هل تعاني من رائحة قدمين كريهة؟ إليك الأسباب والحلول

أول ما يتبادر إلى ذهن المرء لدى الحديث عن الأقدام هو كراهة رائحتها. فلماذا تكون رائحة أقدام بعض الأشخاص كريهة جداً في حين لا يعاني البعض الآخر من هذه المشكلة؟
هذا السؤال أجابت عنه صحيفة «ذي كونفرسيشن» من خلال تقرير يعدد أسباب رائحة القدمين الكريهة، وما يمكن فعله حيال ذلك، ومتى يتطلب الأمر استشارة المختصين.
حسب التقرير، يمكن أن تؤدي القدم المتعرقة إلى رائحة كريهة في القدمين. وقد يتسبب الطقس الحار بتعرق القدمين، خصوصاً إذا ارتدينا حذاء مغلقاً ولم يتبخر العرق.
أيضاً، يزيد القلق والتوتر العاطفي من نشاط الغدد العرقية بسبب إفراز هرمونات التوتر مثل الأدرينالين، مما يتسبب في تعرق اليدين والقدمين، حسب التقرير.
ووفقاً للتقرير، يعد تعرق القدمين أمراً شائعاً، ويعاني بعض الأشخاص من حالة تعرق مفرط تسمى «فرط التعرق»، وهي حالة يمكن أن تتسبب بإحراج في المجتمع وتقليل الثقة بالنفس وضعف الصحة العقلية.
لكن التقرير أوضح أن العرق عادةً ليست له رائحة في حد ذاته، بل إنها البكتيريا التي تتغذى على العرق هي التي تسبب الرائحة الكريهة.
وشرح أن لدى البشر نحو 1000 نوع من البكتيريا تعيش على الجلد، وعادةً ما تتكاثر في البيئات الرطبة مثل الإبطين وبين أصابع القدم، مفسراً أن البكتيريا التي تعيش على جلد الإنسان غير ضارة في الغالب وبعضها مفيد، لكنها يمكن أن تسبب أيضاً رائحة عندما تتفاعل مع العرق.
سبب آخر قد يسبب رائحة في القدمين هو الجلد الميت، وفقاً للتقرير، إذ يتغذى نوع من البكتيريا يسمى «brevibacteria» على الجلد الميت المتراكم على الأقدام ما يُنتج غازاً له رائحة حامضة.
كذلك، لفت التقرير إلى أن رائحة القدمين تزداد سوءاً بسبب الجوارب والأحذية التي لا تسمح للعرق بالتبخر من الجلد. فعندما لا يمكن للعرق أن يتبخر، ترتفع درجة الحرارة والرطوبة داخل الأحذية، ما يسمح للبكتيريا بالتكاثر لأنها تفضل بيئة دافئة ورطبة.
وأشار التقرير إلى عدوى جلدية بكتيرية أخرى تسمى «تحلل القرنية» قد تسبب أيضاً رائحة قدمين كريهة. وعادةً ما تعيش على باطن القدمين وبين الأصابع ويجعل الجلد أبيض ورطباً، وغالباً ما تكون مصحوبة بحفر صغيرة مثقوبة التي تحدث بسبب البكتيريا التي تهضم الجلد وتنتج مركبات الكبريت.
ووفقاً للتقرير هذه الحالة أكثر شيوعاً بين الرجال وترتبط بتعرق القدمين وعدم نظافتهما كما ترتبط بمرض السكري ونقص المناعة.
ومن الأسباب التي عدّدها التقرير، عدوى «السعفة» وهي عدوى جلدية فطرية غالباً ما تسمى «قدم الرياضي»، والتي يمكن لاختصاصي الأقدام تشخيصها ويمكن معالجته بكريم أو غسول مضاد للفطريات.

ما الحل للقضاء على تعرق القدمين ورائحتهما الكريهة؟
أول الأشياء التي تجب مراعاتها هي نظافة القدمين والأحذية، وفقاً للتقرير، الذي أشار إلى أنه لا يجب الاكتفاء بغسل القدمين خلال الاستحمام، بل من المهم غسلهما بالصابون بما في ذلك ما بين أصابع القدمين، كما يجب تجفيف القدمين جيداً بعد الاستحمام لمنع تراكم العرق والبكتيريا.
وقال التقرير إنه من المثالي تبديل الحذاء بحيث تتاح الفرصة للأحذية بأن تجف قبل ارتدائها مرة أخرى. كما نصح باستخدام جوارب مصنوعة من ألياف الخيزران الذي يمتلك تأثيراً طبيعياً مضاداً للميكروبات.

هل من علاجات؟
إذا كنت تعاني من تعرق قدميك المصحوب برائحة كريهة رغم اهتمامك بنظافتهما وبالأحذية، ينصح باستشارة خبير لتقديم العلاج المناسب، ووفقا للتقرير.
وحسبه، تستهدف معظم العلاجات المتاحة للقضاء على الروائح الكريهة الناتجة عن التعرق، مضاد تعرق قوياً يحتوي على كلوريد الألمنيوم، والذي يمكن شراؤه من الصيدلية من دون وصفة طبية وتطبيقه مباشرة على القدمين.
حل آخر تحدث عنه هو «الرحلان الشاردي» وهو إجراء يتم القيام به في العيادات المتخصصة لتقليل التعرق في اليدين والقدمين، حيث يتم تمرير تيار كهربائي خفيف عبر الجلد المنقوع في ماء الصنبور. وجدت إحدى الدراسات أن نحو 75 – 80% من المشاركين شعروا بالفرق بعد 20 يوماً من العلاج.
حل إضافي أورده التقرير هو علاجات البوتوكس التي أكد أنها فعالة للغاية في تقليل تعرق القدمين، حيث يعمل البوتوكس عن طريق سد الأعصاب التي تنشط الغدد العرقية. ومع ذلك، فإن الحقن في باطن القدمين يمكن أن يكون غير مريح للغاية.
وأخيراً نصح التقرير أيضاً باستخدام كريم موضعي يحتوي على كمية صغيرة من «جليكوبيرونيوم بروميد» ما يمكن أن يساعد في السيطرة على التعرق المفرط.