في ثاني حادث من نوعه خلال أسبوع، أدى انفجار وقع أمس (الثلاثاء)، في مستودع للذخيرة تابع للجيش الروسي في شبه جزيرة القرم، إلى اندلاع حرائق ضخمة طال لهيبها منشآت محيطة بالمستودع بينها محطة كهربائية وخط للسكك الحديدية.
وخلافاً للتفجير السابق الذي استهدف قبل أيام قاعدة جوية روسية على السواحل الغربية لشبه الجزيرة، فقد أقرت موسكو هذه المرة بأن التفجيرات في مستودع الذخيرة نجمت عن «عمل تخريبي». وأفادت وزارة الدفاع في بيان، بأن «تفجيرات كبيرة وقعت في وقت مبكر من صباح الثلاثاء، في مستودع للذخيرة قرب بلدة مايسكويه في منطقة جانكوي بشمال شبه الجزيرة». وأعلنت أن «أضراراً لحقت أيضاً بخط كهرباء ومحطة كهرباء وسكة حديد وعدد من المباني السكنية في المنطقة». وأوضح البيان أن التحقيقات الأولية أظهرت «أن التفجيرات نجمت عن عمل تخريبي»، من دون أن توجه أصابع الاتهام مباشرة إلى الجانب الأوكراني.
ووفقاً لمعطيات الوزارة، لم يسفر الحادث عن وقوع «إصابات خطيرة»، وقالت إنه تم إطلاق عملية لإجلاء السكان من المناطق المحيطة إلى مناطق آمنة، وزادت: «العمل جارٍ لإزالة آثار العملية التخريبية». وأظهرت لقطات بثها التلفزيون الرسمي الروسي اشتعال النيران في محطة كهرباء فرعية، كما بث التلفزيون لقطات انفجارات كبيرة قالت السلطات إنها نتيجة تفجير الذخيرة.
وقالت وكالة الإعلام الروسية إن سبعة قطارات ركاب تأخرت، وإنه تم تعليق حركة السكك الحديدية على جزء من الخط في شمال شبه جزيرة القرم. وقد يؤدي ذلك إلى عرقلة قدرتها على دعم القوات في أوكرانيا بالعتاد العسكري.
وكانت موسكو أعلنت أن الانفجار السابق الذي وقع الثلاثاء الماضي، في قاعدة جوية «نجم عن خلل فني». وأكد بيان وزارة الدفاع أن الحادث «ليس مرتبطاً بتأثير خارجي»، وأوضحت أن سببه حريق نشب خلال عمل نقل للوقود. لكن وسائل إعلام روسية حكومية لم تستبعد آنذاك، فرضية «العمل التخريبي».
ولم تؤكد أوكرانيا أو تنفِ رسمياً مسؤوليتها عن الانفجارات في شبه جزيرة القرم، على الرغم من أن مسؤوليها رحبوا صراحة بالحوادث في المنطقة التي بدت حتى الأسبوع الماضي، أنها آمنة تحت سيطرة موسكو وخارج نطاق الهجمات. وكتب ميخايلو بودولاك، مستشار الرئيس الأوكراني، بعد التقارير الواردة من مايسكويه: «نُذكر بأن شبه جزيرة القرم كبلد طبيعي مرتبطة بالبحر الأسود والجبال والترفيه والسياحة، لكن شبه جزيرة القرم التي يحتلها الروس مرتبطة بانفجار المستودعات وزيادة خطر تعرض الغزاة واللصوص للموت».
وتقع مايسكويه على خط السكك الحديدية الرئيسي الذي يربط شبه جزيرة القرم بروسيا ويُستخدم لإمداد القوات الروسية في جنوب أوكرانيا. وعلى غرار القاعدة الجوية، يقع مستودع الذخيرة خارج نطاق الصواريخ الرئيسية التي اعترفت الدول الغربية بتزويد أوكرانيا بها حتى الآن، ما يزيد من احتمال أنها اكتسبت قدرات جديدة.
على صعيد آخر، أعربت الخارجية الروسية الثلاثاء، عن قلق من نقل مقاتلين وطائرات كانت بحوزة الحكومة الأفغانية إلى أوكرانيا. وأعلن مبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى أفغانستان، ضمير كابولوف، أن أفراداً من القوات الخاصة الأفغانية السابقة انضموا إلى «الجماعات القومية» بأوكرانيا. ونقلت وكالة أنباء «نوفوستي» الحكومية عن الدبلوماسي، أن لدى موسكو معطيات أكدتها معلومات قدمتها أخيراً قيرغيزستان، بانتقال عناصر من القوات الخاصة التابعة للنظام السابق الذين فروا من أفغانستان، إلى منظمات إرهابية بينها تنظيم «داعش»، كما أن بعضهم انتقل إلى أوكرانيا للقتال إلى جانب «التشكيلات القومية».
وقال كابولوف إن «أعداداً كبيرة من عناصر الوحدات الأمنية فروا من أفغانستان وحاولوا الحصول على ملجأ آمن في الولايات المتحدة أو بلدان أخرى، والأميركيون والآخرون لا يأخذونهم رغم الوعود، وهم ما زالوا ينتظرون الحصول على إذن بدخول الولايات المتحدة». وزاد أن «هؤلاء من القوات الخاصة... انضم جزء منهم إلى تنظيم داعش ويقاتلون في العراق وسوريا. وهذا أمر كان متوقعاً برأيي، إذ إنه تكرار للسيناريو العراقي الذي أسفر عن ظهور تنظيم داعش. والجزء الآخر من هؤلاء العسكريين السابقين ينضمون إلى القوميين الأوكرانيين كمرتزقة أي مقابل الأموال، إذ إنهم يحتاجون إلى الأموال. لكن لا توجد هناك أي صلة لذلك بحركة طالبان».
وكانت وكالة «نوفوستي» الحكومية نقلت عن مصدر في نهاية مارس (آذار) الماضي، أن الجانب الأميركي يستعد لإرسال العسكريين السابقين من الجيش الأفغاني إلى ساحة القتال في أوكرانيا. في الوقت ذاته، قال كابولوف إن حركة «طالبان» قدمت تأكيدات لروسيا أنها ستعمل ما بوسعها لـ«منع نقل مقاتلي المنظمات الإرهابية بما فيها تنظيم (داعش) إلى أوكرانيا». وزاد: «أعلنت حركة (طالبان) أنها بالتأكيد لن تسمح بذلك في حدود قدراتها الحقيقية. وهم ليسوا منافقين على الإطلاق».
في المقابل، حذر الدبلوماسي من «خطر أكبر» قال إنه مرتبط باحتمال أن تظهر في أوكرانيا، «نحو 100 طائرة ومروحية فر على متنها عسكريون أفغان قبل عام إلى أوزبكستان وطاجيكستان». وأوضح أنه «من المهم بالنسبة لنا ألا تظهر في أوكرانيا المروحيات والطائرات التي وصلت إلى أوزبكستان وطاجيكستان عندما فر القادة العسكريون والعسكريون الأفغان وقاموا بنقل عدة عشرات من المروحيات والطائرات: خصوصاً نحو 60 طائرة ومروحية إلى طاجيكستان وما بين 40 و50 مروحية وطائرة في أوزبكستان».
القرم: انفجارات جديدة تهز قاعدة روسية وأوكرانيا تُلمح إلى لعب دور فيها
القرم: انفجارات جديدة تهز قاعدة روسية وأوكرانيا تُلمح إلى لعب دور فيها
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة