مخاطر الصين والشحنات الأوكرانية تدعمان أسواق الحبوب

تراجعت أسعار الحبوب في بورصة شيكاغو مع تخفيف الضغوط العالمية التي شملت حلحلة الصادرات الأوكرانية (أ.ب)
تراجعت أسعار الحبوب في بورصة شيكاغو مع تخفيف الضغوط العالمية التي شملت حلحلة الصادرات الأوكرانية (أ.ب)
TT

مخاطر الصين والشحنات الأوكرانية تدعمان أسواق الحبوب

تراجعت أسعار الحبوب في بورصة شيكاغو مع تخفيف الضغوط العالمية التي شملت حلحلة الصادرات الأوكرانية (أ.ب)
تراجعت أسعار الحبوب في بورصة شيكاغو مع تخفيف الضغوط العالمية التي شملت حلحلة الصادرات الأوكرانية (أ.ب)

واصلت العقود الآجلة للذرة والقمح وفول الصويا في شيكاغو خسائرها، يوم الثلاثاء، متأثرة بالمخاطر الاقتصادية في الصين، وتوقعات بتأثير أخف للأمطار على المحاصيل الأميركية، وزيادة الشحنات من أوكرانيا التي مزقتها الحرب.
وانخفضت العقود الآجلة لفول الصويا، وهي الأكثر نشاطاً في مجلس شيكاغو للتجارة، واحداً في المائة بحلول الساعة 10.32 بتوقيت غرينتش. ونزلت الذرة 1.3 في المائة، والقمح 1.6 في المائة. وتراجع فول الصويا، الاثنين، إلى أدنى مستوياته فيما يزيد على أسبوع، بعد أن أدى خفض غير متوقع لسعر الفائدة في الصين إلى إثارة المخاوف من تعثر النمو في أكبر مستورد لفول الصويا في العالم.
وتسبب القلق إزاء الصين في انخفاض أسعار النفط الخام، مما زاد من الضغط على فول الصويا، والذرة، التي هي من بين المحاصيل التي يتم على نطاق واسع معالجتها لاستخدامها في الوقود الحيوي. كما أدى التوتر الاقتصادي إلى ارتفاع الدولار، مما ضغط أيضاً على السلع الأساسية المسعرة بالعملة الأميركية. وقال «بنك كومرتس» في مذكرة، «البيانات الاقتصادية الضعيفة من الصين أدت لتهدئة أسواق السلع الأساسية في مطلع الأسبوع».
وذكرت وزارة الزراعة الأميركية، في ساعة متأخرة من مساء الاثنين، أن توقعات الطقس بتأثير أخف للأمطار هذا الأسبوع، في المناطق الغربية الجافة من حزام الذرة وفول الصويا بالولايات المتحدة، كانت أيضاً سبباً في الحد من ارتفاع الأسعار.
كما خفت مخاوف الإمدادات المتعلقة بالغزو الروسي لأوكرانيا من خلال شحنات الحبوب الأولى بموجب اتفاق الممر الآمن.
وأظهرت بيانات «رفينيتيف أيكون»، يوم الثلاثاء، أن السفينة «بريف كوماندر» غادرت ميناء بيفديني الأوكراني حاملة أول شحنة من المساعدات الغذائية الإنسانية المتجهة إلى أفريقيا من أوكرانيا منذ الغزو الروسي. وتراجعت صادرات الحبوب الأوكرانية منذ بداية الحرب بسبب إغلاق موانئها على البحر الأسود، مما أدى إلى ارتفاع أسعار الغذاء العالمية، وأثار مخاوف من حدوث نقص في أفريقيا والشرق الأوسط. وتصف موسكو تصرفاتها في أوكرانيا بأنها «عملية عسكرية خاصة».
لكن تم فتح ثلاثة موانئ على البحر الأسود، الشهر الماضي، بموجب اتفاق بين موسكو وكييف بوساطة من الأمم المتحدة وتركيا، مما أتاح الفرصة لإرسال مئات الآلاف من أطنان الحبوب الأوكرانية إلى المشترين.
وقالت وزارة البنية التحتية الأوكرانية، إن السفينة «بريف كوماندر»، التي تحمل على متنها 23 ألف طن من القمح توجهت إلى جيبوتي، ومن المقرر أن تتوجه الإمدادات بعد ذلك للمستهلكين في إثيوبيا. وأضافت في بيان: «الوزارة والأمم المتحدة تعملان على إيجاد سبل لزيادة الإمدادات الغذائية للفئات الضعيفة اجتماعياً من الأفارقة».
وقال نائب وزير البنية التحتية يوري فاسكوف، إن أوكرانيا يمكنها تصدير ثلاثة ملايين طن من الحبوب من موانئها في سبتمبر (أيلول) المقبل، وربما تستطيع تصدير أربعة ملايين طن شهرياً في المستقبل. وتابع أن أوكرانيا تلقت طلبات لقدوم 30 سفينة إليها في خلال الأسبوعين المقبلين لتصدير الحبوب، فيما بلغت إجمالي الكميات التي تم تصديرها حتى الآن نحو 600 ألف طن.
وقالت وزارة الدفاع التركية، إن خمس سفن أخرى تحمل ذرة وقمحاً غادرت الموانئ الأوكرانية بواقع ثلاث سفن من ميناء تشورنومورسك واثنتين من بيفيدني، ليصل إجمالي السفن التي غادرت بموجب الاتفاق إلى 21، وأضافت أن مركز التنسيق المشترك، الذي يعمل به أفراد من روسيا وتركيا وأوكرانيا والأمم المتحدة في إسطنبول، سيُفتش يوم الثلاثاء أربع سفن أخرى ستتجه إلى أوكرانيا.
وأظهرت البيانات من «رفينيتيف أيكون» أن من بين السفن التي ستغادر الثلاثاء، السفينة «بريف كوماندر»، التي تحمل أول شحنة من المساعدات الغذائية الإنسانية لأفريقيا تغادر من أوكرانيا منذ الغزو الروسي. وقالت وزارة الزراعة، هذا الأسبوع، إنه رغم فتح الموانئ الأوكرانية، انخفضت صادرات الحبوب الأوكرانية 46 في المائة على أساس سنوي إلى 2.65 مليون طن حتى الآن في الموسم 2022 و2023، وصدرت أوكرانيا 948 ألف طن من الحبوب في النصف الأول من أغسطس (آب)، مقارنة بـ1.88 مليون طن في الفترة نفسها من العام السابق.


مقالات ذات صلة

«كوب 16» يختتم أعماله بالموافقة على 35 قراراً لتعزيز جهود مكافحة التصحر

الاقتصاد صورة جماعية للمشاركين في مؤتمر «كوب 16» في اختتام أعماله (واس)

«كوب 16» يختتم أعماله بالموافقة على 35 قراراً لتعزيز جهود مكافحة التصحر

أنتج مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (كوب 16) الذي عقد في الرياض، 35 قراراً حول مواضيع محورية.

عبير حمدي (الرياض)
خاص ترمب وشي في قمة زعماء مجموعة العشرين بأوساكا باليابان عام 2019 (أرشيفية - رويترز)

خاص قنابل موقوتة تهدد الاقتصاد العالمي في 2025

يقف عام 2025 عند منعطف محوري مع تنامي المواجهة التجارية بين الولايات المتحدة والصين ووسط استمرار التوترات الجيوسياسية.

هلا صغبيني (الرياض)
الاقتصاد امرأة على دراجتها الهوائية أمام «بورصة بكين»... (رويترز)

تراجع تدفقات رأس المال إلى الأسواق الناشئة... والصين الأكبر تضرراً

من المتوقع أن يشهد النمو العالمي تباطؤاً في عام 2025، في حين سيتجه المستثمرون الأجانب إلى تقليص حجم الأموال التي يوجهونها إلى الأسواق الناشئة.

«الشرق الأوسط» (لندن )
الاقتصاد برج المقر الرئيس لبنك التسويات الدولية في بازل (رويترز)

بنك التسويات الدولية يحذر من تهديد الديون الحكومية للأسواق المالية

حذّر بنك التسويات الدولية من أن تهديد الزيادة المستمرة في إمدادات الديون الحكومية قد يؤدي إلى اضطرابات بالأسواق المالية

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد متداولون في كوريا الجنوبية يعملون أمام شاشات الكومبيوتر في بنك هانا في سيول (وكالة حماية البيئة)

الأسواق الآسيوية تنخفض في ظل قلق سياسي عالمي

انخفضت الأسهم في آسيا في الغالب يوم الاثنين، مع انخفاض المؤشر الرئيسي في كوريا الجنوبية بنسبة 2.3 في المائة.

«الشرق الأوسط» (هونغ كونغ )

صربيا تحذر من عقوبات أميركية على شركة تمدها بالغاز مدعومة من روسيا

مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)
مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)
TT

صربيا تحذر من عقوبات أميركية على شركة تمدها بالغاز مدعومة من روسيا

مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)
مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)

كشف الرئيس الصربي ألكسندر فوسيتش أن الولايات المتحدة تخطط لفرض عقوبات على المورد الرئيسي للغاز لصربيا الذي تسيطر عليه روسيا.

وقال الرئيس الصربي ألكسندر فوسيتش لهيئة الإذاعة والتلفزيون الصربية إن صربيا أُبلغت رسمياً بأن قرار العقوبات سيدخل حيز التنفيذ في الأول من يناير (كانون الثاني)، لكنه لم يتلقَّ حتى الآن أي وثائق ذات صلة من الولايات المتحدة، وفق «رويترز».

تعتمد صربيا بشكل شبه كامل على الغاز الروسي الذي تتلقاه عبر خطوط الأنابيب في الدول المجاورة، ثم يتم توزيع الغاز من قبل شركة صناعة البترول الصربية (NIS)، المملوكة بحصة أغلبية لشركة احتكار النفط الحكومية الروسية «غازبروم نفت».

وقال فوسيتش إنه بعد تلقي الوثائق الرسمية، «سنتحدث إلى الأميركيين أولاً، ثم نذهب للتحدث إلى الروس» لمحاولة عكس القرار. وأضاف: «في الوقت نفسه، سنحاول الحفاظ على علاقاتنا الودية مع الروس، وعدم إفساد العلاقات مع أولئك الذين يفرضون العقوبات».

ورغم سعي صربيا رسمياً إلى عضوية الاتحاد الأوروبي، فقد رفضت الانضمام إلى العقوبات الغربية ضد روسيا بسبب غزوها أوكرانيا، ويرجع ذلك جزئياً إلى شحنات الغاز الروسية الحاسمة.

وقال فوسيتش إنه على الرغم من التهديد بالحظر، «لست مستعداً في هذه اللحظة لمناقشة العقوبات المحتملة ضد موسكو».

وعندما سئل عما إذا كان التهديد بفرض عقوبات أميركية على صربيا قد يتغير مع وصول إدارة دونالد ترمب في يناير، قال فوسيتش: «يجب علينا أولاً الحصول على الوثائق (الرسمية)، ثم التحدث إلى الإدارة الحالية، لأننا في عجلة من أمرنا».

ويواجه الرئيس الصربي أحد أكبر التهديدات لأكثر من عقد من حكمه الاستبدادي. وقد انتشرت الاحتجاجات بين طلاب الجامعات وغيرهم في أعقاب انهيار مظلة خرسانية في محطة للسكك الحديدية في شمال البلاد الشهر الماضي، ما أسفر عن مقتل 15 شخصاً في الأول من نوفمبر (تشرين الثاني). ويعتقد كثيرون في صربيا أن الفساد المستشري والمحسوبية بين المسؤولين الحكوميين أديا إلى العمل غير الدقيق في إعادة بناء المبنى، الذي كان جزءاً من مشروع سكة ​​حديدية أوسع نطاقاً مع شركات حكومية صينية.