ستة أشهر من تاريخ صدور المقرر التنفيذي بالأداء.

وتتضمن العقوبات البديلة، المنصوص عليها في مشروع القانون العمل من أجل المنفعة العامة، وحمل السوار الإلكتروني قصد المراقبة، وتقييد بعض الحقوق أو فرض تدابير رقابية.

وكانت مسودة مشروع قانون العقوبات البديلة تضمنت أيضا الغرامة المالية لشراء أيام السجن، لكن النص الذي صادقت عليه الحكومة عرف حذفها بعد جدل أثير بشأنها داخل الحكومة.

ومن شأن تقديم فرق الغالبية لهذا التعديل أن يعيد الجدل حول شراء أيام السجن من جديد، خاصة أن المنتقدين يرون أن هذه العقوبة سيستفيد منها الأثرياء الذين يرتكبون جرائم.


«أبطال أوروبا»: مدرب البايرن يتوعد كوبنهاغن على أرضه

توماس توخيل مدرب بايرن ميونيخ خلال المؤتمر الصحافي (رويترز)
توماس توخيل مدرب بايرن ميونيخ خلال المؤتمر الصحافي (رويترز)
TT

«أبطال أوروبا»: مدرب البايرن يتوعد كوبنهاغن على أرضه

توماس توخيل مدرب بايرن ميونيخ خلال المؤتمر الصحافي (رويترز)
توماس توخيل مدرب بايرن ميونيخ خلال المؤتمر الصحافي (رويترز)

أكد توماس توخيل، مدرب بايرن ميونيخ الألماني، عزم فريقه تحقيق الفوز على كوبنهاغن في المباراة التي ستجمعهما بدوري أبطال أوروبا، الثلاثاء، مشيراً: «نريد أن نكون أول فريق يفوز على كوبنهاغن على أرضه في هذه المسابقة منذ فترة طويلة، لكن سجلهم على أرضهم يكشف الكثير عن مستواهم».

وأعرب توخيل في مؤتمر صحافي، الاثنين، عن احترامه لكل فرق دوري أبطال أوروبا، وقال إنه لا يمكن الاستخفاف بكوبنهاغن على الإطلاق، مشيراً إلى أن منافسه يتمتع بسجل قوي على ملعبه في باركن، حيث لم يخسر هناك في المسابقة الأولى على صعيد الأندية الأوروبية في موسم 2022 - 2023 أو في تصفيات هذا الموسم.

وسيواصل بايرن ميونيخ البحث عن الاتساق في المستوى لكنه لا يشعر بالقلق كثيراً بشأن استضافة كوبنهاغن، وحقق بطل ألمانيا نتائج متباينة هذا الموسم، حيث بدأ الفريق بالهزيمة 3 - 0 أمام لايبزيغ في نهائي كأس السوبر الألمانية في أغسطس (آب) الماضي، لكنه لم يخسر في الدوري الألماني حتى الآن.

ومع ذلك، فقد أضاع الفريق نقاطاً في التعادل 2 - 2 أمام ضيفه باير ليفركوزن الشهر الماضي وحقق النتيجة نفسها يوم السبت بعد أن عوض تأخره بهدفين أمام لايبزيغ. وفاز البايرن 4 - 3 على مانشستر يونايتد في المباراة الافتتاحية بالمجموعة الأولى لدوري أبطال أوروبا الشهر الماضي، لكن كان من المفترض أن يضمن الفوز بفارق أكبر بعدما تقدم 3 - 1 ثم 4 - 2 في الوقت المحتسب بدل الضائع.

وقال توخيل: «لا نشعر بالقلق. نحن نحلل كل شيء ونستخلص استنتاجاتنا التي سنناقشها مع أفراد الفريق... نحاول تطوير خطة أفضل وإضافة المزيد من الحياة لها. ما زلنا نجد طريقة للدخول في المباريات، وهذا أمر إيجابي. سنتمسك بالأمور الإيجابية».

وأضاف: «نتوقع أن يلعب كوبنهاغن بطريقة 4 - 3 - 3. إنهم متماسكون للغاية وخطيرون للغاية في الهجمات المرتدة، ونتوقع مزيجاً من الكرات الطويلة والتمرير... هناك الكثير من السرعة في طريقة أدائهم، مع وجود الكثير من اللاعبين المتحركين والسريعين في خط الهجوم».

واستطرد توخيل: «لديهم مجموعة من اللاعبين الأقوياء بدنياً في خط الوسط، وأربعة في خط الدفاع يحبون اللعب كقلب دفاع وحارس مرمى (كاميل غرابارا) يتمتع برميات طويلة حقاً».

ويتصدر بايرن المجموعة الأولى بعد تعادل كوبنهاغن وغلطة سراي التركي 2 - 2 في إسطنبول في الجولة الأولى.


ما هي التحديات الجيوسياسية أمام أرمينيا بعد انهيار كاراباخ؟

TT

ما هي التحديات الجيوسياسية أمام أرمينيا بعد انهيار كاراباخ؟

مدنيون أرمن ينتظرون مغادرة كاراباخ إلى أرمينيا (أ.ف.ب)
مدنيون أرمن ينتظرون مغادرة كاراباخ إلى أرمينيا (أ.ف.ب)

وافق الانفصاليون الأرمن في كاراباخ بعد ثلاثة عقود من النضال على نزع أسلحتهم وحل حكومتهم وإعادة الاندماج مع أذربيجان، بعدما استعادت باكو السيطرة على الإقليم أواخر أسبتمبر (أيلول).

انهيار هذا الإقليم الانفصالي قد يؤدي إلى تغيير موازين القوى في المنطقة وترك يريفان في مواجهة مخاوف جيوسياسية عدة.

«اتفاقات» روسية «مزدوجة»

فر تقريباً جميع سكان كاراباخ المقدر عددهم بـ120 ألف شخص، فيما اتهمت يريفان أذربيجان بالقيام بحملة «تطهير عرقي» لهذه المنطقة. لكن باكو نفت ذلك، ودعت علناً السكان الأرمن في كاراباخ إلى البقاء و«إعادة الاندماج» في أذربيجان.

وشددت روسيا، الحليفة القديمة لأرمينيا، على أن الفارين ليس لديهم ما يخشونه، وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن «من الصعب تحديد الجهة المسؤولة (عن النزوح) لا يوجد سبب مباشر لهذه الأفعال».

من جانبه، انتقد رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان قوة حفظ السلام الروسية في كاراباخ بسبب عدم تدخلها خلال هجوم باكو الخاطف، وهو ما نفته موسكو.

نشر حوالي ألفي جندي حفظ سلام في هذه المنطقة الجبلية في 2020 كجزء من اتفاق وقف إطلاق النار الذي تمت رعايته بين أذربيجان وأرمينيا والذي أنهى ستة أسابيع من القتال.

لكن رد روسيا على إعلان الأسبوع الماضي بأن «الجمهورية الانفصالية» الأرمنية في كاراباخ ستزول من الوجود بحلول نهاية العام، كان فاتراً.

وقال بيسكوف: «لاحظنا ذلك ونراقب الوضع عن كثب. وتواصل قوة حفظ السلام التابعة لنا مساعدة الناس».

يقول محللون إن روسيا اختارت الوقوف في صف القوة المتنامية لأذربيجان الغنية بالنفط على حساب أرمينيا، حليفتها التاريخية ذات الكثافة السكانية المنخفضة والمعزولة دبلوماسياً.

كما حذرت موسكو الأسبوع الماضي من أن قرار أرمينيا الانضمام إلى المحكمة الجنائية الدولية التي أصدرت مذكرة اعتقال بحق الرئيس فلاديمير بوتين، سيكون «عدائياً جداً».

لكن لا يزال من الممكن أن تحتفظ روسيا بنفوذ في المنطقة كما يرى خبراء.

وقال توماس دي فال من كارنيغي - أوروبا إن «الاتفاق الإطار الوحيد الذي لا يزال قائماً، رغم أن كل بنوده نسفت، هو الاتفاق الثلاثي لوقف إطلاق النار الذي تولت روسيا رعايته في 9 نوفمبر (تشرين الثاني) 2020». وأضاف: «أحد بنوده هو أن يقوم حرس الحدود من جهاز الأمن الفيدرالي الروسي بحماية ممر النقل عبر أرمينيا إلى ناختشيفان - وهو احتمال سيئ؛ نظراً للحرب الروسية في أوكرانيا».

تحالف تركيا - أذربيجان

منطقة ناختشيفان الأذربيجانية، وهي جمهورية غير ساحلية تتمتع بالحكم الذاتي، هي بقايا معقدة من الحقبة السوفياتية، ولا تشترك في حدود مع أذربيجان، لكنها مرتبطة بباكو منذ عشرينات القرن الماضي. وتقع بين أرمينيا وتركيا وإيران.

ويعتقد بعض الخبراء أن الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف قد يسعى الآن لشن عمليات في جنوب أرمينيا لإنشاء ممر مع ناختشيفان.

وقالت تركيا وأذربيجان الحليفتان في يونيو (حزيران) إنهما تريدان تكثيف الجهود لفتح ممر بري يربط تركيا بالأراضي الرئيسية لأذربيجان عبر ناختشيفان وأرمينيا، وهو مشروع طويل الأمد ومعقد.

بعد أيام على هجوم أذربيجان الخاطف على ناغورنو كاراباخ في 19 و20 سبتمبر، التقى علييف نظيره التركي رجب طيب إردوغان في الجيب.

وأشار علييف في الآونة الأخيرة إلى جنوب أرمينيا باسم «أذربيجان الغربية»، وقال في ديسمبر (كانون الأول) إن الأذربيجانيين «يجب أن يكونوا قادرين على العودة إلى أراضيهم الأصلية».

ومضى أبعد من ذلك في فبراير (شباط) 2018، عندما قال في مؤتمر صحافي إن «يريفان أرضنا التاريخية... نحن الأذربيجانيين يجب أن نعود إلى أراضينا التاريخية».

ويقوم التحالف بين تركيا وأذربيجان، على أساس انعدام الثقة المتبادل مع أرمينيا التي تكنّ العداء لأنقرة بسبب المجازر بحق حوالي 1.5 مليون أرميني خلال آخر أيام السلطنة العثمانية.

وقد اعترفت أكثر من 30 دولة بهذه المجازر على أنها إبادة رغم أن أنقرة ترفض بشدة هذا التعبير.

عامل إيران

بين اللاعبين الجيوسياسيين الرئيسيين الآخرين في المنطقة إيران، التي لها مصالح تجارية في مستقبل أرمينيا.

وقالت البروفسورة تالين تير ميناسيان من المعهد الوطني الفرنسي للغات والحضارات الشرقية، إن إيران تعتبر أرمينيا بوابتها التجارية إلى القوقاز، وبالتالي «لا تريد أن ترى تحركاً حدودياً» لمصلحة أذربيجان.

والأسباب هي أيضا جيواستراتيجية، إذ تتقرب أذربيجان منذ سنوات من إسرائيل، العدو اللدود لطهران.

وكانت إسرائيل مصدر نحو 70 في المائة من مبيعات الأسلحة إلى أذربيجان بين عامي 2016 و2020، بحسب معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام.

ويقول المركز الفرنسي لأبحاث الاستخبارات إن إسرائيل بنت «محطات استخبارات إلكترونية عدة» في أذربيجان.

جدير بالذكر أن تركيا، الحليف الرئيسي لأذربيجان، هي أيضاً عضو في حلف شمال الأطلسي، وهو التحالف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة وتختلف معه إيران أيضاً.

وقال جان - لوي برولانج رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الفرنسي، إنه في غياب التزام غربي مقنع تجاه أرمينيا، فإن «الحماية الوحيدة لأرمينيا حتى الآن كانت إيران». لكنه أوضح أنه «ضمان هش جداً ومثير للقلق».


بعد حصار تمبكتو... «القاعدة في الساحل» على خطى «طالبان»

قافلة لقوات أزوادية في كيدال بشمال مالي عام 2016 (أ.ف.ب)
قافلة لقوات أزوادية في كيدال بشمال مالي عام 2016 (أ.ف.ب)
TT

بعد حصار تمبكتو... «القاعدة في الساحل» على خطى «طالبان»

قافلة لقوات أزوادية في كيدال بشمال مالي عام 2016 (أ.ف.ب)
قافلة لقوات أزوادية في كيدال بشمال مالي عام 2016 (أ.ف.ب)

لفت تنظيم «القاعدة» الأنظار في الساحل الأفريقي مؤخراً، مذ أعلن محاصرته مدينة تمبكتو التاريخية شمال مالي نهاية أغسطس (آب) الماضي، حيث عزلها براً وجواً وعبر النهر، جاعلاً المدينة وسكانها تحت رحمة ضرباته وقصفه اليومي، حتى أصبحت على مشارف كارثة إنسانية أدت إلى هرب الكثيرين من سكانها صوب البوادي المجاورة.

وتمكن التنظيم المتطرف من محاصرة المدينة، واحتل مدناً وقرى في منطقة أزواد شمال مالي، وتوسع بشكل غير مسبوق بعد رحيل القوات الفرنسية عام 2022، وبعد إعلان قوات الأمم المتحدة رحيلها أيضاً هذا العام.

واستغل تنظيم «القاعدة» كل الظروف الأمنية والاضطرابات في منطقة الساحل، ليمد نفوذه نحو بوركينا فاسو المجاورة، ونحو أراضي النيجر في المثلث الحدودي بين الدول الثلاث، المعروف بـ«مثلث الموت»، حيث يتقاتل مع القوات الحكومية المالية المدعومة من مجموعة «فاغنر»، وأيضاً مع غريمه تنظيم «داعش».

مقاتلون طوارق من حركات أزوادية خلال تجمع قرب كيدال بشمال مالي في 28 سبتمبر عام 2016 (أ.ف.ب)

كيف تنامى بسرعة؟

بدأت الإرهاصات الأولى لـ«القاعدة في الساحل»، بعد ما عُرف بـ«العشرية السوداء» في الجزائر بداية التسعينات، وبعد سقوط حركة «طالبان» في أفغانستان عقب أحداث الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) 2001، فوُلد التنظيم من رحم «الجماعة السلفية للدعوة والقتال» الجزائرية، وأعلن عن نفسه عام 2007، ثم ما لبثت أن تعددت الجماعات والحركات في المنطقة التي أضحت بعد ذلك حديقة خلفية للإرهاب، لتضم جماعات عدة بعضها يعمل في شكل مستقل، وبعضها الآخر أعلن عن تبعيته لـ«القاعدة».

وفي ديسمبر (كانون الأول) من عام 2011 ظهرت في المشهد حركة أخرى شمال مالي، تحت قيادة الطارقي إياد أغ غالي، أحد أشهر زعماء وثوار الطوارق المعروفين، معلناً عن حركة جديدة تضاف لفسيفساء المشهد باسم «أنصار الدين»، والتي خاضت حرباً ضد مالي عام 2012.

أصبح المشهد في مالي معقداً، بعد أن تزاحمت الحركات المتشددة، وتعددت أهدافها، بين حركات امتهنت خطف السياح والأجانب وموظفي الدولة وأخذ فدى بملايين اليوروات لإطلاق سراحهم، وبين حركات تريد الهيمنة، وتزعم تبني مشروع الخلافة.

وفي مارس 2017، وبعد اتصالات مكثفة وصراع واختلاف تمكن إياد أغ غالي من توحيد كل الحركات في جسم واحد، فجمع «أنصار الدين، وجبهة تحرير ماسينا، وتنظيم المرابطون، وجناح الصحراء التابع لتنظيم (القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي)» في ائتلاف تحت تكتّل «جماعة نصرة الإسلام والمسلمين».

إياد أغ غالي

استغل أغ غالي انتماءه لإثنية الطوارق، وأيضاً معرفته بالأرض والقبائل وأطراف الصراع، ودهاليز السلطة في مالي، حيث عمل دبلوماسياً لفترة بعد اتفاق سلام في عام 1992، فتمكن من بناء استراتيجية واسعة للجماعات التي يقودها، وبمضاعفة أتباعه، وحشد المزيد من الأنصار.

وتجاوز أغ غالي أهداف «القاعدة» المحدودة في الساحل، والتي كانت مقتصرة على عمليات محدودة في اختطاف السياح والتهريب والقلاقل، إلى صناعة مناطق نفوذ وأتباع، مستلهماً تجربة حركة «طالبان الأفغانية» في معاقلها، ليتفرد بزعامة غير مسبوقة، على حساب الحركات الأزوادية الثورية.

ويعرف زعيم «القاعدة» بشكل واسع بسبب تاريخه مع الثوار الطوارق، وفي ليبيا، حيث كان من أعضاء «الكتيبة الخضراء»، وذهب للحرب في لبنان للقتال بجانب الفلسطينيين، كما شارك في مهمات لجيش العقيد معمر القذافي في تشاد، وتنقل كثيراً، قبل أن يعتنق فكر الجماعات السلفية أولاً، ثم جماعة التبليغ في باكستان وأفغانستان، قبل أن يتحول نحو الجماعات الجهادية المتطرفة. وكشفت تقارير استخباراتية أميركية عن مدى النفوذ الذي يتمتع به أغ غالي، من خلال شبكة معقدة من العلاقات التي نسجها مع أطراف متعددة في مالي وخارجها، وبرهن على ذلك، حينما قاد وساطات لفك أسر رهائن غربيين، وماليين اختطفتهم عناصر إرهابية في الصحراء في العقدين الماضيين.

نسوة في نيامي عاصمة النيجر يوم 18 سبتمبر الماضي (أ.ف.ب)

وعلى الأرض، استغل إياد صلاته القبلية، فنسج علاقات واسعة مع الزعامات القبلية، الذين طمأنهم بأنهم لن يكونوا هدفاً له ولا للجماعات التابعة له، بقدر ما سيكون «عنصر حماية» لهم، من أي اعتداءات أو تعديات.

وخلال العقد الماضي، الذي تواجدت فيه القوات الفرنسية في مالي، وكذلك قوات الأمم المتحدة، لم يقم أغ غالي بهجمات كثيرة ولا باستهداف مباشر أو إعلان حرب ضد القوات الأجنبية التي أعلنت مكافأة بملايين الدولارات للقبض عليه، كما لم يدخل في مواجهات تذكر مع جيرانه الأزواديين الذي اتفق معهم ضمنياً بـ«عدم اعتداء أي طرف على الآخر»، لكنه بالمقابل، توارى في الصحراء، متفرغاً لبناء قوة ضاربة، جاذباً المزيد من المتطرفين، مستغلاً الفوضى الحاصلة في جمع السلاح والعتاد والمال، مستفيداً من انهيار ليبيا وسقوط نظام القذافي الذي كان مقرّباً منه.

دولة الخلافة المزعومة

لم يصرح إياد أغ غالي بمشروعه في إنشاء «دولة الخلافة في الساحل»، كما صرحت جماعة «داعش»، لكن منشوراته الصادرة عن الذراع الإعلامية لـ«القاعدة» «الزلاقة» دوماً ما تشير إلى مشروع «تطبيق الشريعة الإسلامية» في دول الساحل. وقد عيّن التنظيم في مناطق هيمنته، ولاة وأمراء لتطبيق تشريعاته ورؤيته لما سيكون عليه الحكم، وقام ولاة «القاعدة» بممارسات تعسفية قاسية ضد السكان الفقراء، فصادروا بهائمهم وأموالهم وغلالهم، وضيّقوا عليهم في «الجباية» باسم «الزكاة»، بحسب ما تفيد تقارير من مناطق نشاط التنظيم.

تجمع في نيامي يوم الأحد في أعقاب مغادرة السفير الفرنسي الذي طرده قادة الانقلاب العسكري بعاصمة النيجر (إ.ب.أ)

وأدت سطوة «القاعدة» وهيمنتها إلى دفع الآلاف من الشباب العاطلين عن العمل في الالتحاق بها؛ خشية من أن يطالهم بطش التنظيم ويطبق عليهم سياسية «من ليس معي فهو ضدي»، أسوة بتنظيم «داعش» الذي يقتل أحياناً من لا ينضم إليه من هؤلاء.

يهيمن تنظيم «القاعدة» حالياً على معظم المناطق الشمالية في مالي، وصولاً إلى الحدود الموريتانية، ويمتد جنوباً في مالي نحو عمق بوركينا فاسو، وحتى حدود توغو، فضلاً عن طرقه لحدود النيجر، ويمتلك حالياً حسب عدد من الفيديوهات التي بثها، آلاف الأتباع، وأطناناً من الأسلحة.

ويعتمد التنظيم في تحركاته على سيارات «تويوتا بيك آب»، تحمل كل واحدة منها عدداً من المقاتلين، ودراجات نارية، وأسلحة هجومية ودفاعية أحياناً ضد الطيران، إضافة إلى الطعام والماء والوقود بما يكفي لأسابيع ربما، دون الحاجة إلى إعادة التزود بالمؤمن.

ومن خلال هذه الاستراتيجية الخطيرة، أصبح التنظيم يمتلك زمام المبادرة والمباغتة، وقد عانى منه خصومه بسبب تفوقه في سرعة الإغارة والاختفاء، وأصبح مصدر رعب لجيوش المنطقة، بعد أن كبّدها خسائر بشرية ومادية خطيرة.

أين أميركا؟

يبقى السؤال المطروح دوماً، أين قوة محاربة الإرهاب من كل هذه السطوة التي يبديها التنظيم، وأيضاً قرينه «داعش» الذي يهمين بدوره على مجال جغرافي واسع، فيما لا تطالهم أي ضربات جوية من القواعد العسكرية الأميركية، وكذلك الفرنسية في المنطقة، حيث ترابض مئات الطائرات التابعة لهما في النيجر المجاورة.

وبحسب مراقبين، فإن السلوك الذي أظهرته دول المنطقة (مالي وبوركينا فاسو، ثم النيجر تالياً)، قوّض مشروعاً طويلاً لمحاربة الإرهاب في المنطقة، بعد الانقلابات المتتالية التي هزت الاستقرار في هذه البلدان، والتي لم تمكن الغرب من مواصلة خططه «الطويلة» في حربه ضد جماعات متشظية في طول الساحل وغربه. وبالنسبة لمالي، فقد طلبت مغادرة ما يتجاوز عشرين ألف جندي، من فرنسا والأمم المتحدة، كانوا يقومون بحمايتها من الجماعات الإرهابية، وغيرها من الجماعات المعارضة، لكن طلبها الذي عُدّ غريباً، أدى إلى موجة من الإرهاب الذي يكاد يقتلع الدولة الفقيرة التي استقدمت خبراء من «فاغنر» بملايين الدولارات وبعقود تعدين لن تجدي شيئاً على الأرجح أمام مد الإرهاب المتواصل.

والأمر ذاته في النيجر المجاورة التي كانت حدودها في مأمن من الإرهاب بفضل القوات الفرنسية التي تراقب تحركات هذه الجماعات، فضلاً عن القوات الأميركية التي لطالما قدمت معلومات دقيقة عن تجمعات هذه الجماعات وتتعقب حركتها. هذه المساعدات التي قوضها انقلاب النيجر، تضع الدولة الغنية باليورانيوم، تحت تهديدات كالتي وقعت تحتها جارتيها مالي وبوركينا فاسو.

وتحتاج جهود محاربة الإرهاب، حسب محللين في المنطقة، إلى دول لديها الحد الأدنى من الاستقرار والتعاون، والحكم الرشيد، وهي صفات لا وجود لها في الوقت الراهن، أو في الأفق بعد الخريف الطويل الذي أطل على الساحل الأفريقي، الذي لن تنطفئ نيرانه بسهولة، ما لم يجدّ في العمل، ويفسح المجال أمام سلطات مدنية حقيقة تشرك الجميع دون إقصاء.

وحسب تحليلات، وسيناريوهات متعددة، رسمت مجلة «ليكسبريس» الفرنسية سيناريو توقعت فيه استيلاء تنظيم «جماعة نصرة الإسلام والمسلمين» (القاعدة في الساحل) على السلطة في باماكو بحلول نهاية العام المقبل (2024). المجلة الفرنسية رسمت هذا السيناريو على أن ما حدث في عام 2013 لدى التدخل الفرنسي في مالي ضد الجماعات المتشددة لمنعها من التقدم نحو العاصمة باماكو بعد سيطرتها على مدينة «كونا» التي تبعد 600 كلم عن العاصمة، في ظروف أصبحت مواتية الآن أكثر للتنظيم الذي يعتقد أنه في منأى عن أي تدخل فرنسي مجدداً.

زعيم «القاعدة» حالياً أصبح تحت الأضواء، وأضحى نجماً بين قيادات التنظيم في الداخل والخارج، بل وأصبح يشار إليه بقوة في إمكانية أن يخلف أيمن الظواهري على رأس التنظيم، بعد أن بات على مشارف «صناعة دولة» للتنظيم في الساحل الأفريقي، حيث لا يزال يحشد المزيد من الأنصار متفوقاً على غريمه تنظيم «داعش».